يشكو العديد من الأشخاص آلام العمود الفقري والعظام والمفاصل، والتي ترجع أسبابها إلى بعض الممارسات والسلوكيات الخاطئة التي يقدم عليها الأشخاص بسبب إهمالهم أو افتقادهم لبعض المعلومات الصحية التي تجنبهم مثل هذه الأمراض، هذا ما أكده الدكتور عصام مارديني اختصاصي جراحة العظام والمفاصل والذي قال إن هناك نسبة كبيرة من كبار السن يعانون من أمراض العمود الفقري والمفاصل والتي تعيق حركتهم وتؤثر على نمط حياتهم، ولم تعد هذه الآلام مقتصرة اليوم على كبار السن، فهناك نسبة كبيرة الشباب يعانون منها نتيجة غياب الوعي والتهاون في تشخيص هذه الآلام، إلى الحد ال1ي جعل مرض الديسك الأكثر انتشارا بين الشباب.
أخطر الأمراض
ولفت إلى أن أمراض العمود الفقري من أخطر الأمراض التي من الممكن أن يصاب بها الشخص لأنه الهيكل الذي يبنى عليه الجسم، ويتيح للإنسان الوقوف على رجليه، ويتألف العمود الفقري من سبع فقرات عنقية وأثني عشرة فقرة ظهرية وخمس فقرات قطنية، وتعرف المنطقة التي تأتي في نهاية العمود الفقري بمنطقة العجز والتي تتكون من عدة فقرات مندمجة في عظمة العجز وتأخذ شكلاً مثلثاً ينتهي بغضروف العصص. وأشار إلى أن مشكلات العمود الفقري كثيرة ومتعددة يتصدرها مشكلات الدسكات، والتي تكون معرضة للإصابة بشكل كبير في الأعمار الصغيرة بسبب الحركات الخاطئة أثناء الرياضة أو حوادث السيارات والدراجات.
كما يصاب الدسك بالتآكل والجفاف كلما تقدم العمر بالشخص مما يعني تأثره بأي إصابة بسيطة قد يتعرض لها هذا الشخص وخصوصاً ما بعد سن الخمسين، وذلك لأن الغضاريف تفقد ليونتها التي تساعد على الحركة، إضافة إلى ذلك قد يصاب الغضروف بأمراض متعددة منها الالتهابات البكتيرية والكيميائية مثل مرض النقرس وترسب الأملاح والمعادن، كما يتأثر العمود الفقري بالأمراض التي تصيب الجسم، ومنها على سبيل المثال الإصابة بمرض السل الذي يؤثر بشكل مباشر في ذوبان الغضاريف.
الالتهاب الميكانيكي
وأضاف أن هناك بعض الأمراض الناتجة عن الالتهاب الميكانيكي بسبب الرضات العنيفة التي تتسبب في توزم الدسك وانتشار الالتهاب بين الفقرات، كما يتأثر العمود الفقري بسرطان الثدي الذي يصيب النساء وسرطان البروستات الذي يصيب الرجال، إضافة إلى مجموعة من الأمراض التي تنتج عن العيوب الخلقية.
وأكد مارديني أن انضغاط الديسك من أكثر الأمراض شيوعاً في الإمارات والذي ينتشر بين الشباب بشكل أكبر نتيجة قلة الوعي بخطورة بعض التصرفات، كدفع الأوزان الثقيلة وممارسة الرياضة بشكل خاطئ وخصوصاً في أندية كمال الأجسام التي يتهافت عليها الشباب وتتسبب في إصابات خطيرة. وقال مارديني إن الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون أو الحاسب الآلي يتسبب في ازدياد حدوث مناقير الظهر والرقبة بسبب احتكاك الفقرات الناجم عن جفاف الأقراص الغضروفية، ويفرض ذلك على الجسم إيجاد حالة دفاعية من خلال تكليس الفقرات والأربطة مع بعضها لتمنع الحركة الزائدة والضغط على الفقرات لفترات طويلة، مشيراً إلى أن قضاء ساعات طويلة في الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفاز قد تتسبب في ظهور آلام في أنحاء الجسم، وذلك بسبب الجهد الزائد على العضلات والفقرات.
الدسك الصناعي
الدسك الصناعي الذي يستخدم بديلاً عن الدسك الطبيعي ويتكون من نوعين أحدهما ثابت يزرع مرة واحدة ولا يحتاج تغييراً إلا في حالات الإصابة بالالتهاب، أما الآخر فهو دسك يسمح بالحركة تماماً مثل الدسك الطبيعي، ولكن تكمن سلبية هذا النوع أنه مع كثرة الاستخدام يصاب بنوع من التآكل وذوبان العظم فيسبب ذلك حدوث خلل في أداء وظيفته وآلاماً للشخص، ويعتمد هذا التغيير على عمر المريض ونوعية العظم، ففي حالات كبار السن وهشاشة العظام تكرر مرات تغير الدسك الصناعي.
مسامير تثبيت العظام
تستخدم مسامير تثبيت العظام في حالات الكسور وتقويم العمود الفقري، حيث يوجد بعض حالات انزلاق الفقرات خصوصاً لدى كبار السن الذين تذوب لديهم الفقرات نتيجة تقدم العمر، وبالتالي يكون هناك خلل في حركة الجسم والتي تتسبب في آلام مبرحة، وعادة ما تثبت هذه المسامير في آخر الفقرات القطنية أو الرقبة وذلك نتيجة الحركات والانحناءات المتكررة التي تتعرض لها هاتين المنطقتين، وتستخدم مسامير التثبيت استبدال الدسك الطبيعي بالصناعي ليقوم بدوره ويحافظ على الطول الأصلي للفقرات.
داء النقرس
وأضاف أن من الأمراض التي تؤثر على المفاصل والعمود الفقري داء النقرس والذي يأتي نتيجة ترسب أملاح البولينا الموجودة في الدم في الأغشية المحيطة بالمفصل، ما يسبب تهيج المفصل لدرجة أن الشخص المصاب به لا يمكنه تحمل الألم، لافتاً إلى أن النقرس ينتشر في العظام والعمود الفقري إذا لم يعالج منذ ظهوره، وهذا ما يجهله العديد من الأطباء الذين يعتقدون أن النقرس تصاب به أصابع الرجل فقط ولا ينتشر في مفاصل الجسم، مخاطر المساج بأيادٍ غير خبيرة
أكد الدكتور عصام مارديني أن هناك العديد من الإصابات الناتجة عن عمل المساج الخاطئ، فالهدف الأساسي من المساج تنشيط الدورة الدموية، ولكن هناك من يذهب إلى أبعد من ذلك باستخدام الحركات العنيفة والضغط والذي يؤدي في الغالب إلى حدوث أضرار وكسور خطيرة، وإن كان المساج يشعر الشخص بالراحة أثناء القيام به إلا أنه بعد مرور الساعات يبدأ الشخص الشعور بالآلام، كما أنه يوجد بعض أنواع المساجات تتطلب خبرة ودراسة في مجال الطب وخصوصاً مساج المفاصل لأن أي خطأ بسيط قد يترتب عليه إصابات خطيرة.
جراحة تبديل المفاصل عند الألم الشديد
أشار الدكتور عصام مارديني إلى أن تبديل المفاصل عملية ضرورية لمن يشعر بألم شديد في مفاصله من هذه العملية بالدرجة الأولى إراحة المريض من الألم الشديد بسبب تآكل المفصل واحتكاك العظم ببعض مع أقل حركة لدرجة تضطر المريض أحياناً الى عدم تحريك المفصل نهائياً حتى يقلل من حدة الألم مما قد يسبب ضعفا في العضلات المحيطة وبالتالي عدم قدرته لاحقاً على تحريك المفصل ، ويظهر فحص المريض والصور الشعاعية والتأكد من الفحوصات المخبرية كمية التهتك في المفصل ، وتبقى عملية تبديل المفصل هو الحل الوحيد بعد أن تفشل كل الطرق الحافظة في تقليل الألم والمعاناة
المنظار
سهلت الأجهزة الطبية الحديثة التدخل الجراحي لعلاج العمود الفقري والمفاصل، وأعطى التدخل بالمناظير الطبية ثقة وأريحية للأشخاص الذين يعانون من آلام في العمود الفقري أو المفاصل، حيث أصبح بالإمكان إجراء التدخل بالمناظير لعلاج الكثير من الأمراض التي تصيب العمود الفقري والمفاصل في وقت قياسي والتي كانت في السابق تجرى لها عمليات لساعات طويلة وتفرض على المريض ملازمة سرير المستشفى لمدة طويلة تصل في بعض الأحيان إلى عدة أشهر.
ما هو الغضروف الهلالي
كما هو معرف فإن المفصل الركبة يقع عند التقاء الجزء السفلي من عظمة الفخذ بالجزء العلوي من عظمة الساق. وداخل مفصل الركبة يوجد غضروفان هلاليان هما عبارة عن غضاريف تأخذ شكل الهلال أو حرف C ويقعان في الناحية الداخلية والخارجية من كل ركبة. إذاً ففي كل ركبة يوجد هناك غضروفان هلاليان أحدهما في الناحية الداخلية والآخر في الناحية الخارجية. هذا الغضروف الهلالي يساعد على ثبات الركبة وامتصاص الصدمات ومساندة الحركة في المفصل.
وإذا ما علمنا أن الشخص الطبيعي النشط يخطو آلاف الخطوات يومياً هذا بجانب الحركات الأخرى التي تتطلب ثني وفرد مفصل الركبة فإن كمية النشاط والإجهاد الذي يقع على مفصل الركبتين وكذلك الغضاريف الهلالية هي كمية كبيرة من الجهد حيث أن معظم وزن الجسم الواقع فوق مفصل الركبة يتركز على هذين الغضروفين داخل الركبة. هذا الوزن وهذا المجهود والأنشطة كلها تجعل الغضروف الهلالي عرضة للكثير من الأمراض والإصابات. وخصوصاً عند الأشخاص الرياضيين.
حالات تآكل وجفاف وخشونة الغضروف الهلالي وأيضاً في حالات القطع الجزئي البسيط وعندما تكون الأعراض ليست مزمنة وليست شديدة فإن الخطة العلاجية التحفظية يمكن استخدامها وذلك عن طريق تناول الأدوية المضادة لالتهابات المفاصل والأدوية المسكنة والأدوية المرخية للعضلات لفترة قصيرة وكذلك تجنب إجهاد الركبتين وتجنب الجلوس في وضعية القرفصاء أو وضعية التربيعة وأيضاً عمل جلسات طبيعي بهدف تخفيف الألم وتقوية عضلات الركبتين. هذه التقوية مهمة جداً لأنها تجعل العضلات قوية وبالتالي فالعضلات تقوم بامتصاص الجزء الأكبر من المجهود الواقع على الركبتين ممايؤدي إلى تقليص الإجهاد على الغضاريف.
الانزلاق الغضروفي
أشار مارديني إلى ان هناك العديد من الأسباب التي تسبب الانزلاق الغضروفي ومنها حمل الاشياء الثقيلة بأسلوب خاطئ وقلة الحركة، والحركة المفاجئة عند الرغبة في الوقوف بعد الجلوس لفترة طويلة، كذلك يؤدي ضعف العضلات المحيطة بالفقرات الى الاصابة بالانزلاق الغضروفي، وهذا ما نلاحظه في الاشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة حيث تضغط سمنة البطن والدهون المتركزة في الظهر على العضلات ما يجعلها ضعيفة ولا تتحمل أي ضغط عليها مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تقوسها.
هشاشة العظام مرض كاسر صامت
هشاشة العظام من أكثر أمراض العظام انتشارا في العالم وتكمن خطورته في أنه ليس له أعراض واضحة لذلك يطلق عليه المرض الصامت، ويسبب ضعفا تدريجيا في العظام يؤدي الى سهولة كسرها، كما يتسبب في حدوث الكسور لنسبة كبيرة من الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم 50 عاما،هذا ما أكده الدكتور عصام مارديني وأضاف من الأسباب التي يمكن أن تنسب لها هشاشة العظام هي تناول الوجبات السريعة التي تحتوي على نسبة عالية من الهرمونات التي تؤثر خصوصاً على الأطفال، إضافة إلى المشروبات الغازية التي تمتص نسبة الكالسيوم في العظام، وقلة شرب الحليب وندرة التعرض للشمس التي تعطي فيتامين د، ولفت إلى أهمية أن يكون هناك دور فعال للتوعية بمخاطر هشاشة العظام وأسبابها. أما في حال الاصابة بهشاشة العظام فان الكتلة العظمية تتناقص بسرعة كبيرة مسببة المرض.
أسباب هشاشة العظام تعود الى التغيرات الهرمونية التي تصاحب سن اليأس عند النساء وبخاصة نقص هرمون الاستروجين، والتي تزيد من فقد الكتلة العظمية، أو نقص الهرمون الذكري عند الرجال وكلها من التغيرات التي تصاحب التقدم في السن.
وهناك عوامل أخرى قد تزيد من احتمال الاصابة بالمرض منها:
عدم كفاية الكالسيوم وفيتامين دي في الوجبات اليومية، التدخين والمشروبات المحتوية على الكافيين وشرب الكحول. الافتقار الى النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة.
تناول أدوية معينة مثل السترويدات ومضادات التشنج وكذلك ازدياد نشاط الغدة الدرقية الى جانب العوامل الوراثية مثل اصابة أحد أفراد العائلة بهشاشة العظام، والدخول المبكر فى سن اليأس أو استئصال المبيضين.
لذا من الضروري تعرض الجسم لأشعة الشمس وبشكل يومي وتكون نسبة تعرض الأشخاص للشمس بناء على نوعية الملابس التي تسمح لأشعة الشمس بالوصول إلى الجسم، فكلما كانت الملابس شفافة قلت نسبة التعرض للشمس، وينصح التعرض للشمس في الفترة الأولى لشروقها وحتى الحادية عشرة صباحا ومن بعد هذه الساعات ينصح بعدم التعرض لها كثيرا لاحتوائها على الأشعة الضارة للجلد وخصوصاً أن الشمس في الدولة قريبة من خط الاستواء.
نصائح
النوم العميق وشرب الماء
ضرورة شرب الماء بكميات كبيرة للتخلص من الترسبات الكلسية وتصريف الاملاح بحيث لا يتاح لها مجال للتكلس لذلك ينصح بشرب 4 لترات من الماء بشكل يومي.
ضرورة توفير إرشادات لاستخدام الأجهزة ومعدات الأثقال التي تتملكها صالات بناء الأجسام، لأن هناك نسبة إصابات ناتجة عن سوء استخدام أجهزة كمال الأجسام.
النوم بشكل جيد ومنتظم، لأن قلة النوم والإرهاق يتسببان في آلام العظام والمفاصل.
ممارسة الرياضة وترك التدخين
ممارسة الرياضة بشكل يومي في مدة لا تقل عن نصف ساعة، ويعد المشي من أفضل الرياضات الإيجابية التي تنمي العظام وتقويها.
ترك التدخين لأنه من أكثر الأشياء التي تضر الهيكل العظمي والمفاصل، ومن المعروف أن التدخين يقوم بغلق الشرايين التي تغذي الجسم ومن هذه الشرايين شرايين المفاصل ما يتسب في تدميرها، إضافة إلى أن النيكوتين يتسبب في الجفاف والذي يزيد الاحتكاك في المفاصل.
الابتعاد عن الوجبات السريعة التي تؤدي الى السمنة و هشاشة العظام.