نظم فريق الضاد في بلدية دبي أمس، فعاليات للغة العربية احتفالاً بيومها العالمي، تحت شعار «كلنا نقرأ»، انطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة لتخصيص عام 2016 عاماً للقراءة، ودعم مبادرة «بالعربي» التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وتدعم مبادرة هيا نقرأ التي أطلقتها بلدية دبي.

واستعرض معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني السابق في محاضرة خاصة له بعنوان «الكتاب في عصر وسائل الاتصال الحديثة»، تطور الكتابة في الحضارات القديمة، منذ بداياتها الأولى والتطورات التي بدأت بالكتابة الهيروغليفية إلى السومرية وصولاً للكتابة الأبجدية التي انتشر من خلالها تدوين المعارف المختلفة، ثم ظهرت الكتب في أماكن عديدة من العالم حيث كان الكتاب المخطوط في بداياته الأولى محصوراً على النخبة من الملوك والوزراء والوجهاء، وكان الكتاب على هذا الأساس قليل الانتشار، ولكن الكثير من أمهات الكتب المخطوطة دمرتها للأسف الحروب وبعض التصرفات المتطرفة والبربرية.

تطور كبير

وأشار إلى أن الكتابة في عصور العرب تطورت بشكل كبير من خلال الدين الإسلامي وتطورت معها فنون الكتابة كالخطوط العربية المتنوعة، كما شهدت العصور الإسلامية المتعاقبة تطوراً كبيراً في الطرح للعديد من المواضيع التي كتبت من خلال أعظم المخطوطات في المكتبات المختلفة، حيث كان هناك آلاف المخطوطات التي بها إبداع ثقافي ديني فلسفي، وفي أوروبا وعند انتهاء الحضارة الرومانية نشطت الكتابة في العصور البيزنطية، بل كانت المخطوطات حكراً على فئة معينة من الناس، ثم جاءت الثورة عند اختراع الطباعة، وأول ما تمت طباعته الكتاب المقدس حيث كان يكتب ويباع، وبيعت آخر نسخة منه بمبلغ 20 مليون دولار، فيما بيعت أغلى مخطوطة بمبلغ 30 مليون دولار.

فضل الطباعة

وأوضح أن الطباعة ساهمت في إحداث ثورة كبرى في التفكير البشري، حيث حدث انتشار عام في الأفكار مما ساهم في تقدم العلوم البشرية وتطورت في العديد من المجالات كالملاحة التي ساهمت بدورها في اكتشاف الأميركيتين، مشيراً إلى أن أهم المطابع في ذلك الوقت كانت مطبعة محمد علي باشا.

وذكر أن الكتاب انتشر بفضل الطباعة، وانتشر من خلال التعليم الذي ساهم في نشره للعديد من الفئات بعد أن كان مخصصاً لفئة النخبة، وذكر بأن الفضاء الثقافي أتاح كذلك نشر الكتب وإتاحتها لأكبر الشرائح من خلال المكتبات التي ساهمت في نشر الثقافة من خلال مئات آلاف الكتب التي ساهمت في تثقيف الملايين من أفراد المجتمع في مختلف البلدان.

واستعرض المر تطور الرقمنة في الكتب والتي بدأت عند نشر المايكروفيلم من خلال تحميل الكتب على هذه المواد ونشرها عبر المكتبات، إلى أن تطورت في الوقت الحالي بسب ظهور العديد من المشاريع التي طورت في هذا المجال.

حضر المحاضرة والفعاليات معالي عبد الله غباش وزير الدولة، وإبراهيم بو ملحة مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للشؤون الثقافية والإنسانية، والمهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي وعبد الرحمن المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة وعبد الغفار حسين رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، وعدد من المسؤولين وممثلي الجهات الحكومية.

فعاليات

شملت الفعاليات عرضاً لأحدث الكتب المتنوعة تم توزيعها على الموظفين والحضور إيماناً من الدائرة بأهمية توجيه طاقات الموظفين الفكرية لترسيخ هذا الشعار ولأهمية القراءة في الوصول إلى مصاف المؤسسات المتعلمة والمنتجة للمعرفة التي تحقق مسيرة الريادة والتميز في العمل.