أكد الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، أنه لم تعد هناك أي صناعة مهمة على المستوى الوطني لم تتأثر تأثراً جذرياً بالتطورات التقنية المذهلة، متسائلاً هل يبقى التعليم بمنأى عنها؟ لافتاً إلى أن البحث العلمي يمثل حجر الزاوية في الإبداع والابتكار ولا يمكن لأي أمة أن تتقدم مع اكتفاء مدارسها بالاعتماد على التعليم التقليدي.
وقال العور: «انطلاقاً من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في إحدى تغريداته «نحن دولة مغرمة بالمستقبل وهذا أحد أهم أسرار نجاحنا وحكومتنا هي حكومة المستقبل»، بالتالي لا يمكن حصر الأمثلة على هذا الشغف بالمستقبل الذي يبدو جلياً في جميع المبادرات التي يطلقها سموه، غير أنني كنت ولا أزال شاهداً ومشاركاً في العمل على تجربة تعليمية نموذجية تعد مثالاً في قدرتها على استباق المستقبل لأنها تأسست على فكرة استشرافه والاستعداد له».
وأشار في هذا الصدد إلى أنه في عام 2002 عندما لم تكن لدى وزارات التربية والتعليم العالي في دول مجلس التعاون الخليجي خاصة ولا العالم العربي عموماً أي معايير معروفة لترخيص واعتماد نماذج تعليمية بخلاف التعليم التقليدي المعروف أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مبادرة التعليم الذكي وتلا ذلك افتتاحه لجامعة حمدان بن محمد الذكية في العام نفسه، وأكد أن سموه كان يرى بعين المستقبل الاتجاهات التي ينبغي للتعليم أن يسلكها في قادم الأيام ولذلك طرح على جميع المعنيين بالتعليم في الدولة هذا التحدي في التحول إلى هذا النهج من التعليم الذي لم تعهده المنطقة من قبل.
قدرات المتعلم
وأوضح العور أن من المفارقات التي تنطوي عليها منظومة التعليم التقليدي أنها تضع في اعتبارها صورة المتعلم الذي يحقق شروط القبول والتسجيل فيها من حيث العمر والقدرات الذهنية الأخرى. ومن أهم المآخذ على هذه المنظومة أنها لا تولي توقعات الأطراف المعنية بالتعليم الأهمية المستحقة وحتى حين تتناول هذه التوقعات فإن التركيز ينصب على ما تتوقعه هذه الأطراف من حيث المباني والتجهيزات وما إلى ذلك في حين تتغافل المنظومة عن أهم أركان العملية التعليمية ألا وهو المتعلم.