شكل تعاطي العقاقير غير المدرجة في قانون الممنوعات مشكلة تحتاج للوقوف عندها قبل أن تصل إلى ظاهرة ..

فبين الآونة والأخرى يتم اكتشاف أدوية خطيرة يتناولها الشباب الذي يمثلون عماد أي مجتمع ففي السابق كشفت «البيان» في تحقيقاتها عن انتشار عقار الآرتين والكامدرين وبعدها ظهر عقار الترامادول أما الآن فظهر منتج جديد في الساحة وهوعقار «ليريكا» الذى يباع في الصيدليات وبكميات كبيرة وهو الأخطر بين العقاقير السابقة وما يزيد خطورته انتشاره الواسع بين طلبة الجامعات وتأثيره على الجسم والعقل البشري، فهناك بالطبع أناس مستفيدون من بيع هذه الأدوية في السوق السوداء أو من مصلحة الصيدليات بيعها لزيادة أرباحها بشكل أو بآخر وذلك بسرية تامة وتنتشر بين مروجي المخدرات. وما ساعد على انتشاره وجوده في الصيدليات مع تصريح الوزارة بمنع صرفه دون وصفة طبية والأمر الآخر عثور متعاطي الأقراص غير المدرجة في قائمة الممنوعات على عقار جديد وأشد مفعولا بعدما نشر عن تكوين لجنة من قبل وزارات الداخلية والعدل والصحة وشرطة دبي لإدراج أحد المواد المخدرة المنتشرة كثيرا بين الشباب والشابات والتي لم تدرج وهو عقار الترامادول.

كميات أكبر

وتحدث عدد من العاملين في الصيدليات بدبي خلال جولة قامت بها «البيان» لأكثر من 8 صيدليات مختلفة في دبي والشارقة لمعرفة إن كان الدواء يباع من غير وصفة وتبين أن جميع الصيدليات التي شملتها الزيارة تبيع العقار من غير وصفة. وعند السؤال عنه أشار العاملون إلى أن الراغبين بشراء الدواء كثر خلال الآونة الأخير حيث إنه ينتهي بسرعة ويتم طلب كميات أكبر بل البعض يطلب أكثر من 4 علب كاملة وهذا لا ينصح به الأطباء لذا قام البعض منهم بالرفض وبيع علبة واحدة فقط ما يضايق البائع وهناك بعض الأشخاص يصرخون على الصيدلاني.

وأوضحوا أنهم لم يتلقوا أي رسالة من وزارة الصحة أو هيئة الصحة في دبي يتضمن فحواها منع بيع العقار إلا بوصفة كما يحصل مع الأدوية الأخرى الممنوع تداولها إلا بوصفة طبية معتمدة.

وقالت طالبة تدرس بإحدى الجامعات الخاصة في دبي وتتعاطى عقار ليريكا: سمعت عن العقار من بعض الأوروبيين الذي يدرسون معي وأنهم جميعا يتعاطونه قبل الذهاب إلى الملهى الليلي أو في جلساتهم بعد انتهاء الحصص، ما جعلها تجربه والاعتياد عليه، مشيرة إلى أن الطلبة يقومون بجلب عبوات وتوزيع الحبوب فيما بينهم في وقت الاستراحة بسرية وأخذ كميات قليلة في الجامعة لعدم ملاحظة الموجودين لحالتهم ويزيدون الجرعة بعد الخروج منها.

وأضافت إن المشكلة الوحيدة تكمن فى عدم وجود الدواء بكثرة في الصيدليات لنفاده بسرعة ويتوجب عليهم الذهاب إلى صيدليات بعيدة لشرائه وزيارة أكثر من صيدلية لشراء كميات تكفي لفترة مناسبة بدلا من الذهاب كل يوم أو يومين.

قانون الممنوعات

وأشار موظف في أحد الدوائر الحكومية ويتعاطى العقار إلى أنه جديد في الساحة ويختلف عن العقاقير الأخرى غير المدرجة في قانون الممنوعات حيث إنه اعتبره علاجه الجديد حيث إنه كان يتعاطى الترامادول إلا أنه كانت تصيبه حالة غثيان ويدعى أن عقار ليريكا يشعره بالراحة وموجود في الصيدليات فلا حاجة له للتوجه إلى الباعة السريين ، لافتا إلى أنه لم يقرأ الإرشادات الموجودة في العلبة ولا أعراضه السلبية والمهم لدية إحساسة بالراحة المعتاد عليها من خلال استخدامه أنواعا مختلفة من المؤثرات العقلية في السابق.

وكانت وزارة الصحة قررت اعتماد عقار ليريكا (كبسولات بريجابالين) لمعالجة ألم الأعصاب، والحالات المرتبطة بحالات مرضية مثل الإصابة في النخاع الشوكي، والسكتة الدماغية، والتصلب العصبي المتعدد، في العام 2006 كما صرحت سابقا، حيث كان هناك تصريح للدكتور محمد سعادة استشاري الأمراض العصبية ورئيس قسم الأمراض العصبية بمستشفى راشد في دبي قال فيه «يتعايش العديد من المرضى مع آلام شديدة وقاسية حيث إن خيارات معالجتها أو إدارتها محدودة للغاية، وإذا ما استطعنا أن نحل «لغز» ألم الأعصاب المحيِّر.

ونوفر المنهجية العلاجية الملائمة، فإننا سنحدث نقلة نوعية في حياتهم، حيث يمكنهم أن يعيشوا حياة طبيعية في مجتمعاتهم بعد أن كانوا مقيدين بسبب هذه الحالة المرضية المؤلمة ولكن بفضل الدواء الجديد وهو ليريكا، سيكون الأطباء في منطقة الشرق الأوسط أكثر تمكناً من معالجة مجموعة واسعة من الآلام العصبية المستعصية للعديد من المرضى».

جاء ذلك في ورشة عمل عقدها كبار الأطباء يجتمعون في مؤتمر الإمارات الدولي لطب الأعصاب ويبحثون خيارات العلاج المتاحة للألم المزمن في الدولة قال فيه أيضا الأستاذ الدكتور بترويانو «يعتبر ألم الأعصاب من التحديات الرئيسية في مجال أمراض الأعصاب، وذلك لأنه يمتاز بصعوبة التشخيص بالنسبة لكل من المريض والطبيب على حد سواء.

ويكتسب التشخيص والعلاج المتخصصين أهمية كبيرة للتخلص من هذه المشكلة، ويعتبر العقار ليريكا (كبسولات بريجابالين) أحد أهم الابتكارات في علاج ألم الأعصاب، والذي إذا ما تم تشخيص أعراضه بشكل صحيح، وفصلها عن أعراض الألم العضلي أو المفصلي، يمكن علاجه بسهوله، وقد صمم عقار ليريكا خصيصاً لعلاج ألم الأعصاب، ويتم صرفه للمرضى الذين يعانون من الألم المزمن في الظهر والناتج عن سبب عصبي».

الجانب الآخر

ولكن الموقع الخاص لعقار ليريكا أوضح الجانب الآخر وأثاره السلبية إلا أن الموقع قدم المعلومات بتعليمات خاصة يشير فيها الى أن المعلومات المقدمة فيه للمقيمين في الولايات المتحدة فقط ، وأن صحة المعلومات الواردة في هذا القانون مقدمة لأغراض تعليمية فقط وليس المقصود بها ان تحل محل مناقشات مع مقدم الرعاية الصحية.

وأوصى الموقع بعدم تناول العقار إلا بعد استشارة طبيب حيث إن استخدامه قد يسبب مشكلات خطيرة قد تهدد حياة الإنسان وله ردود فعل تحسسية، وذكر أن العقاقير المستخدمة لعلاج النوبات يزيد من خطر التفكير في السلوك الانتحاري لعدد قليل جدا من الناس يقدر بحوالي 1 في 500.

وقد يتسبب عقار ليريكا في تورم اليدين والساقين والقدمين ، والتي يمكن أن تكون خطيرة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، وقد يتسبب بالشعور بالدوخة و النعاس، كما يمنع القيادة أثناء تناول العقار، ومن بعض الآثار الجانبية الشائعة للعقار الدوار وضبابية الرؤية وزيادة الوزن والنعاس ومشاكل في التركيز وجفاف الفم ، وقد يزيد من فرصة التعرض للأورام ، ويمنع شرب الكحول بعد تناول العقار.

وأشارت دراسات أجريت على فئران إلى أن العقار يؤثر على دم الفئران الصغيرة ولكن في نفس الوقت لم يؤثر على الجرذان مما يعني أن تأثيره على الإنسان غير معروف.

الأدوية المراقبة

ومن جانبه قال الدكتور امين بن حسين الاميري المدير التنفيذي للممارسات الطبية والتراخيص قي وزارة الصحة إن العقار يعتبر من الأدوية المراقبة والتي يتم صرفها بموجب وصفة طبية ، لافتا إلى أن أي صيدلية تقوم بصرف الدواء دون وصفة طبية تعتبر مخالفة لانظمة صرف الادوية المعمول به في الدولة ، وتنطبق عليها الغرامة اولا ومن ثم الاغلاق في حال استمرار الصيدلية بصرف الأدوية المراقبة بدون وصفات طبية .

وقال ان هناك ثلاثة أنواع من الأدوية في الدولة الأول منها يتعلق بالأدوية التي يتوجب صرفها بوصفة طبية (وهي الأدوية العادية كأدوية القلب والضغط والسكر وغيرها) والأدوية المراقبة التي تدخل في تركيباتها المواد المخدرة) وتشمل أكثر من 185 صنفا.

وهذه الأدوية يشترط صرفها من قبل الصيدليات بموجب وصفة طبية صادرة من طبيب معتمد من قبل الجهات الصحية في الدولة، وتصرف لمرة واحدة فقط خلال ثلاثة أيام من تاريخ الوصفة وحسب الكمية المحددة من قبل الطبيب ، وأدوية الكاونتر وتشمل مساحيق التجميل والأدوية البسيطة مثل الفيتامينات وخافضات الحرارة وأدوية الزكام وغيرها .

وأشار إلى أن آليات صرف الأدوية المراقبة تقتضي من الصيدلي الاحتفاظ بنسخة من الوصفة الطبية في الصيدلية لإبرازها لمفتش الوزارة أو الجهات الصحية الرسمية وإرسال نسخة من الوصفة لوزارة الصحة تتضمن كافة البيانات المتعلقة بالمريض ونوع المرض ودواعي الاستعمال.

لافتا إلى أن الأدوية المراقبة تصرف بوصفات طبية معتمدة من قبل الجهات الصحية تختلف عن الوصفات العادية ، لافتا إلى أن مفتشي الوزارة يقومون بحملات تفتيشية على الصيدليات للتأكد من آليات صرف الأدوية المراقبة ، من خلال الاطلاع على كميات الأدوية المراقبة في الصيدلية ومقارنتها مع الكميات التي تم صرفها من خلال الوصفات الطبية.

إخبار الطبيب

ذكر الموقع الحالات التي يجب إخبار الطبيب عنها وهي:

ـ أخبر طبيبك إذا كنت تخطط لإنجاب طفل، أو إذا كنت حاملا أو الرضاعة الطبيعية.

ـ إذا كنت تعاني مشكلة المخدرات أو الكحول

ـ إخبار الطبيب عن أي تقرحات في الجلد.

ـ أخبار الطبيب عن أى آلام في العضلات أو أي تغييرات في البصر وحين تصبح الرؤية ضبابية أو إذا كان تعاني من مشكلات في الكلى.

ـ استدعاء الطبيب إذا لوحظ لدى المريض حالات من تفاقم الاكتئاب أو التفكير في الانتحار أو تغييرات غير عادية في المزاج والسلوك.

ـ إخبار الطبيب عند التوقف عن تناول العقار، إذا تم التوقف فجأة قد يتسبب في صداع وغثيان وإسهال أو مشاكل في النوم.

ـ استدعاء الطبيب على الفور إذا كان لديك أي بوادر جدية من الحساسية ومن بعض دلائل تورم الوجه والفم والشفاه واللثة واللسان والحلق أو الرقبة أو إذا كان لديك أي مشاكل في التنفس ، أو طفح جلدي ، وخلايا النحل أو بثور.

شروط صرف الأدوية المراقبة

ـ تتضمن شروط صرف الأدوية المراقبة ان يكون رصيد الأدوية المراقبة مطابقا للسجل

ـ سجل الأدوية المراقبة خال من اي كشط او شطب ولا يستعمل فيه المصحح الأبيض

ـ يتم تسجيل جميع البيانات المطلوبة على سجل الأدوية المراقبة بخط واضح ومقروء

ـ فواتير الأدوية المراقبة الأصلية موجودة في المنشأة الصيدلانية ومحفوظة بسجل خاص بها

ـ وصفات الأدوية المراقبة نظامية و تحمل ختم المنشأة الصيدلانية و توقيع الصيدلي و تاريخ الصرف والكمية المصروفة

ـ لا توجد وصفات أدوية مراقبة مصروفة بعد تاريخ صلاحية الوصفة (3 أيام) من تاريخ الوصفة ابتداء من اليوم الذي كتبت فيه

ـ وصفات الأدوية المراقبة مرقمة بشكل متسلسل ومحفوظة في ملف خاص لمدة 5 سنوات على الأقل

ـ يتم بشكل يومي تسجيل البيانات الخاصة بالأدوية المراقبة المصروفة

ـ وجود نسخة عن التقرير الشهري للأدوية المراقبة محفوظة في ملف خاص

إضاءة

الأدوية النفسية الخاضعة للرقابة تصرف بموجب الوصفة الخاصة بصرف الأدوية النفسية والخاضعة للرقابة ويجب أن تكون مكتملة الشروط والمعلومات . ولصرف العلاج على المريض أو المسؤول عنه إحضار هويته لتسجيل بياناته الشخصية عند استلام العلاج . وتصرف الأدوية النفسية من الصيدلية بكمية محددة حسب المدة والكمية التي قررها الطبيب.

دبي ـ مصطفى الزرعوني