لم تعد مشاريع التخرج التي يقدمها الطلبة في نهاية رحلتهم الدراسية مجرد نشاط أو معلومات يتم تجميعها على شكل ملخصات، بل أصبحت متطلبات أكاديمية تشرف عليها جهات تخصصية وتمولها شركات داعمة في القطاعين العام والخاص من خلال تدريب الطلبة لديها أو تقديم المنح الدراسية لهم، ومن ثم استقطابهم للعمل لديها، حيث تشترط تلك المؤسسات أن يقوم الطالب بإعداد المشاريع البحثية وتقديم الحلول والمقترحات التطويرية وتقديم الأفكار الإبداعية التي تستفيد منها تلك الشركات، كل ذلك يتم تحت إشراف علمي وأكاديمي وخاضع للتقييم.
نظام
ومن بين تلك المشاريع تصميم وتصنيع نظام تحلية المياه بالطاقة الشمسية، الذي ابتكره فريق من طلبة كلية الهندسة في جامعة الإمارات، يضم كلاً من سعيد فتحي، وعمر القاضي، وأحمد خليفة وأحمد علي تحت إشراف الدكتور محمد حمدان في قسم الهندسة الميكانيكية، وهو مشروع ممول من شركة أدنوك.
وأوضح أعضاء الفريق أنهم صمموا نظاماً لتقطير المياه يستخدم الطاقة الشمسية لإنتاج المياه العذبة، والتي سيتم تبريدها لاحقاً في قسم آخر من الجهاز من أجل الحصول على مياه نقية، مشيرين إلى أن تقنيات التقطير تنقسم إلى فئتين وهما الكهربائية والحرارية والأولى تضم تقنيتين وهما التجميع والتركيز، بينما الثانية تشمل تقنية التسخين بواسطة الألواح الشمسية والتناضح العكسي.
زيادة الطلب
وجاءت فكرة المشروع من ارتفاع الطلب على المياه العذبة في الإمارات منذ اكتشاف النفط، خاصة مع زيادة عدد سكان البلاد بشكل كبير ما أدى إلى ارتفاع الضغط على الموارد الطبيعية وأهمها المياه.
وفي مشروع آخر نفذه طلبة كلية الهندسة تتم إدارة المخلفات الصناعية عبر تصميم عملية بيئية واقتصادية لمعالجة المياه شديدة الملوحة، وتقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، وتتم العملية عبر سلسلة من التفاعلات الكيميائية والتي تشمل الأمونيا، وثاني أكسيد الكربون، وكلوريد الصوديوم الذائب في المياه خلال المفاعل الأول، وبعدها يتم فصل المنتج الأول وهو بيكربونات الصوديوم، بينما المنتج الآخر وهو كلوريد الأمونيا يتفاعل مع أكسيد الكالسيوم في المفاعل الثاني لإعادة إنتاج الأمونيا.
والعملية تساهم في تقليل نسبة الملوحة في المياه شديدة الملوحة، والتي يمكن إعادة استخدامها في مجالات عدة مثل الري.
291
قدم 291 طالباً من مختلف تخصصات الأقسام الهندسية بكلية الهندسة بجامعة الإمارات مع نهاية الفصل الدراسي الثاني 75 مشروعاً أشرف عليها نخبة من الأكاديميين وممثلي المؤسسات والشركات الصناعية في القطاعين الحكومي والخاص، وتناولت طرح أفكار هندسية ومعالجة العديد من القضايا التي تلبي حاجة سوق العمل من الأفكار والخبرات والمهارات الهندسية.