كشف اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي، عن نجاحات نوعية حققتها شرطة دبي عبر مسيرتها الرائدة، إذ تمكنت القيادة العامة لشرطة دبي، من تحقيق خفض كبير في معدل الجرائم المقلقة لكل مئة ألف من السكان من 255.5 إلى 51.2 بنهاية عام 2014.

وتمكنت من زيادة نسبة معلومية الجرائم المقلقة من 58 % إلى 67.2 %. وحققت زيادة كبيرة في نسبة المقبوض عليهم من جملة المطلوبين من 57.9 % إلى 83.9 % بنهاية عام 2014. كما حققت القيادة العامة لشرطة دبي، انخفاضاً كبيراً في معدل وفيات حوادث السير لكل مئة ألف من السكان من 17.9 إلى 3.45. وتمكنت من زيادة نسبة درجة الاستعداد لمواجهة الأزمات والكوارث من 86.6 إلى 91.4 % مع نهاية عام 2014.

وقال اللواء المزينة، على هامش مشاركته في خلوة استراتيجية شرطة دبي، إن دبي مدينة عالمية رائدة وحديثة في الوطن العربي، ومركز دولي نابض في منطقة الخليج، وفريدة من نوعها على مستوى العالم، ونحن كجزء من هذه الإمارة، تحدياتنا كبيرة، وعليه، يجب أن تكون رؤيتنا استشرافية للمستقبل، حتى نكون على أهبة الاستعداد دائماً، بدلاً من التحرك في صيغة ردود الأفعال.

وكان المزينة شهد خلوة تحديث الخطة الاستراتيجية لشرطة دبي للأعوام 2016 -2021، التي نظمتها الإدارة العامة للجودة الشاملة، بحضور مساعديه ومديري الإدارات العامة ومراكز الشرطة وعدد من الضباط.

استراتيجية جديدة

وأوضح أن خلوة استراتيجية شرطة دبي، تهدف إلى صياغة واعتماد رؤية ورسالة الشرطة، واعتماد التوجه الاستراتيجي لها، وأهدافها الاستراتيجية المستقبلية وقيمها المؤسسية، مؤكداً أن الاستراتيجية الجديدة لشرطة دبي، تتوافق مع رؤية حكومة دبي 2021، وتنطلق مما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «خطتنا الاستراتيجية ترمي إلى ضمان مواكبة قطاع الأمن والعدالة والسلامة لمسارات النمو الاقتصادي والاجتماعي، بحيث تتوافر دائماً متطلبات استتباب الأمن وتحقيق العدالة والسلامة للمجتمع والأفراد على حدٍ سواء».

وأضاف اللواء المزينة أن الاستراتيجية تواكب توجهات وزارة الداخلية ورؤيتها، على اعتبار أن الوزارة، المظلة الحاضنة للقيادات الشرطية والمسؤولة عن الجوانب الأمنية في الدولة، مؤكداً أن القيادة العامة لشرطة دبي، تحرص في تحديث استراتيجيتها، على مواكبة التطور الكبير الذي شهدته إمارة دبي خلال مسيرتها الرائدة، وتتلاءم مع كل مرحلة من مراحل نموها وتطورها، ضمن منهجيات علمية تعتمد على مقاييس أداء ومقارنات لأفضل التطبيقات العالمية في المجال الأمني والشرطي، محددة في هذه الاستراتيجية، الرؤية والرسالة والقيم والأهداف والغايات.

تنسيق وشراكة

وأشار اللواء المزينة، إلى أن شرطة دبي، تعتبر مؤسسة حكومية أمنية، وعليها أن تسهم مع القيادات الشرطية الأخرى بالدولة في تحقيق أهداف وزارة الداخلية، وأن تكون سباقة في مجال مكافحة الجريمة وتحقيق أمن الطريق، والاستعداد لمواجهة الأزمات والكوارث، ورؤيتنا الاستراتيجية الجديدة، شملت كل هذا، وتم ترجمة ذلك من خلال الأفكار المطروحة من قبل الزملاء الضباط.

كما حرصنا على أن تضم رسالتنا جميع الجوانب التي تتعلق بالمستقبل والابتكار وتطوير الخدمات الذكية، فالجانب الإبداعي في الاستراتيجية مهم جداً، وشرطة دبي أوجدت البيئة الحاضنة للإبداع والابتكار، على اعتبار أن دولة الإمارات تسعى لتحقيق هذا الجانب، والقيادة السياسية أوجدت عاماً خاصاً بالابتكار، لذلك، نحن حريصون على دعم مبادرات الدولة في هذا السياق، وتطوير كوادرنا بما يتلاءم مع الرؤية التي وضعتها القيادة السياسية، بالإضافة إلى العمل على تحقيق السعادة للجميع، فكلما ارتقينا بالخدمات وقدمناها بشكل احترافي وتميزنا بها، حققنا السعادة إلى المتلقي والمتعاملين مع شرطة دبي.

مدينة الأمن

من جانبه، قال العقيد الشيخ محمد عبد الله المعلا مدير الإدارة العامة للجودة الشاملة في شرطة دبي، إن رؤية شرطة دبي، واكبت مراحل تطورها ونموها، وعبرت عن كل مرحلة من هذه المراحل، فبين 1995 وعام 2000، كانت رؤيتها: دبي مدينة الأمن والسلامة والخدمات الشرطية المتميزة، وبين 2000 وعام 2005، كانت: الأمن ركيزة التنمية، فلنكن الشرطة الأقوى ردعاً والأشمل منعاً، والأفضل تنظيماً، والأرقى تعليماً، والأحدث تدريباً.

وبين 2006 و2010، كانت: نلتزم بأن نكون قوة مانعة للجريمة، رادعة للمجرمين والخارجين على القوانين والأنظمة، نحمي الحقوق والحريات، نقدم الخدمات المتميزة للعملاء، نحقق التفوق المؤسسي القائم على تطبيق معايير التميز العالمية، نطور أداءنا باستمرار، نوظف قدراتنا التوظيف الأمثل. وفي المرحلة الواقعة بين 2008 و2015، كانت رؤية شرطة دبي: الأمن ركيزة التنمية، فلنضمن الأمن والسلامة للمجتمع، ونحافظ على نظامه العام بكفاءة واحتراف وتميز عالمي.

مقارنات دولية

وأوضح العقيد المعلا، أن شرطة دبي، بحثت في معاني الرؤية وخصائصها، وأجرت مقارنات حولها، على الصعيد المحلي مع وزارة الداخلية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى الصعيد العالمي مع مؤسسات شرطة، كشرطة فنلندا، السويد، آيسلندا، إيرلندا، الدنمارك، سنغافورة، هونغ كونغ، أستراليا، وشرطة دنفر الأميركية.. ووجدت أن القاسم المشترك بين كل هذه الجهات، يتلخص في العبارات التالية: مكافحة الجريمة معاً.. منع الجريمة بطريقة تتسم بالاحترام.. بيئة سليمة وآمنة لجميع الناس.. جعلها آمنة وأفضل مكان للعيش فيه.. واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم.. عالم أكثر أماناً.. مجتمع ينعم بالأمن والسلامة.. مشاركة المجتمع.

ووجدت أن التوجهات الحكومية تتلخص في الريادة والسعادة والابتكار والمستقبل الذكي، وعليه، ناقشت عدة مقترحات للرؤية، تتمحور حول الشرطة الأذكى أمناً والأكثر عصرية ونموذجية وعالمية العمل الشرطي، وحول الابتكار والريادة والتقنية والذكاء الإبداعي والخدمات الشرطية المبتكرة.

وأضاف: كانت إحدى الصيغ المعدة للتصويت في الخلوة: ريادة شرطية وممارسة إبداعية لخدمات أمنية ذكية، والتي تمثلت في: منع الجريمة قبل وقوعها، والقبض على فاعليها، وتقديمهم للعدالة، والحفاظ على الأمن والاستقرار والنظام والطمأنينة العامة، وعلى الأرواح والأعراض والممتلكات، وجعل بلادنا الأكثر أمناً وسلامة، وحفظاً للنظام في العالم، في إطار من الصدق والأمانة، النزاهة والشفافية، العدالة والإنصاف، إتقان العمل، الإخاء والتعاون، حسن المعاملة، الاعتراف بالإسهامات الفردية والجماعية ومكافأتها، صون ورعاية واحترام حقوق الإنسان، والمحافظة عليها.

حتى تحقق رؤيتها وتحولها إلى واقع ملموس «تحويل الحلم إلى حقيقة».

وتتحدد أهداف الاستراتيجية لعام 2006 م إلى 2010 م، في منع الجريمة وكشف مجهولها، وردع مرتكبيها، والقبض عليهم، وتقديمهم للعدالة، وإيجاد شعور لدى الناس بوجود الأمن في كل مكان، وضبط أمن الطريق بفعالية عالية، والاستعداد لمواجهة الأزمات والكوارث بكفاءة، وصون حقوق وحماية الحريات بنزاهة وشفافية.

رسالة شرطة دبي

وأضاف مدير الإدارة العامة للجودة الشاملة في شرطة دبي، أن خصائص رسالة شرطة دبي، تنبع من الإجابة على الأسئلة المتعلقة بوجودها، ولمن وكيف تقدم خدماتها، وكيف تؤدي القيادة العامة للشرطة عملها، وأين تمارس أنشطتها محلياً وإقليمياً عالمياً؟، وكيف ترى عملاءها وتنظر لموظفيها؟،

وانطلاقاً من كل هذا قامت شرطة دبي خلال مسيرتها بصياغة رسالتها بما يتناسب مع مراحل تطورها، فبين 2000 و2005، كانت رسالتها: شرطة قوية لا سلطوية، وفي المرحلة بين 2006 و2010، كانت رسالتها: لنجعل بلادنا الأكثر أمناً وسلامة وحفاظاً للنظام في العالم، وبين 2008 و2015، كانت رسالة شرطة دبي: ترسيخ الأمن في الإحساس، وصون الحقوق دون مساس، وتقديم خدمات تنال رضا الناس.

وأوضح العقيد المعلا، أن شرطة دبي قامت أيضاً بمقارنات محلية مع وزارة الداخلية لدولة الإمارات، التي تتلخص رسالتها في «أن نعمل بكفاءة وفعالية لتعزيز جودة الحياة لمجتمع الإمارات، وضمان سلامة الأرواح والممتلكات»، كما أجرت مقارنات مع مؤسسات شرطية عالمية متنوعة.

وأشار إلى أن المشاركين في الخلوة انطلقوا من التجارب التاريخية لشرطة دبي، ومن تجارب المؤسسات الشرطة، وقدموا العديد من الاقتراحات لصياغة رسالة جديدة للمرحلة المقبلة من مسيرة شرطة دبي، وأجمعوا على عدة صيغ، منها: نسعى لجعل مدينة دبي الأكثر أمناً وسلامة بخدمات ذكية متميزة، وتفوق مؤسسي عالمي، ونتطور بحرفية وفقاً للتقنيات الحديثة في بيئة محفزة للابتكار والإبداع لإسعاد المجتمع.

إنجاز 90 % من الخطة.. والمرحلة الأخيرة تنتهي في ديسمبر

أفاد المقدم الدكتور صالح راشد الحمراني الرئيس التنفيذي لفريق تحديث الخطة الاستراتيجية لشرطة دبي، بأن 90 % من الخطة أصبح جاهزاً بعد الانتهاء من المراحل الثلاثة الأولى، فيما تبقى مرحلة واحدة ستنتهي بكافة عملياتها في شهر ديسمبر المقبل.

وأوضح أن موعد تطبيق الخطة الاستراتيجية، سيكون بداية العام المقبل، مشيراً إلى أن الخطة الاستراتيجية الجديدة، والتي تمتد من 2016 – 2021، طموحة جداً، وسترفع معدلات التحدي، لتصبح شرطة دبي من الأفضل عالمياً في المجال الأمني.

بداية العمل

وأشار الحمراني إلى أن بداية العمل في الخطة الاستراتيجية، جاء بتوجيهات من اللواء خميس مطر المزينة، إلى الإدارة العامة للجودة الشاملة، ببدء العمل على تحديث الاستراتيجية، بحيث تتواكب مع توجهات وتطلعات دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن الحكومة الاتحادية والمحلية.

وأضاف أنه بناءً على توجيهات القائد العام، فقد تم تشكيل 17 فريق عمل، تحتوي على ما يقارب 150 عضواً، وعملت هذه الفرق على استطلاع توجهات قادة شرطة دبي في مختلف المجلس القيادة، كمجلس الشرطة الاستشاري، ومجلس القيادات العليا، ومجلس الشرطة الإدارية، وأخذت آراء مساعدي القائد العام.

وقامت الفرق بإعداد المقارنات المعيارية مع المؤسسات الدولية الحائزة على مراكز متقدمة في مجال التنافسية في وزارات الداخلية، وفي كل من أميركا وأستراليا وكندا وهونغ كونغ، وفرنسا والسويد وسويسرا، واطلعت على رؤى تلك الجهات، وتم وضع ملخص لتلك المقارنات المرجعية ومواءمتها في توجهات الحكومة الاتحادية والمحلية.

وبين أن الفرق أجرت أيضاً مقارنة معيارية مع وزارة الداخلية في الدولة، واستطلعت آراء الجمهور ومجالس الأحياء، والشركاء والموردين، ولم تغفل عن رأي العنصر النسائي في هذا السياق، بهدف وضع استراتيجية متكاملة.

المراحل الأربعة

وأكد المقدم الحمراني أن العمل في الخطة الاستراتيجية خضع إلى 4 مراحل، المرحلة الأول تمثلت في «مرحلة التوجيه»، وتم من خلالها دراسة توجه الحكومة الاتحادية والمحلية بشأن متطلبات المرحلة المقبلة، والرؤى التي تستخدم في تحقيق التطلعات، مشيراً إلى أن هذه المرحلة استغرق العمل فيها مدة 5 أشهر.

أما المرحلة الثانية، فتمثلت في التحليل والتشخيص للعوامل الخارجية والداخلية المؤثرة في بناء الاستراتيجية الجديدة، والتطرق إلى تحقيق التنافسية، فيما تمثلت المرحلة الثالثة في الاختيار بين الخيارات الاستراتيجية المطروحة والتغيرات التي تأتي من ضمنها، مشيراً إلى أن المراحل الثلاثة السابقة، تمكنت شرطة دبي من إنهائها حالياً، وتبقى المرحلة الرابعة الأخيرة.

وأوضح الحمراني أنه في المرحلة الرابعة، ستعمل خلالها شرطة دبي على تطبيق الخطة الاستراتيجية من خلال الموارد والهياكل، وتخصيص الموارد، والتقييم، وهي مرحلة يتم من خلالها وضع الأهداف المعنية بالمتطلبات الاستراتيجية لشرطة دبي.

وقاية

قال العقيد المعلا: إن كل أهداف الشرطة تكثفت لتتلخص في المرحلة الماضية 2008-2015 في الوقاية والحد من الجريمة، وكشف الجريمة والقبض على مرتكبيها، وضبط أمن الطريق، والاستعداد بمواجهة الكوارث بفعالية عالية، مشيراً إلى أن شرطة دبي، بعد إجراء الكثير من المقارنات المحلية والدولية، حددت توجهات استراتيجية، في أن تكون دبي مدينة آمنة، وذلك بخفض معدلات الجريمة (الوقاية، الكشف، القبض)، خفض وفيات حوادث الطرق، إدارة الأزمات والكوارث.

1995

أوضح القائد العام لشرطة دبي، أن تحديث الاستراتيجية لا يعني تغييرها جذرياً، بل البناء عليها وتطويرها، فضمن المسيرة الرائدة لشرطة دبي، تراكمت الخبرات والمعارف، وتطورت المفاهيم والأساليب مع التطور المتسارع للعصر، واستطاعت شرطة دبي، التي كانت سباقة لوضع استراتيجية مكتوبة في عام 1995، أن تواكب العصر، وتستشرف المستقبل.

الاستراتيجية الجديدة.. أمن وابتكار وسعادة

أكد المقدم الدكتور صالح الحمراني، أن الاستراتيجية الجديدة تحتوي على 3 ميزات، ترتكز الأولى على أن تكون شرطة من ضمن أفضل الجهات الأمنية في العالم في مجال الأمن.

وبين أن الميزة الثانية، تتمثل في التركيز على توجه الحكومة «الاتحادية والمحلية» المرتبط بالابتكار في إدارة الموارد المادية والبشرية والتقنية، ومن ضمنها، تعزيز العمل الذكي والخدمات الذكية.

والميزة الأخيرة، مرتبطة بتحقيق توجه الحكومة الاتحادية والمحلية، بأن تكون دولة الإمارات رائدة في توفير السعادة للشعب، لذلك، فقد سطرت القيادة العامة لشرطة دبي، غاية جديد مرتبطة بهذا المفهوم، بعنوان «إسعاد المجتمع»، والذي تخدم من خلاله فئتين رئيستين، هما «المجتمع الداخلي» المتمثل بموظفي شرطة دبي، و«المجتمع الخارجي»، الجمهور ومتعاملي شرطة دبي، وسكان الإمارة.

اعتماد 3 غايات رئيسة

أفضت خلوة تحديث الخطة الاستراتيجية لشرطة دبي للأعوام 2016 -2021، التي عقدتها قيادات شرطة دبي مؤخراً، إلى اعتماد 3 غايات رئيسة لمنظومة استراتيجية شرطة دبي الجديدة. وتمثلت هذه الغايات في «دبي مدينة آمنة»، و«الابتكار في إدارة الموارد» و«إسعاد المجتمع»، وفي المرحلة المقبلة، سيتم اعتماد هذه الغايات بشكل نهائي لبدء العمل في الاستراتيجية عام 2016.