خرج «ملتقى تحدي الأمية»، في ختام فعالياته، أمس - وذلك بحضور نحو 250 مشاركاً يمثلون رؤساء هيئات محو الأمية وتعليم الكبار في المنطقة العربية ومنظمات دولية وإقليمية وجامعات وخبراء من المنطقة العربية والعالم - بعدة توصيات بهدف القضاء على الأمية بكل أشكالها في العالم العربي. وتوافق المشاركون في الملتقى على تبني مكونين أساسيين وهما: الرؤية والمفاهيم المعاصرة لمحو الأمية وتعليم الكبار وتعلُّمهم، والسياسات والبرامج.

وخلال الجلسة الختامية لملتقى تحدي الأمية أشار الدكتور محمد ولد عمر المدير العام للمنظمة العربية للثقافة والعلوم (يونسكو)، إلى إمكان تحقيق المكون الأول، من خلال إجراءات مثل تبني أقسام تعليم الكبار لمفهوم متجدد لمحو الأمية يتجاوز القراءة والكتابة، ومراجعة القوانين لتعزيز تعلم الكبار المستمر، وتعزيز فرص مرنة للتعليم البديل، وتيسير سبل الاعتراف والاعتماد الأكاديمي للكفاءات والمؤهلات التي تُكتسب في برامج التعليم غير النظامي وغير الرسمي.

وأما المكون الثاني الذي أشار إليه الدكتور محمد والمتعلق بالسياسات والبرامج، فيمكن تحقيقه من خلال تبنّي نهج متعدد القطاعات، وضمان توافر درجة عالية من الجودة في جميع مستويات محو الأمية، وإعداد معايير ومؤشرات وطنية لقياس أداء المعلمين والموجِّهين ومقدِّمي الخدمة، وإيلاء أهمية خاصة لدور المجتمع الأهلي والمدني، وتشجيع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في برامج محو الأمية، واستحداث أنظمة وطنية لجمع وتحليل وتشاطر البيانات عن مستويات الأمية الوطنية، بما فيها تصنيف الفئات المهمَّشة.

وطالب الملتقى كافة الشركاء الإقليميين والدوليين بالعمل على توفير الدعم والمساعدة على الصعيدين الوطني والإقليمي لكسب المزيد من التأييد لقضية محو الأمية وتعليم الكبار، ودعم قدرات الدُّول في مجال تبنّي سياسات وتوجّهات وبرامج معاصرة في تعليم الكبار في إطار التعلُّم مدى الحياة، وتعزيز استفادة الدُّول العربية من التقرير العالمي عن تعليم الكبار، وتشجيع الدول العربية على الاستفادة من مدخلات استراتيجية يونسكو لمحو أمية الشباب والكبار (2020-2025)، وتطوير محتوى إلكتروني حول مفاهيم ومضامين ومنهجية التعلم مدى الحياة، والإسهام في إيجاد فضاءات ومنصات عالمية من شأنها تعزيز تبادل الخبرات والمعلومات، وربط الجهود المتعلقة بمحو الأمية على الصعيد الدولي والإقليمي.

إلى جانب ذلك، شدد الملتقى على تهيئة السبل أمام الدول العربية للاستفادة القصوى من مدخلات ومخرجات المؤتمر العالمي حول تعليم وتعلُّم الكبار، الذي سوف يعقد في المملكة المغربية 2022، وعقد ملتقى يضم خبراء الإعلام مع خبراء ومنظمات محو الأمية لوضع استراتيجية إعلامية لمواجهة الأمية، وتسليط الضوء على مجهودات تعليم وتعلّم الكبار، وإصدار القوانين الملزمة والرادعة للأسر التي يتسرَّب أطفالها من التعليم، وإنشاء مسارات مختلفة للتعليم الابتدائي لجذب الأطفال المتسرِّبين من التعليم، والعمل على تغيير القوانين المحدّدة لسن الأمية للقضاء عليها في مراحلها المبكِّرة في الأعمار الصغيرة، ودعوة المنظَّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى تبني تلك التوصيات وعرضها على مجلس وزراء التعليم العرب لاعتمادها.