كشفت الوكيل المساعد لقطاع العمليات التربوية في وزارة التربية والتعليم فوزية حسن غريب، لـ«البيان» عن إعداد نظام إلكتروني جديد لتقييم البرامج التدريبية للمعلمين و المعلمات الذين يتلقون برامج تدريبية على مدار العام الدراسي، على أن يتم متابعة أثر التدريب من خلال تلك النظام الجديد الذي يمكّن المعنيين في وزارة التربية من الدخول عليه عبر الهاتف الذكي، والذي نفذته إدارة التدريب والتطوير المهني ضمن خطتها التشغيلية لعام 2014 والتي تتضمن تحويل العمليات إلى أنظمة إلكترونية، إذ يمثل تلك النظام الإلكتروني عملية مراجعة لفعالية برامج التدريب والتطوير.
وأوضحت غريب أن ذلك النظام الإلكتروني الجديد جاء ليحاكي توجيهات حكومة الدولة لأهمية التحول الإلكتروني والإدارة الذكية وفقاً لما وجَّه به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، بأن تقدم الجهات الحكومية خدماتها للناس 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، 365 يوماً في السنة. وضمن حرص القيادات العليا بوزارة التربية والتعليم، وبتوجيهات من معالي وزير التربية والتعليم الأستاذ حميد القطامي، بحيث تقدم الوزارة معظم خدماتها وفقاً لتوجيهات الحكومة الذكية.
رضا المتدربين
ولفتت غريب إلى أهمية عملية تقويم البرامج التدريبية التي تهدف إلى التعرف على مدى رضا المتدربين عن بعض الجوانب الرئيسية المتعلقة بالتدريب، وهي مخرجات التعلم للبرنامج، كفاءة المدرب، التسهيلات اللوجستية، والجوانب الإدارية، وذلك لضمان تطوير جودة البرامج المقدمة، حيث تم وضع الهدف والوسائل والإجراءات لمتابعة تنفيذه. وقد جاء هذا الهدف وفق التالي «تحويل عملية تقويم البرامج التدريبية من نظام تقليدي باستخدام الورق إلى نظام إلكتروني».
وذكرت غريب، أن إدارة التدريب والتطوير المهني بدأت ولأول مرة في مجال البرامج التدريبية التي تنفذها للعاملين في الميدان التربوي بتطبيق النظام الإلكتروني، بحيث يقوم المتدربون في مختلف الفعاليات والورش والبرامج التدريبية باستيفاء وتعبئة البيانات على النموذج الإلكتروني مع نهاية كل برنامج أو دورة تدريبية، وهذا يعتبر الجزء الأول الخاص بفعالية التدريب وبحيث لا تصدر شهادة المشاركة في الدورة التدريبية إلا بعد الانتهاء من استيفاء النموذج الإلكتروني سواء تم ذلك مع نهاية آخر جلسة للدورة أو لمدة ثلاثة أيام من نهاية أي برنامج أو دورة تدريبية، بحيث يتم إغلاق ملف هذه الدورة.
أما الجزء الثاني فإنه يتعلق بمتابعة أثر التدريب، حيث إنه من خلال هذا النظام يتم إرسال ربط إلكتروني إلى المتدرب بعد انتهاء البرنامج التدريبي بثلاثة أشهر، استبيان متابعة فعالية التدريب، ويمكن توضيح هذا النظام من خلال استلام نتائج التقييم تلقائياً بعد انتهاء البرنامج التدريبي مباشرةً، على أن يعمل على توفير الورق وهو ما يتناسب مع أهمية المحافظة على البيئة.
كما أنه يوفر الوقت والجهد، والبيانات متاحة في أي زمان وأي مكان (يمكن الوصول إليها من أي جهاز كمبيوتر والهاتف المحمول)، وسرعة الحصول على بيانات وإحصاءات البرامج التدريبية، وضمان عدم فقد نتائج الاستبيان، كما هو الوضع في الاستبيان الورقي، بالإضافة إلى استلام نتائج إحصاءة دقيقة بعيدة عن الأخطاء الحسابية، وتوفير الجهد وعدم الحاجة لعدد كبير من الموظفين للقيام بالمتابعة والتحليل كما كان متبعا سابقاً من قيام الموظف المسؤول بإدخال نتائج الاستبيان يدوياً.
كما أن الإدارة تسعى ضمن خطتها المستقبلية لتسهيل الإجراءات المتعلقة بعمليات التدريب بحيث تصل إلى أن تكون جميع عملياتها تدار وفقاً للأنظمة الإلكترونية والذكية.
تشخيص وعلاج
وحول تقويم البرنامج التدريبي أكدت غريب أن عملية التقويم تحتل مكانة هامة في عملية التدريب، فالتقويم عملية تشخيصية علاجية تستهدف تحديد مدى الإنجاز الذي أحرزهُ المدرب في الوصول للأهداف التدريبية المحددة، وتتصف عملية التقويم بالاستمرارية والترابط وشمولها لجميع مكونات وجوانب البرنامج التدريبي، بالإضافة إلى أن التقويم يجب أن يتم في ضوء الأهداف المحددة للبرنامج.
وأفادت بأن تقويم التدريب يعني إصدار حكم على البرنامج من خلال الوقوف على مدى تحقيق الأهداف التدريبية، ويتطلب ذلك دراسة العوامل التي ساعدت أو أثرت أو عاقت تحقيق الأهداف، وتعد هذه المرحلة من المراحل ذات الأهمية القصوى في البرنامج التدريبي.
وخاصة أن البرامج التدريبية تتطلب متابعه مدى تلبية البرنامج للاحتياجات التدريبية، ومدى صلاحية الأساليب التدريبية المستخدمة، بالإضافة إلى موازنة المخرجات بالمداخلات للوقوف على الجدوى الاقتصادية للبرنامج، ومدى مطابقة البرنامج الزمني للتنفيذ، ومدى تحقيق الأهداف، وتغيير اتجاهات المتدربين، ودرجة التعلم والاتقان للمهارات المطلوبة، ومعرفة ردود أفعال المدربين، وذلك للوقوف على تطوير تلك البرامج المقدمة للمعلمين لمواكبة التطور الذي يشهده التعليم.
وتكمن أهمية تقويم البرنامج في مساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات المتعلقة بالترقية، وبناء خطط التطوير المؤسسي، وانتقاء وتصنيف الأفراد وتوزيعهم حسب كفاءاتهم وقدراتهم ومهاراتهم.
وأوضحت غريب أن مجالات التقويم تتعدد في مجال التدريب لتشمل محتوى البرنامج التدريبي، وتقويم المدرب لذاته (تقويم ذاتي)، وتقويم المتدربين للمدرب، أما بالنسبة للمتدرب فتعمل على قياس معارف ومهارات المتدرب قبل التدريب، وقياس تفاعل المتدرب أثناء التدريب، ونواتج التعلم وتعديل السلوك، بالإضافة إلى معرفة الإجراءات الإدارية والتنظيمية الخاصة بالعملية التدريبية.
وتتمثل أدوات قياس وتقويم البرامج التدريبية من خلال استبانة إلكترونية وهي قائمة تحتوي على عدد من الأسئلة يطلب فيها من الشخص المتدرب الإجابة عنها لمعرفة رأيه أو ميوله أو اتجاهاته نحو موضوع معين، ومواجهة شخصية يتحقق من خلالها الحصول على معلومات أو بيانات في زمان ومكان محددين، بالإضافة إلى قياس أثر انتقال التدريب، و مدى تحقيق العملية التدريبية بمدخلاتها وعملياتها لأهدافها ونتائج التعلم الفورية المكتسبة.
.. وترعى جائزة عبيد الحلو للتفوق العلمي
أعلنت وزارة التربية والتعليم رعايتها توجهات وأهداف جائزة عبيد الحلو للتفوق العلمي، التي تستهدف تكريم أبناء الدولة أوائل الصف الثاني عشر، وذلك تحفيزاً لهم ودعماً لتوجهات الطلبة الإيجابية نحو تحقيق النجاح والتفوق، بما يمكنهم من الالتحاق بالتخصصات العلمية المطلوبة للتنمية المستدامة وسوق العمل.
تأتي فكرة الجائزة انسجاماً مع اهتمام عبيد محمد الحلو، رحمه الله، بالعملية التعليمية، وما كان يوليه خلال حياته من متابعة حثيثة للطلبة الموهوبين والمتفوقين، إذ تستهدف الجائزة بث روح المنافسة العلمية في أوساط الطلبة على مستوى الدولة، فيما تقضي ضوابطها بتكريم قائمة الحاصلين على المراكز الأولى من الطلبة، التي تشمل : الأول من كل قسم ( العلمي والأدبي ) من الطلبة المواطنين على مستوى كل إمارة، والأول من كل قسم ( العلمي والأدبي ) من الطلبة المواطنين على مستوى كل إمارة من فئة ( ذوي الاحتياجات الخاصة)، إضافة إلى تكريم الأول على مستوى ثانوية التكنولوجيا التطبيقية من المواطنين، ويحصل كل طالب من المكرمين على مكافأة نقدية قدرها 25 ألف درهم.
من جانبه قال مروان الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم إن الجائزة تعد إضافة حقيقية لمجموعة الجوائز التعليمية والعلمية، التي تستهدف حفز الطلبة إلى الجد والمثابرة في طلب العلم وتنويع مصادر المعرفة، لتحقيق التفوق، مؤكداً أن الوزارة تدعم مثل هذه الاتجاهات التي تتفق مع سياستها التعليمية الرامية إلى تنشئة أجيال مبدعة من أبناء الدولة.
وذكر أن الجائزة التي خصصتها أسرة المغفور له بإذن الله تعالى عبيد محمد الحلو، للطلبة، تعد وقفاً علمياً مميزاً، يتماثل في أهدافه النبيلة مع رؤى المجتمع الإماراتي وتقاليده العريقة، فيما أشاد بالجائزة والدور المهم الذي يمكنها أن تقوم به، لإثراء المجتمع المدرسي بالمزيد من أدوات تحفيز الطلبة على التفوق.
تقييم قبل وبعد التدريب
يتم تقييم المتدرب قبل التدريب لقياس مستوى الإلمام بالمعارف والمهارات والاتجاهات المقررة ضمن البرنامج التدريبي، وذلك من خلال استمارة تقييم نسبة المعرفة ما قبل الدورة وتقييم اختبارات تحديد مستوى المعرفة للمتدرب، ومن ثم تقييم المتدرب بعد التدريب للتعرف على درجة التعلم التي حصل عليها المتدرب ودرجة الاستفادة من البرنامج التدريبي، وذلك من خلال استمارة تقييم نسبة التعلم ما بعد الدورة، وتقييم المتدرب للبرنامج التدريبي لقياس انطباع المتدرب عن المادة التدريبية والمتدرب والتنظيم.