منذ ان وجه سمو الشيخ خالد بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة بوضع البيئة ضمن اولويات الاهتمام في الامارة طرأ تحسن ملحوظ على صعيد معالجة كثير من المشاكل البيئية المثيرة لقلق السكان. ويعود الفضل في ذلك الى هيئة حماية البيئة والتنمية الصناعية التي يرأسها الشيخ منتصر بن خالد القاسمي والتي لا يخفى على احد مساعيها الحثيثة لتخليص منطقة خور خوير على وجه الخصوص من همومها البيئية الشائكة. وقد انتهجت الهيئة الطرق العلمية الحديثة في تعاملها مع القضايا البيئية ولعل الامر الاكثر اهمية في ذلك هو فتحها لابوابها على مصارعها لتسمع شكاوى الناس البيئية. ولكن بالرغم من كل ذلك فإن بعض المرافق الصناعية كما يبدو لم تستوعب توجيهات حكومة رأس الخيمة الهادفة للمحافظة على سلامة البيئة من اجل صحة الانسان والحيوان والنبات والدليل على ذلك هو انه على مقربة من الطريق الرئيسي المؤدي الى منطقة خور خوير وتحديدا عند مصنع للبلاط والرخام توجد كومة ضخمة من المخلفات الصناعية التي هي عبارة عن بودرة كيماوية. الكومة المشكلة وفي السنوات الاخيرة بدأت تظهر الآثار السلبية لتلك المواد على صحة اهل المنطقة حيث عانى الكثيرون منهم من امراض مختلفة. ويقول راشد بن سعيد: من يريد معرفة حجم الضرر الذي لحق بصحتنا نتيجة المخلفات الصناعية فليقم بزيارة ولو لبضع دقائق الى منطقتنا ولكن قبل مجيئه الينا ننصحه باتخاذ الحيطة والحذر تجاه سلامة صحته وإلا فإن وجوده هنا في بيئة موبوءة حتما سيعرضه لأمراض مثل الربو وضيق التنفس والحساسية. ويضيف ان المخلفات الصناعية المثيرة للمشاكل الصحية لا تتحمل مسئوليتها جهة واحدة بل هي لمجموعة من الشركات الصناعية. الاضرار الواسعة ويبدو ان الانسان ليس هو المتضرر الوحيد من جراء رمي تلك المخلفات على الطريق العام فالحيوانات البرية والبحرية والاشجار كلها تتعرض للموت مع مرور الوقت. ويوضح محمد سعيد احمد ان خطورة المواد التي ترمي بها الشركات هي من النوع الذي يذوب بفعل المياه والرطوبة والحرارة وبالتالي فإن وجودها بمنطقة تغمرها مياه البحر في حالة حركة المد يعني انها بكل تأكيد ستصل الى البحر الامر الذي يؤدي دون ادنى شك الى حدوث تلوث بالبيئة البحرية يسفر عن نفوق الاسماك والاحياء البحرية الاخرى. ويقول احمد تبدو خطورة المخلفات الصناعية واضحة في الضرر الكبير الذي لحق بأشجار القرم المهمة لتغذية وتنمية الثروة السمكية والمحظور اتلافها بأمر من صاحب السمو رئيس الدولة. ويستطرد قائلا: بسبب سوء تصرفات بعض الشركات ولا نقول جميعها فقدت البيئة معالمها الزاهية الخلابة وها هي تحولت الى بيئة مغبرة تثير الرأفة والرعب. ويوضح ان وجود البودرة الصناعية في مكان مكشوف يجعلها عرضة لعوامل التعرية التي تنقلها الى حيث تشاء. ويقول: نحن نستقبل كميات منها في منازلنا التي تبعد بضعة امتار عنها ونستنشقها باستمرار وبسبب ذلك يعاني أهل المنطقة كبار وصغار من امراض مزعجة مثل الربو وضيق التنفس وحساسية الجلد, كما يدفن الغبار المتصاعد منها مساكننا وسياراتنا. وبالرغم من المشاكل البيئية الناتجة عن بعض الشركات الصناعية فان اهل المنطقة لا يرفضون مجاورة المصانع التي يرون فيها الكثير من المنافع للمنطقة والامارة. ويقول راشد محمد الرحبي: قد يعتقد البعض ان اهل منطقة خور خوير يضمرون الكراهية للشركات ولكن خلافا لذلك فنحن نسعد بالشركات التي نرى فيها دليلا على التنمية والتطور ولكن على اساس هذا المفهوم الحضاري فنحن نريد ان تعي الشركات مسئولياتها كاملة تجاه صحة الانسان التي هي من سلامة البيئة. جهود الهيئة ومن وجهة نظر الرحبي فان هيئة حماية البيئة لم تتوان عن القيام بكل ما من شأنه حماية البيئة وبما اننا نقطن المنطقة فقد لمسنا تحسنا ملحوظا يتمثل في انخفاض معدل الغبار المتصاعد نتيجة النشاط الصناعي وان كان في النهار افضل من المساء. واضاف فان هذا يعود بشكل اساسي الى جهود رئيس هيئة البيئة الشيخ منتصر في مواجهة هموم البيئة فهو شاب مؤهل علميا, وبالتالي لن يفرط في بيئة يعيش فيها الانسان والحيوان. وذكر ان شباب منطقة خور خوير الصناعية على أتم استعداد ليقفوا الى جانب هيئة حماية البيئة من اجل انجاح جهودها الهادفة لحماية البيئة من اخطار التلوث بأشكاله المختلفة. واشتكى الرحبي من دوي المتفجرات المستخدمة في تكسير الصخور وهي عملية تتم اثناء النهار وقال: حينما تدوي المتفجرات فان مساكننا بمن فيها تهتز بقوة حتى يخيل الينا انها ستسقط على الارض. واضاف حتى الآن هي صامدة غير انه مع حركة التفجير اصابها الوهن والتصدع الامر الذي سيؤدي الى انهيارها عاجلا أم اجلا. وناشد الرحبي هيئة البيئة التدخل لحل مشكلة المتفجرات وقال: بالطبع فان تفجير الصخور امر لا مناص منه لانه يغذي بعض الصناعات باحتياجاتها من الاحجار ولكن المطلوب هو التوصل الى اسلوب يحد من وصول دوي المتفجرات الى المنازل. زرائب الأغنام ويقول راشد بن سعيد بن حسن: في واقع الامر فان الحيرة تتملكنا من جراء تصرف الشركات التي جاءت بمخلفاتها البيضاء اللون لترمي بها علانية قرب الشارع الرئيسي والى جوار البحر وكأنها لا تعلم خطورة تصرفها هذا. ويستطرد: للاسف فان عملا مخالفا كهذا جاء في وقت تناضل فيه هيئة حماية البيئة برجالها واجهزتها من اجل انقاذ المنطقة الصناعية بخور خوير من مشاكل التلوث. ويوضح ان مشكلة المخلفات الصناعية جاءت لتزيد من متاعب السكان الذين يرزحون تحت وطأة مشاكل بيئية شاقة ومرهقة. اضافة الى كل ذلك فان وجود زرائب الاغنام بالقرب من بيوتنا يجعلنا في حالة يرثى لها وذلك بسبب الرائحة الكريهة التي مصدرها الاغنام المستوردة. وناشد حسن شركة الاغنام ان ترحل بزرائبها بعيدا عن البيوت. تحقيق ـ سليمان الماحي