نظمت إدارة الموارد البشرية في "البيان" عبر نادي الجوهرة للموظفات في الصحيفة، زيارة خاصة إلى متحف المرأة «بيت البنات»، وذلك تزامنا مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الذي يصادف الثامن من مارس في كل عام. انطلق الوفد من مقر "البيان" الواقع بشارع الشيخ زايد متجها إلى منطقة سوق الذهب بديرة التي تكتظ بالمحلات التجارية والزوار والسياح، وعرفت المنطقة بنشاطها التجاري منذ القدم وقد كانت تعرف بسكة الخيل.
ومتحف المرأة يعد أحد أهم المبادرات الثقافية الفريدة من نوعها الهادفة إلى توثيق تاريخ المجتمع وخصوصاً إنجاز المرأة الإماراتية وعطاءها ومساهماتها الكبيرة، لينقل هذا التوثيق للجيل الجديد الذي بدوره سوف يكون مسؤولاً عن نقله للأجيال التي تعقبه، وكذلك الاحتفاء بالرائدات من النساء والاعتزاز بإنجـــازاتهن وإبراز أعمالهن، والتعريف بمجـــتمع الإمارات ومكانة المرأة وتاريخها وحاضرها، وإبراز الأدوار المختلفة التي مارستها المرأة قديماً في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية.
مركز توثيقي
كان في استقبال الوفد الإعلامي الدكتورة رفيعة غباش مؤسسة المتحف والتي عملت على أن يكون مركزاً ثقافياً وتوثيقياً معنياً بتاريخ المرأة في الإمارات وحاضرها، وكل ما يتعلق بجوانب حياتها من فكر وثقافة وفنون وتراث وتاريخ وتقاليد، لذلك حرصت على تنظيمه بصورة أبرزت فيها دور المرأة في الماضي والحاضر.
تعرف الوفد على أقسام وردهات المتحف، الذي علقت على جدرانه العديد من اللوحات والصور الشخصية والحدَثيّة التي وثقت التاريخ السياسي والاقتصادي والثقافي للمرأة الإماراتية منذ القدم، فهناك العديد من النساء اللاتي أثرين الساحة في السابق في مختلف المجالات وكان دورهن بارزاً، وكانت لهن إسهامات في الإدلاء بالرأي السديد وتقديم المشورة الصائبة في السياسة وفي الحركة الاقتصادية والثقافية، ولم يكن الجيل الحالي غائبا بإسهاماته عن زوايا المتحف، فهناك العديد من النساء اللاتي قدمن إنجارات سوف يخلدها الزمان وتأتي في مقدمتهن أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله ورعاها بالإضافة إلى عدد النساء اللواتي وضعن بصمة في مختلف الأنشطة والمجالات والمناصب، وإلى جانب ذلك وثق المتحف مراحل تطور المرأة في الإمارات وتطور التعليم منذ انتقاله من نظام الكتاتيب وصولاً إلى التعليم النظامي المُمنهج وحتى التعليم العصري أو التقني في يومنا هذا، فضلاً عن إبراز تطور جمعيات المرأة، ودور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان في تمكين المرأة الإماراتية.
في زاويا بيت البنات أيضا هناك العديد من المقتنيات القديمة الثمينة من حيث القيمة التاريخية والمادية وهي من ممتلكات بعض الأسر التي حرصت على تزويد المتحف بها إيمانا منها بالدور الحضاري والتاريخي الذي يسعى إليه المؤسسون والقائمون على المتحف. ومن المقتنيات التي تم عرضها وبحسب تصنيفها، منها ما يحاكي جانباً من الحياة اليومية للنساء في مجتمع الإمارات، ومنها ما يوثق لحلي المرأة وأدوات زينتها وملابسها التقليدية، وبعض الأواني والمستلزمات التي استخدمتها المرأة في تربية الأبناء، إلى جانب سلسلة من الأواني والمستلزمات التي استخدمتها في الطبخ وحفظ الطعام.
لم تتجاهل مساحات المتحف أي دور كان للمرأة في الماضي والحاضر، حيث كانت الأعشاب التي تستـــعين بها لعلاج بــــعض الأمراض حاضرة في أرجائه، والـــتي اعتمدت عليها بناء على الخـــبرة الإنسانية التي ورثتها من الأقدمين بالممارسة، حيث لجأت للطبيعة بما فيها من مواد وأعشاب، لتعد منها أدوية شعبية تعالج بـــها المرض حينما تعذرت سبل العلاج، وما زالت هذا الأعشاب تستخدم إلى يومنا، ولها فوائد عديدة يمكن الاستفادة منها عـــند الإصابة ببعض الأمراض.
صحراء عوشة.. ديوان شعر جداري
إنها القاعة اللافتة بقوة من حيث البراعة في التصميم ومن حيث المضمون الموجه للزائر، وهي من قاعات المتحف المبهرة وقد خصصت لشاعرة الامارات الفذة "فتاة العرب" عوشة بنت خليفة السويدي، وقد نجحت غباش في توليف عناصر البيئة والثقافة حسيا وبصريا ومعنويا وثقافيا، حيث حاكى التصميم العملاق تلال الصحراء بتموجاتها الغامضة في دلالة أخرى على تثني صفحات المخطوط والديوان المفتوح للقارئ والمتصفح، متخذا لون رمال الصحراء الصفراء المشربة بالحمرة، وقد زخرف بأبيات شعرها بشكل احترافي جذاب على جنبات القاعة، ليحكي سيرة كانت وما زالت منبعا للأدب ومدرسة لتدريس قواعد الشعر، ولم تقتصر هذه القاعة على استعراض تجربتها الشعرية بنقش القصائد على الجدران، بل تضمنت تسجيلا صوتيا للشاعرة القديرة وهي تلقي عددا من قصائدها الشهيرة، إضافة إلى بعض مقتنياتها ودفاترها التي كانت تدون فيها قصائدها بخط يدها.
دراسات المرأة
وبجانب قاعة فتاة العرب يوجد مركز دراسات المرأة وهو عبارة عن وحدة بحثية توثيقية تعمل في إطار المتحف، ومركز دراسات مرجعي لكل المعنيين بالأبحاث المتعلقة بالمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي، ويضم أهم الأبحاث ورسائل الدكتوراه والماجستير، والمؤلفات المرتبطة بالمرأة في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ومكتبة تضم كل إنتاج المرأة الإماراتية الفكري، وكل ما كتب عنها.