يبدي الميدان التربوي اليوم اهتماما كبيرا بتشجيع الأنشطة الإنسانية والتطوعية لدى الطلبة وحفزهم على التفاعل مع القضايا المحلية والعربية والعالمية بهدف توسيع مداركهم وجعلهم أكثر وعيا بما يدور في البيئة والعالم المحيط، وقد حرصت مدرسة البطين العلمية الخاصة بأبوظبي على تنمية النشاط التطوعي وغرسه في نفوس طلابها من خلال تنفيذ مشروع للهلال الطلابي تحت عنوان «سلامتكم من الداء.. سندنا لكم دواء» وذلك في إطار مسابقة هيئة الهلال الأحمر التي تهدف إلى غرس العديد من القيم الوطنية والاجتماعية والإنسانية في نفوس الطلبة، وقد حققت المدرسة المراكز الأولى في هذا المجال على مدار عامين متتاليين.
وأوضحت اليازيه المهيري مديرة مدرسة البطين العلمية الخاصة التابعة لمؤسسة التنمية الأسرية أنهم حريصون على بناء شخصية الطالب وصقلها من خلال الأنشطة والفعاليات الهادفة الرامية إلى غرس القيم الاجتماعية والوطنية في نفوسهم مشيرة إلى أن اهتمامهم بتنفيذ مشروع مرتبط بالهلال الطلابي وبهذه المسابقة سنويا يعبر عن إيمانهم بأهمية العمل التطوعي وتفاعل الطالب مع مجتمعه وهذا ما ترمي إليه أهداف أنشطة الهلال الطلابي وهي غرس قيم التواصل الإنساني مع المحتاجين ومعاونتهم على تجاوز محنهم وآلامهم، ونشر الوعي المجتمعي بالتكافل الإنساني وتعزيز قيمة التطوع لدى الطالب الذي سينعكس بالتأكيد على تعامله مع محيطه ومجتمعه مستقبلا.
من جانبها ذكرت يسري منصور المشرفة على تنفيذ مشروع بالتعاون مع معلمة التربية الإسلامية ماجدة عبد الله أن مشروع الهلال الطلابي يلقى تفاعلا كبيرا من الطلبة والدليل حجم النجاح الذي يتحقق سنويا وحصولهم على المركز الأول في مسابقة الهلال الطلابي على مدار العامين الماضيين والحرص هذا العام على التنافس بقوة أملا في الاحتفاظ بنفس المكانة المتميزة، مشيرة إلى أن أنشطة المشروع تستهدف جميع طلبة المدرسة في حين أن جماعة الهلال الطلابي تضم 25 طالبة من الصفوف الرابع وحتى السادس التأسيسي الذين نفذوا الفعاليات على مدار الفصل الأول.
وأضافت يسرى أنهم طبقوا أهداف المسابقة على شكل مشروع متكامل اشتمل على مجموعة من الفعاليات التطوعية والخيرية والزيارات الميدانية ومحاضرات التوعية والأنشطة الإذاعية والفنية حيث احتضن المشروع أنشطة متنوعة، كالتعريف بالطب النبوي وتصميم صيدلية في المدرسة لتوجيه الطالبات إلى التعرف لكيفية التداوي بالأعشاب وكذلك طرق التداوي من أمراض القلب النفسية المتعلقة بالحسد والغيرة والكذب وسبل علاجها بالقرآن الكريم فهذا المجال جديد على الطالبات.
وتحقيقا لهدف التكافل الإنساني ومساندة ودعم المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة حرصت طالبات المدرسة على زيارة مركز النور لذوي الاحتياجات الخاصة وقدمن الهدايا لأطفاله كما قدمن تبرعا بجهاز Support station المتطور والذي تم إحضاره من شركة متخصصة خارج الدولة ليساعد المعاقين خلال استخدامهم لدورات المياه بالإضافة إلى التبرع بجهاز لتمرين الأذرع.
خريطة الخير
كما اهتم المشروع بتنمية وعي الطلبة بالمشاكل والقضايا المحلية والعربية ودفعهم نحو التفاعل الإنساني فعلى المستوى المحلي تم توجيههم إلى وجود العديد من الأسر المحتاجة وفي ضوء ذلك نفذت المدرسة فعالية بعنوان «خريطة الخير في البطين غير» والتي تم من خلالها تصميم خريطة الدولة بشكل مفرغ من الداخل حيث قامت الطالبات بملئها من خلال إلصاق تبرعاتهم في المناطق المفرغة وذلك دليل على ارض الكرم والعطاء، ولغرس هذه القيمة بطريقة محببة وجذابة في نفوسهن وتم توجيه المبلغ لصالح إحدى الأسر المحتاجة.
كما تفاعل الطلبة مع قضية العدوان على غزة وضحاياه من الأطفال بإعداد طبق خيري وبيع منتجاته لصالح الحملة، وكانت حصيلة هذا الجهد أنهم جمعوا مبلغ 16 ألفا و800 درهم لإغاثة أهالي غزة. وحرصت جماعة الهلال الطلابي على مناقشة موضوعات جديدة مع الطلبة منها موضوع رعاية شؤون اللاجئين وقدمت خلالها محاضرة بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة لرعاية شؤون اللاجئين لتعريف الطلبة بمفهوم اللاجئين ومعاناتهم ومشكلاتهم والجهود التي تبذلها الهيئة لرعايتهم، كما تم عرض صور ورسوم تبرز هذا المفهوم لتنمية وعي الطلبة بالقضايا المحيطة بهم، كما شاركت الطالبات في مسابقة لتصميم شعار للهيئة بناء على المحاضرة التعريفية كما شكلن شعارها الحالي تمثيلا حيا بأجسادهن تفاعلا منهن مع الفكرة.
ونفذت فعاليات على مدار الفصل الأول منها إقامة إفطار خلال شهر رمضان للعمال وسائقي الحافلات في المدرسة، كما شاركن في كسوة العيدين للمحتاجين، والتبرع بأضاحي العيد للأيتام، وتنفيذ برنامج كدورة في الإسعافات الأولية بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر، وطبق خيري لصالح مرضى سرطان الثدي إلى جانب تنظيم حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
أبوظبي ـ لبنى أنور