كشف الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية لـ«البيان»، عزم الجامعة طرح جميع برامجها الأكاديمية، وخاصة برامج الدراسات العليا، عبر الوسائط الذكية بحلول عام 2020، مؤكداً التوجه لتقديم طلبات لهيئة الاعتماد الأكاديمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بطرح برامج الكليات الثلاث بالكامل عبر الوسائط الذكية، والتي تشمل برامج الإدارة والجودة، والصحة والدراسات البيئية، والتعليم الإلكتروني، وذلك خلال الفترة القريبة المقبلة.

دعم أكاديمي

وأوضح الدكتور العور أن طرح البرامج عبر الوسائط الإلكترونية يتماشى مع التوجهات الحكومية نحو الذكاء الاصطناعي بهدف الارتقاء بالمنظومة التعليمية، وذلك من خلال استثمار أحدث التقنيات التكنولوجية وأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في قطاع التعليم، ما يتيح للطالب الدراسة من أي مكان في العالم عن طريق الفصول الافتراضية. وتتميز هذه البرامج بتقسيم الأسبوع الدراسي الواحد إلى قسمين للتعلم عبر الصفوف الافتراضية، وهما التعلم مع وجود الدعم الأكاديمي والتعلم الذاتي، مشيراً إلى أن هذه الطريقة تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم.

وأفاد الدكتور العور بأن الجامعة حصلت على الاعتماد لطرح برنامج الماجستير في إدارة الإبداع والتغيير بالكامل عبر الوسائط الذكية ابتداء من الفصل القادم (ربيع 2018)، بحيث يستغني الطالب عن الحضور إلى مقر الجامعة، إلا أنه سيضطر لحضور الامتحان في مقر الجامعة في حال كان الطالب داخل الدولة. أما بالنسبة للطلبة خارج الدولة، فسيتم تحديد مراكز معتمدة لعقد الامتحان النهائي، مؤكداً أن البرامج المطروحة عبر الوسائط الذكية تحظى بدعم أكاديمي كبير من قبل الجامعة.

وأوضح الدكتور العور أن الجامعة أخذت على عاتقها تطبيق نموذج التعلم الذكي منذ 2002، وحصلت بعدها على الاعتماد الأكاديمي من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الدولة، بحيث يعتمد التعليم في الجامعة على النموذج المدمج الذي يتألف من 3 محاور رئيسية وهي التعلم وجهاً لوجه، والتعلم الذاتي، والتعلم عبر الصفوف الافتراضية.

المعلم الروبوت

أضاف الدكتور العور أن الجامعة أزالت المحور الأول وهو التعلم وجهاً لوجه، عبر سنوات من الخبرة والتحسين وتجويد العملية التعليمية تحت إشراف وإقرار من هيئة الاعتماد الأكاديمي التابعة لوزارة التربية والتعليم والتي تحتل المرتبة الخامسة بين هيئات الاعتماد الأكاديمي على مستوى العالم، لافتاً إلى أن الجامعة حققت ذلك من خلال برنامج إدارة الإبداع والتغيير، الذي تم إطلاقه في عام 2007، وتخرجت فيه 10 دفعات من الدارسين حتى الآن، وأصبح يحظى بقبول لافت بين الطلاب، لكونه من أكثر البرامج إقبالاً. وأوضح العور أن نسبة الطلبة المواطنين الملتحقين بالبرنامج لا تقل عن 68%.

وأشار الدكتور منصور العور إلى أن التعلم الذكي سيغيِّر أنماط التعلم، بحيث ستختفي وظيفة الأكاديمي ليحل محلها الروبوت، مطالباً بضرورة تأهيل الطلبة وأولياء أمورهم في الفترة المقبلة للتعامل مع مدارس بلا مدرسين.

المبرمج المواطن

وأوضح الدكتور منصور العور أن برنامج «المبرمج المواطن»، الذي أطلقته الجامعة في مطلع العام الجاري، كأول مبادرة وطنية من نوعها على مستوى الدولة يمثل خطوة متقدمة على درب التحول نحو الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أنه يمثل ثمرة التعاون البنّاء بين ثلاثة أطراف حاز كل طرف منها قصب السبق في مجال مهم من مجالات مختلفة ومتمايزة؛ هي رعاية المواهب الوطنية الناشئة وتسخير التقنيات المستجدة لتطوير التعليم وابتكار أقوى البرمجيات العالمية، لافتاً إلى أنّ التعاون ضم كل من «جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين» و»جامعة حمدان بن محمد الذكية» وشركة «مايكروسوفت» العالمية.

وأضاف العور أنّ الجامعة أطلقت برنامج «المبرمج المواطن» وفق رؤية واضحة تستهدف تدريب المواطنين على البرمجة بلغة الحاسوب، مشيراً إلى أنّ أهميته تكمن في قدرته على تمكين الطلبة من إتقان مجموعة من الأساسيات والمبادئ التي لا غنى عنها لأبناء أي وطن يطمح إلى أن يكون له مكانة راقية بين شعوب العالم، وفي مقدمتها أساسيات ومبادئ لغات البرمجة ومهارات عرض المشروعات البرمجية أمام الجمهور ونظم التفكير الحاسوبية، إلى جانب تطوير التطبيقات والألعاب الإلكترونية والرقمية. وأردف بالقول: «يتوجّه البرنامج إلى الطلبة المواطنين الموهوبين من الفئة العمرية التي تتراوح بين 7 و15 عاماً لتعلم البرمجة على لغة الحاسوب. ويحظى البرنامج باهتمام لافت، مستقطباً في دورته الأولى 96 مواطناً حتى الآن، تأهل منهم 49، فيما وصل للنهائيات 12 مواطناً.

لغة العصر

أكّد الدكتور العور أنّ اللغات الحديثة على مستوى العالم لم تعد تقتصر على الإنجليزية أو الإيطالية أو الفرنسية أو الألمانية، إذ إن هناك لغة جديدة ناشئة هي لغة الحاسوب التي تتفوق في أهمية إتقانها على أي من هذه اللغات هذه الأيام. وشدّد على أهمية تعليم هذه اللغة لأبنائنا الناشئة وتدريسها جنباً إلى جنب مع القراءة والكتابة والحساب، مشيراً إلى أنّ برنامج المبرمج المواطن يتمحور حول تطوير جميع هذه المهارات وسواها، وفق منهجية مبتكرة تشجع على الاستكشاف والتعلم، عن طريق التجربة والممارسة وترسخ الثقة في نفوس الطلاب بشأن التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.

لبنة أساسية

ركّز العور على أهمية برنامج «المبرمج المواطن» لكونه يستند إلى نموذج التعليم المدمج الخاص بـ «جامعة حمدان بن محمد الذكية»، والقائم على التعليم الإلكتروني/‏‏‏‏الذاتي والتعليم وجهاً لوجه، لافتاً إلى أنه يتضمن 3 فئات رئيسة هي «تطوير الألعاب» و«برمجة الروبوتات» و«تطوير التطبيقات» على 3 مستويات لكل منها أهداف ومخرجات تعلم وآلية خاصة لتقييم المهارات. ويستمر كل مستوى منها على 5 أسابيع، بفترة إجمالية تبلغ 15 أسبوعاً للمستويات الثلاث، فيما تنقسم مجموعات التدريب حسب الفئة العمرية إلى فئتين، الأولى من 7 إلى 10 سنوات والثانية من 11 إلى 15 سنة.

تعاون أكاديمي

التقى الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، رئيس مجلس أمناء معهد اليونيسكو لتقنيات المعلومات في التعليم، الدكتورة سوزان ألدريدج، رئيسة جامعة دريكسيل أونلاين، لبحث سبل توطيد أطر التعاون المشترك في المجالات الداعمة لمسار تطوير التعليم الذكي باعتباره إحدى الدعائم الأساسية لصنع واستشراف المستقبل. وشدّد العور على أهمية تمتين قنوات تبادل أفضل الممارسات وأنجح التجارب مع نخبة المؤسسات الأكاديمية والجامعات المرموقة في العالم، سعياً وراء توظيف أحدث الابتكارات التكنولوجية المتقدمة بالشكل الأمثل في توفير خدمات التعليم الذكي والتعلّم عن بعد، وفق أعلى معايير الكفاءة والتميز والشمولية. وأكد التزام «جامعة حمدان بن محمد الذكية» باستكشاف آفاق جديدة للشراكات الاستراتيجية المثمرة مع المجتمع الأكاديمي الدولي لمواصلة مسيرة التميز في إعادة هندسة مستقبل التعليم والتعلم عبر التكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي في العالم العربي.