افتتح معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم صباح أمس فعاليات منتدى الابتكار العلمي المعرفي، الذي تنظمه جائزة خالد بن طناف المنهالي للابتكار والتفوق العلمي، لتسليط الضوء على ترسيخ ثقافة الابتكار بين الطلبة ومختلف فئات المجتمع.
وناقش المنتدى قضايا وموضوعات تتعلق بمجالات الابتكار المستقبلية، وأشاد المتحدثون بقيادات الدولة وجهودهم ورؤاهم كأساس قوي يعزز الابتكار في الامارات من منطلق أن الابتكار مقياس لتقدم الأمم وتطورها اليوم، حيث تم استعراض انجازات الدولة في مجال الفضاء والمدن الذكية والاستخدام المبتكر لوسائل التواصل الاجتماعي في العلاقة بين الحكومة والشعب، والابتكار لدى الأطفال وغيرها.
خطة للتعليم
وفي كلمته الافتتاحية للمنتدى أوضح معالي وزير التربية والتعليم، أن منتدى الابتكار نموذج واقعي لتحقيق توجهات القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبار العام 2015 عام الابتكار، مشيراً إلى أن القيادة الحكيمة وضعت خطة ممنهجة لإدخال الابتكار في التعليم على مراحل عديدة تشمل تطوير مناهج جديدة يكون الابتكار محوراً أساسياً فيها..
وتأسيس أندية للابتكار في المدارس وتنفيذ دورات تدريبية للمعلمين حول كيفية تعزيز الابداع في نفوس الطلبة وخلق جيل قادر على الابتكار، بالإضافة الى الاهتمام بالمشاريع التطبيقية.
الموارد البشرية
وأشار معاليه إلى أهمية التعليم ودوره في تحقيق النقلة النوعية للدولة والوصول بها الى اقتصاد المعرفة، باعتبار أن الانسان المحرك الأساس للتنمية، مستدعياً ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الدورة الثالثة للقمة الحكومية ..
والتي أكد فيها سموه على ضرورة أن نستثمر كل امكانياتنا في التعليم لأنه سيأتي وقت بعد 50 سنة ونحن نحمل آخر برميل نفط للتصدير وسنحتفل بتلك اللحظة اذا كان الاستثمار اليوم في مواردنا البشرية صحيحا.
جهد وعمل
وقال معالي وزير التربية إن المطلوب منا اليوم بذل الجهد والعمل الجاد والمخلص على كافة المستويات لتحقيق رؤى وطموحات القيادة، والمساهمة بشكل قوي وفعال في بناء الانسان الاماراتي القادر على قيادة المستقبل.
دعم المبدعين
وثمن الشيخ خالد بن طناف المنهالي راعي المنتدى، دعم معالي وزير التربية، وتعاونه الدائم مع الجائزة منذ انطلاقتها وكافة فعالياتها، مشيداً بجهود لجان التحكيم لمسابقة الابتكار العلمي التي اعلن عن الفائزين فيها مؤخرا من الطلبة المبدعين الذين بذلوا جهودا كبيرة حتى وصلوا للتميز.
واستعرض المنهالي مراحل تطور جائزة خالد بن طناف المنهالي للتفوق العلمي والتي تطورت هذا العام الى جائزة الابتكار والتفوق العلمي لتأخذ على عاتقها مسؤولية المساهمة في رعاية المبتكرين ودعمهم في ظل توجيهات وجهود قيادتنا الرشيدة.
60 دولة
اكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء ان هناك 60 دولة على مستوى العالم تمتلك برامج فضائية، من ضمنها الامارات التي اسست وكالة للفضاء في يوليو 2014 بهدف تعزيز ودعم جهود البحث العلمي والابتكارات والمشاريع الفضائية، واستقطاب واعداد كوادر وطنية ليصبحوا رواداً في مجال علوم وتقنيات الفضاء.
خليفة سات
وقال الأحبابي إن حجم الاستثمارات الإماراتية الحالية في قطاع الفضاء تتجاوز 20 مليار درهم، (5.5 مليارات دولار)، موضحاً أن الدولة تمتلك حالياً 7 أقمار صناعية اضافة إلى 3 تحت التصنيع ليصبح عدد الأقمار خلال الفترة القادمة 10 أقمار، لافتاً إلى أن قمر خليفة سات سيتم إطلاقه في العام 2018 وذلك ضمن الاستثمارات الفضائية للوصول إلى الاقتصاد المعرفي المستدام.
مركز الفضاء
وقال ان مركز محمد بن راشد للفضاء يركز حالياً على تشجيع الابتكار العلمي والتقدم التقني في دبي والإمارات وتنفيذ أبحاث رئيسية في مجال الفضاء الخارجي وتصنيع الأقمار الصناعية وتوفير خدمات التصوير الفضائي والمحطة الأرضية، مسلطاً الضوء في عرضه على أبرز المؤسسات الإماراتية العاملة في مجال الفضاء مثل، شركة الثريا للاتصالات، وشركة الياه سات للاتصالات، مشيرا الى انها بدأت تغطية الشرق الاوسط وحاليا تربط 600 مليون مشترك.
ثقافة وطنية
وقال الاحبابي ان اهمية الابتكار تكمن في تحسين جودة الحياة وزيادة التنويع الاقتصادي وتعزيز اقتصاد المعرفة والتنافسية العالمية وتوفير فرص عمل ذات مهارات عالية، وذلك من خلال بناء المواهب والقدرات الوطنية واكتشاف المبدعين والموهوبين ورعايتهم في سن مبكرة وترسيخ ثقافة وطنية تشجع على الابتكار وريادة الاعمال واستحداث مواد للابتكار في المدارس والجامعات من خلال اطلاق المسابقات في هذا المجال.
قادة ملهمون
من جانبه تحدث الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي حول عناصر الابتكار في التعليم الحديث، والمدن الذكية، مؤكدا أنه أساس الولوج الى المدن الذكية المستدامة، وأن العنصر الأساسي في الابداع هو رأس المال البشري، مشيرا الى أن الاهتمام بالإنسان أساس قامت عليه الدولة منذ تأسيسها، وقياداتنا الحكيمة اليوم استمرت في هذا النهج وأعطت الأولوية لبناء الانسان ورعاية المواطن.
فكر زايد
من جانبها استهلت شيخة المسكري الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية في وكالة الامارات للفضاء، حديثها بعرض صورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، خلال اجتماع له مع فريق من وكالة الفضاء ناسا في العام 1973، مشيرة الى أن المغفور له الشيخ زايد كان لديه شغف وحب كبير بالفضاء منذ السبعينات، واليوم تعمل قيادتنا الرشيدة على ترجمة رؤيته منذ تلك الفترة..
موضحة ان وكالة الامارات للفضاء ملتزمة بالمساهمة في بناء قدرات وطنية واقتصاد مستدام ومجتمع معرفي بالإضافة الى المساهمة في الهام المواطنين وتهيئتهم ليكونوا جزءا من منظومة النجاح العلمية البحثية.
وأضافت أنهم يتعاونون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم ووزارة التعليم العالي وشكلوا فرقا متخصصة للعمل معا في تعزيز الابتكار في المدارس والجامعات، والمساهمة مع المعنيين في مراجعة المناهج التعليمية ووضع اساسيات تساهم في الابتكار والابداع، وتطوير النشاطات اللاصفية.
مهارات صغيرة
تحدث المهندس خالد المنصوري حول تعليم الابتكار للأطفال منذ سن مبكرة، من خلال عرض تجربة ماليزية تم نقلها الى الامارات، والتي تتمثل في برنامج لتنمية الابتكار لدى الأطفال من عمر صغير وذلك من خلال تعليمهم مهارات ألعاب الليجو والروبوت.
طرق مبتكرة لتواصل الحكومة مع الشعب
تحدث الدكتور سعيد الظاهري المدير العام السابق لهيئة الامارات للهوية عن الابتكار في تواصل حكومة الامارات مع الشعب عبر التواصل الاجتماعي، والتي عبر في البداية عن فخره بأنه أول اماراتي ذهب لدراسة علوم الفضاء في العام 1988 عندما أرسله معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع للمشاركة في برنامج عالمي حول غزو الفضاء.
وأشار الى أن اهتمام الدولة بمجال الفضاء ليس جديداً، وأن غزو الفضاء كان وقتها حلماً والآن أصبح حقيقة بفضل طموحات ورؤى القيادة بالدولة.
استراتيجية عمل
واستعرض جانبا من أقوال قادة الدولة الملهمة حول طموحهم للمكانة التي ستصل اليها الامارات في مجال علوم الفضاء، كما استعرض أمثلة على التواصل بين الحكومة والشعب، مشيرا الى ضرورة أن يكون لكل مؤسسة استراتيجية واضحة في التواصل مع جمهورها والتركيز على المحتوى المقدم له وتحفيز الجمهور على التفاعل والتجاوب مع هذا التفاعل وقياس مدى التفاعل.
الاكتشاف الطبي
من جانبه أكد الدكتور محمد يوسف بني ياس، المستشار الأكاديمي بوزارة التعليم العالي، أن الابتكار هو اساس تطور الحياة، والعالم يتطور باستمرار كل لحظة، والمعرفة الإنسانية تتوسع بصورة طردية، والاختراعات غيرت العالم في العقود الماضية، وأثرت التكنولوجيا بشكل كبير على جميع نواحي الحياة، فعلى سبيل المثال الأدوية الجديدة والتطعيم ساهمت في إنقاذ حياة الملايين، مشيراً إلى أن الاكتشافات تؤخذ كأمر مفروغ منه عند كثير من الناس.
تصنيف الجامعات
وتحدث عن الجامعات البحثية ودورها في دعم الابتكار والاكتشاف العلمي مستعرضا مقومات وخصائص هذه الجامعات ومصادر تمويلها، لافتاً إلى وجود ثلاثة تصنيفات عالمية للجامعات الأول نظام شنغهاي ويعتمد بنسبة 100% في تصنيف الجامعات على البحث العلمي الذي تنتجه كل جامعة..
ونظام تايمز ويعتمد بنسبة 90% في تصنيفه على البحث العلمي للجامعات، ولا يوجد بتصنيفاتهما أي جامعة عربية ضمن أول 500 جامعة تم تصنيفها، فيما توجد ثلاث جامعات إماراتية ضمن افضل 500 جامعة في تصنيف qs العالمي وهما جامعات الإمارات وأمريكية الشارقة وجامعة خليفة.
جامعة خليفة
كما شملت فعاليات المنتدى عدة مداخلات، حيث تحدث الدكتور حسان المهيري من جامعة خليفة حول مساق الابتكار والتصميم وريادة الأعمال في جامعة خليفة، كيف خطت الجامعة خطوات رائدة في مجال اعداد طلبتها علميا وبحثيا، وتعليمهم مبادئ وممارسات الابتكار ومنهجية التدريب العملي المطبقة لديهم، وأن هدفهم النهائي تمكين الطلبة من تطوير ابتكاراتهم لتحول لمشاريع واقعية ذات قيمة اقتصادية.
وشارك المبتكر الصغير أديب البلوشي في المنتدى كنموذج حي أمام الطلبة الحاضرين للمنتدى، حيث استعرض سر نجاحه وأبرز اختراعاته، في حين تناول والده سليمان البلوشي موضوع دور الاسرة وأهمية دعمها لأطفالها ليكونوا مبتكرين.
وفي ختام الحفل تم تكريم الفائزين في مسابقة الابتكار العلمي التي طرحتها الجائزة مؤخرا، بالإضافة الى تكريم المشاركين والمتحدثين والمتعاونين.