جاء إطلاق مبادرة «التربية الأخلاقية» بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتؤمن الأداة الفاعلة لمؤسسات التعليم في الدولة نحو أعداد النشء وتأهيل الكوادر الوطنية التي تحتاجها الدولة في مسيرتها التنموية بشتى المجالات.

وقال تربويون لـ«البيان» إن هذه المبادرة الوطنية تؤكد إيمان قيادة الدولة الرشيدة بالدور المتعاظم لمؤسسات التعليم في بناء الإنسان، مؤكدين على انعكاساتها على إثراء العملية التعليمية، ودورها في تهيئة مناخ مثالي للمعلمين للعمل، واقترحوا أن يتم تطبيق مادة التربية الأخلاقية على طلبة المرحلة التأسيسية، مع ضرورة تضمينها ضمن درجات تقييم الطلبة على مدار العام، فيما رحب أولياء أمور بهذه المبادرة التي من شأنها أن تدعم جودة المناخ التعليمي بالمدارس.

شخصية الطالب

وقال عبيد مفتاح مدير مدرسة الصقور في أبوظبي، إن التربية الأخلاقية تسهم في بناء شخصية الطالب، وتساعد المعلمين على أداء دورهم على الوجه الأكمل في الصفوف، كما تمكن أصحاب القرار في المؤسسات التعليمية من أداء دورهم بما ينعكس في نهاية المطاف على إثراء العملية التعليمية.

واقترح عبيد أن يتم البدء بتطبيق مادة التربية الأخلاقية على طلبة الحلقة التأسيسية لكي تجنى ثمارها من المراحل الأولى لتشكل شخصية الطلبة، وتستمر معهم حتى نهاية المشوار التعليمي، كما أكد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة من أجل التأكيد على أهمية هذه المادة، وهو ما يتحقق من خلال إدراجها ضمن درجات تقييم الطلبة على مدار العام الدراسي وتأهيل الكوادر اللازمة لتطبيقها على الطلبة.

انعكاسات

وقال علي مال الله مدير مدرسة الصفا الثانوية، إن دخول التربية الأخلاقية في الوسط التعليمي سوف يكون لها انعكاسات إيجابية على المديين القريب والبعيد من حيث تحصين الأبناء فكرياً ضد العديد من السلوكيات والأنماط الخاطئة التي باتت تنتشر في العالم الافتراضي بطرق وأساليب عدة، وهي ما تشكل خطورة على أفكارهم وتوجهاتهم المستقبلية.

منهج شامل

وأوضح أن ربط الأبناء بصورة مباشرة بعادات المجتمع وتقاليده وتراثه من خلال منهج دارسي سيعزز العديد من القيم والمبادئ التي تكرسها المناهج بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لافتاً إلى أن وجود منهج شامل يتناول التربية الأخلاقية يضم جميع احتياجات النشء أمر جديد لم يعهده الوسط التربوي في أغلب شعوب العالم.

التسلح بالمعرفة

ومن جانبه قال عبدالله المدني مدير مدرسة الإدريسي للتعليم الأساسي، إن رفد المراحل الدراسية بمنهج التربية الأخلاقية سيضع النقاط على الحروف، وسوف يحد من السلوكيات السلبية التي يمارسها بعض الطلبة نتيجة أسباب مختلفة، لافتاً إلى أن التسلح بالمعرفة في مختلف المجالات وخصوصاً التي شملها المنهج، جاء بناء على رؤية حكيمة واستشعار بأهميتها وحاجاتها في المستقبل القريب، فهي تعزز من دور المدرسة في صقل مهارات ومعلومات جديدة في نفس الطالب، وتسهل المهمة على الأسر.

بناء

وقال عمر عبد العزيز مساعد مدير مدرسة خليفة بن زايد في أبوظبي، إن هذه المبادرة تعكس نظرة قيادة الدولة الرشيدة للدور الذي تقوم بها مؤسسات التعليمية العالي والكوادر الإدارية والتدريسية في تربية النشء، مضيفاً: «علينا خلال الفترة المقبلة أن نبني على هذه المبادرة، ونبدأ الخطوات اللازمة لتطبيقها الذي يجب أن يبدأ من المرحلة التأسيسية».

تطبيق

وشددت مريم النيادي، مساعد مدير مدرسة الجود للتعليم الأساسي، بأن مبادرة التربية الأخلاقية لدعم المناهج الدراسية لن تكون مجرد جُمل وعبارات تقال للطلبة والطالبات وهم على مقاعد الدراسة، وإنما سيتم تنفيذها وتطبيقها فعلياً بتعاون جميل بين الأهل والمدرسة. وقالت النيادي: «ديننا يحثنا على الأخلاق الحسنة التي يجب تأصيلها في نفوس الطلبة والطالبات، ومنها حب الوطن، وتعزيز روح الولاء والانتماء له، إضافة إلى الالتزام بالإخلاص، والأمانة، والصدق، والعادات والاتجاهات الحسنة».