أحدثت إمارة دبي الفارق حين تحولت من صحراء إلى مدينة متطورة تضاهي بل تتفوق على أكثر مدن العالم تطوّراً في فترة وجيزة، إذ تمكّنت من تأسيس قاعدة تجارية كانت الحافز لكثير من التجار وكبار المستثمرين للإقامة في مدينة الأحلام، واعتبارها مركزاً رئيساً لهم.

لم يكن ذلك إلا نتيجة لجهود جبّارة، تعاضدت مع رؤية خلاّقة، نهضت بدبي وحوّلتها من مركز تجاري إلى مدينة عصرية أصبحت حديث العالم. واللافت للنظر أن اعتماد هذه المدينة المتطورة على النشاط التجاري قد حقق لها نقلة نوعية كبيرة، إذ تطوّرت بسرعة قياسية لتحتضن أهم ميناء تجاري في الشرق الأوسط والخليج، حيث تصدر ميناء جبل علي الموانئ العربية، واحتل الترتيب التاسع عالمياً ضمن قائمة تصنيف الموانئ لعام 2014.

وبهذه الخطى الواضحة، أصبحت إمارة دبي وجهة تستقطب التجار والمستثمرين سنوياً، الأمر الذي يعكس أهمية جمارك دبي التي مرّت عبر تاريخها الممتد لأكثر من مئة عام بعدّة مراحل، إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك القديم (الفرضة) مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي.

كما واصلت دائرة جمارك دبي عملية البناء والتطور المؤسسي، وحظيت بسمعة رنانة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وصارت محط أنظار التجار والمستثمرين ورجال الأعمال لما تتمتع به من بنية تحتية متطورة، وتسهيلات إدارية، وخدمات عصرية.

سمعة دبي

أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي قال إن دبي تحرص على إقامة شراكات اقتصادية واستراتيجية مع جميع دول العالم، من أجل دعم وتطوير الاقتصاد الوطني في المجالات كافة، بالإضافة إلى ضمان الانفتاح على تجارب التنمية الناجحة في ظل توجّه الدولة نحو اقتصاد المعرفة، وذلك سعياً منها لتحقيق رؤية الإمارات 2021 وخطة دبي الاستراتيجية 2021 بجعل إمارة دبي محوراً رئيساً في الاقتصاد العالمي.

وتطبيقاً لرؤية حكومتنا الرشيدة، تسعى جمارك دبي إلى تحقيق الريادة في تطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال العمل الجمركي، والتي من شأنها إعلاء سمعة دبي كمركز تجاري عالم، وتعزيز مكانتها كواحة آمنة للاستثمار.

محط أنظار

وقال إن التطور الهائل الذي شهدته جمارك دبي، بما يتوافق مع مبادئ منظمة الجمارك العالمية، جعلها محط أنظار الكثير من الدول والإدارات الجمركية حول العالم، مؤكداً أن منظمة الجمارك العالمية في تقرير مهمة «كولومبس» التشخيصي، وهو برنامج مستحدث لغايات تطوير العمل الجمركي حول العالم، تشهد أن جمارك دبي حرصت على تحقيق رؤية واستراتيجية واضحة ومتكاملة.

إضافة إلى مبادراتها غير المسبوقة في مجال التقنية الرقمية وصولاً إلى العالمية، الأمر الذي دعا خبراء المنظمة الدولية إلى وضع جمارك دبي نموذجاً يحتذى على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، حيث خلص التقرير أن الدائرة تعمل بشكل جاد ومستمر لتحقيق رؤية المنظمة العالمية للجمارك في القرن الـواحد والعشرين.

وقد استطاعت جمارك دبي أن تضع لنفسها مكانة متقدمة على الصعيد الدولي، حيث تحرص على تعزيز علاقاتها مع دول العالم وكذلك المنظمات والهيئات الدولية، مثل منظمة الجمارك العالمية ومنظمة التجارة العالمية، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية «وايبو»، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «إنتربول».

تعاون عالمي

من جانبه قال فيصل عيسى لطفي المدير التنفيذي لجمارك دبي العالمية مدير إدارة العلاقات الخارجية بجمارك دبي، إن جمارك دبي تسعى لتعزيز أواصر التعاون مع مختلف الدول في جميع أنحاء العالم عبر زيارات الوفود الرسمية والاجتماعات الدورية.

وجاء إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، المرسوم الاتحادي رقم 33 لسنة 2010 بشأن انضمام دولة الإمارات إلى اتفاقية «كيوتو» المعدلة لتبسيط وتنسيق الإجراءات الجمركية، من أجل ضمان تيسير حركة التجارة، ورفع مستوى تنافسية الدولة، ودعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز التعاون مع العالم الخارجي بما ينسجم مع مكانة الدولة على خريطة التجارة العالمية.

وتؤكد الدائرة دورها في تعزيز علاقاتها الخارجية، سعياً منها لأن تكون أحد النماذج الرائدة عالمياً، حيث باتت جميع تلك الجهود السامية والمستمرة في استضافة أو المشاركة في العديد من المؤتمرات الإقليمية والعالمية.

ولتعزيز التواصل مع البعثات الدبلوماسية والقنصلية ومجالس العمل الأجنبية العاملة في إمارة دبي، وفي مقدمتها المجالس التي تنتمي لدول ترتبط بعلاقات تجارية استراتيجية مع دبي، أطلقت جمارك دبي برنامج «ارتباط».

شهادات تفوق

وقال خليفة مالك بن شاهين مدير تفتيش مبنى المطار 3 بإدارة عمليات المسافرين، إن استقبال الوفود الأجنبية بالإدارة ساهم بصورة كبيرة في تعزيز صورة دبي وجمارك دبي عالمياً، وذلك من خلال اطلاع هذه الوفود على إجراءات العمل في الإدارة وما يتوفر فيها من أجهزة حديثة مثل غرفة المراقبة والسيطرة الرائدة في أداء مهامها على المستوى الإقليمي والدولي، حيث ترتبط بشبكة تلفزيونية تقنية متطورة للمراقبة عن بُعد، وآلية للتواصل بين العاملين في الغرفة والمفتشين الجمركيين في مباني مطار دبي.

وأشار سالم علي بن فارس الكتبي قائد فريق الجوالة والمراقبة والأجهزة الداخلية بإدارة عمليات المسافرين إلى ما أبداه وفد تركمانستاني رفيع المستوى برئاسة الوزير خوجام قولييف، رئيس الهيئة الوطنية للجمارك، قام مؤخراً بزيارة لإدارة عمليات المسافرين لجمارك دبي، من إعجاب وتقدير للنظام المطبق لإنجاز عمليات التفتيش.

وكذلك الأنظمة والتقنيات التي طورتها الدائرة للارتقاء بمستوى العمل الجمركي، وأكد الوفد الجمركي التركمانستاني حرصه على الاستفادة من هذه التقنيات لتطوير العمل الجمركي لديهم، مشيداً بالتطور المستمر لتجربة جمارك دبي التي أصبحت نموذجاً يحتذى عالمياً في تطوير العمل الجمركي.

وقال محمد علي مبارك مدير مركز تفتيش جمارك جبل علي وتيكوم- مكلف: تحرص جمارك دبي على استضافة الوفود الزائرة واطلاعها على دور إدارة مراكز جبل علي الجمركية في تسهيل التجارة وحماية المجتمع.

حيث يتم تنظيم جولات ميدانية لهذه الوفود تشمل منشآت التفتيش الجمركي والجهاز المتطور لفحص الحاويات في جبل علي وتقدم الإدارة لهذه الوفود شرحاً مفصلاً عن عمليات المعاينة والتفتيش وآلية عمل الجهاز المتطور لفحص الحاويات الذي يمتاز بالقدرة على فحص 150 شاحنة خلال ساعة، وقوبلت هذه الجولات الميدانية بانطباعات إيجابية من قبل الوفود الأجنبية عن إجراءات وأنظمة العمل والأجهزة المستخدمة.

جدير ذكره أن جمارك دبي العالمية قد باشرت أولى زياراتها لجمهورية كازاخستان وذلك خلال أغسطس 2015، للاطلاع على احتياجاتها لتطوير نظام التخليص الجمركي، وتقديم الدعم لجهودها الهادفة للارتقاء بمستوى خدماتها الجمركية.

جمارك خضراء

تعد جمارك دبي شريكاً في مبادرة الجمارك الخضراء التي أطلقها برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2003، بالتعاون مع عدد من الشركاء، ومنها منظمة الجمارك العالمية، والـ«إنتربول»، ومكتب مكافحة الجريمة والمخدرات في الأمم المتحدة، وتم بناؤها على عدد من الاتفاقات الدولية التي تنظم الإجراءات السلمية لنقل النفايات الخطرة والمواد المشعة والكيميائية والنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض.

وتلتزم جمارك دبي ببنود اتفاقية «سايتس» التي انضمت إليها الإمارات عام 1990، والتي تشتمل على الوسائل الكفيلة بحماية الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض.

أسئلة شائعة

ما هي إجراءات المطالبات واسترداد التأمينات؟

يجوز للعملاء المطالبة باسترداد التأمينات المودعة بدلاً من الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع العابرة «ترانزيت»، والبضائع المستوردة من أجل إعادة التصدير ومعاملات تحويل البضائع والوثائق غير المكتملة.

ولأغراض استرداد مبالغ التأمينات، يتوجب على العميل تقديم الوثائق الأصلية، بالإضافة إلى توفير الوثائق التي تُثبت خروج البضاعة من المنفذ الجمركي خلال المدة المحددة (شهادة الخروج المعتمدة من المفتش الجمركي) للبضائع العابرة «ترانزيت»، والبضائع المستوردة من أجل إعادة التصدير.

توعية قانونية

آلية تقييم وتقدير سيارات نقل الركاب والبضائع

بناءً على اتفاقية القيمة الجمركية المنبثقة عن الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة والقرارات الصادرة حولها والأحكام الواردة في القانون الموحد، فقد تقرر وضع أسس تقييم وتقدير القيمة للأغراض الجمركية، وتحديد نسب استهلاك أصناف السيارات الجديدة والمستعملة كالتالي:

تقدر القيمة للأغراض الجمركية لحالات استيراد سيارات نقل البضائع ونقل الركاب المستوردة جديدة من موديلات سنة التخليص أو السنة التي تليها، بحيث يحتسب مجموع القيم والتكاليف المدفوعة ثمناً لاستيراد هذه الأصناف حتى إيصالها حدود دول المجلس بما فيها أجور ومصاريف الشحن، والتأمين الدولية.

ومصاريف المناولة، والتفريغ في نقطة العبور الأولى لأي من دول المجلس ضمن مفهوم (CIF)، عندما يتم التصريح من قبل المستوردين عن قيم وتكاليف استيراد هذه الأصناف بموجب فواتير تجارية وعقود شراء أصولية صادرة عن شركات الإنتاج أو التصـدير.

كما تعتمد القيم لأصناف مطابقة أو مشابهة كانت قد اسـتوردت سابقاً بموجب فواتير تجارية وعقود شراء أصولية لتقدير القيمة لهذه الأصناف عند استيرادها من قبل أفراد، أو معـارض، أو شركات تجارية، ولا تتوفر لديهم شروط وترتيبات العقـود التجارية لصفقات الاستيـراد، أو عند الشك بصحة القيم والفواتير والعقود التجارية المصرح عنها.