سيدة عربية أرهقها المجيء يومياً من إمارة عجمان إلى مستشفى خاص في دبي، لإرضاع 4 أطفال «توائم» مرات متكررة، بعد أن حالفهم القدر بالحياة حين توفي شقيقهم الخامس. الأطفال الرضع الأربعة حُجزوا في المستشفى بعد أن بلغت فاتورة ولادتهم ورعايتهم نصف مليون درهم، ما أبقى الأم في دوامة نفسية صعبة نتيجة عدم قدرة زوجها على دفع قيمة الفاتورة.

وبعد أن باءت بالفشل كل محاولات الأم في إقناع المستشفى بمنحها أطفالها، ظل الأمل يكللها للفكاك من كابوس مرهق، والعودة إلى أحضان الفرح بتوائمها، فلجأت إلى الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، شارحةً حالتها علّها تجد ضالتها وتستعيد أبناءها.

وتمكنت الإدارة، بحسها الإنساني وحضورها المجتمعي، من الإفراج عن الأطفال الأربعة، حيث خاطبت المستشفى لتسليم الأطفال إلى الأم، بعد أن تبرع فاعل خير بالمبلغ. تلك واحدة من 1600 حالة حظيت بمساعدة قسم الحالات الإنسانية بالإدارة العامة لحقوق الإنسان العام الماضي، تضمنت دفع مصاريف دراسية وحالات ولادة وسواها.

وفي التفاصيل .. كشف العميد الدكتور محمد المر مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي لـ "البيان" أن الإدارة تمكنت من الإفراج عن أربعة رضع من الجنسية العربية تم حجزهم من قبل مستشفى خاص بعد أن بلغت فاتورة ولادة الأم، التي انجبت خمسة أطفال توفي منهم واحد، نصف مليون درهم بسبب وضعهم في الحضانة.



أزمة نفسية

وأكد المر أن إحدى السيدات من الجنسية العربية لجأت إلى الإدارة بعد أن فشلت في إقناع احد المستشفيات الخاصة في دبي منحها أطفالها الرضع بعد ولادتهم بسبب وجود فاتورة مستحقة عليها بقيمة نصف مليون درهم، نظير وضع الأطفال في الحضانة وتقديم العلاج والرعاية اللازمة لهم بعد إنجابهم.

وأضاف "إن السيدة التي تقطن إمارة عجمان كانت تذهب يوميا إلى المستشفى لإرضاع الأطفال اكثر من مرة، وان هذا الأمر سبب لها أزمة نفسية نتيجة عدم قدرة زوجها المالية دفع قيمة الفاتورة، وبدورها خاطبت الإدارة المستشفى لإرجاع الأطفال إلى الأم وقام احد فاعلي الخير بالتبرع بالمبلغ كاملا".

وذكر أن الإدارة ساعدت طفلة من الجنسية اليمنية تبلغ من العمر 4 سنوات بعد أن لجأ والدها إلى الإدارة لمساعدته على علاجها من السرطان، وتم التواصل مع مستشفى 57357 المتخصصة في علاج سرطان الأطفال في جمهورية مصر العربية وإرسال الملف كاملا لهم، وابدوا استعدادا كبيرا لاستقبالها وسافرت الطفلة برفقة الأم وما زالت تتلقى العلاج هناك حتى الآن.

وتابع إن الإدارة تسعى حاليا لمساعدة سيدة من الجنسية العربية لجأت إلى قسم الحالات الإنسانية لتقديم المساعدة المالية لزوجها الذي يبلغ من العمر 47 عاما بعد ان اصيب بجلطة في الدماغ أوقفته عن العمل وتم تدبير مبلغ نصف مليون دولار لعلاج الزوج في الخارج إلا انه تبقى 50 ألف دولار مستحقة على علاج الزوج لأحد المستشفيات في أميركا والتي تتصل بشكل يومي للاستفسار عن كيفية إيداع المبلغ.

حالات إنسانية

من جانبه قال الرائد عبد المنعم شرف رئيس قسم الحالات الإنسانية بالإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي إن القسم ساعد العام الماضي ما يقارب 1600 حالة إنسانية مختلفة تضمنت دفع مصروفات دراسية وحالات ولادة، وفيما يتعلق بذوي الإعاقة من أبناء العاملين تصرف القيادة العامة لشرطة دبي 10 آلاف درهم سنويا لكل طفل لمدة 6 سنوات.

وأفاد شرف بأن الإدارة بالتعاون مع جمعية دبي الخيرية تساعد 5 حالات ولادة شهريا بمبلغ 5 آلاف درهم لكل حالة، مشيراً إلى انه تم بالفعل تقديم المساعدة لجميع الحالات التي راجعت الإدارة، مبيناً أن قائمة الانتظار من مساعدات حالات الولادة لدى الإدارة تمتد حتى عام 2017.