تطورات متلاحقة شهدتها جائزة الصحافة العربية والتميز الذي يقود إلى النجاح والتفرد شعار رفعه المنظمون لمنتدى الإعلام العربي منذ إطلاقه، كيف لا وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يشرف المنتدى برعايته الكريمة كل عام ويتابع تفاصيله لحظة بلحظة.
نادي دبي للصحافة يعمل كخلية نحل من أجل الخروج بمنتدى يتلاءم مع حجم التحديات التي يعاني منها الإعلام العربي، ويعمل كل عام على إدخال محاور جديدة وطرق تقديم تتناسب مع التطورات المتلاحقة، واليوم تنطلق النسخة 14 للمنتدى الذي بات علامة فارقة في مسيرة الإعلام العربي.
منى بوسمرة مديرة منتدى الإعلام العربي ونادي دبي للصحافة رائدة من رواد المنتدى والتي تعمل مع فريق عمل متناغم لإخراج المنتدى وجائزة الصحافة العربية بأبهى حللها.
محاور
فئات جديدة تم استحداثها وعملية تحكيم موضوعية
نادي دبي للصحافة يقف وراءه قيادة اعلامية متميزة واعية تنشد دائما البناء والتطور ويطرح كل عام رؤية واستراتيجية واضحة لإعلام متطور بمعايير عالمية يجمع اعلاميين من جميع انحاء العالم فى منتدى الاعلام العربي الذي يناقش واقعنا العربي والمحلي ويضع حلولا لها..
منى بو سمرة مديرة نادي دبي للصحافة قيادة اعلامية ناجحة ومتميزة اثبتت وجودها في مجال العمل الإعلامي، حاورتها «البيان» لتقف على الموضوعات الجديدة في منتدى الاعلام العربي لعام 2015 ومحاوره وقضاياه العامة التي يناقشها من خلال منبره الذي يجمع اعلاميين ومسؤولين وخبراء في هذا العام.
كيف ينقل نادي دبي للصحافة التجارب العالمية ويطبقها على أرض الواقع؟
نقف في نادي دبي للصحافة على مسافة واحدة من كافة القضايا التي تحيط بالعالم وتحديداً المتعلقة بالقطاع الإعلامي كونه الأكثر تأثراً وتأثيراً بما يحيط بنا، لذلك ننظر إلى مجمل المشاريع التي يقوم بها النادي بمثابة المحرك الدافع في اتجاه التطوير الإيجابي عبر استعراض وتبني التجارب الناجحة التي يمكن البناء عليها وصولاً إلى التطوير المنشود وتحديداً عبر «الحوار» الذي نعتبره ضمن استراتيجيتنا الخطوة الأولى على طريق أي تطوير.
ومن هذا المنطلق كان ومازال نادي دبي للصحافة صلة الوصل الأولى بين كافة الاطراف والقضايا التي تحمل رصيداً ثرياً من التجارب الغنية، إذ نجمع سنوياً تحت سقف دبي سواء من خلال «منتدى الإعلام العربي» أو من خلال الأنشطة الأخرى التي نقوم بها على مدار السنة.
وأؤكد هنا أن نادي دبي للصحافة وضمن استراتيجيته الجديدة لا يكتفي بكم التجارب التي نقلها للعالم على مدار تاريخه، بل يحرص دائماً على دعم مختلف القطاعات ذات الصلة الوثيقة بإعلام بمصادر عملية وعلمية موثقة.
ما هي أبرز التطورات التي شهدها النادي؟
هناك العديد من التطورات المتلاحقة التي يشهدها النادي ويعمل عليها وكان آخرها مذكرة التفاهم التي وقعت منذ أيام مع كلية محمد بن راشد للإعلام، والتي بموجبها يتم العمل حالياً على إصدار كتاب يحتوي على الأعمال الفائزة في جائزة الصحافة العربية، لإدراجها ضمن المنهج الأكاديمي للكلية كما سيمثل الكتاب مرجعاً ودليلاً على المستوى العالمي يدعم الباحثين والدارسين في العلوم الإعلامية عامة، والصحافية على وجه الخصوص في العالم العربي، وذلك في ظل افتقار المكتبات العربية لنماذج عربية لأعمال صحافية مبدعة.
ما هو سقف الطموحات في منتدى الإعلام العربي؟
يسعى منتدى الإعلام العربي إلى فتح آفاق واسعة للحوار وتبادل الأفكار بشأن قضايا الإعلام في المنطقة والعالم، ولكن بالتأكيد هذا ليس سقف طموحاتنا، فطموحنا في المنتدى أعلى بكثير مما حققناه، سواء على مستوى المضمون أو التنظيم أو الحضور أو حتى على مستوى النقاش والشكل، ولا أبالغ عندما أقول ان هذه الطموحات والتطلعات تدفعنا بشكل مستمر للتفكير بما سنقدمه في كل عام.
حيث إننا بدأنا العمل على التحضير للنسخة الـ15 من المنتدى فاللجنة التنظيمية للمنتدى تبذل جهداً كبيراً في الإعداد له كل عام، وربما احد التفاصيل التي لا يعرفها الكثيرون اننا نبدأ بالإعداد للدورة التالية فور الانتهاء من الدورة الحالية للمنتدى، وهذه المرة بدأنا بخطوات أسرع.
الدورة 14 تنطلق اليوم، ألا تنتظرون الردود التي ستحصلون عليها للتخطيط للدورة 15؟
اليوم بالنسبة لنا هو الأمس، ونحن نتسابق مع الزمن، هذا ما تعلمناه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أما عن الردود والآراء التي نحصل عليها بعد كل دورة من المنتدى بالتأكيد هي تفيدنا في التركيز على المزيد من التفاصيل، ولكن هذا الأمر لن يكون عائقاً لنا فالتخطيط يبدأ في جميع النواحي.
وماذا عن جديد المنتدى هذا العام؟
الدورة 14 في مجملها ستكون علامة فارقة في تاريخ المنتدى، وسيلاحظ المشاركون والحضور عددا من الإضافات المهمة والمستحدثة لأول مرة سواء على مستوى الشكل المبتكر للقالب العام أو على مستوى التنظيم والمضمون، ومنها «الممشى الإعلامي»، الذي يضم نُخَب الإعلاميين ورموز الفكر والثقافة والباحثين والأكاديميين من المنطقة العربية والعالم، وتتضمن معارض متخصصة وورش العمل وأنشطه تفاعلية والعديد من الأنشطة الأخرى، كقيمة مضافة تساهم في توسيع دائرة الحوار والتواصل.
وتقدم فرصة للاطلاع عن قرب على كل ما هو جديد في عالم الصحافة والإعلام، بالإضافة إلى جلسات الـ«20 دقيقة»، التي يتضمنها المنتدى لأول مرة، وهو أسلوب غير تقليدي سعينا من ورائه إلى توسيع مساحة الحوار لأنه شكل تنظيمي جديد يمنحنا القدرة على تناول عدد أكبر من الموضوعات، هذا بالطبع إلى جانب الجلسات الحوارية الرئيسية مع كبار الشخصيات السياسية والإعلامية في الوطن العربي، والجلسات العامة الموسّعة.
وفي هذه الدورة قمنا كذلك بتضمين «الفيلم الوثائقي» الذي بات يعتبر من بين الوسائل المؤثرة في نقل الحقائق للناس، وهي المرة الأولى التي ستشمل فيها فعاليات المنتدى عرض مقاطع لأفلام وثائقية، وستضم هذه الإضافة عرض مقتطفات من فيلم وثائقي بعنوان «سبايا الخِلافة» وهو من إنتاج قناة «بي بي سي العربية»، حول محاولة الصحافية الشابة نارين شمو تتبع مكان فتيات مختطفات في العراق ومفاوضات إطلاق سراحهن، وتتحدث شمو خلال الجلسة حول هذه التجربة المحفوفة بالمخاطر، كما سيعرض المنتدى مقتطفات من الفيلم «بلال» والذي يتناول جانبا من حياة الصحابي الجليل بلال بن رباح.
ما هي معايير اختيار الفائزين في جائزة الصحافة العربية؟
تتم آلية اختيار الفائزئن في جائزة الصحافة العربية وفق عدة نقاط حيث تقوم الأمانة العامة للجائزة بمراجعة كافة الأعمال التي تستقبلها، والتأكد من مدى مطابقتها للشروط والأحكام، ثم تمرّ الأعمال على لجنة الفرز الأول، والتي يرأسها أحد أعضاء مجلس إدارة الجائزة، وتضم في عضويتها مختصين في كل فرع من الفروع، وتتألف من رؤساء التحرير والأكاديميين .
ومن أساتذة الإعلام والخبراء من ذوي الكفاءة، تليها عملية الحجب، حيث يحجب اسم الصحافي والصحيفة وأية معلومة تدل عليه في الأعمال المرشحة، لضمان أكبر قدر من الموضوعية والحيادية في الحكم على الأعمال، ثم ترسل الأعمال المشاركة في فئات الجائزة كافة إلى أعضاء لجان التحكيم إلكترونياً، مرفقة باستمارات التقييم وتقيم حسب المعايير الموضوعة لكل فئة، ثم استلام العلامات وجمع إجمالي النقاط من كل محكم.
ودعوة ممثل عن كل لجنة تحكيم لحضور اجتماع ممثلي اللجان من أجل إعادة الاطلاع على الأعمال ومراجعة سير عملية التحكيم، واستخلاص تقارير ممثلي اللجان مرفقة بملاحظاتهم النهائية من دون أن يكون لممثل لجنة التحكيم حق تغيير النتيجة التي اتفق عليها الأعضاء ووضعوها في صيغتها النهائية، ثم يتم تقديم تقارير ممثلي اللجان إلى مجلس الإدارة، الذي بدوره يطلع على الأعمال الثلاثة الأولى الفائزة بترتيبها لإقرار النتيجة النهائية.
كيف يتم اختيار لجنة تحكيم الجائزة؟
آلية اختيار اللجان وعملها تتم وفقاً للنظام الأساسي حيث تختار الأمانة العامة لجائزة الصحافة العربية لجان تحكيم لترشيح واختيار الفائزين بفئات الجائزة، ويرشح مجلس إدارة الجائزة مجموعة من الأسماء لعضوية لجان تحكيم الجائزة، وتعمل الأمانة العامة على التواصل معها واختيار ما يتناسب مع الاحتياجات والمعايير التي تحكم عمل الجائزة.
وتراعي الأمانة العامة أن يكون أعضاء اللجان من الإعلاميين والمفكرين والأكاديميين والخبراء من ذوي الكفاءة المشهودة والسمعة الطيبة، إلى جانب التوازن في التوزيع الجغرافي من مختلف الدول العربية، ووفقاً لمجال التخصص لكل فئة من فئات الجائزة، ومن الأهمية الإشارة إلى أنه يتم تغيير أسماء أعضاء لجان التحكيم في كل دورة، وذلك لضمان أقصى درجات الحيادية في تقييم الأعمال، ومن دون الإدلاء بأية معلومات حول أسمائهم أو مواقع تواجدهم، ويتم تكليف أعضاء لجان التحكيم فرادى من دون أن يعرف أحدهم الآخر ضماناً لعدم التأثر برأي الآخر.
ماذا عن الجوائز التي حصدتها الصحف الإماراتية منذ إطلاق الجائزة؟
تمكنت الصحافة الإماراتية من التواجد بقوة في دورة من دورات الجائزة وحصدت 43 جائزة من أصل 231 قدمت على مدار تاريخ جائزة الصحافة العربية، وأثبتت الصحافة الإماراتية بهذا التكريم بأنها واحدة من المدارس العربية الحديثة في عالم الصحافة.
تميز
أكدت منى بو سمرة مديرة منتدى الإعلام العربي ومديرة نادي دبي للصحافة أن تميزها في مجال الإعلام جاء نتيجة حبها لما تقوم به، وأنها تعمل وفق مبدأ الذهاب للمستقبل بدلاً من انتظاره، وأوضحت بوسمرة أنها تمكنت من التفوق في مشوارها المهني نتيجة حبها لعملها والدعم الكبير الذي تحظى به ابنة الإمارات من قبل القيادة الرشيدة التي عملت على تمكين المرأة وجعلتها تتبوأ مناصب عليا أسوة بالرجال.
تطور مراحل جائزة الصحافة العربية
أكدت منى بوسمرة أنه منذ أن أنشئت الجائزة في نوفمبر 1999 والتطوير كان الشغل الشاغل في كل دورة، وتحديداً منذ الدورة 9 التي كانت بمثابة انطلاقة جديدة للجائزة حينما كشفت الأمانة العامة عن الشعار الجديد للجائزة واعتماد مسمى «جائزة الصحافة العربية» بدلاً من «جائزة الصحافة العربية المكتوبة»، وذلك بهدف فتح المجال أمام مزيد من الفنون الصحافية، وتعزيز قدرتها على الاستجابة لأي تطورات تطرأ على صناعة الإعلام العربي.
كما فُتح باب المشاركة أمام الصحافة الإلكترونية في كافة فئات الجائزة، شريطة أن تكون المواد الإلكترونية مؤهلة للمشاركة وفق المعايير الأساسية، كما تم استحداث فئة الصحافة التخصصية، وتم استبدال جائزة التحقيقات الصحافية بجائزة الصحافة الاستقصائية، وكذلك استحداث فئة جائزة الصحافة العربية للشباب، بهدف تحفيز الطاقات الصحافية الشابة على الإبداع.
التحكيم الإلكتروني
وتم فتح الباب لمشاركة كُتاب الأعمدة في فئة خاصة، وذلك بشكل شخصي أو من خلال ترشيح مؤسساتهم، وفي عام 2012، شهدت الجائزة عملية تقييم أخرى لكافة معايير وآليات عمل مختلف فئاتها، وتطوير بعض بنودها لتتماشى مع أحدث المستجدات على الساحة الإعلامية، ودعم تطور الفنون الصحافية واستكشاف الأقلام الصحافية الواعدة في مختلف تخصصات العمل الصحافي.
كما تم اعتماد التحول إلى عملية التحكيم الإلكتروني بعد نجاح عملية الاستقبال الإلكتروني للأعمال، وهو ما ساهم في تسريع عمليات التحكيم، وقرر مجلس إدارة الجائزة تشكيل لجنة فرز تستمر لمدة 3 سنوات، تتألف من عضوية خبراء وإعلاميين وأكاديميين من مختلف التخصصات التي تغطي فئات الجائزة، ورئاسة أحد أعضاء مجلس إدارة الجائزة، وذلك بهدف زيادة كفاءة عمليات الفرز.
والتأكد من مطابقة الأعمال المقدمة لشروط ومعايير الترشح، وكذلك التأكد من اندراج الأعمال ضمن الفئات الصحيحة، على أن تقدم اللجنة ملاحظاتها الأولية للأمانة العامة وبالتالي تسهيل مهام أعضاء لجان التحكيم بعد تحديد الأعمال الدقيقة والكاملة من بين الأعمال المتقدمة، كما أضافت الجائزة إلى فئاتها فئة الصحافة الإنسانية، وفي إضافة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، قرر مجلس إدارة «جائزة الصحافة العربية» خلال الاجتماع الختامي عن دورتها الثالثة عشرة للعام 2013- 2014م، استحداث فئة «الصحافة الذكية» لتضاف إلى الفئات الثلاث عشرة الحالية للجائزة.