خصصت القمة العالمية لريادة الأعمال جلسة خاصة لاستضافة رجل الأعمال الإماراتي جمعة الماجد، رئيس مجلس دبي الاقتصادي ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات جمعة الماجد، الذي يعتبر أحد أبرز القامات الوطنية في الدولة وتمتد انجازاته لمختلف جوانب المجتمع المحلي من تعليم واقتصاد وخدمات اجتماعية ومبادرات خيرية، والذي سرد سيرة نجاحه وحضّ الشباب على التحدي والطموح وصولاً للنجاح والتفوّق والريادة، في مبادرة تهدف لتعريف الشباب الإماراتي بإنجازات الرعيل الأول وأبرز الشخصيات التي ساهمت في نهضة دبي والإمارات.
واستهل جمعة الماجد الجلسة، التي خصصت لطلاب الجامعات الوطنية وأدارها مدير عام قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام رئيس تحرير «البيان» ظاعن شاهين، بمخاطبة الطلبة الحضور، حيث دعاهم إلى العمل بجد واجتهاد ليصبحوا قادة مستقبليين ليس في مجال العلم والدراسة فحسب، بل في مختلف مجالات الحياة، ثم تحدث عن مختلف مراحل حياته الحافلة بالأحداث والإنجازات، خاصة وأنه عاصر مسيرة التحول والتطور الاجتماعي والحضاري الذي حققته دبي ودولة الإمارات، بدءاً من طفولته في ظل قسوة ظروف الحياة وعدم توفر المدارس النظامية.واستعرض الماجد بدايته كتاجر شاب لم يتجاوز عمره 18 عاماً آنذاك بـ 700روبية قرضاً من خاله.. وكشف كيف قبل التحدي وخاض غمار مجال لم يكن ملماً بدهاليزه وفنونه، لكن إصراره على النجاح والتعلم قاده إلى تنمية أعماله حتى أنه حقق أرباحاً بعد مرور عام على توليه إدارة متجر صغير، حيث وصلت أرباحه إلى 2000 روبية.
أول رحلة
وأشار جمعة الماجد إلى أن أول رحلة غوص له كان طفلاً مع والده علمته الكثير عن التفاني في العمل والأداء وروح العمل الجماعي خاصة مع ما يمر به الغواصون من حياة قاسية خلال رحلات الصيد على متن السفن لمدة 100 يوم. وقال: إن الغوص كان من أصعب التجارب التي عاشها في حياته، وتعلم منها الكثير. كما تحدّث عن علاقته بصديقه وشريكه محمّد القاز الذي حفّزه على القيام برحلة تجارية إلى الكويت فتحت أمامه أبواب الحصول على وكالات تجارية وأخرجته من حدود دكانه الصغير.
وتحدث الماجد لأبنائه الطلبة، رداً على سؤال من الزميل ظاعن شاهين، عن حكاية حصوله على وكالة مكيّفات بينما دبي لم يكن بها كهرباء بعد، حيث حاول مراسلة شركات عالمية للحصول على وكالتها وجاءه الجواب أن الوكيل مقره بيروت ويمكن الحديث معه، فقد كانت الوكالات جميعها في الخارج، أما الآن والحمد لله باتت تتخذ من الإمارات مقراً لها وتسعى لتعزيز علاقاتها بالدولة، وروى كيف تعاون مع عدد من تجار دبي الكرام في بناء مدرستين ثانويّتيْن للبنين والبنات حتى توفر على أبناء الإمارات عناء الذهاب إلى الكويت أو قطر لاستكمال التعليم الثانوي. ثم سرد جمعة الماجد قصة تأسيس كلية الدراسات الإسلامية والعربية وكيف تمكّن من اقناع شيخ الأزهر بنيل الاعتمادية لشهادة الكلية. ثم تحدّث طويلاً عن قصة تأسيس المدارس الأهلية الخيرية في دبي في منتصف ثمانينيات القرن العشرين وكيف تعاون معه صديقه أحمد الطاير في هذا المجال.
خريطة تجارية
وتحدث الماجد عن الخريطة التجارية في منطقة الخليج في الماضي، حيث كانت الكويت إلى جانب البحرين من أهم المحطات التجارية، لكن دبي نجحت لاحقاً في الدخول بقوة إلى الساحة واستقطبت الثقل التجاري في المنطقة حتى باتت مركز المقار الإقليمية لكبريات الشركات العالمية التي كانت في الستينيات والسبعينيات تتخذ من بيروت مقراً. وقال: إن الإنجازات التي حققتها دبي والإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية لم تنجزها أي دولة أخرى، وقد تم ذلك بالجهد والإخلاص في العمل، وأكد أن دبي استطاعت الخروج من تبعات الأزمة العالمية بنجاح وتواصل تحقيق المزيد من النمو، أضاف ان عدم إفلاس أي شركات محلية يدل على قوة الاقتصاد المحلي والإدارة الحكومية الحصيفة.
الخير في شباب الوطن
دعا الماجد في تصريحات صحافية لـ«البيان» وغيرها من الصحف الزميلة التي تابعت الندوة الشباب الإماراتي للاجتهاد والتوجه إلى التجارة والأعمال الحرة لإطلاق مشاريع حتى لو كانت ناشئة تتوسع مع مرور الوقت، وشدّد على أنّ العلم أساس يؤهلهم للنجاح في عالم المال والإعلام. واختتم قائلاً: «أرى الخير دائماً في شباب الوطن».وشدد الماجد في حديثه للحضور على أن البدايات عادة ما تكون صغيرة وعلى نطاق محدود، وبالاعتماد على الإخلاص والتفاني تتوسع الأعمال على طريق النجاح، مشيراً إلى أن مجموعة شركات جمعة الماجد تحقق نمواً سنوياً بمعدل 2 إلى 3 في المئة فقط.
ظاعن شاهين: الماجد تشخيص حقيقي للثقافة والتجربة الإنسانية
أشار ظاعن شاهين إلى أن جمعة الماجد يمثل تشخيصاً حقيقياً للثقافة والعالم والتجربة الإنسانية، فضلاً عن تجربته الحياتية الغنية، حيث تزخر سيرته بالعديد من المحطات والإنجازات والوقفات، وتمتد لتشمل التجارة والثقافة والأعمال الخيرية والإنسانية.
وأكد شاهين أن الماجد ساهم ولا يزال في خدمة الاقتصاد والعلم ونشر الثقافة من خلال تأسيسه المدارس الأهلية الخيرية في العام 1983 التي وصل عدد الطلبة فيها خلال العام الدراسي 2012 إلى 10172 طالباً وطالبة، بالإضافة إلى تأسيسه لكلية الدراسات الإسلامية والعربية عام 1986 وتقدم خدمة التعليم بالمجان، إسهاماً منه في تمكين المحتاجين من الحصول على التعليم، حيث وصل عدد الطلبة في الكلية خلال العام الدراسي 2012- 2013 إلى 2732 طالباً وطالبة، إضافة إلى إنشائه مركز الماجد للثقافة والتراث في العام 1991، الذي يقوم بجمع الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالتراث والتاريخ العربي والإنساني وصيانتها وترميمها وحفظها من التلف والضياع، ومن ثم وضعها بين أيدي الباحثين والمهتمين.
وأوضح شاهين، في كلمته التعريفية بضيف القمة، أن جمعة الماجد «أبوخالد» لعب دور المؤسس للعديد من المنشآت الخيرية مثل جمعية بيت الخير والمؤسسات العلمية والفكرية مثل مؤسسة الفكر العربي في بيروت وغيرها، ونظراً لعمله الدؤوب ونشاطه المتواصل في خدمة العلم والثقافة قامت العديد من المؤسسات المحلية والعربية والدولية بمنحه جوائز محلية وعربية ودولية.
واستعرض شاهين المناصب القيادية المرموقة التي شغلها الماجد، فهو عضو مؤسس لغرفة تجارة وصناعة دبي، ونائب رئيس مجلس إدارة المصرف المركزي سابقاً، ورئيس مجلس دبي الاقتصادي حالياً ومؤسس شركات جمعة الماجد ورئيس مجلس إدارتها ونائب رئيس مجلس إدارة بنك الإمارات الدولي سابقاً وعضو المجلس الأعلى لجامعة الإمارات وعضو اللجنة الاستشارية لمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفرد سابقاً.