طالب آباء وأمهات طلبة في مدارس خاصة، بإحكام الرقابة على المقررات التدريسية في المدارس الخاصة، تلافياً لأخطاء تتعارض مع القيم والعادات والتشريعات المتبعة في الدولة.
يأتي ذلك بعد أن استخدم محامٍ كتاباً يتم تدريسه في بعض المدارس الهندية بالدولة، دليلاً على براءة موكلته من تهمة جلب وحيازة بذور الخشخاش، حيث تضمن الكتاب في بعض وصفاته بذور الخشخاش كنوع من البهارات، حيث قال محامي الدفاع سعيد الغيلاني إن العديد من الطالبات في المدارس الهندية بالدولة يتم تعليمهن في صفوف الطهي أن بذور الخشخاش هي بهارات.
رقابة الأهل
وناشد أولياء أمور، المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، بضرورة تدارك مثل هذه الأخطاء وحذفها من المقررات الدراسية، وتشديد الرقابة على كل مناهج المدارس الخاصة، لافتين إلى أنهم يمثلون إلى جانب التربية، جهة رقابية تستكشف أية أخطاء قد ترد، سواء كانت معلوماتية أو قيم تتعارض مع تعاليم الدين وتقاليد المجتمع الإماراتي.
وسائل تعليمية
وقال يعقوب الحمادي اختصاصي اجتماعي في مدرسة الشهباء الحكومية، إن هناك حاجة ملحة لإخضاع الوسائل التعليمية المساندة التي تستخدمها المدارس الخاصة في بعض الأحيان، فالمناهج عليها رقابة مشددة ومتواصلة، مشيراً إلى العديد من الأخطاء التي تم كشفها إما من خلال ولي الأمر أو الطالب نفسه.
وأضاف إن بعض المعلومات غير المقبولة تمرر للطلبة أحياناً؛ كقصص عن الخنازير، وإن «إسرائيل» جاءت مثالاً للتقدم الزراعي، وغيرها، لافتاً إلى أن قسم الرقابة على المناهج في المدارس الخاصة فاعل جداً، ويتابع بشكل مستمر، لكن هناك بعض القصص أو الوسائل التعليمية التي يجلبها المدرسون في بعض الأحيان من الخارج، وترد فيها معلومات أو أنماط سلوكية غير مقبولة لدينا، فيما المناهج فهي مراقبة بشكل حثيث.
الأموات
واعتبرت لميس خالد أم لثلاثة طلاب في مدرسة خاصة بالشارقة، أن أولياء الأمور كثيراً ما يكشفون عن أخطاء في المناهج ومعلومات تتنافى مع قيم وعادات المجتمع، مشيرة إلى أن المدرسة وضمن نشاطها القرائي بتوزيع قصص على الطلبة، كان نصيب ابنها قصة تتحدث عن اثنين من الأموات يتصارعون بالسيوف فيما باقي من في المقبرة يصفقون ويشجعون، مستطردة أنها أرسلت كتاباً خطياً إلى المدرسة تطالب فيه بسحب القصة التي تتنافى وحرمة الموت واحترامه، كما حث عليه الدين الإسلامي.
قصة الفأر
وعن تجربته الخاصة، قال فهد الدين بارودي إن ابنه جلب قصة تحكي عن فأر مسلم ارتبط بعلاقة وثيقة مع الفئران، وبعد أن استأمنته تلك الفئران انقض عليها والتهمها، مشيراً إلى أن هذه القصة كانت ضمن منهج إثرائي لمادة اللغة الإنجليزية في مدرسة ابنه الخاصة، وخلاصتها أن المسلم شخص غير صادق ومراوغ، وأنه خاطب إدارة المدرسة التي تجاوبت معه على الفور وسحبت القصة.
ودعا بارودي إلى مزيد من الأحكام على المدارس الخاصة الأجنبية، وعدم التراخي في مراقبتها كي لا تمر هذه الأخطاء، ويتعلم أبناؤنا بعض القيم غير السليمة.
لجنة مختصة
وقالت منال مرعي مشرفة قسم البنين في مدرسة المعرفة الخاصة إن المناهج لديهم في القسمين الأميركي والبريطاني تخضع للرقابة، إضافة إلى ما يعرف بالرقابة الذاتية من قبل الهيئات الإدارية والتدريسية، مشيرة الى أنه لم يسبق أن ورد خطأ في أي من مناهجهم، ويتم اختيار القصص والمقررات الإثرائية بعد عرضها على لجنة في المدرسة، مختصة في الرقابة على جميع القصص والمجلات التعليمية.
رقابة أكاديمية
يؤدي مكتب الإشراف والرقابة على المدارس الخاصة في وزارة التربية والتعليم، رقابة أكاديمية تشمل مراجعة ومتابعة المناهج والكتب التي تدرس في المدارس الخاصة الأجنبية التي تدرس أكثر من 17 منهجاً، فإلى جانب منهاج الوزارة هناك البريطاني والأميركي والهندي والباكستاني والخاص والألماني والفرنسي والروسي والياباني والفلبيني والبنغلاديشي والكندي والإيراني والدولي والأسترالي والصيني.