تبدو قضية اللغة العربية في وسائل الإعلام، من القضايا المهمة ذات شجون، التي ناقشها مجموعة من أصحاب الاختصاص، ضمن إحدى الندوات المقامة على هامش مؤتمر اللغة العربية الرابع، الذين اتهموا اللهجة العامية بسيطرتها على وسائل الإعلام ومهاجمتها للغة العربية الفصحى.
وترأس الدكتور عبده انطوان من لبنان، ندوة بعنوان «الإعلام واللغة العربي»، الذي أكد أن الباحثين يرون أن الأخطاء اللغوية في الحقل الإعلامي أو سواه نتيجة عدم إتقان اللغة الفصحى، ما ينعكس ضعفاً ظاهراً في جميع مجالات التعبير باللغة العربية، عازياً السبب إلى خصوصية الصعوبات في تعلم العربية وتعليمها، إلى جانب طرق تدريسها والوسائل المعدة لذلك.
اكتساب اللغة
وأكد أن ظهور اللهجة العامية وطغيانها حيناً هو نتيجة تلقي الطفل للهجة العامية من أمه، بينما يكتسب «الفصحى» بالإرادة والجهد، لذلك من الطبيعي أن يكون هناك اجتماع بين هذين الواقعين اللغويين، عندما يعبر الإنسان العربي..
وذلك نتيجة تراخي أهل المسؤولية ودوران الأطراف المعنية حول القضية من دون تأسيس مؤسسات علمية فاعلة ذات سلطة، تنتج حلولاً يضعونها حيز التنفيذ، كما أن طغيان العولمة وظروف الحياة المعاصرة المتسارعة والإعلام العالمي ووسائله الحية والمؤثرة والجذابة، مثل السينما والكمبيوتر والألعاب، قد بات صعباً منافستها.
الحفاظ على اللغة
بدورها أكدت الدكتورة خديجة الحمداني من العراق، أنه مع تطور وسائل الإعلام بمجالاتها المختلفة، ولا سيما المرئية منها، وظهور شبكات الاتصال وتكنولوجيا الفضاء، أضحى الحفاظ على اللغة العربية أكثر ضرورة من ذي قبل، خصوصاً في عالمنا الإسلامي..
وعندما يتعلق الأمر بحوار الثقافات والحضارات تتعاظم هذه الضرورة باعتبارها لغة رسمية للاتصالات الدولية، لافتة إلى أن لغة الصورة أخذت موقعاً متميزاً صاحَبَهُ تراجع في استخدام اللغة العربية الفصحى، ضمن ممارساتنا وبرامجنا .
وأضافت، إن من الصعب حصر جميع المشكلات والتحديات التي تواجه وسائل الإعلام المرئية في استعمال اللغة العربية في عالمنا العربي والإسلامي بشكل قاطع، ويمكن الإشارة إلى أهم هذه التحديات والمشكلات التي يواجهها الجميع وأبرزها؛ الدعوة إلى العامية، والأخطاء اللغوية، والاختلاف حول إمكانية استعمال اللغة العربية في كل البرامج، والآثار الإيجابية والسلبية، التي تركتها وسائل الإعلام المرئية في اللغة العربية .
آثار إيجابية
في المقابل، أوضحت الحمداني أنه ثمة آثار إيجابية تركتها وسائل الإعلام مثل تنبيه الوعي اللغوي، والقضاء على حد كبير من الفروق اللغوية بين اللهجات العامية على مستوى الشعب الواحد أو شعوب عدة ذات لغة مشتركة كالشعوب العربية، وطرح اللغة العربية الإعلامية كونها أداة تعبيرية للمفكرين والكتاب..
وتزويد العربية بكثير من الألفاظ والتراكيب الجديدة ولا سيما المترجم على اللسان الأجنبي، إذ يؤدي إلى تنمية المعجم اللغوي، مبينة أن التأثيرات الضارة كانت أقدم، فقد تعددت منافذ العامية في الإذاعة والتلفاز . وذكر الدكتور واثق عباس من العراق، بعض الأفكار والحلول لدعم اللغة العربية، أبرزها تأسيس هيئة لحماية وإعادة مكانة اللغة.