أكد إعلاميون أن أصحاب رأس المال يؤثرون بشكل كبير في توجهات وسياسة الوسائل الإعلامية وفي مهنية العاملين في هذا المجال، بما ينسجم مع رغباتهم وتحقيق أرباحهم، إذ ينظرون بشكل أساسي إلى العائد المادي، منوهين بأن الملكية تؤدي دوراً فاعلاً في السياسة التحريرية التي تتشكل من أربعة عناصر، وهي الملكية، والتمويل، والانتماءات السياسية، ونوع الوسيلة الإعلامية.

سلطة المال

ورأى الإعلامي كفاح الكعبي أن المال هو ما يتحكم في كل صغيرة وكبيرة في العمل الإعلامي، وأن صاحب رأس المال يتحكم في توجهات الوسائل الإعلامية بمختلف أنواعها. وأضاف أن التأثير لا يقتصر على صاحب رأس المال أو ممول الوسيلة، وإنما يتعدى ذلك إلى المعلنين الذين باتت لهم سطوة على بعض وسائل الإعلام، نظراً إلى أنهم عامل رئيس في استمرار عملها.

ضغوط

وقال عبد الناصر النجار، نقيب الصحافيين الفلسطينيين، إن الملكية لها دور كبير وفاعل في السياسة التحريرية التي تتشكل من أربعة عناصر، وهي الملكية، والتمويل، والانتماءات السياسية، ونوع الوسيلة الإعلامية، مشيراً إلى أنه في حال كانت الملكية والتمويل للشخص نفسه، فإن تأثيرها في الرأي العام والإعلاميين العالميين أقوى، وأشمل في كل ما تتضمنه من رسائل وسياسات إعلامية.

وبين أن بعض الصحافيين قد يقعون تحت ضغط وتأثير السياسة التحريرية، ويخرجون عن إطار المهنة وأخلاقياتها، ويصبحون أسرى لسياسات مؤسساتهم، لأنهم يرغبون في الحفاظ على مصدر رزقهم، و«لقمة عيشهم».

معايير مناسبة

وقال الإعلامي حسن معوض إن صاحب رأس المال الذي يستثمر في أي وسيلة إعلامية يهمه العائد المادي، وليس من مصلحته أن يتحكم في كل تفصيلة بالعمل الإعلامي، لأن هذا الأمر يُسقط الوسيلة، مشيراً إلى أن رجال الأعمال الذين يستثمرون اليوم في المجال الإعلامي، يعرفون حق المعرفة كيف يستفيدون من ذلك الاستثمار، ويجعلون الإعلاميين يمارسون المهنة ضمن صحافة حرة تعمل في نطاق معايير مناسبة، وهذا الأمر يعود عليهم بالفائدة، وهناك مؤسسات إعلامية عربية ناجحة في هذا الأمر.

إحراج

أوضح الإعلامي حسن معوض أن تحكم صاحب رأس المال قد يكون في التوجه السياسي للوسيلة، ولكنه إذا كان منحازاً لحكومة ما وذهبت هذه الحكومة وجاءت غيرها، فهنا تقع الوسيلة الإعلامية في إحراج، لأنها ستتبع تنفيذ سياسة أخرى تتوافق مع هذه الحكومة أو الجهة، ومن ثم تسقط هذه الوسيلة وتخسر مصداقيتها، وهذا حكماً سيؤثر في العائد المادي. وأضاف أن المعلن يبني على نسب المشاهدة والنجاح لأي وسيلة إعلامية، واليوم رجل الأعمال أصبح لديه فكر سياسي منفتح، ويجعل الجميع يعملون في بيئة تريحهم.