منذ أمد سحيق انتبهت البشرية لحماية الحيوان والطبيعة، ويرجع الباحثون تاريخ المحميات الطبيعية إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ذاك الوعي المبكر بضرورة حماية الحياة البرية ومخلوقات الطبيعة جاء من وراء ثقافة حضارية انتبهت إلى أهمية المورد الطبيعي، وضرورة التكامل الحياتي بين البيئة والإنسان، فالمخلوقات التي لم تستطع المواءمة بين حاجتها وبيئتها انقرضت وبسرعة البرق..
وفي عصرنا الحديث لا يوجد مهدد للبشرية أكبر من تلك المواءمة، فالدول التي تعي دورها على ظهراني الكوكب تعلم تماماً ضرورة الحفاظ على البيئة ومنتجاتها ومخلوقاتها لأن في ذلك حفاظاً على الإنسانية.
والإمارات - في ذلك - تعتبر شريكاً أساسياً ومساهماً مهماً في المهمة الدولية للحفاظ على البيئة، ولم تلهها الحضارة الناشئة فيها عن الاهتمام بالأرض وصنع المحميات الطبيعية والمحافظة على الحياة في ظروف طبيعية صعبة وقاسية.
وفي إمارة دبي بلغ مجموع عدد المحميات الطبيعية 8 محميات بعد إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن محميات طبيعية في دبي بموجب المرسوم رقم 22 لسنة 2014، والذي ضم ست محميات في مختلف مناطق الإمارة تشمل: حتا الجبلية، والمرموم الصحراوية، والوحوش الصحراوية، ودبي الصحراوية (المها)..
وجبل نزوى، وغاف نزوى، ليتم انضمامها إلى محميتي: رأس الخور للحياة الفطرية وجبل علي البحرية المعلنتين بموجب القانون المحلي رقم 11 لعام 2003، والأمر المحلي رقم 2 لعام 1998، وتتولى بلدية دبي إدارتها والإشراف عليها، ليشكل إجمالي مساحة المحميات الطبيعية في الإمارة 16.5% من مساحتها الكلية. وقال المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي لـ«البيان»:
إن تلك المحميات تهدف إلى حماية البيئة الطبيعية لبعض المناطق في الإمارة، والمحافظة على الموارد الطبيعية الموجودة فيها، إلى جانب المساهمة في تطوير السياحة البيئية في الإمارة من خلال إنشاء محميات جديدة ومتنوعة وأضاف: «تتنوع الحياة الفطرية في المحميات الطبيعية بالإمارة وتختلف تصنيفاتها بناءً على طبيعتها وتكويناتها والأنظمة الحيوية فيها من فصائل وأنواع نباتية وحيوانية مميزة ومختلفة..
ووﻓقاً ﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ الاﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺼﻮن اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ، ﻓﺈن المحميات الجبلية مثل ﺣﺘﺎ اﻟﺠﺒﻠﯿﺔ، وﺟﺒﻞ ﻧﺰوى ﺗﺼﻨﻔﺎن ﻣﺤﻤﯿﺎت طﺒﯿﻌﯿﺔ ﻣﺤﺪدة وﻣﻌﺎﻟﻢ طﺒﯿﻌﯿﺔ، ﺣﯿﺚ ﺗﻀﻤﺎن 51 ﺻﻨفاً ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت، وﻳﻌﯿﺶ فيهما 80 ﻧﻮعاً ﻣﻦ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت، ويدخل في هذا التصنيف أيضاً محميتا رأس الخور للحياة الفطرية وجبل علي البحرية، فيما ﺗﺼﻨﻒ ﻣﺤﻤﯿﺎت دﺑﻲ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ، اﻟﻮﺣﻮش..
واﻟﻤﺮﻣﻮم اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ، وغاف نزوى، ﻋﻠﻰ أنها متنزهات وطﻨﯿﺔ محمية، ﺗﻀﻢ 164 ﺻﻨفاً ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت، و57 ﻧﻮعاً ﻣﻦ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت. وأكد لوتاه حرص البلدية على الاهتمام والعناية بتلك المحميات من خلال إدارة مختصة بالبيئة تضم كفاءات عالية وعلى دراية بما يتعلق بالمحميات والحياة الفطرية فيها، واحتياجاتها من الغذاء والماء والرعاية الصحية وغيرها، بالإضافة إلى حمايتها من التعرض لأي نوع من التخريب أو الانتهاكات من قبل أي شخص.
حتا الجبلية
من جهتها أشارت المهندسة علياء الهرمودي مديرة إدارة البيئة في بلدية دبي إلى تفاصيل المحميات وتنوعها مبينة أن محمية حتا تقع في المنطقة الجبلية وتضم بالإضافة إلى قمم وسفوح الجبال بحيرة ووادي حتّا، وتبلغ مساحتها الكلية 27.43 كيلومتراً مربعاً، تصنف وﻓقاً ﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ الاتحاد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺼﻮن اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ضمن فئة محمية طﺒﯿﻌﯿﺔ ﻣﺤﺪدة وﻣﻌﺎﻟﻢ طﺒﯿﻌﯿﺔ..
والهدف من إعلانها كمحمية هو حماية النظام البيئي الجبلي والتنمية المستدامة فيها، والاستفادة من المنطقة في إجراء البحوث العلمية والتوعية، بالإضافة إلى المحافظة على الحياة الفطرية وحماية الطبيعة في المنظومة الجبلية مما سيؤدي إلى تنشيط السياحة البيئية فيها، موضحة أن منطقة حتّا عبارة عن سلسلة جبلية تتمتع بمناخ أكثر برودة وأقل رطوبة عن غيرها من الأجزاء الداخلية في الإمارة.
كما تمثل الأجزاء الشمالية والشرقية مناطق جبلية وعرة يصل ارتفاعها من 750 إلى 1250 متراً فوق مستوى سطح البحر وهي القمة الأعلى في الإمارة، أما عن الحياة الفطرية في محمية حتّا الجبلية فإنها تحوي أصنافاً عدة من الشجيرات والأشجار والأعشاب التي لا تتوافر في أماكن أخرى، وتنحصر غالباً في منطقة جبلية واحدة كالـسمر، وأشجار السدر، والنخيل التي تتواجد في الوديان، والمناطق المرتوية..
كما توجد النباتات الشائعة والأعشاب كالكلأ، وتوجد في وادي حتا أشجار السنط الكبيرة. وأوضحت أن منطقة حتا توفر موئلاً جيداً للعديد من الحيوانات ومنها الوشق، والثعلب الأحمر، والقط البري..
بالإضافة إلى الطيور والزواحف، وتواجد بها في وقت مضى غزال الدمي، وتوطن في الجبال الوعرة الجنوبية من حتا حيوان الطهر العربي، كما تم رصد النمر العربي في قرية عمانية قريبة من حتا.
وتحتوي مناطق حتّا على نماذج رائعة من التشكيلات الجيولوجية والعمليات الفيزيوغرافية عوضاً عن شبكة الوديان التي تعمل كمستجمع لمياه الأمطار وتسند أكثر من 200 نوع من النباتات والحيوانات البريّة كما تعمل على حماية التربة، وتزدهر على امتداد الوديان سلسلة من الواحات والحدائق الزراعية وتعد مرعى للحيوانات الأليفة.
جبل نزوى
وتقع هذه المحمية على طريق دبي - حتّا بمحاذاة محمية دبي الصحراوية، وتتشابه مع محمية حتا الجبلية في التصنيف والطبيعة ونوعية الحياة الفطرية فيها، مع الاختلافات البسيطة في بعض الأنواع..
فهي تعتبر من فئة المعالم الطبيعية بالرغم من صغر مساحتها البالغة 106 كيلومترات مربعة، إلا أنها تضم العديد من أنواع النباتات والحيوانات التي اعتبرت هذه المحمية مكانها الآمن للعيش والاستقرار فيها، وتعتبر من المواقع المهمة لتوالد طائر البوم وأنواع أخرى من الطيور.
غاف نزوى
وقالت الهرمودي: «تحاذي هذه المحمية منطقة مرغم وتعتبر من أصغر المحميات في الإمارة وتصنف وﻓقاً ﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ الاﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺼﻮن اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ضمن فئة المتنزهات الوطنية المحمية، والهدف من إعلانها كمحمية هو الحفاظ على النظام البيئي والتنوع البيولوجي فيها، وتتميز بوجود أعداد من أشجار الغاف والتي تظهر على شكل غابات من الأشجار التي تكسو المنطقة وتوفر بيئة ظليلة وجاذبة لمختلف أنواع الطيور والحيوانات».
الوحوش الصحراوية
تقع هذه المحمية في منطقة العوير الصحراوية وتبلغ مساحتها 15.06 كيلومتراً مربعاً، تصنف وفقاً ﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺼﻮن اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ضمن فئة المتنزهات الوطنية المحمية كذلك، والهدف من إعلانها كمحمية هو حماية الأنظمة الحيوية الصحراوية في شكلها الطبيعي، وصيانة التراث البدوي بشكله الحقيقي وتنظيم السياحة البيئية، وحماية أنواع عدة من النباتات والحيوانات المحلية..
بالإضافة إلى توفير مستودع للحيوانات والنباتات الصحراوية التي يتم نقلها من مواقع تطوير العقارات، إذ أن بلدية دبي تعمل على الحفاظ على كل الأشجار، حتى تلك التي تتأثر بالمشاريع العمرانية وحركة البناء، فلا يتم قطعها بل نقلها بشكل آمن وزراعتها في أماكن مختلفة ومنها هذه المحمية.
وتزخر الحياة الفطرية في محمية الوحوش بالعديد من أنواع النباتات المحلية كأشجار الغاف والسمر والسدر والسواك والأشخر والرمرام، وهي بيئة خصبة للنباتات الزاحفة والمتشبثة كالحنظل، وتعتبر ملاذاً للحيوانات والزواحف، والطيور، والثعلب الصحراوي، وقط الرمل، والقنافذ، والأرانب البرية، وطيور البوم، والسحالي كما يتواجد الضب فيها بكثرة.
المرموم الصحراوية
وتعتبر من أكبر المحميات البرية في الإمارة إذ تبلغ مساحتها 361.95 كيلومتراً مربعاً، وتصنف وﻓقاً ﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ الاتحاد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺼﻮن اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ضمن فئة المتنزهات الوطنية المحمية، والهدف من إعلانها كمحمية هو حماية التنوع البيولوجي الصحراوي على حالته الطبيعية، والحفاظ على الحياة الصحراوية الأصلية والطبيعية، وحماية أنواع النباتات والحيوانات الصحراوية المحلية من خطر الانقراض..
بالإضافة إلى توفير ملاذ وموطن آمن للحيوانات التي يتم نقلها من مختلف المناطق التطويرية، والحفاظ على تراث المجتمعات المحلية على حالته الطبيعية. وﺗﻀﻢ اﻟﻤﺤﻤﯿﺔ أنواعاً ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻦ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت واﻟﻄﯿﻮر، وﺗﻌﯿﺶ فيها ﻗﻄﻌﺎن ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎل واﻟﻐﺰﻻن والمها اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ التي تعتبر من أكثر الحيوانات في المحمية وتتكاثر فيها بشكل كبير، وكذلك الأمر بالنسبة لغزال الريم والضبان..
كما توجد أنواع ﻣﻦ اﻟﺼﻘﻮر، ومن الطيور في المحمية اﻟﻘﻄﺎ، واﻟﺤﻤﺎم اﻟﺒﺮي، وطﯿﺮ اﻟﺼﻔﺮد، ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ طﯿﻮر ﺑﺮﻳﺔ وﺑﺤﺮﻳﺔ مهاجرة ﺗﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻤﯿﺔ اﺳﺘﺮاﺣﺔ وﻣﻼذاً آمناً قبل استكمال رحلاتها، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ هذه اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت ﺗﻮﺟﺪ اﻷراﻧﺐ بكثرة والتي يعتبر دورها مهماً في توازن نمو الأعشاب والنباتات. كما تتوفر العديد من أنواع النباتات الصحراوية في محمية المرموم..
وﺑﻨﺎءً ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤو اﻟﺸﯿﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ آل مكتوم فقد ﺗمت زراﻋﺔ ﻋﺪد ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﺠﺎر، ومنها اﻟﻐﺎف واﻟﺴﻠﻢ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺮﻣﺚ، حيث تمت زراعة ما يقارب 20 ألف شجرة في كل منطقة، وتحتوي منطقة المرموم على طبيعة جيولوجية متنوعة كالكثبان الرملية، والسهول الحصوية التي تعزز من تواجد الفصائل الحيوانية والنباتية المتنوعة فيها.
دبي الصحراوية (المها)
تقع هذه المحمية الصحراوية على طريق دبي - العين وتتبوأ المرتبة الثانية من حيث المساحة بين المحميات في الإمارة، حيث تبلغ مساحتها 226.11 كيلومتراً مربعاً، تصنف وﻓقاً ﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺼﻮن اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ضمن فئة المتنزهات الوطنية المحمية، وهي مسجلة في قاعدة البيانات العالمية للمناطق المحمية التي يشرف على إدارتها وتدقيقها المركز العالمي لمراقبة الحفاظ على الحياة البرية التابع للبرنامج البيئي للأمم المتحدة، والهدف من إعلانها كمحمية هو حماية البيئة الطبيعية لها ..
والتي تتم إدارتها حالياً من قبل مجموعة الإمارات، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي من قبل بلدية دبي للقائمين عليها، وﺗﻔﻌﯿﻞ دور ﺑﻠﺪﻳﺔ دﺑﻲ ﻓﻲ إدارة اﻟﻤﺤﻤﯿﺎت اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ وﺗﻤكينها ﻣﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷھﺪاف اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋليها ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺤﻤﯿﺎت اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ ﻓﻲ إﻣﺎرة دﺑﻲ.
وتعتبر المحمية ملاذاً آمناً للكائنات الفطرية المتوطنة في شبه الجزيرة العربية، من حيوانات وطيور ونباتات معرضة للخطر، ومنها الغزلان والمها، بالإضافة إلى الضب والسحالي، والطيور، وتتواجد فيها العديد من النباتات الصحراوية التي تغطي مساحتها طبيعياً، بالإضافة إلى برامج التشجير التي يقوم بها فريق المختصين في المحمية، وتمت زراعة مجموعة من النباتات التي تتأقلم مع البيئة الصحراوية.
جبل علي
تقع محمية جبل علي في المنطقة الواقعة بين جبل علي ورأس غنتوت، وتبلغ مساحتها 21.85 كيلومتراً مربعاً، ﺗﺼﻨﻒ وﻓقاً ﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺼﻮن اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ كمحمية طﺒﯿﻌﯿﺔ وﻣﻮئلاً وﻣﻨﻄﻘﺔ إدارة أﻧﻮاع.
محمية رأس الخور
ﺗﻌﺪ ﻣﺤﻤﻴﺔ رأس اﻟﺨﻮر ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ، وﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺧﻮر دﺑﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل 14 ﻛيلو متراً ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺼﺤﺮاء اﻟﻌﻮﻳﺮ، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ رﻃﺒﺔ ﺳﺎﺣﻠﻴﺔ ذات أﻫﻤﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ، وﺗﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ 6.2 ﻛيلومترات ﻣﺮبعة ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎزﻟﺔ، وﺗحتضن ﻗﺮاﺑﺔ 450 ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت و47 ﻧﻮﻋﺎً ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت، ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺪ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻓﻀﻞ الأراﺿﻲ اﻟﺮﻃﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ إدارﺗﻬﺎ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز.
وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗﺴﻢ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ اﻟﺘﺎﺑﻊ لإدارة اﻟﺒﻴﺌﺔ ﺑﺒﻠﺪﻳﺔ دﺑﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ الإدارﻳﺔ ﻟﻠﻤﺤﻤﻴﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ (11) ﻟﻌﺎم 2003م اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ ﺣﺎﻛﻢ دﺑﻲ بإﻧﺸﺎء اﻟﻤﺤﻤﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، وﻳﺘﻤﺘﻊ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﺑﺄﺣﻜﺎم الإدارة اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺣﻈﺮ اﻟﺼﻴﺪ واﻟﺮﻣﺎﻳﺔ وزﻋﺰﻋﺔ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ داﺧﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
وذكرت الهرمودي أن لإدارة محمية رأس الخور أهدافاً رئيسية تتمثل في اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ، وﺗﺤﺴﻴﻦ الأﻧﻈﻤﺔ الإيكولوجية اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ واﻟﺒﺮﻳﺔ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ اﻟﻜﺎﺋﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺪ واﻟﺠﺰر ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد ﺷﻮاﻃﺊ اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ، وﺻﻮن اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت الإيكولوجية الأﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﻢ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ، والإدارة اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮارد اﻟﻤﺘﺠﺪدة ﻟﻠﻨﻈﻢ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ، وإﺟﺮاء اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﻟﺠﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ إدارة اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ، وﺣﻤﺎﻳﺔ الأﻧﻮاع اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ واﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ..
واﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻤﻔﻘﻮد ﻣﻨﻬﺎ، ﺑﺎلاﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـﻮﻓـﺮة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﻔﺼﻴﻠﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻣﻦ ﺧـﻼل ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﻮاﺋﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وادارﺗﻬﺎ وإﻋﺎدة ﺗﺄﻫﻴﻠﻬﺎ، وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، واﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﺴﺘﺪام ﻟﻠﻤﻮارد اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، وﺗﻄﻮﻳﺮ وﺗﻄﺒﻴﻖ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ البرية.
10
ﺗﻀﻢ محمية جبل علي 10 أﺻﻨﺎف ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت و227 ﻧﻮعاً ﻣﻦ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت، وتتميز بوفرة الشعب المرجانية، والأعشاب البحرية والبرية التي تشكل ملاذاً ومرعى للثدييات البحرية والبرية كبقرة البحر الأطوم، والدلافين والسلاحف، والأسماك المرجانية، كما أن الديدان والرخويات والزواحف والحشرات فيها تجذب أعداداً كبيرة من الطيور البرية والبحرية.
مركز دبي للأراضي الرطبة تثقيف بيئي بطراز عالمي
تعتزم بلدية دبي إنشاء مركز توعية وتثقيف بيئي من الطراز العالمي ﻳﻌﻤﻞ إضافة إلى ﻧﺸﺮ اﻟـﻤـﻌــﻠـﻮﻣـﺎت، واﻻﺗـﺼﺎل، واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﺜﻘﻴﻒ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺤﻤﻴﺔ رأس اﻟﺨﻮر ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ومعلومات ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ إﻣﺎرة دﺑﻲ ﻛﻠﻬﺎ، وسيضم المركز العديد من العناصر التعليمية والإرشادية الخاصة بالمحميات والتنوع البيولوجي..
حيث يضم المدخل لوحات إلكترونية تفاعلية تشرح للزوار مكونات المركز ليسهل عليهم اختيار المناسب لهم، وسيحتوي المركز على قاعة متعددة الاستعمالات (مسرح) والذي سيسمح للزوار بمشاهدة العروض المجدولة فيه بالإضافة إلى المحاضرات والورش التعليمية التي سيتم تقديمها من خلاله، وقاعات للمعروضات المتحفية..
بالإضافة إلى مساحات مفتوحة للعرض المتحفي والخاص بنباتات وحيوانات الأراضي الرطبة والتنوع الحيوي في محمية رأس الخور، سيحتوي ركن الشاشة البانورامية التي ستعرض وتبث للزوار مباشرة من المحميات، ويمكن للزوار مشاهدة محمية رأس الخور ومراقبة الطيور والحياة الفطرية فيها عن طريق مناظير خاصة (فتحات تلسكوبية) سيتم وضعها في أماكن يسهل من خلالها المشاهدة عن كثب.
كما سيضم المركز كذلك مرافق خدمية كمحلات بيع تحف وهدايا تذكارية، ومكتبة، ومطاعم ومقاهي، ومناطق جلوس، واستراحات، ومصلى للرجال والنساء، لتوفير الراحة ومتطلبات الزيارة التي يتطلع إليها زوار المركز لتحقيق رضاهم واستفادتهم من هذا المركز البيئي، وسيحيط بالمركز منطقة زراعية سيتم تشجيرها لإضفاء الجمال على المكان بالإضافة إلى تقليل التلوث الضوضائي .