يبقى «برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي»، من أهم المبادرات الهادفة إلى الارتقاء بمستوى التعليم في الدولة، تماشياً مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة 2021 الرامية إلى رفع معايير العملية التعليمية إلى مستويات تضاهي أفضل المعايير الدولية، وتقديم مثال يُحتذى في مجال مبادرات التعلم الذكي على المستوى العالمي.
ويشكل البرنامج مفهوماً تطويرياً متكاملاً، يشمل الطلبة وأولياء الأمور ومديري المدارس والمعلمين.
«البيان» حاورت محمد غياث مدير عام برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، عن إنجازات العام الماضي ومستجدات البرنامج للعام الحالي، وما يشمله من صفوف، واستيعابه للمعلمين والطلبة.
حصيلة البرنامج
وكشف محمد غياث، أن البرنامج، ومنذ إطلاقه الفعلي، بمبادرة ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في العام الدراسي 2013-2014، وحتى العام الدراسي الجديد 2015-2016، أصبح يطبق في 208 مدارس، ويشمل 1735 صفاً دراسياً، و5295 معلماً و34513 طالباً، من إجمالي 423 مدرسة حكومية بدبي والمناطق الشمالية، لافتاً إلى أن الانتهاء من تطبيق البرنامج في كافة المدارس، سيكون بحلول العام الدراسي 2018-2019.. وإليكم نص الحوار:
ما حجم تجهيز الفصول الذكية الجديدة خلال الفصل الدراسي الأول؟
تم تجهيز الفصول الدراسية المشمولة ضمن «برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي» خلال الفصل الدراسي الأول، بخدمة الاتصال عبر الشبكات اللاسلكية «واي فاي»، ويستخدم المعلمون شاشات ذكية كبيرة، مماثلة لشاشات أجهزة الكمبيوتر المسطحة، وتم توفير كمبيوترات لوحية مع لوحات المفاتيح أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة للطلاب، إضافة إلى المناهج التعليمية المطبوعة، بواقع كتاب لكل مادة، بالإضافة إلى مناهج تعليمية رقمية، وقد تم ترتيب المقاعد والطاولات لتأخذ شكلاً دائرياً من أجل تطبيق وتسهيل مفهوم المناقشات الجماعية والعصف الذهني، فضلاً عن تشجيع مبدأ التعلم من الأقران، عوضاً عن الاعتماد على المعلمين للحصول على المعلومات وتقديم الإجابات. وتتيح بوابات الإنترنت للطلاب القدرة على التفاعل في ما بينهم، لتنفيذ الواجبات الموكلة إليهم، والتفاعل مع معلميهم لطرح الأسئلة الإضافية خارج أوقات التدريس.
العام الماضي
ما أبرز الإنجازات التي حققها «برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي» خلال العام الدراسي الماضي؟
من الإنجازات التي حققها البرنامج في العام الماضي، توزيع 3543 كمبيوتر محمول على المعلمين، و1233 لوح تعليم ذكياً على 1233 صفاً مدرسياً، تضم 24328 طالباً من إجمالي عدد الصفوف البالغ 1233 صفاً، والتي تضم 24328 طالباً و3543 معلماً في 146 مدرسة في مختلف أنحاء الدولة، فيما بلغ عدد الدروس الذكية التي تم توفيرها خلال العام الدراسي 8500 درس، وبلغ عدد الواجبات والامتحانات الذكية 1,112000 امتحان وواجب.
تدريب المعلمين
هل تحدثنا عن تدريب المعلمين في 2014-2015، وكيف يتم إعدادهم لتطبيق البرنامج على النحو الأمثل؟
تم خلال هذا العام، اختتام السنة الثانية من برنامج تدريب المعلمين، الذي تمكن من تدريب أكثر من 3500 معلم خلال هذا العام، بهدف مواكبة استيعاب التوسع الذي شهده برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، والذي وصل إلى 146 مدرسة في مختلف أنحاء الدولة، وقد تم وضع برنامج خاص بتدريب المعلمين.
وتضمن جدول أعمال برنامج تدريب المعلمين، مقدمة حول كيفية استخدام التطبيقات والأجهزة ذات الصلة والبوابة الإلكترونية الخاصة ببرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي على شبكة الإنترنت. ويشكل البرنامج جزءاً من برنامجنا العام، إذ يعد تجربة تعليمية متبادلة يقوم خلالها مشرفو البرنامج بتدريب المعلمين على كيفية استخدام الأجهزة والاستعانة بمنهجيات التعليم المختلفة. كما يتيح برنامج التدريب الفرصة للاستماع لآراء وأفكار المعلمين حول آلية التنفيذ العملي للبرنامج.
4 مواقع
وتم تنظيم برنامج تدريب المعلمين 2014-2015 في 4 مواقع على امتداد الإمارات العربية المتحدة، والتي تضمنت استخدام أحدث التقنيات والتطبيقات الخاصة لبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي في المدارس. واستمر تقديم برنامج تدريب المعلمين لمدة 4 أيام، على يد كبار المدربين المتخصصين في هذا المجال، كما أن الدورات التدريبية مستمرة ومتواصلة ومتاحة أمام المعلمين طوال العام. هذا، وقد تم إيفاد العديد من الخبراء إلى المدارس المعنية للإجابة عن الاستفسارات وحل المشاكل حال ظهورها.
ماذا عن الزيارات الميدانية التي قام بها البرنامج خلال العام الدراسي؟ وسببها، والنتائج التي حققتها؟
يقوم فريق البرنامج بزيارات ميدانية دورية كلما دعت الحاجة، للتأكد من المواصفات وسير العمل وحل كافة المشكلات التقنية، وتوفير الدعم اللازم لأفراد الهيئة التعليمية وإدارة المدارس والطلبة، للتأكد من تطبيق البرنامج على النحو الأمثل، ويشمل ذلك جميع المدارس التي يتم فيها تطبيق البرنامج.
فرق الدعم
ما الدور الذي تؤديه فرق الدعم للبرنامج، وكيفية توزيعها؟
تتوفر فرق الدعم بشكل يومي في كافة المدارس التي يشملها البرنامج، وهناك فريق خاص بكل مدرسة، ويتم تعزيز الفرق بالعديد من الخبراء، كلما دعت الحاجة. وتقدم الفرق تقارير يومية وأسبوعية عن تطبيق البرنامج، ويقوم المشرفون على هذه الفرق بزيارات دورية إلى المدارس، للتأكد من سير العمل على النحو الأمثل، وتوفير الاحتياجات المطلوبة. وتم إعداد مركز خاص للدعم التقني لمبادرة «التعلم الذكي» في منطقة جبل علي، ليقدم الدعم الفني للطلبة والمعلمين في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية أو التطبيقات التعليمية، ويعمل المركز من 7 صباحاً حتى 10 مساء، ويستقبل الاتصالات بشكل دائم خلال تلك الفترة، إلى جانب متابعة فريق الموائمة (الدعم الفني) الموجود في الميدان للتطبيقات خلال الشهور الأولى للتطبيق، لجميع المدارس المطبقة للبرنامج.
الوقت
أكد محمد غياث، أن ضيق الوقت يمثل أبرز التحديات التي تواجه القائمين على برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، خاصة أنه يجب القيام بكافة الاستعدادات، وإنجاز جميع أعمال البنية التحتية، وتوفير مختلف المستلزمات خلال فترة الصيف، التي لا تتجاوز شهرين، قبل بدء العام الدراسي، مشيراً إلى الحرص على زيادة التدريب لجميع الفرق المعنية لرفع مستوى الجودة، وضمان تلبية البرنامج لمختلف الاحتياجات.
4 مبادرات تشمل الإذاعة الذكية ومجلس المديرين
أوضح محمد غياث مدير عام برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، أن الإنجازات التي حققها برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي حتى العام الدراسي الماضي، شملت العديد من المبادرات التعليمية الكبرى، التي غطت مختلف مدارس الدولة. وهدفت حزمة البرامج التنموية الجديدة والمتطورة هذه، إلى خدمة الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، بما يعكس مسيرة التطوير المتواصلة التي ينتهجها البرنامج، وروح الابتكار التي تقف في صميم وجوهر رسالة البرنامج السامية.
وتضمنت هذه البرامج 4 مبادرات جديدة، هي: إطلاق مبادرة الإذاعة الذكية في عدد من المدارس المختارة، وذلك من بداية الفصل الدراسي الحالي. وتتيح هذه المنصة الجديدة للإذاعة المدرسية، إمكانية البث من خلال شبكة الإنترنت، ما يسمح للطلبة المشاركة بفعالية أكبر مع المدرسة من جهة، وبين بعضهم البعض من جهة أخرى.
فرق الدعم
كما تم تقديم الدورات التدريبية الدورية لجميع أعضاء فرق الدعم التابعة لبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، بالإضافة إلى إجراء الاختبارات التأهيلية والدورات الخاصة لضمان أهلية الأعضاء. وتحظى هذه الدورات التدريبية بأهمية خاصة عند أولياء الأمور، الذين سيتمكنون من متابعة أداء أطفالهم من خلال منصة البرامج الخاصة عبر الإنترنت، التي تمكنهم من الاطلاع على جداول الدروس، والوظائف والمهام الموكلة للطلاب، والتقارير المرحلية.
وبفضل توفير هذه المعرفة، وسهولة الوصول إلى المعلومات، والدعم المتواصل، سيصبح بإمكان أولياء الأمور، المشاركة عن كثب، وبالتعاون مع المعلمين والهيئة الإدارية، بهدف المساهمة في مسيرة تعليم أبنائهم، فهذا البرنامج سيعمل كامتداد للنظام التعليمي خارج الفصول الدراسية.
بوابة المديرين
وتطرق غياث إلى إطلاق «بوابة المديرين»، التي تهدف إلى تحفيز التبادل المعرفي بين مديري ومديرات المدارس، كما أن هذه المنصة الجديدة، تتيح لمديري المدارس إمكانية تبادل أفضل الممارسات، فضلاً عن أنها ستعزز مفهوم التعلّم من الزميل، ورفع مستوى التعاون بين مختلف المدارس. وأكد محمد غياث أن ذلك تم خلال منتدى التعليم العالمي، الذي نظمته شركة مايكروسوفت في نوفمبر الماضي، تحت رعاية برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، ووزارة التربية والتعليم.
أهم التجارب
وأضاف أن أهداف المنتدى تمثلت في عرض أهم التجارب التعليمية على المستوى العالمي، وتوفير الأرضية الخصبة للأطراف المعنية بقطاع التعليم، لمناقشة كيفية معالجة التحديات الرئيسة التي تواجه قطاع التعليم بواسطة التقنيات المتطورة. كما وفر المنصة المثالية لتبادل أفضل الممارسات المبتكرة، والتعلّم من كبار الخبراء المختصين في هذا المجال.
وشمل ذلك المراحل التعليمية المتوسطة، بما فيها الصف السابع والثامن والتاسع، بالإضافة إلى تدريب المعلمين على كيفية استخدام ألواح التعليم التفاعلية الذكية، وتلقيهم لدورة تثقيفية أولية حول كيفية استخدام أجهزة الكمبيوتر وأدوات الاتصال بشبكة الإنترنت، من أجل إتمام مهامهم، بالإضافة إلى كيفية استخدام أنظمة التشغيل، وتحقيق الفائدة القصوى من الإنترنت لصالح تحقيق أهداف الطلاب التعليمية.
وتم تسليح المعلمين بالأدوات المناسبة لمساعدتهم على تحديد خطط الدروس عبر الإنترنت، ووضع الاختبارات والامتحانات، واستعراض أفضل الممارسات المتبعة لتبادل المعلومات، والتواصل مع الزملاء والطلاب وأولياء الأمور، وذلك باستخدام منصة البرنامج عبر شبكة الإنترنت. ويعمل برنامج التدريب على تزويد المعلمين بالثقة والمعرفة الضروريين للاستفادة من أدوات التعلم الذكي.
أفكار
استكمل برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي أعمال مجلس الابتكار وتعيين الأعضاء، حيث يضم المجلس نخبة من المعلمين المسؤولين عن طرح الأفكار الخلاقة، بهدف المساعدة على تطوير البرنامج وتعزيزه، من خلال الخبرات الميدانية والتواصل مع الطلاب والمعلمين، للتأكد من تلبية البرنامج لجميع احتياجاتهم ومتطلباتهم، ولتحسين مستوى البرنامج بوتيرة مستمرة.