- مدير المركز التربوي لدول الخليج:

نعاني ندرة المحتوى التعليمي الرقمي قياساً باللغة الإنجليزية

التعليم استثمار ثقيل لا يؤتي ثماره في التو واللحظة.. لكنه ضمان المستقبل

- عميد كلية التربية في جامعة دمشق:

التطبيقات أثبتت فعالية في تصحيح اللسان والتدريب على النطق السليم

- خبير بمجمع اللغة العربية:

«الإنسان عدو ما يجهل» وهذا الشعور سيتبدد يوماً بعد يوم مع زيادة الاستخدام

- متخصصة تدريس:

الكلام الكثير عن تضخيم المخاطر لا يجب أن يثبطنا أو يدفعنا إلى التقاعس

=========

- ضرورة ربط أساليب التعليم بالحياة الرقمية

لانصراف الأجيال إلى مستحدثاتها بكل حواسهم

- منصة مبتكرة بالإمارات ضمن برامج غوغل

التعليمية لدعم المعلمين والطلاب

دبي - رحاب حلاوة ونورا الأمير

أزمة.. كلمة ذات أربعة حروف، تكاد تختزل ما آل إليه حال لغة الضاد، على صعيد تدريسها في البلاد العربية، وهي أزمة ذات أسباب متشعبة، منها ما هو اجتماعي ثقافي أكثر من كونه تربوياً، ومن ذلك على سبيل المثال أن كثيراً من الأسر «متأمركة متفرنسة»، كما كان يقول عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وهؤلاء حملوا معاولهم وانهالوا بها على العربية، عبر دعوات لاعتماد الكتابة باللهجات المحكية، أو التدريس بالإنجليزية.

ومع بداية التسعينيات، حرص الكثيرون على الحديث مع أبنائهم بالإنجليزية، بذريعة أنهم يريدون تسليحهم منذ نعومة أظفارهم بلغة العصر، وهكذا تنشأ أجيال منبتة الصلة بجذورها الثقافية والحضارية.

وعلى صعيد التدريس، فإن المؤتمرات والندوات والجلسات الحوارية التي تطرقت إلى أزمة تدريس العربية، أصدرت خلال العقود الثلاثة الماضية توصيات، يمكن القول من دون مبالغة أنها تكفي لتغطية سطح الكرة الأرضية مرات عدة، لكن هذه التوصيات قلما تجد طريقها إلى مخططي السياسات التعليمية العربية، وصانعي القرار التربوي، ما يجعلها «جعجعة بغير طحين» أو بعبارة أقل وطأة جهداً ضائعاً بغير جدوى.

ومع التحولات التقنية الكبرى، ذات العلاقة بتشعب استخدامات الذكاء الاصطناعي، أصبح المختصون يطرحون السؤال: هل تعيد إليها تلك التقنيات مجداً فقدته على يد أبنائها؟

وسط دعوات تربوية بعدم التوقف عند الشكوى، وضرورة تصميم برامج تقنية ترتبط بالحياة الرقمية التي انصرف الأجيال إلى مستحدثاتها بكل حواسهم، سعياً لتجاوز الأزمة بما يكفل تنشئة الأجيال الشابة على أساس متين من واقعهم الحضاري والثقافي.

وأمام واقع الميدان وحال الأبناء.. تطرح «البيان» السؤال: كيف يمكن الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير طرائق تدريس لغة الضاد؟

بداية يقول مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج الدكتور عيسى الحمادي إن التحولات الرقمية المتسارعة تضع على عاتق اللغة العربية المثقل بالأزمات، تحديات كبيرة وعقبات كؤود، ومنها على سبيل المثال ندرة المحتوي الرقمي التعليمي ذي العلاقة بتدريس العربية قياساً بالمحتوى الخاص باللغة الإنجليزية.

وحسب الحمادي لا تواكب المناهج الدراسية في دولنا العربية الابتكارات التكنولوجية، ومع ما هو معلوم بالضرورة بشأن ميل الأجيال الناشئة إلى «الحياة الرقمية» وانصرافهم إلى المستحدثات التكنولوجية بكل حواسهم، فإن ذلك يخلق فجوة ليس سهلاً ردمها بينهم وبين تعلم العربية.

ندرة التطبيقات

وقال: «من الأزمات كذلك نقص البرامج التعليمية التفاعلية، وغياب التطبيقات القادرة على تحقيق عناصر الجذب والتشويق وإثارة الاهتمام بين الطلاب»، مؤكداً أن هذه التحديات لا بد أن تحدو بالمختصين إلى العمل على تفعيل دور الذكاء الاصطناعي في تدريس لغة القرآن الكريم، التي إذا ما فقدناها ضاعت هويتنا الحضارية.

ويرى الحمادي أن صعوبة إطلاق محتوى رقمي لتدريس اللغة العربية ترجع إلى عمق اللغة وليس صعوبتها، رافضاً مقولة إن العربية لغة مستعصية على الفهم، أو عاجزة عن التطور، إذ يقول: هذه ترهات يروجها دعاة التغريب، فلغتنا هي أجمل اللغات وأكثرها عمقاً وثراءً، وليس العيب فيها وإنما في تهافت الجهود ذات الصلة بتطوير طرائق تدريسها.

ويدعو المؤسسات التعليمية العربية إلى تبني استراتيجيات شاملة لتوسيع نطاق استخدام اللغة العربية في الفضاء الرقمي، مع ضرورة إنشاء منصات تعليمية مبتكرة تقدم محتوى تفاعلياً يجذب اهتمام الطلاب.

وتطرق كذلك إلى ربط البرامج التعليمية بالأنشطة التفاعلية على الشبكة العنكبوتية، مشدداً على أن أي جهد لن يتسنى له النجاح، ما لم تتضافر جهود قطاعي التعليم الحكومي والخاص، بما يؤدي إلى رؤية قابلة للتطبيق ومتوافق عليها.

ويؤكد أن التعليم استثمار ثقيل لا يؤتي ثماره في التو واللحظة، لكنه الاستثمار المستقبلي الأهم، وعلى هذا الأساس لا بد للدول العربية أن تخصص موارد مناسبة لتطوير وسائل التدريس، وينبغي أن تكون ملاحقة تطورات العصر في القلب من خطط التطوير، وعلى صدارة الأهداف.

ويختتم: «مع ميل الأجيال الناشئة إلى ما يمكن أن نسميه «رقمنة الحياة» لا بد من التعليم أن يستجيب فيتفاعل إيجابياً مع روح الحداثة، وبغير ذلك سنتخلف عن قطار التقدم، وهو قطار سرعته صارت تحسب بسرعة الضوء، فكل ثانية تأخير ذات تكلفة باهظة».

تطورات تربوية موازية

وحسب مختصين.. لا تقتصر مجالات الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالتعليم على وسائل التدريس فحسب، إذ أصبحت ذات دور كبير في تحليل مستوى الطلاب، وتقديم دروس نوعية في ضوء ذلك، وبحسب مستويات كل طالب الاستيعابية والمعرفية، وهذا التطور اللافت والجذري يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سينحي المدرس جانباً، وهو سؤال تجيب عنه عبر اتصال هاتفي الدكتورة مها زحلوق عميد كلية التربية بجامعة دمشق: «ليس ممكناً أن ينتهي دور المدرس، ونطاق الذكاء الاصطناعي سيتمثل في دعمه وتسليحه بأدوات جديدة فعالة تسهل من عملية الشرح، وتحسن من مستويات الاستيعاب لدى الطلاب».

وتقول: «بعض المدارس العربية شرعت تتبنى أدوات الذكاء الاصطناعي لتعليم الكتابة والتحدث بالعربية، وفي مسألة التحدث فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أثبتت فعالية كبيرة في تصحيح اللسان، وتدريب الطلاب والطالبات على النطق السليم، الأمر الذي يجب أن يدعو إلى توسيع نطاق هذه المبادرات التي لا تزال مقتصرة على عدد محدود من المدارس».

ويتفق معها الدكتور معاطي محمد نصر، أستاذ المناهج وطرائق تدريس اللغة العربية، والعميد الأسبق لكلية التربية بجامعة طنطا المصرية، حيث يقول: إن النظر بريبة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي أمر منطقي وينبثق من علة سيكولوجية تلخصها عبارة «الإنسان عدو ما يجهل»، لكن هذا الشعور سيتبدد يوماً بعد يوم مع زيادة مجالات الذكاء الاصطناعي وارتفاع مستويات الوعي بالتعامل معها.

ويقول الدكتور معاطي، وهو خبير تربوي بمجمع اللغة العربية في القاهرة: «الذكاء الاصطناعي قد يكون مفتاحاً لدخول مناطق تدريسية جديدة، وحل أزمات تبدو مستعصية، والمؤكد أن استخداماته في جمع وتحليل البيانات حول الطلاب، بما يشمله ذلك من مستويات القوة والضعف في قدراتهم الدراسية والمعرفية والاستيعابية، سيسهم في تصميم برامج تعليمية أكثر استجابة ومرونة وفاعلية».

ويؤكد أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي سيكون ذا دور مهم للغاية فيما يتعلق بمهارات القراءة والكتابة والنطق الصحيح، مشيراً إلى أن التغذية الراجعة - أو بتعبير مبسط - البرامج التفاعلية ستساهم في ذلك إسهاماً كبيراً.

ويعول الدكتور معاطي على أن دمج الذكاء الاصطناعي سيجعل تعلم اللغة العربية أكثر جاذبية لدى الطلاب، ضارباً المثل بتقنيات الدردشة مع الروبوتات الذكية، والتي توفر تجربة تعليمية بالغة الخصوصية، وتساعد دارسي العربية على تطوير مهاراتهم الخطابية في إطار من المتعة والتشويق، أو في عملية تعليمية متقدمة تجمع ما بين التسرية عن النفس وإثرائها معرفياً في آن واحد.

ويختتم: من المتعارف عليه أن التعلم الذاتي يؤسس لوعي أكثر جدة ورسوخاً وثراءً في نفس الدارسين، وهذا أبرز ما يميز تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يجعله وسيلة تعليم لا تلغي المدرس، ولا تجبره على التقاعد، لكن تؤازر جهده الخلاق والمهم.

من جانبها تقول الدكتورة فاطمة الظاهري، متخصصة في تدريس اللغة العربية، إن الذكاء الاصطناعي قد يثري العملية التربوية برمتها في حال استثماره لإنشاء محتويات تعليمية تفاعلية ومبتكرة، على غرار مقاطع الفيديو والمشروعات الجماعية، الأمر الذي يضفي جاذبية على تجربة التعلم.

وتعتبر أن دمج الذكاء الاصطناعي في تدريس لغة الضاد، ليس مجرد خيار مستقبلي، وإنما هو حتمية ضرورة وصيرورة، إذ ليس معقولاً أن نقف على هامش حركة العلم متخوفين متوجسين، والكلام الكثير الذي يذهب إلى تضخيم مخاطر الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يثبطنا أو يدفعنا إلى التقاعس، ذلك إن أردنا بصدق أن نلحق بقاطرة الحضارة.

طموحات وتطلعات

وترى الدكتورة مروة مهيأ، وهي متخصصة في اللغة العربية، أن دخول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعليم العربية، يعد قفزة تقدمية إلى الأمام، وحركة تاريخ ليس ممكناً أن تتقهقر إلى الوراء.

وتتحلى الدكتورة مروة بنظرة متفائلة إزاء الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التدريس، إذ تقول: «في ظني أن انتشاره سيقضي على الكثير من الصعوبات التي طالما اقترنت بتدريس العربية».

وتشدد على أن نجاح التجارب العربية في مجال استثمار الذكاء الاصطناعي كوسيلة تعليم، لن يتأتى لها الحد الأدنى من النجاح، ما لم تبادر الحكومات إلى ضخ تمويلات مناسبة لمواكبة هذه الثورة التقنية الكبرى، مضيفة: «نعم.. إن الذكاء الاصطناعي يعد ثورة بكل المقاييس، وهي ثورة ممتدة الآثار، وسيكون لها ما لها في المستقبل، والمؤكد أن الأمم التي لن تواكبها ستخرج من قافلة الحضارة».

وتقول: هناك حاجة عربية ماسة لتطوير محتوى رقمي إثرائي لتدريس اللغة العربية، وتعليم العلوم جميعها، وهذا هو المستقبل وتلك آلياته، ونحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن نتسلح بآليات العصر، وإما أن نبقى في غبار التاريخ.

وتعتقد الدكتورة مروة مهيأ أن هناك خيطاً رفيعاً لا بد من عدم قطعه، بين التوسع في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وبين الحفاظ على ما نسميه «إنسانية العملية التعليمية»، فالإنسان المعلم ينبغي أن يبقى محورها وأساسها.

برامج تدريب

وبادرت وزارة التربية والتعليم إلى التفاعل إيجابياً مع الذكاء الاصطناعي، واهتمت بشكل خاص بطرح برامج تدريب للمدرسين، بغية تمكينهم من الاستفادة المثلى من الآفاق الواسعة التي تتيحها تقنياته في تعزيز عمليات التعلم.

وأنشأت الوزارة منصة مبتكرة تستخدم خصائص الذكاء الاصطناعي، ضمن حزمة برامج غوغل التعليمية، لدعم المعلمين والطلاب داخل الصفوف الدراسية، وتقدم تلك المنصة محتوى تعليمياً تفاعلياً، يسهل التدريس ويعزز مستويات استيعاب الطلاب.

وتستفيد هذه المنصة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة التعليم وتعزيز التفاعل والتعاون بين المعلمين والطلاب، ومن ثم ترسيخ تجربة تعلم أكثر فعالية وشمولية.

وتتميز المنصة بقدرتها على تحسين ظروف التعلم، مثل استخدام تحليل البيانات وتقنيات التعلم الآلي، التي تمكنها من تقديم توجيهات شخصية لكل طالب، كما تتيح للمدرسين تخطيط الدروس، وتوفير موارد تعليمية متنوعة تتناسب مع احتياجات الطلاب، فضلاً عن إتاحتها لهم التعرف على المفاهيم المستحدثة والآليات المبتكرة في هذا المجال.

وتتسم العلاقات بين الطالب والمدرس عبر هذه المنصة بدرجة عالية من التفاعل، في عملية أخذ ورد تنضبط فيها العلاقات وفق آليات «رجع الصدى» في نظريات علم الاتصال الجماهيري.

وتؤكد الوزارة التزامها بدمج التكنولوجيا الحديثة في التعليم، بما يساعد على إعداد جيل من الطلبة المسلحين بروح العصر العلمية، والقادرين تبعاً لذلك على استشراف ومتابعة التطورات العالمية.

وصممت الوزارة برنامج AI Tutor عبر تطبيق معلم الذكاء الاصطناعي الافتراضي الإماراتي، بحيث لا يقتصر على منهج الوزارة، بل يشمل أيضاً مسارات تعليمية مخصصة لاحتياجات كل طالب على حدة.

ويوفر التطبيق للطلبة إمكانية إجراء الاختبارات والحصول على تقييمات فورية، وتتبع التقدم المحرز في النشاط التعليمي، مع إمكانية التفاعل الصوتي باللغتين العربية والإنجليزية.

كما استحدثت «مترجم لغة الإشارة الإماراتية المدعم بالذكاء الاصطناعي»، وهي تقنية تم تطويرها لسد فجوة التواصل مع مجتمعي الصم والبكم في مدارس الدولة، وذلك من خلال لغة الإشارة الإماراتية.

=========================================

إلزامية الذكاء الاصطناعي

أكد الخبير التربوي محمد فتح الباب ضرورة جعل إدخال الذكاء الاصطناعي في تدريس اللغة العربية إلزامياً، بما يتيح تطوير أساليب ومكاينزمات التعلم.

وقال إن مناهج اللغة العربية لطالما اعتمدت التلقين والحفظ وسيلة لتقييم الطلاب، وهذا من أبرز أسباب تراجع التحصيل الدراسي لها، مشيراً إلى أن الأجيال الناشئة لا تحبذ طرائق التلقي التقليدية، مما يجعل الذكاء الاصطناعي بالنسبة لهم خياراً مقبولاً أو بالأحرى محبذاً.

وأضاف: إن استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي سيحقق أثراً إيجابياً للغاية في مجالات تصحيح النطق واستقامة اللسان، قائلاً: «في العصور القديمة كان الأطفال يرسلون إلى البادية ليتشربوا أساسيات النطق السليم، وكان يقال حين يخطئ إنسان ما في نطق كلمة «إنها لِحَانة صُحافيِّ» للإشارة إلى أنه لم يسمعها وإنما قرأها في صحيفة، واليوم من الممكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل البادية فيتعلم الأبناء منه النطق الصحيح.

كما يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بتحليل اللغة البنيوي والأدبي وخلق علاقات تفاعلية بين الطالب واللغة».

..........................................................................

تحويل قصص «العربية» إلى رسوم كرتونية

كشف ساجد قولزار، مدير مدرسة كينج في البرشاء بدبي، عن أن مدرسته استخدمت الذكاء الاصطناعي لمساعدة الطلبة غير الناطقين باللغة العربية على تعلمها.

وقال إن ذلك الأمر حقق نجاحاً فاق التوقعات، حتى إن بعض الطلبة تمكنوا من تأليف قصص باللغة العربية، وحولوها إلى رسوم كرتونية باستخدام الذكاء الاصطناعي، معتبراً أن هذه التجربة تؤكد أن إضافة عنصر التشويق إلى التعليم سيصبح أسهل كثيراً مع الذكاء الاصطناعي.

كما أظهرت التجربة أن المرونة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي تساعد على تسريع وتيرة تعلم القواعد النحوية بصورة أكثر دقة وكفاءة وفعالية، وترفع مستويات الاستيعاب دون أن يشعر الطلاب أنهم في بيئة دراسية تقليدية.

وأوضح أن 262 طالباً وطالبة من غير الناطقين باللغة العربية نجحوا في تأليف 70 قصة قصيرة باللغة العربية، وتم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والجرافيك فيها لتحويل شخصيات الطلبة الحقيقية إلى شخصيات كرتونية في العالم الافتراضي، مما أتاح لهم إبداع قصص ترويها هذه الشخصيات بشكل فريد وجذاب.

وأوضح أن هذا المشروع يمثل نموذجاً ملهماً لكيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم لتعزيز المهارات اللغوية والإبداعية والفائدة التعليمية لدى الطلاب.

................................................................

معلمة تروي: الحصص أكثر ديناميكية

روت معلمة لغة عربية تجربتها في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في تدريس اللغة العربية بإحدى مدارس دبي.

وقالت المعلمة فوزية الشيخ إن الذكاء الاصطناعي يجعل الحصة الدراسية أكثر ديناميكية، ويرفع مستويات تفاعل الطلاب مع المادة الدراسية، موضحة أن التغذية الراجعة تجذب انتباه الطلاب وتخلق حالة تفاعلية أكثر قدرة على استمالتهم وإثارة شغفهم.

وأضافت الشيخ إن هذه الأدوات تمنح الطلاب فرصة تطبيق ما يتعلمونه بشكل عملي وفوري، حيث تساعدهم على تنمية مهارات التحليل والفهم عبر التفاعل مع المحتوى التعليمي، ورأت أن استخدام التكنولوجيا التفاعلية في تعليم اللغة العربية يعزز من التفكير النقدي.

وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر أيضاً أنشطة تعليمية مخصصة لكل طالب بناءً على مستواه الاستيعابي والمعرفي الذاتي، مما يسهم في بناء تجربة تعلم شخصية وتفاعلية، موضحة أنه وبفضل تقنيات التعلم التكيفي، يمكن متابعة تقدم الطلاب بشكل مستمر، وتقديم تمارين متنوعة تركز على نقاط القوة وتحسن من نقاط الضعف.

...............................................................

اليونسكو: لا بديل عن الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التعليم 2030

أكدت مهرة المطيوعي، مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي التابع لإشراف منظمة اليونسكو، أن المنظمة تولي أهمية كبيرة للذكاء الاصطناعي في دعم تحقيق أهداف التعليم لعام 2030.

وأشارت إلى أن هذه التقنية تعد أداة حيوية لتعزيز جودة التعليم وجعله متاحاً للجميع، وفقاً للأهداف العالمية للتنمية المستدامة، مشددة على أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تكنولوجية، بل هو عامل تمكين قوي لتحسين الأنظمة التعليمية وتوسيع نطاق التعليم بطرق جديدة وفعالة.

وتسعى اليونسكو من خلال توجهاتها إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، لدعم المعلمين وتسهيل العملية التعليمية، عبر تطوير تقنيات قادرة على تخصيص المحتوى التعليمي، بناءً على مستوى واحتياجات كل طالب، مما يسهم في تحقيق تجربة تعليمية تفاعلية وشخصية.

وتعمل المنظمة على تعزيز دور الذكاء الاصطناعي، في تحليل البيانات التعليمية لتحسين السياسات التعليمية على المستويين المحلي والدولي.

وفي هذا السياق، أوضحت المطيوعي أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تخطي بعض التحديات التي تواجه قطاع التعليم، مثل التفاوت في الوصول إلى الموارد التعليمية بين المناطق المختلفة ونقص الكوادر التدريسية في بعض الأماكن.

وأضافت: إنه من خلال تطوير أدوات وتطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يمكن طرح فرص تعليمية متكافئة حتى في المناطق التي تعاني نقص الخدمات.

وأكدت أهمية تعزيز البنية التحتية التي تدعم استخدام الذكاء الاصطناعي في المدارس والجامعات، مع التشديد على ضرورة تدريب المعلمين على استخدام هذه التقنيات بشكل فعال وآمن لضمان تحقيق الاستفادة القصوى منها، دون إغفال أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي.

وأشارت المطيوعي إلى أن التركيز على الذكاء الاصطناعي يأتي ضمن جهود اليونسكو لتحقيق التعليم الشامل والجيد، الذي يسهم في بناء مجتمعات أكثر تماسكاً واستدامة، ما يدعم أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

وأوضحت المطيوعي أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تطوير أدوات تعليمية تسهل تعلم اللغات المختلفة، خصوصاً اللغات المهددة بالاندثار، مؤكدة أن اليونسكو ترى في الذكاء الاصطناعي وسيلة للوصول إلى محتوى تعليمي يناسب احتياجات المتعلمين.

وأبرزت اليونسكو أهمية تخصيص الذكاء الاصطناعي للمحتوى التعليمي وفق مستوى وقدرات كل طالب، مما يمكنهم من التقدم في تعلم اللغة بمستوى يلائمهم. كما يسهم الذكاء الاصطناعي في تقديم تغذية راجعة فورية، وتحليل الأخطاء، وتصحيح النطق، وهي جوانب أساسية لتعليم اللغات بشكل فعال.

وتدعو اليونسكو، في إطار تحقيق أهداف التعليم لعام 2030، إلى توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغات، عبر تعاون المؤسسات التعليمية والحكومات لتوفير أدوات وبرامج مدعومة بهذه التقنية، بما يمكن الأفراد حول العالم من تعلم اللغات بطريقة تناسب قدراتهم واحتياجاتهم.

....................................................................

جراف

4 تحديات أمام التحول الرقمي:

1- صعوبة التفاعل مع المناهج التقليدية

2- عدم توافر محتوى رقمي كافٍ

3- عدم مواكبة المناهج الدراسية للتطورات التكنولوجية

4- قلة البرامج التعليمية التفاعلية التي تعزز استخدام اللغة العربية

5 حلول لتعليم «العربية» رقمياً:

1-تطوير محتوى رقمي تعليمي شامل

2-دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم

3-تدريب المعلمين بشكل مستمر

4-إنشاء منصات تعليمية تفاعلية

5-التعاون بين المؤسسات التعليمية والجهات الحكومية والقطاع الخاص

.................................

10 توصيات لتحسين دمج الذكاء الاصطناعي في تعلم العربية

1- اتاحة منصات تعليمية تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي توفر موارد تعليمية تفاعلية مثل الألعاب والأنشطة لتعزز فهم اللغة.

2- توفير ورش عمل ودورات تدريبية للمعلمين لتعريفهم بكيفية دمج الذكاء الاصطناعي في دروسهم وكيفية استخدام التقنيات الجديدة بشكل فعال.

3- استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء الطلاب وتقديم محتوى مخصص يتناسب مع احتياجاتهم الفردية.

4- إنشاء تطبيقات تعليمية ذكية تساعد الطلاب في ممارسة مهارات القراءة والكتابة مثل استخدام الشات بوت للمحادثة بالعربية.

5- تشجيع الطلاب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للدراسة الذاتية.

6- دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في مناهج اللغة العربية لتعزيز فهم الطلاب لهذه التكنولوجيا وتأثيرها على التعلم.

7- توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي لتقييم تقدم الطلاب بشكل دوري مما يوفر ملاحظات فورية ويساعد في توجيه التعلم.

8- إنشاء بيئات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز التعاون بين الطلاب في مشاريع جماعية.

9- توعية أولياء الأمور بأهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم وكيف يمكنهم دعم أبنائهم في الاستفادة من هذه التقنيات.

10- إجراء دراسات دورية لتقييم فعالية استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية وتحليل البيانات لتحسين البرامج التعليمية.

.............................................................

9 إسهامات

أفاد فراس كفتارو اختصاصي تدريب في الذكاء الاصطناعي أن لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً على المنظومة التعليمية داخل الصفوف المدرسية، إذ يعمل على تحسين الكفاءة، وتوسيع الفرص التعليمية للطلبة والمعلمين، بالإضافة إلى كونه يساهم في تخصيص التعليم لكل طالب بناءً على احتياجاته ومستواه الفردي.

وأوضح أنه خلال عمليات التدريب المستمرة للكوادر التعليمية يتم التركيز على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي لما يقدمه من فوائد تساعد المعلمين في تحسين توجيه الطلاب وتقديم المساعدة اللازمة لهم، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي توليد محتوى تعليمي متقدم ومتنوع بناءً على احتياجات المدرسة والطلاب، كما يوفر فرصاً للتعليم الذاتي من خلال ما يوفره من الأدوات والمنصات المدعومة.

وأشار إلى أن هناك 9 إسهامات للذكاء الاصطناعي في التعليم إذ يساعد على إنشاء مواد تعليمية مخصصة لاحتياجات كل طالب، ويعمل على توجيه الطلاب نحو توليد أفكار إبداعية ومساعدتهم في تطوير مشاريع وأبحاث مستقبلية، ويساهم في مساعده المعلمين في إعداد خطط ودمج التعلم السياقي في الدروس، والمساهمة في إعداد الاختبارات.

ويستطيع الذكاء الاصطناعي طرح برامج تعلم تعتمد على التمايز، وتقديم شروحات مبسطة للمفاهيم الصعبة، فضلاً عن برامج لتعليم الطلبة من أصحاب الهمم.

وذكر أن المدارس تعيش حالياً عصراً تكنولوجياً يتسم بتقدم الذكاء الاصطناعي، الذي يعد أحد الابتكارات الأكثر تأثيراً على منظومة التعليم، وأصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءاً من البيئة التعليمية في العديد من المدارس حول العالم، وتعد هذه الأدوات منصة لتحسين الكفاءة وتوسيع الفرص التعليمية للطلاب، لذلك نحرص على تقديم برامج تدريبية تتواكب مع هذا التطور التقني.

وتابع: إن أدوات الذكاء الاصطناعي تعمل على تحليل البيانات التعليمية وتطبيق تقنيات التعلم الآلي، ويمكن للمدارس من خلاله توفير تعليم عالي الجودة للطلاب، كما يمكن للطلاب الذين يعانون من صعوبات تعلم محددة الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتوفير دعم إضافي وتعليم مخصص لتلبية احتياجاتهم الفردية.