أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن قواتنا المسلحة قوية عفية تحمي الوطن وتصون استقلاله وسيادته وتنشر الأمن والاستقرار في ربوعه وتنفذ المهام التي تكلف بها على أحسن وجه .. موضحا سموه أنه بمشاركتنا في عمليات «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» والتحالف الدولي ضد الإرهاب .. نؤكد مجددا صدقية ثوابتنا السياسية في نصرة الحق والعمل مع الأشقاء لتحقيق وتوطيد وصيانة أمن وسلام إقليمنا وعالمنا العربي.
وقال صاحب السمو نائب رئيس الدولة في كلمة وجهها عبر مجلة «درع الوطن» بمناسبة الذكرى الـ39 لتوحيد القوات المسلحة .. «أنا متفائل بأن ميادين العمل العربي المشترك التي اتسعت في الآونة الأخيرة .. تعزز آمالنا ومساعينا لتأسيس بنية عربية قوية ومتماسكة تمنح نظام الأمن الجماعي فاعلية تردع الطامعين والمغامرين وتوفر متطلبات حماية الدول والمجتمعات العربية من أية أخطار تهدد مصالحها ووجودها».
وأضاف سموه .. «نحن نؤدي مع أشقائنا واجبنا الشرعي والوطني والقومي والإنساني في نصرة الشعب اليمني الشقيق الذي استباحته قوى البغي والعدوان ومواجهة الأخطار الداهمة التي تستهدف الوجود العربي وتهدد أمن واستقرار منطقتنا ودولها وشعوبها».
وأشار سموه إلى أن بناء قواتنا المسلحة يعد أحد أهم فصول ملحمتنا الوطنية الكبرى التي كتبت بمداد من الإيمان والإرادة والرؤية الثاقبة والعمل الدؤوب والعطاء بلا حدود لقادة وضعوا نصب أعينهم إنهاض وطنهم، مشيدا سموه بجاهزية وكفاءة قواتنا المسلحة وبمشاركتها في عمليات «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» والتحالف الدولي ضد الإرهاب.
وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو نائب رئيس الدولة بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لتوحيد القوات المسلحة..
«إخواني وأخواتي وأبنائي ضباط وجنود قواتنا المسلحة البواسل .. أبناء وبنات وطني..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يتجدد لقاؤنا السنوي اليوم في ذكرى توحيد قواتنا المسلحة ونحن نؤدي مع أشقائنا واجبنا الشرعي والوطني والقومي والإنساني في نصرة الشعب اليمني الشقيق الذي استباحته قوى البغي والعدوان ومواجهة الأخطار الداهمة التي تستهدف الوجود العربي وتهدد أمن واستقرار منطقتنا ودولها وشعوبها.
وبمشاركتنا في عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل والتحالف الدولي ضد الإرهاب .. نؤكد مجددا صدقية ثوابتنا السياسية في نصرة الحق والعمل مع الأشقاء لتحقيق وتوطيد وصيانة أمن وسلام إقليمنا وعالمنا العربي.
وأنا متفائل بأن ميادين العمل العربي المشترك التي اتسعت في الآونة الأخيرة .. تعزز آمالنا ومساعينا لتأسيس بنية عربية قوية ومتماسكة تمنح نظام الأمن الجماعي فاعلية تردع الطامعين والمغامرين وتوفر متطلبات حماية الدول والمجتمعات العربية من أية أخطار تهدد مصالحها ووجودها.
وإذ أتابع مع أبناء وطني بفخر واعتزاز أداء ضباطنا وجنودنا في ساحات الوغى .. تحضر في خاطري مسيرة السنوات التسع والثلاثين التي تتوجت بتحقيق قواتنا المسلحة الدرجة الرفيعة في الجاهزية والكفاءة العملياتية.
لقد كان بناء قواتنا المسلحة أحد أهم فصول ملحمتنا الوطنية الكبرى التي كتبناها بمداد من الإيمان والإرادة والرؤية الثاقبة والعمل الدؤوب والعطاء بلا حدود لقادة وضعوا نصب أعينهم إنهاض وطنهم وتحقيق تقدمه ورفعته وصيانة سيادته وأمنه واستقراره وتوفير متطلبات تأمين أرقى نوعية حياة لمواطنيه. وتتبوأ هذه الملحمة الوطنية مكانة مميزة في سردية تاريخنا المعاصر الحافلة بملاحم بناء إنساننا ودولتنا ومجتمعنا وعمراننا واقتصادنا ومؤسساتنا.
فقد عزز آباؤنا المؤسسون بقرار السادس من مايو 1976 مشروعهم التاريخي بإقامة دولة الإمارات العربية المتحدة واستكملوا بالقرار الركن السيادي الأهم الذي يفيض بذاته ونموذجه ومسؤولياته على أركان الدولة الأخرى.. إن لجهة تثبيت هذه الأركان وتوطيدها أو لجهة تعميق الانصهار الوطني ورفد الهوية الوطنية بعناصر قوة إضافية أو لجهة توفير مظلة الحماية المنيعة لوطننا ومقدراته ومجتمعنا ومكتسباته.
وقد كانت عملية بناء قواتنا المسلحة في قلب عمليات بناء الدولة والمجتمع فتفاعلت معها وواكبتها في الإنجازات والتقدم وأضاءت عليها بنموذجها الناجح في تأهيل وتكوين الموارد البشرية الوطنية وتمكينها من الأخذ بأسباب الكفاءة والقوة وإتقان لغة العصر بكل منجزاته وعلومه وأحدث تقنياته واختراعاته.
من هنا أيها الضباط والجنود وأيها المواطنون والمواطنات.. فإن احتفالنا اليوم بذكرى صدور قرار توحيد القوات المسلحة هو احتفاء بإرادة أمة اختارت صنع مستقبلها بأيدي أبنائها وهو احتفاء بوعي الأمة على متطلبات صنع المستقبل وعلى اعتماد السبل الفضلى لتوفير هذه المتطلبات .. فقد كان توحيد قواتنا المسلحة وعملية بنائها تجسيدا بارزا لهذه الإرادة.
واليوم يكبر فينا إرث والدنا وملهمنا ورمزنا الباقي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» فرؤيته التي طرحها قبل تسعة وثلاثين عاما لبناء قوات مسلحة قادرة وعصرية قد حققها أبناؤه ومواطنوه على أرض الواقع .. وها هي قواتنا المسلحة ملء السمع والبصر قوية عفية تحمي الوطن وتصون استقلاله وسيادته وتنشر الأمن والاستقرار في ربوعه وتنفذ المهام التي تكلف بها على أحسن وجه.
وها هي كوادرنا العسكرية الوطنية نموذج للولاء والانتماء والكفاءة والمقدرة .. وها هي صناعاتنا العسكرية توفر جانبا من احتياجات التسليح وتدعم خطط تعميق التنمية وتنويع الاقتصاد وتسهم بفعالية في تكوين أجيال من الخبراء والفنيين في التقنيات المتقدمة والصناعات فائقة التطور.
أيها الضباط والجنود .. أيها الإماراتيون والإماراتيات..
ونحن نزهو ونفخر بقواتنا المسلحة درع وطننا وحصنه المنيع وسيفه البتار نتوجه بالشكر والعرفان إلى الرجال الكبار الذين عملوا مع الوالد المؤسس وقادوا المسيرة بعد رحيله إلى دار البقاء، ونهضوا بمسؤولية تحقيق أهداف رؤيته وعلى رأسهم أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة وساعده الأيمن أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
لقد رافق الشيخ خليفة مسيرة بناء قواتنا المسلحة منذ خطواتها الأولى، وأشرف على وضع وتنفيذ خطط تنظيمها وتسليحها وتكوين كوادرها الوطنية، وسهر على توفير كل الاحتياجات التي أمنت لها التطور إلى جيش عصري حديث.. أما نائب القائد الأعلى الشيخ محمد بن زايد فهو العقل النير الذي قاد من الميدان تطوير وتحديث قواتنا المسلحة .. فمنذ تخرجه من كلية ساندهيرست العسكرية قبل خمسة وثلاثين عاما وهو يعيش مع ضباطه وجنوده ويقودهم إلى الأمام جامعا إلى مهاراته القيادية خبرة ثرية تراكمت عبر تدرجه إلى قيادة سلاح الجو والدفاع الجوي ورئاسة الأركان ونيابة القائد الأعلى.
أيها الضباط والجنود .. أيها المواطنون والمواطنات.. نخطو ببلادنا نحو المستقبل ونحن أكثر ثقة ومقدرة وكفاءة متكلين على الله سبحانه وتعالى ومعتمدين على عقول وسواعد أبناء وبنات وطننا .. وستظل قواتنا المسلحة محل الاهتمام والرعاية وسيظل تطوير قدراتها في مقدم أولوياتنا الوطنية .. ذلك أن قوتنا الذاتية هي مفتاح أمن وسلام واستقرار وطننا ومظلة إدامة التنمية والتطور والتقدم .. من دون توفير أسباب القوة الذاتية يكون الحديث عن التعايش السلمي وحسن الجوار وحل المشاكل بالحوار كلاما مرسلا لا قيمة له ولا وزن ولا مضمون.
ومع ما تموج به منطقتنا من مصادر القلق والاضطراب والفوضى والعنف والإرهاب، وما يتهدد شعوبها من أخطار.. فإن علينا جميعا حكومة ومجتمعا وقوات مسلحة وأجهزة أمنية أن نحافظ على أعلى درجات اليقظة والتأهب.. ونحن بحول المولى عز وجل أهل يقظة وتأهب ومطمئنون إلى قدرتنا على مواجهة كل الأخطار المحتملة وأسوأ الأخطار .. معتمدين بعد الله على قوتنا الذاتية بكل عناصرها التحام شعبنا بقيادته متانة نسيج مجتمعنا ووحدة بيتنا جدارة ثوابتنا وسياساتنا، كفاءة مؤسساتنا العامة جاهزية قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية قوة اقتصادنا شبكة علاقاتنا الناضجة مع الدول الشقيقة والصديقة، تفاعلنا الإيجابي مع متغيرات عالمنا وانحيازنا الدائم للحق والعدل ومساعدة الضعيف والمظلوم.
أيها الضباط والجنود.. أيها المواطنون والمواطنات..
ينعش يوم السادس من مايو كل عام ذاكرتنا بصفحات مشرقة في مسيرة بناء وطننا .. وتمدنا إنجازات ونجاحات هذه المسيرة بطاقة إيجابية إضافية تشحذ هممنا وتقوي عزائمنا وتحفزنا على المبادرة والابتكار وتزيدنا يقينا بجدارة سياساتنا ونهجنا في إدارة شؤوننا العامة وتعزز ثقتنا بالمستقبل وقدرتنا على تحقيق غاياتنا الكبرى ليظل علمنا خفاقا وصعودنا في دروب التقدم حثيثا وثابتا.
أتوجه في يوم قواتنا المسلحة بتهنئتي إلى أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات حفظهم الله جمعيا وبارك في أعمالهم وأعمارهم.
والتهنئة موصولة إلى كل مواطنة ومواطن وإلى ضباط وجنود القوات المسلحة وزملائهم في أجهزة الشرطة والأمن وإخوانهم الذين سبقوهم في سلك الخدمة العسكرية.
والحمد لله رب العالمين الذي هدانا بهديه وبسنة نبيه.. نسأله تعالى أن يسدد خطانا على الصراط المستقيم ويأخذ بيدنا إلى ما يحب ويرضى ويديم علينا نعمة الأمن والأمان إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».