وجود قسم للإرشاد السياحي في جامعة الشارقة فرع خورفكان، فكرة وطنية خالصة هدفها رفد السوق بكوادر مؤهلة من بنات الإمارات يمتلكن حصيلة معرفية علمية بأصول هذا التخصص. كما وينسجم هذا التصور مع أهداف معينة ترنو الجامعة للوصول إليها، تتمثل في إعداد الكوادر العلمية المدربة والمؤهلة في حقل الدلالة السياحي لسد احتياجات الإمارة بشكل خاص والدولة عموما من هذا التخصص، الذي يعاني شحاً في الكوادر الوطنية.
التخصص الذي يضم 50 طالبة، والذي يبشر بتخريج أول فوج للإرشاد السياحي قريباً، من شأنه أن يلبي الحاجات الوطنية الماسة لتخصص السياحة في ظل تزايد النمو السياحي وارتفاع أعداد زوار الدولة التي باتت قبلة سياحية من الطراز الأول.
حاجة السوق
طالبات التخصص أكدن لـ«البيان» أن الاختيار جاء مبنياً على حاجة السوق الإماراتي لهذا التخصص، الطالبة آمنة داود مليح سنة ثالثة، أكدت أنها اختارت هذا التخصص لأنه جديد ومطلوب في سوق العمل، ولأن الدولة تولي اهتماماً كبيراً بالقطاع السياحي، لافتة الى رغبتها وحبها أيضاً للسياحة والسفر، ما جعلها تختار هذا التخصص عن قناعة تامة.
وتأمل آمنة مليح أن تعمل بعد تخرجها في أحد متاحف الدولة، منطلقة من شغفها وحبها للآثار وتراث بلدها الغالي، وتعريف الأجانب به، مشيرة إلى أن اختيارها لجامعة الشارقة مرده إلى أنها جامعة عريقة وتحظى باهتمام كبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للجامعة.
مهارات شخصية
وذكرت أن الجامعة؛ فرع خورفكان، توفر العديد من الأنشطة التي تنمي مواهب الطالب كالمسابقات، وتنظم أيضاً احتفالات وفعاليات سنوية بيوم العلم واليوم الوطني ويوم الأم وغيرها الكثير من الأنشطة الهادفة التي تثقف الطالب وتزيد من وعيه وتتيح له الفرصة لخدمة مجتمعه من خلالها، فيتخرج الطالب بمهارات علمية وشخصية.
وتغزو الطالبة فاطمة محمد خليفة الريامي في سنتها الثالثة، اختيارها للجامعة إلى وجود تخصص الإرشاد السياحي وهو تخصص لا يتوفر في أي جامعـة أخرى، إضافة إلى أن جامعـة الشارقـة تأسست بمشروع حضاري وعربي يجسد رؤيـة صاحب السمو حاكم الشارقة في نشر العلم والمعرفـة، ولأن جامعـة الشارقة دائماً تسعى لتصبح واحدة من أولى الجامعات في المنطقة، وتتميز ببرامجها الأكاديمية والمهنيـة وهي معاصرة وبأعلى مستويات الجودة، ودائماً ما كنت أسمع أن الجامعـة تقوم على مبدأ إعداد الطلبـة لتولي الأدوارالقيادية في المجتمع والتزام الجامعـة بمعايير تربوية عالية.
فن المتاحف
وذكرت الريامي أن تخصص الإرشاد السياحي مهم للغاية ومن خلاله تعرفت على المعالم الموجودة في الدولـة والقوانين والتشريعات في الإمارات، خصوصا ان المساقات التي تدرسها حاليـاً تطبقها بشكل ميداني، مثل مساق فن المتاحف الذي درست من خلالـه المتاحف الموجودة في الدولـة وتنوعها والبرامج التراثيـة التي تقيمها إمارة الشارقـة سنويـاً. وقالت إن تخصص الإرشاد السياحي منحها دافعاً كبيراً وعزز نقاط القوة في شخصيتها، وأعطاها الحافز للتحول من الخجل إلى الجرأة والتحدث أمـام الجميع.
زيادة التخصصات
ودعت إلى زيادة عدد التخصصات المتوفرة في الفروع التابعة لجامعـة الشارقـة كون خورفكان منطقـة متوسطة تجمع طالبات المنطقـة الشرقية ابتداءً من دبا وحتى وادي الحلو، مطالبة بضروة توفير ماجستير تابع للإرشاد السياحي، وإعداد نوادٍ مختلفة للتخصصات. وتحدثت عن تنوع الأنشطـة في تخصص الإرشاد السياحي، ما زاد من تعلقها بالتخصص أكثر، بحيث يتم تطبيق ما تم تدريسه وتحويله من العلمي إلى العملي الميداني. وذكرت أن الأنشطة تساعد الطالبـة على تركيز المعلومات التي تدرسها.
الإرشاد والتاريخ
وذكرت ان توجيه وطرح القيادة والجامعة لهذا التخصص تحديداً نابع من وجود شواغر وخطط للعمل والتخصص في حقل يجمع بين الإرشاد والتاريخ.
واختتمت مجموعة من الطالبات أن اختيارهن لدراسة الإرشاد السياحي يأتي بسبب ضعف إقبال المواطنين على هذا التخصص الحيوي، ورغبة منهن في الترويج لبلدهن سياحياً.
المسار الوحيد
يعد الإرشاد السياحي المسار الوحيد على مستوى دول المنطقة الذي يدمج بين التاريخ والحضارة الإسلامية والسياحة. وتحرص جامعة الشارقة باستمرار على طرح برنامج عصرية كنتيجة طبيعية للتطور الدائم في شمولية ما تطرحه الجامعة من تخصصات وعلوم إنسانية واجتماعية وعلمية، وتلبية حاجة سوق العمل الملحة على المستوى المحلي والمستوى الإقليمي، استناداً إلى التغذية الراجعة التي تعمل عليها جامعة الشارقة قبل طرح أي برنامج أكاديمي، والتي رصدت حاجة الدوائر والهيئات المحلية والإقليمية العاملة في المجال السياحي.