اجتذب الوالد «بوجمعة» وصديقه «بوجاسم» اللذين اجتازا السبعين من عمرهما انتباه عشاق قوارب الصيد التقليدية في المعرض وهما منشغلين بصناعة أحد القوارب الخشبية الصغيرة التي كانت تستخدم لصيد الأسماك في الماضي مستعينين بأدوات تقليدية يدوية في جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
وقال بوجمعة إن صنع القارب الواحد يستغرق نحو أسبوع وتستخدم فيه أدوات يدوية كانت تستخدم في الماضي، مؤكداً أن مشاركته في المعرض تهدف إلى اطلاع الأجيال الجديدة وزوار المعرض على صناعة السفن التقليدية التراثية التي برع بها الأجداد قديماً وهو من الصناعات التي نعتز بها جيلاً بعد جيل.
وأشار بوجمعة إلى أن حرفة بناء السفن من أهم الحرف التقليدية الخليجية والإماراتية وأكثرها تعقيداً فقد كان دورها مهماً في تزويد المجتمعات في الخليج العربي بالسفن والقوارب باختلاف أنواعها وأحجامها ووظائفها والتي كانت ذات أهمية بالنسبة للسكان الذين يعتمدون على صيد الأسماك واللؤلؤ والتجارة لتأمين لقمة العيش.
وأوضح بوجمعة الذي امتهن هذه الحرفة قديماً وعاد إليها الآن كهواية ولإبراز التراث الإماراتي: أن صناعة السفن تطورت في مناطق الخليج العربي واكتظت الموانئ الخليجية بعدد كبير من هذه السفن والقوارب التي أبحر بعضها إلى الهند والصين وشرق أفريقيا وما وراء ذلك.
وأكد أن هذه السفن كانت تنقل الأشخاص والسلع إضافة إلى عدد لا يحصى من البضائع التجارية، كما ساهمت في تبادل الأفكار والخبرات حيث لعبت دوراً في تسهيل التبادل الثقافي ومكنت من تحقيق وحدة جغرافية بين مناطق وشعوب تميزت باختلاف لغاتها وأعراقها.
خبرة
وأوضح أن السفن كانت تصنع بناءً على خبرة الصناع وتجربتهم فلم يعتمد صانعو السفن في الماضي على تصميمات أولية وأجهزة قياس المسافات وجرت العادة أن يستعملوا وحدات قياس تقليدية كالقدم والبوصة والشبر والذراع وتتميز كل سفينة بخصائص فريدة.
وأشار بوجمعة إلى انه في يومنا الحالي لا تزال فئة قليلة من صناع السفن تمارس هذه الحرفة المعقدة خاصة وأنها فقدت الكثير من حيويتها بسبب استخدام مواد وتقنيات حديثة وجديدة، مشيراً إلى أن الحرفي في هذه الصناعة يعتمد في عمله على خبراته ومهاراته التي يحرص على تمريرها من جيل لآخر حيث غالباً ما يتم توارثها بين العائلة الواحدة كما يستعين المعلم أو صانع السفينة «الجلاف» بنجار واحد أو أكثر يتولى مهمة تثبيت الألواح الخشبية على هيكل السفينة .