تمكن رجال الإدارة العامة للتحريات والمباحث في شرطة دبي من إزاحة الغموض الذي اكتنف قصة شخص مجهول الهوية عثرت عليه إحدى دوريات الشرطة على الشاطئ المقابل لجزيرة النخلة منذ ‬8 أشهر، بينما كان يمارس السباحة وهو في حالة إعياء شديد، ولم يعثر بحوزته على أية مستندات تثبت شخصيته، حيث تبين من خلال عرضه على الطبيب النفسي المختص انه فاقد الذاكرة وكان ذلك في بداية شهر أغسطس من عام 2010.

الحصول على معلومات

وقال المقدم احمد حميد المري مدير إدارة البحث الجنائي بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي ان دوريات الشرطة عثرت على المذكور وهو مستلق على الشاطئ من شدة الإعياء حيث كان يمارس السباحة وبعد تقديم الإسعافات اللازمة له والاطمئنان على صحته حاول رجال الشرطة الحصول على معلومات تدل على هويته إلا انه لم يدل بأية معلومات مفيدة مما دعاهم للشك بأن ذاكرته غير سليمة وذلك ما أكده الطبيب المختص ، وعليه بعد التأكد من غياب ذاكرته ومن ثم غاب معها كل ما يدل على هويته.

وأضاف المقدم المري انه تم تكليف فريق لمتابعة حالته مع قيام الجهات المختصة بمستشفى الأمل بالرعاية الصحية والمتابعة الدقيقة لحالته حيث بدأ الفريق بنشر صورته الشخصية من خلال الصحف المحلية الانجليزية والعربية ولكن بدون جدوى مما دفع المختصين للقيام بخطوة أخرى تتمثل في إرسال بصماته العشرية وصورته الشخصية وعينات البصمة الوراثية ( N A) إلى الأمانة العامة للشــرطة الجنائية الدولية (الانتربول) مع التركيز على بعض الدول مثل اليونان وايطاليا وقبرص كونه يحمل سمات مشابهة لمواطني تلك الدول ولكن لم يتم الحصول على نتيجة ايجابية.

 

اهتمام القيادة العليا

وأشار المري إلى ان هذه القضية شغلت حيزا كبيرا من الاهتمام من القيادة العليا حيث تم إخضاع الرجل لتدريبات مكثفة لاستعادة الذاكرة عبر فريق خاص به، بالإضافة إلى متابعة دقيقة لحالته الصحية مع المختصين في مستشفى الأمل ولاحت بشائر الأمل بظهور نتيجة ايجابية بتاريخ ‬12/‬4/‬2011 م حيث تذكر المعني أن اسمه (اندريه بيكورا) ايطــالي الجنسية. كما أشــار إلى انه دخــل الدولة بموجب تأشيرة زيارة عن طريق مطار دبي الدولي الأمر الذي سهل على إدارة التحريات التوصل إلى كافة المعلومات المتعلقة بهويته.

ولفت المري إلى أن المذكور اقام في منطقة المرقبات فور دخوله دبي ولكنه انتقل الى فندق آخر وذكر انه ترك متعلقاته الشخصية في احدى مركبات الاجرة التي استقلها ذلك الوقت، الا انها كانت خالية من أي اوراق تدل على شخصيته، حيث تم الحصول على صورة جواز سفره في احد الفنادق في منطقة المرقبات كان المذكور قد أقام فيه، وكان المذكور قد اخبر أهله انه ذاهب لإحدى الدول الأفريقية التي غادرها متوجها الى دبي دون ان يعلم احد.

 

اللقاء الحار

واكد مدير ادارة البحث الجنائي ان المذكور كان يتحدث قليلا من الايطالية واليونانية حيث تبين فيما بعد ان اباه ايطالي وامه يونانية، الا انه لم يتذكر سبب قدومه الى دبي، مشيرا الى ان اللقاء الحار الذي جمعه باخيه اعاد له كثيرا من المعلومات الاضافية.

ووجه المقدم المري الشكر لمستشفى الأمل الذي أخضعه لجلسات مكثفة في إنعاش الذاكرة على مدى الاشهر الماضية حيث قدم له كافة وسائل الدعم المعنوي والنفسي في استضافته في المستشفى.

المنصوري: شرطة دبي تستقبل أخاه وتتكفل عودته إلى وطنه

اكـد العميد خليـل ابراهـيم المنصـوري مـدير الادارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي ان هذه القضية حملت تفاصيل غريبـة حيث تطلبت تعـاملا انسانيا اكثر منه شرطيا وهو الامر الذي حظي باهتمام من القائد العام لشرطة دبي معالي الفريق ضاحي خلفان تميم.

ولفت المنصوري الى انه تم التأكد بعدم وجود قيد جنائي محلي أو دولي ومن ثم أحيط المذكور بالرعاية الصحية اللازمة حتى عادت له الذاكرة وتولت الإدارة العامة للتحريات بالتنسيق مع القنصلية الايطالية إعادته إلى موطنه بعد تكريمه خلال حفل مبسط حضره ممثل من القنصلية بالإضافة الى شقيقه الذي حضر الى البلاد للاطمئنان عليه كما تكفلت شرطة دبي بتكاليف رجوعه الى موطنه.

واشـار العمـيد المنصـوري الى ان شـرطة دبي تولـي الجـوانب الإنسانيـة اهتماما كـبيرا كما انها تمتلك كافة المعايير الانسانية التي تؤمن تعاملا كريما مع كافة الاشخاص على اختلاف قضاياهم ومشاكلهم، حيث توجه المذكور بالشكر الجزيل لشرطة دبي على المجهود الكبير الذي بذله لاعادته الى اهله وعودته الى الحياة الطبيعية.