قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: لقد حرصت منذ أن تشرفت بحمل أمانة المسؤولية، على أن يكون الإنسان بهذا البيت الكبير محور أهدافنا وبرامجنا، وذوو الإعاقة هم من أبنائنا الذين نؤكد على حقوقهم بتجاوز ثقافة العطف والرعاية، كونهم من أفراد هذا المجتمع الذين، نكمل بهم صناعة المستقبل وصياغة أهدافه، وإنني أدعو فئات المجتمع كافة من مؤسسات وأفراد، إلى الالتزام بواجباتهم نحو هؤلاء الأحبة المنبثقة عن ديننا الإسلامي الحنيف، والمرتكزة على قيمنا العربية الأصيلة لتسهيل دمجهم اجتماعياً، وتأهيلهم وفق أفضل المعايير، بما يسهم في الارتقاء بمجتمعاتنا.

وأضاف سموه: في مخيم الأمل، غرسنا الأشتال وواكبنا نموها بنمو طموحات هذا المخيم الذي انطلق بأهدافه من عمق قيم الشارقة نحو زراعة الأمل، ليس فقط لأبنائنا من ذوي الإعاقة، وإنما لمجتمعات تدرك أهمية كل فرد فيها ودوره الفاعل في البناء وتحقيق تنميتها المستدامة.

وتابع سموه في كلمة وجهها بمناسبة اليوبيل الفضي لمخيم الأمل: صور كثيرة تتزاحم في مخيلتي، تحمل ذكريات 25 عاماً حميمية عايشت فيها جيلين من فلذات أكبادنا الذين حملوا رسالة الشارقة الإنسانية للعالم أجمع، وترجموها بإنجازات إبداعية باتت مدعاة فخر لنا جميعاً.

ثمار

وأوضح سموه: كم تغمرني مشاعر الفرح بينما نقطف تلك الثمار التي باتت نبراساً وقدوة يحتذى بها في الإرادة والتحدي وقهر الصعاب في هذا المخيم، الذي شاركت فيه أبنائي أنشطتهم، ولمست سعادتهم وهم يكتسون الفرح بعيون ترنو إلى مستقبل مشرق، تنيره الإرادة والإبداع، وبينما نهنئ مخيم الأمل باليوبيل الفضي على تأسيسه، فإننا نثمن ما حققه على مدى 25 عاماً، بتبني الطاقات الإبداعية وتطوير القدرات للعديد من أبنائنا من ذوي الإعاقة، ونقدر الجهود الكبيرة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، لما انبثق عنها من إنجازات كثيرة حققت فيها الآمال والطموحات.

وقال سموه: إن مخيم الأمل الذي يتخذ من اسمه دليلاً على رسالته في تحقيق آمال عائلات وأوطان لمهمته الإنسانية والوطنية، هو ترجمة فعلية لرؤى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بتعزيز الوعي بحقوق ذوي الإعاقة ودمجهم اجتماعياً، واستثمار قدراتهم ومشاركتهم في البناء والتنمية، وما تحقق بعزيمتكم وإصراركم نحو تمكين ذوي الإعاقة ومنحهم حقوقهم وتنمية قدراتهم، هو انطلاق من قناعات راسخة بمساواتهم المساواة الكاملة مع الأشخاص من غير ذوي الإعاقة، وننظر بكل فخر إلى هذه المدينة التي أخذت على عاتقها منذ تأسيسها، مسؤولية العناية بهذه الفئة من أبنائنا نيابة عنا جميعاً، وأفرزت العديد من المبادرات الإنسانية.

مبدعون

وأضاف سموه: إننا ندرك جميعاً أن الكثيرين من ذوي الإعاقة هم مبدعون، فهناك من الأسماء التي صنعت تاريخاً حافلاً بالإنجازات، دون أن تقف إعاقاتهم في طريق طموحهم، ولدينا هنا نماذج كثيرة يصعب حصرها لما حققته من الإنجازات، وباتت مدعاة فخر لأوطانها.

وتابع سموه: تعود الصور لتتزاحم أمامي، فتشكل لوحة تزينها أنشطة وفعاليات يرسم خطوطها أبناؤنا من ذوي الإعاقة، وتتلاحم فيها كوادر العطاء، وتتوافد عليها حشود من المتطوعين الذين نقدر لهم تكافلهم وإسهامهم التطوعي، ليكون مخيم الأمل ملتقاهم جميعاً «ليتعارفوا».

إنجازات

ومن جهة ثانية، شهد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، صباح أمس، احتفال مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية باليوبيل الفضي لمخيم الأمل في قصر الثقافة في الإمارة.

وأكد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، أهمية دور الأشخاص من ذوي الإعاقة الذين يسهمون في الإنتاج وتحقيق الإنجازات المختلفة، والتي لا بد أن تكرم وتسلط الأضواء عليها والاهتمام بها، مشيراً إلى أن التاريخ يسطر أسماء الكثير من الأشخاص الذين أثبتوا للعالم أن الإعاقة كانت مصدراً ملهماً للتغلب عليها، وترك بصمة واضحة في حياتهم.

وأضاف سموه: أن مخيم الأمل يحتفل اليوم بمرور 25 عاماً، وهذه الاستمرارية تؤكد الجهود المبذولة من إمارة الشارقة في دعم ذوي الإعاقة، واعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، وهم يمثلون الإرادة والطموح والأمل الذي يضيئ شمعة لا تنطفئ.

واستهلت فعاليات الحفل بالسلام الوطني لدولة الإمارات، وتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، ثم عرض فيلم قصير لمسيرة مخيم الأمل خلال السنوات الماضية، التي تعيد الذكريات من خلال لقاءات وصور موثقة لشعارات وفعاليات المخيمات السابقة. وقدم طلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أوبريت بعنوان «حلم الشرق»، يجسد مسيرة العلم والحضارة وأهميتها، ويعبر عن النور الذي ينبثق من المعرفة، ويحيي الأمل في الإنسانية.

وفود

ويأتي الاحتفال باليوبيل الفضي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ضمن احتفالات الشارقة باختيارها «عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2014».

وحضر الحفل الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والشيخ ماجد بن فيصل القاسمي النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعبد الله بن سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وطارق سلطان بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية، وهنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، والمهندسة جميلة محمد الفندي مدير عام برنامج الشيخ زايد للإسكان، والدكتور علي النعيمي مدير جامعة الإمارات.

دمج كامل

أشاد ولي عهد الشارقة بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في دعم مسيرة المدينة وتوفير الوسائل والإمكانيات اللازمة لتحقيق الدمج الكامل للأشخاص من ذوي الإعاقة في المجتمع، ووضع حقوقهم ضمن الأولويات التي تعمل عليها الإمارة. وأثنى سموه على جهود القائمين على المدينة، على رأسهم الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في إعداد وتنفيذ البرامج والأنشطة لذوي الإعاقة، والسعي للوصول بهم إلى أعلى المستويات من خلال توفير الفرص ودعمهم في مختلف مراحل حياتهم.