شهوراً من العذاب والقهر والاغتصاب، عاشتها طفلة قاصر لم يتجاوز عمرها 16 عاما، بعدما وقعت ضحية استغلال من قبل "ذئب بشري" أجبرها على العمل "في الممنوع" بالتواطؤ مع عمتها التي جلبتها إلى الدولة مستغلة حالة ضعفها وحاجتها للمال من أجل إكمال تعليمها، وتوفير تكاليف علاج شقيقتها الصغيرة الموجودة في موطنها، وأكرهتها على العمل معها في التدليك والرذيلة دون رحمة أو مراعاة لجهلها وصلة القرابة بها.

تفاصيل هذه القضية البشعة التي تغلِّب المال على القيم والأخلاق وعلى كل شيء، كشفتها النيابة العامة أمام محكمة الجنايات في دبي اليوم، وجاء فيها أن المجني عليها حضرت إلى الدولة قبل نحو 8 شهور من بلاغ الشرطة في الواقعة، عن طريق عمتها بداعي العمل المشروع،  وأقامت خمسة أشهر مع "الأخيرة" التي كانت تعمل في المحظور، وخلال تلك المدة أغرتها من أجل إقامة "علاقة" مع شخص " مجهول" بزعم أنه سيمنحها المال لاستكمال دراستها، فوافقت، ثم صارت تخرج معها إلى مراكز التدليك لاستغلالها والتكسب من ورائها.

التعرف إلى المتهم 

وبعد خمسة شهور من الإكراه والاستغلال من قبل عمتها، تعرفت على المتهم الرئيسي في هذه القضية، وهو آسيوي عمره 36 عاما، وصارت تتواصل معها كونه على معرفة بعمتها، إلى أن اصطحبها إلى ملهى، ووضع لها الكحول في مشروب غازي لتفقد الوعي، ومن ثم أخذها معها إلى منزله لتكتشف في صباح اليوم التالي بأنها في غرفة نومه وأنه " اعتدى عليها".

وتضيف التحقيقات أن المتهم حاول تشغيل المجني عليها في الممنوع، فرفضت، وأعادها إلى مسكن عمتها التي ألقى القبض عليها بعد نحو شهر من ذاك اليوم، بموجب بلاغ للشرطة حول عملها الممنوع، لكنه عاد واستلمها بعدما تلقى اتصالا هاتفيا من المذكورة وهي داخل التوقيف لتوصيته بالاهتمام بها ورعايتها كونها وحيدة، لكنه لم يكن على قدر الأمانة، فقد اصطحبها للعمل في محل تدليك، وكان يستغلها ويجبرها على العمل في الرذيلة وتناول الخمور، علاوة على ضربها  وتهديدها بحرمانها من الأكل والشرب، وكذا الاعتداء عليها بسكين، في حال رفضت الانصياع لأوامره، بالرغم من انه لم يكن يعطيها سوى القليل القليل من المال، وبالرغم من أنها هددته بالانتحار وإبلاغ الشرطة إذا لم يكف أذاه عنها ويدعها تبحث عن رزقها.

الهرب وإبلاغ الشرطة 

ظلت المجني عليها مكرهة على البقاء والعمل مع المتهم إلى أن التقت بامرأة من جنسيتها في أحد مراكز التدليك، وقصت عليها حالتها ووضعَها، وأرتها علامات الضرب الذي تعرضت له من المتهم، فساعدتها في الهرب، ووفرت لها سيارة أجرة، واصطحبتها إلى مركز شرطة وأبلغت بالواقعة وألقي القبض على الجاني.