يسار التقاطع التاسع، على طريق الشارقة - الذيد، هناك في قلب الصحراء، جسدت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، مجمعاً علمياً وثقافياً وترفيهياً، لآلاف الطيور والحيوانات، أصبح مقصداً للكثيرين من مختلف الجنسيات، الباحثين عن المتعة الحقيقية، والراغبين في التعرف إلى أصناف الحيوانات والطيور والنباتات على اختلاف ألوانها وأشكالها.

 

 

في «منتزه الصحراء في الشارقة»، وحسب ما تؤكد هناء سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، تجد كل الملامح المتوقعة وأكثر، وتنعم بأجواء سياحية وتثقيفية لم تكن في الحسبان، وتستمتع بجولات ميدانية تُرضي فضول جميع من معك في ظل التراث الثقافي والحضاري.

أصناف

 

 

لا تعرف من أين تبدأ ومتى تنتهي، من مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية، الذي يضم أصنافاً وفيرة من الطيور والحيوانات والزواحف وحتى الحشرات، موزعة في أركان لا تمل العين معاينتها، أم من مزرعة الأطفال التي تُبرز للطفل صورة متكاملة عن الحيوانات المستأنسة ودورها في حياة الإنسان، إلى جانب توعية الطفل بأهمية الحيوانات المحلية والعناية بها، وربطه بالبيئة من خلال أنشطة وبرامج المزرعة التي يتمتع بها الكبار قبل الصغار. وإذا عرجت على متحف الشارقة للتاريخ الطبيعي والنباتي، الذي يضم 5 قاعات مختلفة، ستجد نفسك في رحلة عبر إمارة الشارقة، عبر نموذج مصغر لتضاريس الإمارة من البحار والسهول والوديان والجبال وسواها.

 

 

ويجسد هذا النموذج المصغر، مجموعة من الكائنات الحية المختلفة، التي تعيش على امتداد مناطق إمارة الشارقة. وكذلك حياة الصحراء التي توضح تأثير الإنسان في البيئة الصحراوية ونمط حياته فيها، وتكيف الكائنات الحية وطرق بقائها على قيد الحياة، بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة. وفيه أيضاً رحلة عبر الزمن، تحكي قصة الأرض منذ نشأتها، من خلال فيلم وثائقي مدته ساعتان ونصف، إضافة إلى العديد من المعلومات، التي تجبرك على زيارات أخرى للمكان لاستيعابها. وفي المتحف أيضاً متسع للعالم الحي، والبحار الحية أيضاً، ومعلومات مهمة عن التلوث البيئي للبحار، وكيفية المحافظة على البيئة البحرية.

 

 

عالم آخر

بمجرد عبورك بوابة منتزه الصحراء، ستدرك أنك تجاوزت تصورك لحديقة الحيوانات، لأن الفكرة أكبر وأعمق بكثير، فيه من الملامح والأركان ما يسرُّ العين، ويُفرح القلب. هناك عالم لا تراه إلا في التلفاز، وحيوانات تُشعرك كأنك تائه ليلاً في قلب الصحراء، أو عالق في كهوف لا تعلم كيف أحاطت بك. في مركز حيوانات شبه الجزيرة فقط، تمر على قسم الزواحف، ثم تعرج على قسم الطيور، فتنتقل إلى عالم الحيوانات الليلية، ثم الحديقة المفتوحة، قبل أن تجد نفسك وجهاً لوجه أمام الحيوانات البرية.

 

 

إنها حقاً تجربة غنية، بما فيها من قيمة معرفية وثقافية وعلمية كبيرة. المتعة تبدأ من أول الطريق، ولا تجد لها نهاية. والأقسام الكثيرة هناك لا تدعك تلتقط أنفاسك أبداً. هناك فقط، تدرك أن «الوقت كالسيف»، ولا بد من مسابقة الدقائق لتظفر بالمزيد.