على الرغم من أن الدولة تضع في قمة أولوياتها، ريادة المستقبل، والدخول إليه بإبداعات تفوق حاجة الحاضر، وتستفيد من خبرات جميع المبدعين، إلا أن بعض الآليات الروتينية لا تزال تقف حجر عثرة أمام انطلاق الشباب المبدع نحو آفاق التميز، وأبرز ما يؤشر على ذلك، أن آلاف البحوث العلمية ومشاريع الطلبة، تبقى حبيسة أدراج الجامعات، فلا يستطيع الطلبة تطبيقها على أرض الواقع لضعف إمكاناتهم المادية، ولا تتولى مؤسسات مختصة تطويرها والارتقاء بها وتقديمها للعالم كاختراعات ببصمة إماراتية.



ولذلك، يشدد طلبة جامعيون، على ضرورة وجود مؤسسات أو مظلات ترعى المخترعين والمبتكرين، يتمثل دورها الأساس في تقديم الدعم الكامل للشباب، ومساندتهم من قبل متخصصين في مجال الابتكار، وقالوا إن ضعف الدعم المادي وغياب الإيمان بالطاقات الشابة، رغم تألق عدد من المبتكرين، يعيق تقديم المزيد من الإبداعات، ليبقى السؤال المطروح، عما تقدمه المؤسسات الراعية لقطاع البحث والابتكار، لا سيما أن جامعة الإمارات وحدها، قد بلغ رصيدها أكثر من 14500 بحث علمي منشور في مجلات ودوريات علمية عالمية، بالإضافة إلى أكثر من 260 براءة اختراع مسجلة في مختلف دول العالم.



ويشرع العديد من طلبة التعليم الجامعي في سنواتهم الدراسية الأخيرة، في عمل مشاريع تخرج، تكون كتطبيق لهم على ما تمت دراسته خلال سنوات الدراسة، وبعض المشاريع تتحول إلى شركات ناشئة، ترفد السوق ببعض الوظائف، وتسهم في دخول الشباب لسوق العمل كأصحاب أعمال.



وفي هذا الإطار، أكد عدد من الأكاديميين والمختصين، أهمية مشاريع التخرج، واستثمارها، وضرورة تسهيل الطريق أمام الطالب لريادة الأعمال، فضلاً عن خدمة المؤسسات بهذه المشاريع، كما أوصى عدد من أعضاء لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام في المجلس الوطني الاتحادي، بضرورة إنشاء صندوق اتحادي لتبني ودعم ابتكارات طلبة الجامعات، تحت إشراف وزارة التعليم العالي، بالاشتراك مع القطاع الخاص، كونه المستفيد الأول في هذا الأمر. وطالبوا الجهات التعليمية، بأن تتضمن المناهج ما يشجع على الابتكار وتبني المواهب.



عالمية

وأكد أحمد يوسف درويش النعيمي عضو لجنة شؤون التعليم بالمجلس، أن ابتكارات طلبة الجامعات، نجحت في الوصول إلى العالمية، ما يجعل من مطلب تبنيها، ضرورة حتمية لتطوير الآليات والخدمات الحكومية والخاصة، فمنهم من نجح بالفعل في ابتكار أجهزة توفر على مستخدميها مبالغ مالية كبيرة.



وطالب بضرورة قيام وزارة التعليم العالي، بإنشاء صندوق اتحادي، يعنى بتبني ودعم ابتكارات طلبة الجامعات، وطرح تلك الابتكارات للاستثمار من قبل القطاع الخاص، وأيضاً الجهات الحكومية ذات العلاقة بنوعية الابتكار المطروح، الأمر الذي سيعود بالنفع العام على المجتمع، وجودة الخدمات وتطويرها.



وأشار سعيد صالح الرميثي عضو لجنة شؤون التعليم بالمجلس، أهمية ربط أبحاث وابتكارات الطلبة بسوق العمل في شتى مجالاته الحكومية والخاصة وريادة الأعمال، وأن توفر لها الدعم المناسب من قبل الجامعات، عن طريق ربطها بمراكز التوظيف في الجامعات، لتوفير رعاة لمشروعات التخرج والأبحاث والابتكارات.



وأكد أنه من الممكن الاستفادة من الطلبة وبحوثهم، وتوجيههم نحو موضوع بعينه يتم طرحه لهم، واختيار الأفكار المناسبة وتبنيها، وذلك ضمن دور المسؤولية المجتمعية للشركات والجهات الحكومية ذات العلاقة في دعم الطلبة، الأمر الذي يدعم روح التنافسية والاجتهاد بين الطلاب، ويدفع بتوفير شواغر للخريجين، مطالباً بأن يتم طرح درجات على الأبحاث والابتكارات بعد تقييمها في اللجان المختصة، على أن تضاف إلى سجل نتائجهم.



قنوات متعددة

وقالت المهندسة عزة سليمان عضو المجلس الوطني الاتحادي: «دائرة الاهتمام بابتكارات الطلبة وأبحاثهم في الجامعات، لم تعد مقتصرة على الهيئة التدريسية أو إدارة الجامعات، بل أصبح لها قنوات متعددة، بفضل الرؤية الحكيمة لقيادتنا في دولة الإمارات.

في السابق، كان كثير من الأبحاث والابتكارات تذهب طي الأدراج، أو تنتهي بمناقشتها والحصول على الدرجة أو العلامات، ولا تتعدى مكتبة الجامعة، أو حتى الأستاذ الذي طلب البحث. أما اليوم، فمساحة الاستفادة من هذه البحوث والابتكار، أصبحت أكبر وأشمل.

الجامعة اليوم، أصبحت طرفاً من أطراف العملية البحثية والابتكارية، لكن هناك مؤسسات ومناسبات أوجدتها قيادتنا للعناية بالابتكار والمبتكرين، مثل مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، وشهر الإمارات للابتكار وغيرها».

وأضافت أن «الأهم في عملية تبني وتشجيع الطلبة المبتكرين وتطبيق ابتكاراتهم، هو تحقيق نقلة استراتيجية في عقلية المؤسسات الأكاديمية، وتركيزهم على الأساليب المستقبلية في السياسات الأكاديمية.

وبين أيدينا معادلة استراتيجية، قدمها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، بعنوان «كيف نجعل نظامنا التعليمي يخدم وظائف المستقبل»، والتي تضمنت مجموعة من الأدوات التي من شأنها الارتقاء بالمستقبل التعليمي ككل، وضمنه البحثي والابتكاري».



احتضان الإبداع

الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، يؤكد أن الجامعة تحتضن مختبر الإبداع، وهو عبارة عن مركز لإطلاق ورعاية الأعمال، يهدف إلى إعداد الدارسين الخريجين لإطلاق مشاريعهم وأعمالهم فوراً بعد التخرج، حيث يمنحهم المركز، الجاهزية والاستعداد لإطلاق مشاريعهم أو شركاتهم الناشئة، كجزء من متطلبات التخرج في برامج الابتكار وريادة الأعمال، وفي مجالات إدارة الأعمال والصحة والتعليم الذكي.



وأضاف أن جامعة حمدان، تشجع الدارسين على العمل لتحقيق وتجسيد أفكار الأعمال التي تنسجم وتتواكب مع استراتيجية دبي 2021، ومبادرات حكومة دبي، كذلك يتم توفير الدعم المنهجي طوال عملية إعداد المشروع، من تطوير الأفكار إلى الابتكار، وذلك من خلال المقررات الأكاديمية في الجامعة. ويشمل الدعم، قيام خبراء في هذه المجالات، بالمساهمة في البرامج والدورات، بالعديد من الأشكال، وفي مختلف المراحل، وتقدم الجامعة دعماً إضافياً للدارسين، يشمل التدريب والتوجيه والتواصل مع الخبراء، من خلال شركات ناشئة، تزاول الأعمال أو حواضن الأعمال والمشاريع والصناعة بشكل عام، فضلاً عن الدعم في مجالات معينة أخرى، مثل الأمور المالية والجوانب القانونية وتحليل السوق، وسواها.



ويواكب هذا المركز، مجموعة الأولويات التي حددتها رؤية الإمارات 2021، ومن هذه الأولويات، استكشاف نماذج أعمال اقتصادية جديدة، والجمع بين الابتكار والبحث والتكنولوجيا، للمساهمة في تكوين اقتصاد قادر على المنافسة، وقائم على ريادة الأعمال، حيث يدعم المركز، الشركات الناشئة، لتحسين عملياتها وإعادة تصميم نماذج الأعمال فيها، وتنويع نشاطات الأعمال، ودمج التقنيات الرقمية بطريقة ذكية.



براءة الاختراع

من جانبه، أوضح الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، أن حفظ حقوق الابتكار وحمايتها قانونياً، يتطلب تسجيلها قبل عرضها على الآخرين، حيث إن قبول وتسجيل حقوق الابتكار أو براءة الاختراع، تعني أن المبتكر أو المخترع، هو أول من قدم هذه الفكرة ذات التطبيق الاقتصادي، وبالتالي، لا تستطيع أي جهة أخرى اقتباسها بدون ترخيص.



وأوضح أن أول اعتبار للتسجيل، هو تقييم الابتكار، فإذا كانت قيمته الاقتصادية مهمة، فالأفضل تسجيله، وإلا يحفظ ضمن أسرار المهنة، وفي حال عرضه بدون تسجيل، فهو يقدم للآخرين والمجتمع عموماً، ويمكن أن يبني عليه أي شخص آخر ابتكاراً جديداً.



وقال المهيدب: إن الابتكارات ذات القيمة، من المؤكد أن يتم الاستفادة منها، حيث إن من يبحث عن حلول، لا بد أن يتعرف إلى هذا الابتكارات، والإمارات كمثال، تتطلع إلى من لديه ما يقدمه من ابتكارات، وحرصاً من الحكومة على ذلك، فقد وضعت المسرعات الحكومية لنقل الابتكارات إلى تطبيقات عملية على أرض الواقع، ضمن العمل الحكومي، كذلك الشركات التي تعتمد على الابتكار، تبحث عن كل ما هو جديد، لكي يكون لها السبق في استغلاله تجارياً.



وأضاف أن الابتكارات الطلابية لا تختلف عن غيرها في ذلك، وجامعة زايد، تحرص على تشجيع الطلبة على الابتكار، ومن ثم الاستفادة من ابتكاراتهم، سواء عن طريق تشجيعهم على ريادة الأعمال وتسويق هذه الابتكارات من خلال إشراكهم في مسابقات، مثل مسابقة رواد الأعمال الإماراتيين، والمخصصة للطلبة في كافة جامعات الدولة.



أبحاث رائدة

من جهته، أشار الدكتور غالب الحضرمي نائب مدير جامعة الإمارات لشؤون الأكاديمية والبحث العلمي والدراسات العليا، إلى أن جامعة الإمارات، تتميز بإنجازاتها الملموسة في مجال البحث العلمي والابتكار، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى الدولي. وقد بلغ رصيد الجامعة أكثر من 14500 بحث علمي منشور في مجلات ودوريات علمية عالمية، بالإضافة إلى أكثر من 260 براءة اختراع مسجلة في مختلف دول العالم، بالإضافة إلى 69 براءة اختراع، تم منحها بالفعل، ومن ثم فإن رصيد الإنجازات لجامعة الإمارات في مجال البحث العلمي، هو الأعلى على مستوى الدولة.



وأضاف أن إجمالي تكاليف المشروعات البحثية التي قامت الجامعة بتنفيذها بنجاح للشركاء من خارج الجامعة، بلغ 165 مليون درهم، وهو ما يجسد الثقة المتبادلة بين جامعة الإمارات والمؤسسات الأخرى بالدولة، وبفضل جهود أعضاء هيئة التدريس والباحثين بالجامعة والمراكز البحثية التابعة، فقد أصبحت جامعة الإمارات، جامعة المستقبل، بحيث يكون البحث العلمي والابتكار، أحد المكونات الرئيسة في جميع البرامج الدراسية التي تطرحها الجامعة، سواء على مستوى البكالوريوس أو الدراسات العليا.



تفعيل

دعا طلبة إلى ضرورة تفعيل دور القطاع الخاص في دعم مشاريع الطلبة. وقال دانيال وليد، طالب الماجستير ببرنامج هندسة الميكاترونكس في كلية الهندسة في الجامعة الأميركية بالشارقة، إن إحجام مؤسسات القطاع الخاص عن دعم البحوث العلمية والابتكارات، سببه قلة الوعي بأهمية العملية البحثية، وعدم الثقة في جدوى البحوث التي تجرى، والاعتماد على كل ما يتم استيراده من الخارج، ودعا إلى ردم الفجوة بين القطاع الخاص والجامعات، وحثهم على تقديم الدعم، لأن العلم هو قاطرة التطوير في شتى المجالات والاقتصادية على رأسها.

ويرى وسيم المصري، طالب الماجستير ببرنامج هندسة الميكاترونكس، وهو من الفريق الذي ابتكر جهازاً يسهل عملية الكشف عن التسربات في خطوط الأنابيب، أطلق عليه «روبوت فحص خطوط الأنابيب»، أن الأزمة تكمن في ضعف الإمكانيات المادية المطلوبة لمباشرة الباحث جهوده العلمية، وغياب آليات لتطوير الأبحاث، مؤكداً أن العديد من الابتكارات التي يقوم بها طلبة سواء في درجة البكالوريوس أو الماجستير تكون نوعية لكن تطويرها والعمل عليها يحتاج إلى دعم مادي.



2

تبنت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خلال العام الدراسي الجاري، مشروعين لطلبة إماراتيين من جامعة الفلاح، وهما مشروع يحمل اسم «مدينة السعادة»، وهو عبارة عن مدينة تدار بالوسائل الذكية لتسهيل الحياة على كبار السن، فضلاً عن أنها خضراء خالية من الكربون والغازات، حرصاً على صحتهم، بالإضافة إلى تطبيق خاص لأصحاب الهمم لمساعدتهم على التواصل مع المجتمع بطريقة ذكية ما يسهل حياتهم ويقودها إلى الأفضل، مشيراً إلى أن الطالبين المبتكرين في طور الحصول على براءة الاختراع للمشروع، ثم عرضه على المجلس التنفيذي لإمارة دبي، ثم على مجلس الوزراء، من خلال المجلس الوطني الاتحادي، لتتبنى تنفيذه الجهات المعنية.



جدير بالذكر أن مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أطلقت عام 2002، بهدف احتضان وتعزيز روح المبادرة والريادة في دبي، وتقديم التشجيع والتسهيلات لتطوير أنشطة الأعمال والريادة بين مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحفيز النمو والتطور للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ونشر ثقافة الأعمال عبر خلق بيئة جاذبة لأصـحاب الأفـكار المبدعـة وتحويـلها إلى مشــاريع مســتقبلية ناجحة.



استدامة

أنشأت جامعة الإمارات مراكز بحثية عدة، تشمل: المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، ومركز زايد بن سلطان آل نهيان للعلوم الصحية، والمركز الوطني للمياه، ومركز بحوث الطرق والمواصلات وسلامة المرور، ومركز خليفة للتقنيات الحيوية والهندسة الوراثية، والذي تم إنشاؤه بدعم من وزارة شؤون الرئاسة، ومركز الإمارات لبحوث الطاقة والبيئة، وكذلك مركز الإمارات لأبحاث السعادة.

وتقدم الجامعة العديد من الفرص لدعم الأبحاث العلمية واستقطاب طلاب الدكتوراه المتميزين والذين يمثلون المحرك الرئيسي للبحث العلمي بالجامعة.



وتهدف الجامعة إلى إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات التي تواجه الدولة وبشكل خاص دعم الأبحاث في المجالات التي تساهم في تحقيق رؤية الإمارات 2021.



تنمية قدرات الطلبة هدف المؤسسات التعليمية

يرى الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض لجامعة الفلاح، أن تنمية قدرات الطلبة على الابتكار والبحث العلمي هدف أساسي لجميع المؤسسات التعليمية في دولة الإمارات، وهو ما يتماشى مع تحقيق رؤية الإمارات 2021، التي تضمن عدداً من المؤشرات الوطنية لتحقيق التميز، والتأكيد على أن يكون طلاب دولة الإمارات من بين الأفضل في العالم في القراءة، والرياضيات، والعلوم، والمعرفة والبحث العلمي والقدرة على الابتكار، وجامعة الفلاح تدعم بقوة هذه الرؤية من خلال تشجيع طلبتها على البحث العلمي والابتكار.



وأشار الدكتور عطاطرة إلى أهمية تبني المشاريع البحثية وابتكارات الطلبة وتطويرها ودعمها مادياً ومعنوياً من خلال وضع استراتيجية شاملة توصي بضرورة دعم هذه المشاريع الابتكارية، التي تقدم في الملتقيات العلمية، ومن قبل خريجي الجامعات والشباب بشكل عام، لأن هذا الدعم يعود بالفائدة على المؤسسة التعليمية أولاً وعلى مجتمع دولة الإمارات ثانياً.



وأضاف، أن الاهتمام بتفعيل الابتكارات العلمية خاصة التي يتقدم بها الشباب خطوة ضرورية للنهوض بالوطن، وتقدير العقل الشاب الإماراتي المبدع، وهذا ما تحرص عليه جامعة الفلاح من خلال إقامة معارض المشاريع الطلابية سنوياً في شهر الابتكار، ودعوة مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة والمعنية.



بناء منظومة بحثية متكاملة تخدم كل القطاعات

أكد الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا أن الجامعة سعت منذ سنوات إلى بناء منظومة بحثية متكاملة تخدم بشكل مباشر مختلف القطاعات الاقتصادية والمؤسسات الأكاديمية والحكومية من خلال أبحاث مبتكرة تتمحور حول الاحتياجات المباشرة لشركائنا الاستراتيجيين.



وأوضح أن كثيراً من تلك الابتكارات يتم اعتمادها وتطبيقها في مختلف عمليات تلك الجهات لضمان الكفاءة والجودة والتنافسية العالمية، كما أننا في الجامعة شركاء في تأسيس واستضافة مركز خليفة للابتكار، إلى جانب كل من صندوق خليفة وشركتي مبادلة وتوازن وصندوق الوطن، حيث يعمل المركز كحاضنة مهمة للشركات الصغيرة الناشئة المعتمدة على التكنولوجيا المتطورة لتوفر لابتكارات الطلبة المواطنين الفرص للاستفادة منها بشكل تجاري يخدم القطاعات المختلفة ويضمن لها الاستمرارية والنمو.



وأشار الحمادي إلى أنه من الأمثلة على تلك المشاريع التي يقوم المركز باحتضانها شركة في مجال الجينات تعتبر الأولى من نوعها وتوفر دراسة شاملة خاصة بمواطني الدولة، وشركة برمجيات بمستوى عالمي تساعد المؤسسات الكبيرة على استخدام أنظمتها الإلكترونية بشكل أكثر كفاءة، بالإضافة إلى عدد من الشركات الناشئة في مجال إنترنت الأشياء.



وأضاف أن جامعة خليفة اهتمت وراعت جانب ريادة الأعمال حيث استحدثت منذ عدة سنوات مواد دراسية لتزويد الطلبة بالمهارات اللازمة لتأسيس شركاتهم وأعمالهم القائمة على الابتكارات وتستمر الجامعة في دعم المبادرات الحكومية والوطنية في هذا المجال وصولاً إلى تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في بناء اقتصاد المعرفة وتمكين شباب الدولة وإتاحة الفرص لهم لريادة المستقبل.



جامعة الخليج الطبية تنشئ أول حاضنة للشباب المخترعين

عمدت جامعة الخليج الطبية إلى إنشاء أول حاضنة للشباب المخترعين وطلاب الجامعات في الدولة لدعم الابتكارات والمشاريع البحثية لطلبة الجامعات والشباب عامة إيماناً بدورها في خدمة المجتمع ومسؤوليتها الاجتماعية.



وتقوم فكرتها بحسب الدكتور حسام حمدي، مدير جامعة الخليج الطبية في عجمان، على رعاية الشباب وطلاب الجامعات ودعمهم في تمويل البحوث العلمية أو مشاريع التخرج في مجال الرعاية الصحية والتعليم الطبي، خاصة في مجال استخدام الذكاء الصناعي في تطوير تقديم الرعاية الصحية والتعليم.



وتوفر الحاضنات، كما أوضح مدير جامعة الخليج الطبية، للطلاب البيئة العلمية والفنية والتدريب والتفاعل مع مراكز البحوث العالمية والشركات والخبراء لتحويل المشاريع البحثية والأفكار إلى منتج وبداية إنشاء شركات، مشيراً إلى أن مهمة الإشراف على البرنامج يتولاها الدكتور أبوبكر إبراهيم عميد كلية الإدارة والاقتصاد في الرعاية الصحية بالتعاون مع الخبراء ومراكز الأبحاث في جامعة الخليج الطبية وجامعات دولية مثل الجامعة الأميركية في القاهرة وجامعة ويسكونسون الأميركية وجامعة فيرجينيا كومونولث..



وذكر حسام حمدي أن الجامعة بدأت هذا العام برنامجاً متميزاً هو «أبناء الإمارات علماء المستقبل»، الذي يهدف لتدريب طلاب المدارس على البحث العلمي، وذلك في مراكز أبحاثها، وقد انضم حالياً 15 طالباً من الصف العاشر والحادي عشر من مدارس الإمارات إلى هذا البرنامج، وهم منتظمون في الدراسة.



مركز بحث علمي بكل جامعة ضرورة

أكدت الدكتورة سميرة النعيمي نائب مدير جامعة محمد الخامس للشؤون المالية والإدارية أهمية أن يكون في كل جامعة مركز للبحث العلمي يتابع الأبحاث والدراسات العلمية وكيفية الاستفادة منها سواء بالنشر أو تبني الدراسة بالتطبيق.



وأوضحت أن هناك شروطاً قبل البدء بعمل الدراسات وما إذا كانت تقوم بحل مشكلة أو تقدم ابتكار معين أم لا يوجد من ورائها فائدة.



مشيرة إلى أنه في أغلب الأحيان يتم إعداد الأبحاث والدراسات في الجامعات بالتعاون مع الجهات المعنية بالدراسة.



جامعة عجمان ترفع ميزانية البحث العلمي 300 % لدعم إبداعات الطلبة

أكد الدكتور كريم الصغير مدير جامعة عجمان أن إدارة الجامعة رفعت ميزانية البحث العلمي 300% عما كان من قبل، وذلك بهدف تمويل المشاريع البحثية في المواضيع العصرية كالمدن الذكية، والطاقة النظيفة والاستدامة، وجراحة الأسنان الترميمية، والصناعات الدوائية، والروبوتات والذكاء الاصطناعي، كما أن كافة البحوث التي يجريها طلبة الجامعة تجد الدعم والاهتمام من قبل الإدارة حتى ترى النور ويستفاد منها، مبيناً أن الجامعة كذلك تسعى إلى رفع معايير جودة الإنتاج البحثي من خلال توجيه أعضاء الهيئة التدريسية لنشر أبحاثهم في قواعد بيانات مفهرسة عالمية مثل ISI و Scopus، إضافة إلى خلق بيئة مواتية للبحث العلمي تمثلت في زيادة قواعد البيانات البحثية وتعيين مساعدي بحث وخلق برنامج تحفيزي للطلبة الخريجين يسمح لهم بمتابعة دراساتهم العليا عبر انضمامهم إلى فرق بحثية في كليات الجامعة كافة.



وقال إنه تم تأسيس مركز الابتكار بالجامعة ويهدف إلى خلق منبر للابتكار يتيح فضاءات أرحب للتفاعل الخلاق بين الطلبة والخريجين وأعضاء هيئة التدريس والجهات الحكومية والصناعات وقطاعات المجتمع المختلفة وذلك من أجل تحقيق منافع اقتصادية واجتماعية ملموسة لكافة المشاركين من أصحاب المصلحة، إضافة إلى تبني ابتكارات وإبداعات المبتكرين من داخل وخارج الجامعة، والاستفادة من إمكانات وكفاءات أعضاء هيئة التدريس في الجامعة من مختلف التخصصات، حيث يعد المركز حاضنة لابتكارات الطلبة من خلال تطويرها على أسس علمية وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجازها حتى ترى النور، كما يسهم المركز من خلال خبرات أعضاء هيئة التدريس، في تقديم الاستشارات المتنوعة وتسهيل أي عقبات أو عراقيل تعترض مشاريع الطلبة، لافتاً إلى أنه خلال الفترة الماضية تم عقد العديد من ورش العمل المتخصصة في مختلف المجالات، خاصة في مجال دعم التكنولوجيا الحديثة وذلك نظراً لأهمية هذه الورش في تطوير مهارات الطلبة تقنياً من مختلف التخصصات بوجه عام، وطلبة كلية تكنولوجيا المعلومات المتخصصين في هندسة الحاسوب وأنظمته، وصيانته والشبكات، على وجه الخصوص.



وأضاف الدكتور الصغير أن المشاريع التي يتم طرحها في المركز تندرج تحت عدة مجالات، منها تكنولوجيا المعلومات والصحة والمواصلات والاستدامة والأمن والترفيه وغيرها من المجالات، مبيناً أن المحرك الرئيسي لهذه الابتكارات هو الرغبة في التغيير للأفضل، كما أن البيئة التعليمية التي توفرها الجامعة للطلبة ترعى الابتكار، وتشجعه في مختلف المجالات، ومشدداً على أن الجامعة قد أتاحت مختلف مواردها لدعم الابتكار والمبتكرين، لافتاً إلى أنه يتم عبر مركز الابتكار تبادل الأفكار والحلول الخلاقة والعمل على تطبيقها في أرض الواقع، ويحوي المركز حاضنة للأعمال التجارية لفائدة أصحاب المشاريع المحتملين الذين يتطلعون إلى تجسيد ابتكارات التكنولوجيا الحديثة في شكل أعمال تجارية مجدية اقتصادياً وقابلة للتكيف والتطور.



مواكبة متطلبات المستقبل

وفّرت جامعة الإمارات الإمكانيات الأساسية لتصبح جامعة الإمارات رائدة في اكتشاف المعرفة ومرجعاً أساسياً للعلوم في مجالي العلوم الصحية وعلوم الفضاء، انطلاقاً من دورها الرائد في مواكبة متطلبات المستقبل والإسهام بدور فاعل في تحقيق الخطط والتوقعات التي تلبي تطلعات قيادة الدولة الرشيدة.



وسيتم استقطاب أفضل الباحثين على المستوى العالمي في مجالي العلوم الصحية وعلوم الفضاء لتكون جامعة الإمارات مركزاً عالمياً للأبحاث المتقدمة في تلك المجالات ونقل الخبرات العالمية إلى العناصر الوطنية كأحد الممكنات الرئيسية في ارتقاء البحث العلمي في الدولة.



وجدير بالذكر أن جامعة الإمارات هي الجامعة الوحيدة بالدولة التي تطرح برامج دراسية على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جميع التخصصات التي تشمل العلوم الصحية والطبية، والهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم الأساسية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا وكذلك العلوم الإدارية والاقتصاد والتعليم والقانون والعلوم الاجتماعية والإنسانية