بسبب الأداء المتميز والإبداع في العطاء وصلت دبي لمستوى عال في الرقي والتطور، بل إنها تحرص وباستمرار على الارتقاء بمستوى أداء قطاعها الحكومي والخاص، لتمكينه من مواكبة التطورات المتلاحقة في شتى المجالات، ولتكريس وتعزيز قدرته على تطبيق مفاهيم إدارية حديثة ومتطورة وتنمية الموارد، وتشجيع روح الإبداع وإطلاق الملكات والقدرات .وهذا ما أدى إلى دخول المجتمع إلى ساحة المنافسة من خلال تطوعهم في الخدمات الاجتماعية والإنسانية وخاصة في الحالات الطارئة كما وقع في شهر يناير الماضي عندما سقطت الأمطار الغزيرة في الدولة وتسببت في غلق الشوارع خاصة طريق الإمارات الذي توقفت فيه حركة السير لأكثر من ثلاثة أيام إلى أن هب شباب إماراتيون إلى فتح الطريق من خلال شفط مياه الأمطار بصهاريجهم ووسائلهم الخاصة.

كما ان الجائزة وهي حافز لخدمة الإمارة توفر ظروفا استثمارية متميزة، وتدعم القطاع الخاص، وتشجيع العمل الحر، ومن هذا المنطلق فقد أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتأسيس برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، ليعمل على تطوير القطاع الحكومي، والارتقاء بمستوى الأداء فيه من خلال توفير حافز معنوي.وظروف عمل تحفيزية تشجع التعاون البناء وروح المنافسة الإيجابية في القطاع الحكومي، كما أنها لا تستثنى في حالة كالتي ذكرناها من إعطائها تكريما خاصاً وهو وسام عال يفخر به كل من تسلمه، والأداء المتميز لاشك يأتي من الإنسان المتميز والمبدع والمخلص والمتفاني في عطائه وإخلاصه لبلده ومجتمعه، كما انه يأتي من بيئة غرست فيه حب الوطن والإيمان.جائزة الأداء المتميز لهذا العام حصل عليها المتميزون في عطائهم، وبالمقابل حظي بتكريم خاص أبناء مطر بن سلطان بن عوض الصيري السبعة الذي تفانوا في تقديم خدمة جليلة تمثلت بالتطوع في سحب مياه الأمطار التي أغلقت طريق الإمارات في الاتجاه المؤدي إلى الشارقة.وكان لهذا الموقف أثر كبير في نفوس المواطنين والوافدين وفي لفت نظر القائمين على الجائزة الذين لم يترددوا لحظة واحدة من تكريم هؤلاء الشباب الذي عبروا عن موقفهم باعتباره جزءاً بسيطاً من الواجب للوطن وهم الذين يخدمون هذا الوطن في أكثر من مجال. (البيان) التقت مطر وأبناءه وقدمت لهم التهاني بحصولهم على التكريم الخاص لجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، كما دار هذا الحديث مع الأب الذي أنشأ أبناءه على حب الوطن والتفاني وعلى الأخلاق الحميدة الفاضلة.بدأ السيد مطر بن سلطان الصيري حديثه مستعرضا أجزاء مهمة من أيام حياته حيث قال: تعلمت فيما كان قديما يعرف بمدرسة زينل حيث يتم تعليم القرآن الكريم وعلوم الفقه، وبدأت حياتي المهنية في البحر وعمري 16 عاما حيث كنا نذهب إلى الجزر لجلب بيض الطيور البحرية وبيعها للمواطنين. ثم عملت في نقل البضائع ومواد البناء حيث كنا ننقلها داخل الدولة عبر سيارات الشحن الثقيلة من نوع فورد، وكذلك نذهب بها إلى مدن سلطنة عمان حيث كانت الرحلة تستغرق من ثلاثة إلى أربعة أيام، ثم عملت في مجال هندسة السيارات في وقت مبكر لدى الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة حفظه الله، ومنذ عام 1976 أصبحت مسؤول مزارع وقصور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في كل من الخوانيج والذيد إلى عام 2006 حيث تقاعدت.وعن الزواج وإنشاء أسرة قال: تزوجت عام 1963 وأثمر هذا الزواج عن 11 من الأبناء والبنات سبعة ذكور وأربع إناث ولي من الأحفاد ما يجعلني فخورا جدا بهم، ربيت أبنائي على حب الوطن والإخلاص والتفاني، فالوطن أعطانا الكثير ومازال يعطي لكل أبنائه ومن الجميل أن يبادل الأبناء هذا العطاء بحب الوطن وخدمته والحرص عليه، ونحن جنود هذا البلد وسنظل أوفياء لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي حفظهما الله.كما تحدث لنا عبدالله ومحمد وجمال وسعيد وبدر وراشد وغيث وهم أبناء السيد مطر، تحدثوا عن افتخارهم بوطنهم واستعدادهم لأداء الواجب في كل ميدان يستدعون إليه، فالبعض منهم يعمل في القوات المسلحة ومنهم من يعمل في السلك القنصلي بوزارة الخارجية، كما يعمل بدر في هيئة الطرق والمواصلات، وراشد الطالب في الجامعة، وغيث الذي درس في مجال الاتصالات ويعمل حاليا في المجلس التنفيذي لحكومة دبي.ماذا عن العمل التطوعي الذي دفع بالقائمين على جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز تكريمهم هذا التكريم الخاص، وما هو شعورهم تجاه هذا التكريم، جميعهم تناوبوا الحديث بادئا الشقيق الأكبر عبدالله الذي قال: التكريم هو حافز معنوي للأداء المتميز. إنما الواجب تجاه الوطن عمل مقدس ربانا عليه شيوخنا الأفاضل الذي هم قدوة لنا في التضحية والعطاء، كما أن والدنا أنشأنا على التربية الطيبة والتمسك بحب الوطن والتفاني لأجله، كما غرس فينا حب التعاون والمعاملة الحسنة مع الآخرين، وهذه الأسس والمبادئ نعلمها اليوم أبناءنا، وعلى كل أبناء الإمارات أن يتربوا عليها.وحول العمل التطوعي الذي قاموا به يحدثنا بدر قائلا: انعم الله علينا في بداية هذا العام بأمطار غزيرة، وتسببت في غلق بعض الأحياء والشوارع، وكان منزل جارنا محاطاً بالمياه التي سدت على سكانه الطريق، ولفت ذلك نظر الوالد الذي طلب من شقيقي محمد وهو صاحب شركة تعمل في مجال تصريف المياه ولديه عدد من الصهاريج (تنكر) أن يهرع لنجدة الجار، ومن هذا الموقف وجدت الفكرة في توسيعها خاصة وانه بلغنا أن طريق الإمارات في الاتجاه المؤدي إلى الشارقة مغلق، وقد أسهم شقيقي محمد بهذا المجال.ويضيف محمد قائلا: الموقف دفعنا إلى أن نسهم بدورنا مع بقية الأجهزة الأخرى مثل بلدية دبي ورجال المرور والشرطة، واخترنا أنا وأشقائي أن يكون لنا دور في سحب المياه عبر الصهاريج التي نملكها، وظلينا 24 ساعة متواصلة نسحب المياه وعبر 148 نقلة تم سحب ما يقارب 100000 جالون. ولم نقف عند هذا الأمر بل أسهمنا جميعا في فتح الطريق وتسهيل المرور جنبا إلى جنب مع بقية الأجهزة التي كانت جميعها في حالة طوارئ، والحمد لله أننا قدرنا في زمن قياسي من فتح الطريق وعودة الحياة إليه. وقال بقية الأشقاء إنهم مستعدون لخدمة الدولة وللعمل التطوعي في أي مجال، وإنهم فخورون اليوم بهذا التكريم الذي هو حافز معنوي لهم ولكل أبناء الوطن.

سنوات الدراسة وأصدقاء المجلس يروي مطر الصيري ذكريات سنوات دراسته مع المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وغيرهما من الشخصيات. ويقول تمر الأيام سريعا ولايبقى إلا العمل الصالح وعلى هذا المبدأ تربى أولادي.

ومن ذكرياته أيضا لقاء الأصدقاء في مجلس كان يجمع أعيانا من دبي وابو ظبي ومن ضمنهم مطر الصيري، في مزرعة من مزارع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وبعد وفاته رحمه الله انفض هذا المجلس، وعندما علم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالموضوع طلب من رواد المجلس العودة الى سابق عهدهم ولمجلسهم.

الرحومي والزعابي: الجائزة تكريم للمنقذين الأبطالالملازم سعيد سلطان الرحومي والرقيب جمال سلطان الزعابي من الدفاع المدني أكدا بأنهما يهديان جائزتهما إلى جميع الأبطال العاملين في إدارة الدفاع المدني والذين يمثلون الشجاعة والبطولة والتضحية من خلال عملهم كمنقذين لأرواح وأملاك الناس. وفي رده عن أسباب فوزه بجائزة الجندي المجهول قال الرحومي إنه وبلا فخر لا يألوا جهدا في المشاركة بأية حريق يسمع به سواء كان تحت دائرة اختصاصه أم لا، وأوضح بأنه أمضى في حريق القوز أكثر من 24 ساعة متواصلة لإنقاذ الأرواح والممتلكات العامة. وأشار إلى أنه وفي اليوم التالي لحريق القوز سمع بنشوب حريق في الجداف بدبي، فما كان منه إلا أن توجه للموقع دون تردد، وأنه شارك كذلك في اليوم ذاته بحريق وقع في إمارة الشارقة. أما الزعابي فأكد بأنه شارك مؤخرا في حريق القوز وحريق سوق نايف وأدى مع زملائه مهام كان لها الأثر الكبير في محاصرة النيران وتحديد مكانها. وأوضح بأن الجائزة التي حصل عليها كانت بسبب مساهمته المتواصلة بالحرائق التي تحدث حتى ولو كانت خارج نطاق المهام المخصصة به، وقال أكثر أعمالنا كانت خارج نطاق مهامنا الوظيفية وكانت معظمها خارج ساعات الدوام المخصصة لنا.

جميل محسن