استطاعت شرطة دبي أن تكون ضمن مصاف الأجهزة الشرطية الأكثر تقدماً في العالم، حيث بات المحك الحقيقي لهذا الأمر الكشف عن هوية مرتكبي الجرائم الكبرى التي شغلت الرأي العام العالمي مؤخرا عبر الإعلان عنهم ليكونوا عبرة لمن يستبيح أرض الإمارات لارتكاب جرائمه، إضافة إلى ذلك حصولها على العديد من الجوائز والإشادات العالمية من خبراء عالميين في أجهزة شرطية ذات باع طويل في المجال الأمني.

ولعل أحدث هذه الإنجازات والجوائز التي حصلت عليها شرطة دبي مؤخرا جائزة "البلاديوم" ودخولها قاعة الشهرة حسب معايير هذه الجائزة العالمية والتي يسعى إلى الحصول عليها الشركات العالمية المتخصصة لتصبح بذلك أول جهاز عربي شرطي يحصل عليها والثالث على مستوى العالم بعد مكتب المخابرات الأميركية والشرطة الملكية الكندية، ويبلغ عدد المشتركين فيها بنهاية الدورة الماضية 250 ألف مؤسسة.

وأكد اللواء عبد القدوس عبد الرزاق العبيدلي مدير الإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي أن الحصول على الجوائز العالمية ليس بالأمر اليسير، بل يحتاج إلى توفر المعايير التي دائما ما تكون قياسية وصعبة جدا، في الحوار التالي تفاصيل الحصول على البلاديوم.

 

تعريف

بداية ما هي جائزة البلاديوم؟

جائزة عالمية تتبع مجموعة البلاديوم وهي مؤسسة عالمية رائدة في مساعدة المؤسسات المهنية فيما يتعلق بتنفيذ استراتيجياتها وذلك من خلال اتخاذ القرارات الأفضل. وتتميز هذه المجموعة بخبرة واسعة وتجربة عميقة في مجال الإستراتيجية والمخاطر وإدارة أداء المؤسسات، ومؤسسة البلاديوم يديرها كل من دكتور روبرت كابلان وديفيد نورتان مؤسسي علم بطاقة الأداء والتراصف الاستراتيجي.

وقد تأسست مجموعة البلاديوم في عام 2000، حيث تحتوي قاعة الشهرة التي تعتمد أسماء الفائزين بالجائزة حاليا على 158 المكرمين من القطاعين العام والخاص من أكثر من 20 دولة، بما في ذلك شركة ميرك ومكتب التحقيقات الاتحادي، وشركة هندوستان للبترول، انفوسيس تكنولوجيز، شركة ميليبور، وموتورولا، وفولكس فاجن دو برازيل. ويتم اختيار الفائزين بناء على نوعية وطريقة التنفيذ BSC لبطاقة الأداء المتوازن وعلى النتائج المحققة على فترة سنتين على الأقل.

هل تم الاستعانة بأية شركات أجنبية للتقدم للجائزة؟

قامت القيادة العامة بتقديم طلب الدخول في قاعة الشهرة دون الاستعانة بأية استشارات من قبل مؤسسة البلاديوم، حيث تتكلف تعبئة الاستمارة ما يقارب من 100 ألف درهم، وهو الأمر الذي تم توفيره حيث قام فريق عمل من الإدارة العامة للجودة الشاملة بالتحضير للجائزة وهو الأمر الذي تتفرد به شرطة دبي عالميا وفي هذا الصدد أكد روبرت كابلان على هامش الاحتفال بالفائزين أن طلب القيادة العامة لشرطة دبي كان أكثر الطلبات التي أثارت دهشة فريق التقييم وانه لم يتوقع أن يكون طلب مؤسسة شرطية بهذا الاحتراف ولفت النظر إلى أن شرطة دبي هي الثالثة عالميا بعد الشرطة الملكية الكندية وإدارة التحقيق الفيدرالي بأميركا يحصل على هذه الجائزة.

ما سبب الاهتمام بهذه الجائزة والسعي للحصول عليها؟

تسعى شرطة دبي بشكل مستمر للبحث عن الجوائز العالمية التي يتطلب الحصول عليها تطبيق معايير قياسية ذات مواصفات خاصة، وهذه الجائزة تمنح ما يسمى ببطاقة الأداء المتوازن والتي تقيس مستوى الأداء وتحقيق الأهداف ومقارنتها بشكل عالمي مع الأجهزة الأخرى ذات الصلة، لذلك فهي مهمة في قياس مستوى الأداء الشرطي في تحقيق الأهداف الإستراتيجية المنشودة وتطويرها عاماً بعد آخر.

كيف تقدمتم لهذه الجائزة؟

بعد الاطلاع على المعايير الواجب توفرها للحصول على هذه الجائزة تم تفريغ فريق عمل للتواصل مع الجهة المنظمة للجائزة، وغالبا ما يتم الاستعانة بإحدى الشركات المتخصصة المعتمدة لتعبئة استمارات الجائزة والتي تتخطى 350 ورقة مدعمة بالأدلة والمستندات على كافة المعلومات المقدمة، إلا أننا فضلنا الاعتماد على الموظفين وتوفير تكلفة الاستعانة بالشركة والتي تبلغ 150 ألف درهم، وبالفعل قام الفريق باستكمال الاستمارة في غضون 30 يوماً.

 

معايير

ما المعايير الأساسية المتوفرة في شرطة دبي والتي بموجبها تم الحصول على الجائزة؟

تعتبر شرطة دبي من بين الأجهزة الشرطية المتطورة والأكثر إثارة للإعجاب في العالم، فهي تضم حوالي 15 ألف موظف تعتبر من أكبر أرباب العمل في إمارة دبي وفي الإمارات العربية المتحدة، تخدم شرطة دبي ما لا يقل عن ثلاثة ملايين نسمة تتألف من أكثر من 200 جنسية، وكانت شرطة دبي أول شرطة عربية تطبق اختبار الحمض النووي في القضايا الجنائية، والنظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) كما أن لها العديد من المبادات الشرطية المجتمعية.

كذلك كانت شرطة دبي أول مؤسسة شرطية عربية تنشئ إدارة متخصصة بمتابعة حالات في حقوق الإنسان، كما قامت بتحقيق نتائج متميزة في معظم مؤشراتها المعلنة مثل الإجابة على المكالمات في غضون 10 ثوان (ثلاث رنات) 97 ٪ من الوقت، بالإضافة إلى انه تم اعتماد بطاقة الأداء المتوازن في شرطة دبي في عام 2007 كجزء من نظام الإدارة الاستراتيجي والذي تتكامل فيه وترتبط الرؤية، والرسالة، والعمليات مع إدارة الجودة الشاملة.

لمن لا يعرفها ما هي بطاقة الأداء المتوازن؟

إن بطاقة الأداء المتوازن لا تمثل أداة للقياس والتقييم فحسب وإنما هي آلية للإدارة الإستراتيجية، ونظام إدارة يتم استخدامه بكثافة من قبل كل من قطاع الأعمال والقطاع الحكومي والمؤسسات غير الربحية في جميع أنحاء العالم من أجل مناغمة أنشطتها وعملياتها وممارساتها مع رؤيتها وإستراتيجيتها فضلا عن تحسين الاتصالات الداخلية والخارجية ومتابعة الأداء وفقا للأهداف المنشودة.

 

فائدة

ما الفائدة التي تحققها شرطة دبي وتعود بالفائدة على المجتمع من بطاقة الأداء المتوازن؟

تستند بطاقة الأداء المتوازن على فرضية بسيطة أن "ما يتم قياسه هو الذي يتم تحقيقه وإنجاح فيه." وهذه النظرية وضعت من قبل روبرت كابلان وديفيد نورتون مؤسسي مجموعة البلاديوم، وبطاقة الأداء المتوازن تربط بين الإستراتيجية والعمليات للوصول إلى الأهداف المؤسسية المنشودة، وفي دراسة نشرت في مجلة التقدم في المحاسبة وجدت أن المنظمات التي تعتمد وتنفذ بطاقة الأداء المتوازن تتفوق بشكل كبير على المؤسسات التي لا تتبنى البطاقة على مدى فترة ثلاث سنوات تبدأ مع عام التبني. هذه النتائج تقدم دليلا قويا على أن بطاقة الأداء المتوازن هي أداة فعالة للإدارة الإستراتيجية التي تؤدي إلى تحسين عائدات الهيئات والمؤسسات.

حيث ساهمت بطاقة الأداء المتوازن آلية ذات فعالية عالية القدر في تحقيق النتائج في المؤسسات والمنظمات الحكومية غير الربحية والمنظمات غير الحكومية الربحية على حد سواء. التركيز على الأداء أمر مهم وحاسم بالنسبة لأية منظمة ، وخصوصا خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة. "المنظمات الملتزمة بخلق قيمة مضافة لعملائها ومساهميها، سواء من القطاع العام أو الخاص، تكون في حالة تحد مستمر لتحقيق نتائج الأداء".

في حالة النظر للأمر من الناحية العملية من النتائج الايجابية التي حققتها شرطة دبي بعد تطبيق بطاقة الأداء المتوازن خاصة فيما يتعلق بالجرائم المقلقة؟

منذ اعتماد بطاقة الأداء المتوازن ومن حوالي 3 سنوات انخفضت الجرائم المقلقة بنسبة 45 ٪ والوفيات على الطرق بنسبة 56 ٪ وزاد شعور المواطنين بالأمن في حين أن تكلفة الأمن لكل 100 ألف شخص انخفض بنسبة 6 ٪، وقد تحسنت استبقاء الموظفين في شرطة دبي بنسبة 69 %.

 

آلية

ما الآلية المعتمدة للدخول في قاعة الشهرة؟

تعتبر أولى هذه الآلية أن تقوم المؤسسة الراغبة في التقدم بالإجابة عن 47 سؤالاً وتقديم الأدلة المقرونة بالأرقام لكل من هذه الأسئلة، وتقديم مختصر عن المؤسسة من حيث طبيعة العمل والثقافة المؤسسية بالإضافة إلى أدلة عن النجاح في استخدام بطاقة الأداء، وتقديم شرح وافٍ للبيئة والمحيط التي تعمل خلاله المؤسسة والتأثير المتبادل بين المؤسسة وهذا المحيط، وتقديم أدلة على التزام القيادة العليا شخصيا في عملية التراصف الاستراتيجي بين الأهداف العليا والعمليات من خلال تطبيق بطاقة الأداء المتوازن، بالإضافة إلى تقديم أدلة تفصيلية مقرونة بالبراهين الكمية على تنفيذ المؤسسة المعايير الخمسة للمؤسسة ذات التوجه الاستراتيجي والمشروحة أنفا، وتقديم أدلة رقمية كمية على تحسن الأداء لقترة ما لا يقل عن 24 شهرا سابقة لوقت تقديم الطلب في مختلف المجالات.

ويحتوي الطلب على ما يقارب الـ 200 صفحة منها ما لا يقل عن 35 صفحة للإجابة عن أسئلة محددة من قبل البلاديوم، وكان حجم الطلب والذي قدم الكترونيا ما يزيد على 70 ميغابايت.

ما النتائج الأخرى التي تستفيد منها شرطة دبي بحصولها على البلاديوم؟

تتعهد شركة روبرت كابلان بأنه سيتم نشر أسماء المؤسسات الفائزة في مجلة هارفارد بزنس والتي تقرأ من قبل أكثر من 250000 مشترك عالميا، بالإضافة إلى نشر بيان صحفي عن المؤسسات الناجحة في دخول القاعة عبر الشبكة العالمية للبلاديوم (مدريد-لندن-نيويورك)، نشر معلومات (بالاتفاق مع المؤسسة ذات الصلة للحفاظ على سرية المعلومات) عن المؤسسة وأدائها سنويا عبر شبكة البلاديوم، تزويد المؤسسات بنسخ مجانية عن كل ما يكتب عنهم في هذا المجال.

كما تقوم مجموعة بلاديوم بتقدير وتكريم المؤسسات التي حققت تميزا واضحا في تنفيذ بطاقة الأهداف المتوازنة. إن عملية التنفيذ الأفضل التي تتبناها بلاديوم وفقا لمنهجية الدكتور روبرت كابلان من جامعة هارفرد والدكتور ديفيد بي نورتون مؤسس مجموعة بلاديوم، عبارة عن إطار عمل معتمد تستخدمه مئات المؤسسات في جميع أنحاء العالم من أجل ربط الإستراتيجية والعمليات بغية إنجاز نتائج أداء متميزة، وتقوم المؤسسة بتقديم الدعم الفني للمؤسسات الراغبة في السير على طريق الإدارة الإستراتيجية حتى الوصول إلى قاعة الشهرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

إشادة

روبرت كابلان ينبهر بحالة شرطة دبي

 

أشار الدكتور روبرت كابلان أثناء تكريم شرطة دبي بمناسبة دخولها قاعة الشهرة موجها الحديث إلى رئيس وفد شرطة دبي: "كان الطلب المقدم من قبلكم من أكثر الطلبات المثيرة للاهتمام هذا العام حيث إنني لم أتوقع أن أرى هذا من مؤسسة شرطية".

وأضاف قائلا: "إنكم تعتبرون المؤسسة الشرطية الثالثة عالميا بعد الشرطة الملكية الكندية ومكتب التحقيق الفدرالي التي تستطيع دخول قاعة الشهرة".

من جانبه أكد روبرت لي. هوي جي آر العضو المنتدب لمجموعة بلاديوم ومدير برنامج Hall of Fame ان فريق هيئة التحكيم بقيادة الدكتور روبرت كبلان و ديفيد نورتون أعجبوا بجودة التطبيقات من أوروبا و منطقة الشرق الأوسط في هذا العام، وكانت نتائج الأداء الواضحة لشرطة دبي موضع إعجاب أعضاء هيئة التحكيم الذين دهشوا أيضا بمستوى الوعي الاستراتيجي لموظفي الشرطة وتوحيد المقاييس النموذجية و قدرة القيادة على الربط بين الإستراتيجية والعمليات".

والدكتور روبرت كابلان أستاذ في كلية الأعمال في جامعة هارفرد، وقد انضم إلى هذه الكلية عام 1984 بعد أن كان قد أمضى 16 عاماً في كلية الأعمال في جامعة كارنغي ميلون حيث شغل منصب عميد الكلية من العام 1977 إلى العام 1983.

تركّز أبحاث كابلان وتدريسه للتعليم التنفيذي واستشاراته على الربط في ما بين أنظمة إدارة الكلفة والأداء من جهة وتطبيق الاستراتيجيات والتفوّق التشغيلي من جهة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، ساهم كابلان في تطوير نظام محاسبة تكليف النشاط ونظام بطاقة الأداء المتوازن، ويشغل كابلان الذي يتحدث عن أنظمة الأداء وإدارة التكاليف منصب رئيس لجنة ممارسة القيادة في مجموعة البلاديوم العالمية.

 

شروط

معايير موضوعية للدخول في قاعة "البلاديوم"

 

قبل الشروع في تقديم طلب الدخول إلى قاعة الشهرة على المؤسسة أن تتأكد من أنها تحقق المعايير والشروط الموضوعة من قبل المؤسسة منها تطبيق بطاقة الأداء المتوازن طبقا للنظام المعمول به والمحدد من قبل كابلان ونرتان، تحقيق كافة المعايير والمبادئ العامة للمؤسسة ذات التوجه الاستراتيجي.

وفيما يخص معايير المؤسسة ذات التوجه الاستراتيجي (Strategy Focused Organisation )، ضرورة إحداث وقيادة وإدارة التغيير عبر القيادة التنفيذية للمؤسسة، ترجمة الإستراتجية إلى خطوات عمل ملموسة ويتم ذلك باستخدام بطاقة الأهداف المتوازنة لترجمة الإستراتيجية إلى لغة يفهمها كل فرد. إنها تمثل إطار عمل لوصف وتوصيل الإستراتيجية بأسلوب واضح وثابت، ومواكبة والتفاف المؤسسة ككل حول إستراتيجيتها، والتحفيز لجعل الإستراتجية مهمة كل الموظفين، إضافة إلى جعل الإستراتيجية عملية مستمرة.