قال سلطان بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «إن مناطق عدة من العالم تشهد نمواً في قيمة التجارة الإقليمية بين دولها يعوض جزئياً عن تباطؤ النمو في التجارة العالمية.
وقد دعم النمو في التجارة الإقليمية بين دول أميركا اللاتينية والنمو المحقق كذلك في التجارة الإقليمية بين دول القارة الأفريقية أداء مجموعة موانئ دبي العالمية، حيث حققت المجموعة في العام 2016 نمواً فاق توقعات المحللين بلغ 3.2 % مقارنة بالعام 2015».
نمو
وتوقع بن سليم، في سلسلة لقاءات تلفزيونية مع كبرى القنوات الفضائية العربية والعالمية خلال مشاركته في القمة العالمية للحكومات، أن «تكون الهند وأفريقيا من المناطق الأساسية التي تدعم نمو أعمالنا في السنوات المقبلة.
ففي القارة الأفريقية هناك أكثر من 220 مليون مستهلك في مناطق داخلية ليس فيها موانئ بحرية، لذلك ينبغي العمل على تطوير البنية التحتية في الدول الأفريقية لكي تكون هناك خطوط للقطارات تنقل البضائع من الموانئ البحرية في القارة إلى المناطق الداخلية، وهذا ما نعمل في موانئ دبي العالمية على تحقيقه من خلال التعاون مع الحكومات في السنغال والدول الأفريقية الأخرى.
لأن تطوير مشاريع البنية التحتية يتطلب شراكة بين الحكومات والقطاع الخاص للاستثمار في هذه المشاريع، ومن هنا يأتي اهتمامنا بالشراكة مع الحكومات ومشاركتنا في القمة العالمية للحكومات في دبي لإلقاء الضوء على أهمية الشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص في التطور الاقتصادي لكل دول العالم».
مواكبة
وأضاف بن سليم: «إن أهم ما ينبغي التركيز عليه في عمل الشركات المشغلة للموانئ العالمية خلال المرحلة المقبلة هو مواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، فما يحدث من تقدم في الذكاء الصناعي وتطوير الروبوتات يعطينا فرصاً كبيرة في تنمية أعمالنا من خلال الاستثمار في التكنولوجيا المتطورة وتحويل خدماتنا في الموانئ إلى خدمات مؤتمتة بالكامل.
وهذا ما نفعله في مجموعة موانئ دبي العالمية فلدينا على سبيل المثال المحطة التي تتولى المجموعة تشغيلها في روتردام تعمل آلياً في كل مراحل المناولة والنقل، ما يتيح لنا إمكانية التركيز على تطوير الموارد البشرية التي تعمل في المجموعة والتي تعد الثروة الحقيقية للنمو والتطوير خلال المرحلة المقبلة.
ولذلك نعمل على الارتقاء بالمستوى العلمي والعملي لمواردنا البشرية لتعزيز قدراتهم في مجال الإبداع والابتكار حتى يكونوا قادرين على تقديم الأفكار والابتكارات الجديدة التي تطور عملنا في المجموعة، فالعقول والأفكار هي أهم ما نملك في موانئ دبي العالمية».
وأكد بن سليم أن «ما نشهده من تصاعد في الحديث حول الحمائية التجارية وتراجع العولمة الاقتصادية لا يلغي حاجة كل دول العالم إلى نمو التجارة العالمية من خلال فتح الأسواق وتخصص كل دولة في القطاعات التجارية الأفضل لها من حيث كلفة الإنتاج لتحصل على باقي احتياجاتها من الدول الأخرى، ما يعمل على تعزيز النمو في التجارة العالمية.
ولذلك ستظل الدول ملتزمة باتفاقيات الجات وأنظمة منظمة التجارة العالمية، ويبقى الحديث عن الحمائية التجارية يأخذ صدى أكبر في الإعلام مما يجري في واقع التطور الاقتصادي العالمي.
خصوصاً وأن التوجهات التجارية الجديدة التي يطبقها رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب لا ترفض حرية التجارة بل تركز على التجارة العادلة، بمعنى التأكد من أن تطبق كل الدول معايير موحدة في فتح الأسواق وتحترم الأنظمة الدولية التي تضمن المنافسة العادلة بما فيها تنظيم الدعم المقدم للمنتجين المحليين وفقاً لهذه الأنظمة الدولية».