تطرح بلدية دبي خلال الأيام القليلة المقبلة «مشروع القرن للصرف الصحي عن طريق الانفاق العميقة»، للتصميم على أهم الاستشاريين المتخصصين في هذا المجال خلال أيام، على أن يتم طرحه بين المقاولين للتنفيذ بداية العام المقبل وبتكلفة إجمالية تصل إلى 12 مليار درهم، وسيعمل على سد احتياجات النمو المضطرد لسكان الإمارة على مدى الـ 100 عام المقبلة، بعد أن اعتمده المجلس التنفيذي لإمارة دبي.

وقال المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي لـ«البيان»، «فخر كبير لنا أن تتم الموافقة على هذا المشروع الحضاري الضخم الذي طرحته البلدية، وهو عبارة عن استحداث نظام الانفاق العميقة للصرف الصحي كنظام مرن ومتكامل، ومواكباً لمتطلبات النمو السكاني المتوقع للإمارة مستقبلاً، لذلك أطلقنا عليه صفة مشروع القرن الصحي والبيئي لمئة عام مقبلة وسيسهم المشروع في إلغاء الروائح الصادرة عن المحطات، وسيعمل أيضاً على إلغاء محطات الضخ وصهاريج النقل، ما يقلل التكلفة ويخفف أيضاً من الازدحامات المرورية.

وأشار إلى أن التكلفة المتوقعة للتصميم، والتنفيذ، وتشغيل المشروع تصل إلى 12 مليار درهم على مدى 50 عاماً.

4 أعوام

وأوضح أن تنفيذ المشروع سيستغرق 4 أعوام، ويتكون على مرحلتين، الأولى: في منطقة ديره، حيث سيتم نقل تدفقات مياه الصرف الصحي إلى محطة معالجة الصرف الصحي في ورسان، والمرحلة الثانية في منطقة بر دبي، حيث سيتم نقل تدفقات الصرف الصحي إلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي في جبل علي، ويمكن أيضاً تنفيذ مراحل إضافية كي تخدم مناطق التنمية الجديدة أو ربط منطقتي ديره وبر دبي.

وأضاف «اعتماد المجلس التنفيذي للمشروع الحضاري يؤكد وجود رؤية إبداعية، وتطور نوعي كبير في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً أن هذا المشروع سيفيد الإمارة لـ 100 عام مقبلة، دون صيانة، أو مشاكل صرف صحي، أو غيرها وسيسهم في رفد الإمارة بالعديد من الأماكن الترفيهية والخدمية ذات المنظور العالمي، كمدينة ذكية لديها رؤية استراتيجية عميقة توضح وتحقق مفهوم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أن تكون دبي مدينة مستدامة، وتتوفر فيها رفاهية العيش مع رؤية تخطيط سليمة وذكية ومتواصلة.

حلول

وأشار المهندس طالب عبد الكريم جلفار مدير إدارة الصرف الصحي والري في بلدية دبي، إلى أنه عادة ما يتطلب النظام التقليدي للصرف الصحي الزيادة المضطرة في محطات الضخ، والخطوط الرئيسية، والكثير من أعمال الصيانة، والبناء على فترات تتراوح من 5 إلى 20 عاماً، والتي تؤدي إلى تهالك البنية التحتية لنظام الصرف الصحي، إضافة إلى انتشار الروائح، وإزعاج المجتمع، وانتشار محطات الصرف الصحي.

وذكر أن نظام الصرف الصحي العميق كما الحال في المدن الكبرى الأخرى سيخفف من تدفقات الصرف الصحي الحالية، وسيلغي محطات الضخ، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي الفرعية، وبالتالي لن تكون هناك حاجه لاستخدام صهاريج نقل الرواسب عبر المدينة، من المحطات الفرعية إلى المحطات الرئيسية ليتم معالجتها والتخلص منها ، وهذا النظام المبتكر والمستدام سيوفر تكلفة أقل وحلاً طويل الأمد لمشاكل الصرف الصحي في المدينة، وتقليل الضرر على المجتمع والمدينة لأدنى حد، وسيسهم في تحويل هذه الأماكن إلى مناطق تجارية أو عامة للاستفادة منها بالإضافة إلى أنه سيقلل من الازدحامات المرورية على الطرقات بسبب قلة عدد الصهاريج.

التنمية المستدامة

وأوضح أن من أهم أجزاء البنية التحتية لهذا النظام، هو نفق الصرف الصحي العميق، وسيتم بناؤه من أجل المستقبل ومواكبة النمو السريع للمدينة، مؤكداً أن تنفيذ نظام الأنفاق العميقة للصرف الصحي يعتبر من الأمور الحيوية التي تغطي احتياجات النمو المضطردة لسكان الإمارة، على مدى المائة عام المقبلة، وبتكلفة ذات جدوى اقتصادية مقارنة باستخدام النظام التقليدي الحالي، والخطوط الرئيسية لنقل مياه الصرف الصحي، ولأن نظام الأنفاق للصرف الصحي العميق يمكن أن يستوعب التدفقات المتوقعة من مياه الصرف الصحي في إطار سيناريوهات التنمية المستدامة، وبتكلفة اقتصادية فهو يوفر التعاون والمرونة في التعامل مع التدفقات الجديدة أو أي تغييرات في خطون التنمية العمرانية.

وقال جلفار: «في حالة تنفيذ هذا النظام سيكون عاملاً مشجعاً للتنمية العمرانية وسيتم استخدام خطوط الصرف الصحي الفرعية لاعتماد تدفقات مياه الصرف الصحي من محطات الضخ القائمة وتحويلها إلى نفق الصرف الصحي العميق وسيكون في الإمكان وقف محطات الصرف الصحي القائمة ويمكن الاستفادة من هذه الأماكن وتحويله إلى منطق تجارية أو سكنية أو تحويلها إلى حدائق عامة ، أما بالنسبة للغازات المتجمعة فسيتم احتوائها داخل نظام الصرف الصحي المحكم ونقلها من محطة الضخ ومعالجتها والقضاء على تسرب الروائح، أما التدفقات الانحدارية لنفق الصرف الصحي العميق فستتجمع في محطة ضخ واحدة في مراكز معالجة الصرف الصحي الحالية، وسيقوم نظام الأنفاق العميقة بتوفير كميات من مياه الصرف الصحي المعالجة لاستخدامها في أغراض: الري، وتوسيع مساحات الأراضي المزروعة وذلك من خلال تدفقات مياه الصرف الصحي من كل أنحاء الإمارة».

إكسبو 2020

وأشار المهندس فهد أحمد سعيد رئيس قسم التخطيط والتصميم بإدارة الصرف الصحي والري بالبلدية، إلى أنه سيتم بناء خطوط الصرف الصحي تحت الأرض باستخدام تكنولوجيا «الأنفاق المبتكرة»، وبالتالي تقليل ضرر الأعمال الإنشائية إلى أدنى حد، مبيناً أن تكنولوجيا الانفاق المبتكرة ستضمن خلال فترة تنفيذ المشروع التقليل من الإضرار الإنشائية على سطح الأرض بما فيها الطرق، والمرور، وغيرها من المرافق، ويعتبر تنفيذ برنامج تطوير النفق الاستراتيجي أمرا حيويا للتخفيف من الطاقة الاستيعابية الزائدة على مياه الصرف الصحي ولتلبية الزيادات المتوقعة من مياه الصرف الصحي القادمة من مناطق التنمية الجديدة والزيادة السكانية، خصوصاً مع استضافة إكسبو 2020 وما يصاحبه من مشروعات حيوية، عن طريق توفير حلول صديقة للبيئة بأدنى مستوى من مستويات الانبعاث الكربوني.

رقابة

أكد المهندس عبد المجيد سيفائي مدير إدارة النفايات ببلدية دبي، أن هناك اهتماماً متزايداً من البلدية وحرصاً على تطبيق جملة من الأنظمة والتدابير التي من شأنها التقليل من معدل إنتاج الفرد من النفايات وكبح جماح الزيادة المستمرة في كمية النفايات المنتجة من المصدر. وأضاف أن البلدية لديها الآن قواعد بيانات حديثة ومتطورة عن منظومة عمليات إدارة النفايات على مستوى دبي منها على سبيل المثال: مشروع الترقيم الذكي لوسائل تخزين النفايات، حيث سيتم تزويد كل حاوية بملف تعريف شخصي خاص. وكشف سيفائي النقاب عن مشروع التعقب الآلي لمركبات نقل وجمع النفايات حيث يشمل تركيب أجهزة ذكية على جميع مركبات نقل النفايات لتعقب حركتها عبر الأقمار الصناعية مباشرة على مدار الساعة.