أكد سالم مسمار مدير ادارة الصحة ببلدية دبي أهمية تنظيف وصيانة خزانات مياه الشرب وعدم تركها مفتوحة أو غير محكمة الأغطية مما يؤدي لتلوثها نتيجة سقوط الحيوانات والغبار فيها ودخول الحشرات إليها مما يسبب العيديد من الأمراض والأخطار الصحية . وقال إن بلدية دبي قامت بطباعة كتيبات ارشادية حول ضرورة صيانة خزانات مياه الشرب وعدم تعريض المياه بداخلها للتلوث وقامت بتوزيعها على الأهالي والدوائر والمؤسسات في الامارة. وأشار الى أن اهمال صيانة خزانات مياه الشرب يؤدي الى تغيير خواص المياه الطبيعية ويلوثها نتيجة لتساقط الأتربة والغبار فيها, اضافة الى أن سقوط الحيوانات أو برازها في الخزانات يعرض المياه للتلوث خاصة وأن الطيور تشكل خطرا كبيرا لأنها غالبا ما تكون مصابة بالسالمونيلا, فضلا عن أن تراكم المواد العضوية في خزانات المياه يؤدي الى تحللها وانبعاث غازات منها, تذوب في المياه وتعطيها طعما غير مستساغ. وأوضح ان تفاعل الكلور مع المواد العضوية في المياه يؤدي الى تكون مواد ومركبات كلورينية عضوية ومنها مركبات (الترايها لوميثينز) وهي مركبات تسبب السرطان, كما أن ترك خزانات المياه مفتوحة يساعد على تكاثر البعوض فيها, وهو من الحشرات الناقلة للأمراض وخاصة الملاريا التي ينقلها بعوض الأنوفلس. وقال ان عملية تنظيف الخزان يجب ان تتم كلما كان ذلك ضروريا, وذلك بحبس المياه عنه ريثما يتم استهلاك المياه الموجودة فيه, ومن ثم تحرك المواد المترسبة بواسطة فرشاة نظيفة متصلة بعصا طويلة ويشطف الخزان بمياه نظيفة عدة مرات الى أن يصبح نظيفا, وبعد ذلك يعاد فتح محبس المياه لتعود وتملأ الخزان. من جهة اخرى أوضح الدكتور خليل الشريف مدير ادارة الطب الوقائي بدبي أن مرض ليجونير مرض خطير يسببه نوع من البكتيريا تتواجد في توصيلات المياه الساخنة وخزانات المياه وقنوات التكييف وينقل بواسطة الهواء. كما أكد الدكتور سالم مسمار على أن هذا المرض من الأمراض الجديدة التي أصبحت تشكل خطرا على الصحة العامة على نطاق العالم, وحذر من الآثار الصحية الخطيرة التي يسببها المرض على صحة الانسان والتي قد تودي بحياته. وألقى الدكتور خليل الشريف الضوء على هذا المرض, مشيرا الى أنه مرض جرثومي حاد يصيب الرئتين بصفة أساسية, وتم التعرف عليه لاول مرة عند ظهور اصابة جماعية بالتهاب رئوي حاد بين الحاضرين في مؤتمر لقدامى المحاربين (الفيالقة) الأمريكيين عقد في ولاية فيلادلفيا عام ,1976 ولكن الدراسات الوبائية أظهرت أن هذا المرض كان موجودا قبل ذلك بكثير حيث أمكن تتبع بعض الحالات المصابة به الى عام ,1943 ولكن لم يتم التعرف عليه او اكتشاف الجرثومة المسببة له آنذاك حتى تم ذلك في عام 1976. وأشار الى أنه توجد عدة أنواع من الجرثومة المسببة للمرض, وتتوقف حدة المرض وشدة الأعراض على ضراوة الجرثومة المسببة لهذا المرض. وقال ان المرض يبدأ بأعراض عامة مثل الفتور وفقدان الشهية والغثيان وآلام في العضلات وصداع, ثم يتبع ذلك ضيق في التنفس وسعال يكون جافا في البداية ثم يظهر البلغم فيما بعد, وترتفع درجة حرارة الجسم الى 38 ــ 40 درجة مئوية, ويصاب المريض بضعف قد يمنعه عن الحركة, وقد تكون هناك بعض الحالات مصحوبة باسهال وأحيانا قيء وقد تتطور الحالة الى حدوث هذيان ثم فقدان كامل الوعي (غيبوبة) قد تؤدي الى الوفاة, وقد وجد ان نسبة الوفيات نتيجة لهذا المرض هي حوالي 15% من اجمالي الحالات المصابة. وأكد الدكتور خليل الشريف ان الدراسات والأبحاث الطبية أوضحت ان المرض يصيب بصفة أساسية كبار السن (فوق سن الـ 45) , كما أنه يصيب الرجال أكثر من النساء, ومن العوامل التي تساعد على الاصابة الالتهابات الرئوية المزمنة والتدخين والكحول وتدني مناعة الجسم بصفة عامة. وحول طرق انتقال العدوى اكد مدير ادارة الطب الوقائي أنه يعتقد ان مستودع الميكروب هو الماء حيث أمكن الحصول على الجرثومة في خزانات وتوصيلات ونظم الماء او المكثفات التبخيرية او ابراج وقنوات التكييف الخاصة بتبريد الهواء, وكذلك من حنفيات ومرشات الماء البارد والساخن ومن بعض الجداول والبرك, وتنتقل الجرثومة من هذه المستودعات الى الانسان عن طريق الرذاذ او البخار المتطاير منها لتصل الى المجاري التنفسية والجهاز التنفسي, ولم يثبت انتقال العدوى من شخص مصاب الى آخر سليم, مشيرا الى أن فترة الحضانة تتراوح من 2 ــ 10 أيام وتكون في الغالب حوالي 6 أيام. وأوضح أنه من الصعب التعرف على المرض من الأعراض السريرية فقط مشيرا الى أنه لابد من اجراء فحوص مخبرية لاكتشاف الميكروب او الاجسام المضادة له, ويتم ذلك عن طريق فحص البلغم او اخذ مسحات من الحلق والمجاري التنفسية او فحص الدم او البول. وحول علاج المرضى المصابين بهذه الجرثومة أكد مدير ادارة الطب الوقائي بدبي أنه لابد من مراجعة المستشفى لتلقي العلاج المناسب, مشيرا الى أن عقار (الاريترومايسين) هو افضل علاج نوعي لهذا المرض, ويمكن ايضا استعمال بعض العقارات الاخرى وان كانت الأبحاث الطبية أثبتت عدم فاعلية بعض العقارات ضد الجرثومة المسببة للمرض. وقال ان طرق المكافحة والوقاية تتمثل في التبليغ للسلطات الصحية لاتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة ومعرفة مصدر العدوى واجراء التطهير الملائم حسب نوع المصدر, وفي حالة الشك يتم تطهير مياه أبراج التبريد وأنظمة التكييف, وكذلك اتخاذ العلاج المناسب, وزيادة مادة الكلور المطهرة في امدادات المياه في حالة ثبوت تلوثها أو حتى مجرد الشك. كما يجب حجز المرضى بالمستشفى واعطائهم العلاج اللازم, والبحث عن حالات اضافية خاصة بين أعضاء نفس الاسرة او رفقاء العمل او السكن, وتكون ناتجة عن مصدر مشترك للعدوى وعلاجها. أما التطعيم فأشار الدكتور خليل الشريف الى أنه لا يوجد حتى الآن طعم فعال ضد هذا المرض. كتب - بسام فهمي