اختتم منتدى الفضاء والأقمار الصناعية العالمي الخامس، أعماله أمس في أبوظبي، محققاً نتائج كبيرة على صعيد قطاع الفضاء الإماراتي وإقليمياً وعالمياً، بدخول أحد اللاعبين الجدد إلى أسرة الفضاء العالمية عبر تدشين وكالة الإمارات للفضاء والإعلان عن رحلة مسبار الأمل لاستكشاف المريخ 2020.
وشهد اليوم الثاني والأخير للمنتدى فعاليات مكثفة من جلسات وورش عمل وإقبال كبير على المعرض الفضائي المصاحب بمشاركة أبرز القادة الإقليميين والدوليين ومتخذي القرار من قطاع الفضاء والأقمار الصناعية.
مسابقة الفضاء
وأعلنت على هامش أعمال المنتدى نتائج مسابقة مركز محمد بن راشد للفضاء لتطبيقات الاستشعار عن بعد بفوز 5 مشاريع بحثية من أصل 12 مشروعاً ضم نحو 33 طالباً من 5 جامعات في الدولة، منها جامعة الإمارات، وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، ومعهد مصدر، وبلغت قيمة جائزة المشروع الفائز بالمركز الأول 50 ألف درهم، فيما حصل الفائز الثاني على 30 ألف درهم، وحصل الفائزون الثالث والرابع والخامس على 15 ألفاً لكل منهم.
وتقدم الدكتور محمد ناصر الاحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء بالتهنئة إلى الفرق الفائزة بالمراكز الخمسة الأولى في المسابقة، وأثنى على جهود الشباب والفرق المشاركة بشكل عام.
وقال سعيد المنصوري رئيس مركز تطوير التطبيقات في مركز محمد بن راشد للفضاء بالوكالة إن المسابقة تهدف إلى تعريف طلبة الجامعات والدوائر التعليمية بما تمتلكه الإمارات من تقنيات فضائية متقدمة وتطوير مهاراتهم وخبراتهم في مجال الفضاء والأقمار الصناعية ودراسة علوم الفضاء، وتحفيزهم على دخول المجال عبر تطوير تقنيات وبرامج للاستشعار عن بعد.
الاستشعار عن بعد
وأضاف أن برامج الاستشعار عن بعد توفر المال والجهد والطاقة، كما تسهم في مراقبة التغيرات البيئية والجغرافية والمناخية والعمرانية دون الحاجة إلى تدخل الإنسان أو مواجهة المناطق الوعرة كالجبال والمرتفعات، كما توفر دقة أكبر في جمع البيانات والمعلومات لا تستطيع عين الإنسان المجردة من جمعها، إذ توفر تلك البرامج الحسابات للتغيرات التي تحدث في المناطق المختلفة.
وتضمنت المشاريع المشاركة، تطوير أداة لتحليل الغطاء النباتي متعدد الأقاليم، صممها طلبة جامعة خليفة، ومن بينهم أمل القسيمي وشيخة البشر ومحمد الأميري ومحمد القطان، وصمم فريق من معهد مصدر برنامجاً لرسم خرائط الشعاب المرجانية وقاعية الموئل في الخليج العربي عن طريق القمر الصناعي «دبي سات 2»، ومن أعضاء الفريق هيفاء بن رمضان وبراشان ماربو وحسني قديرة وطه أوردة، وشارك في المنافسة فريق آخر من جامعة خليفة ضم كلاً من الطالب عيسى باسعيد ومحمد سامي زيتوني، صمما برنامجاً يكشف عن تغير الشريط الساحلي باستخدام صور متعددة الفترة الزمنية من دبي سات.
وأكد الطلبة المشاركون أن الابتكارات التي توصلوا إليها تعد ملكاً لمركز محمد بن راشد للفضاء، منوهين بأن برامج الاستشعار عن بعد توفر تكاليف كبيرة، إذ تساعد على استغناء مراكز الفضاء في الدولة عن شراء تلك البرامج بتكاليف عالية من الدولة الأخرى، لافتين إلى أن تلك البرامج توفر الجهد والمال وتوفر صوراً أكثر وضوحاً ودقة عالية باستخدام القمر الصناعي «دبي سات 2»، بدلاً عن استخدام الأقمار الصناعية الأخرى.
مشاكل اجتماعية واقتصادية
وأكد المشاركون في الجلسة الأولى التي جاءت تحت عنوان «مساهمة الأقمار الصناعية في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحرجة»، أهمية استخدام الأقمار الصناعية في حل لمساعدة الدول على مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية وحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وتلعب دوراً مهماً في مساعدة المنطقة العربية في جهودها لمكافحة والتطرف والاتجار بالبشر والمخدرات وانتشار الأسلحة النووية وتمكنيها من التصدي للكوارث والأزمات الطبيعية التي تضربها من خلال توفير برمجيات وتطبيقات تساعدها على تحقيق ذلك وتزويدها بصور عن أوضاع المناطق التي تتعرض للكوارث لكي تتمكن من تقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمتضررين في تلك المناطق.
وأدار الجلسة ديفيد هارتشون الامين لـ«جي في اف» وشارك فيها سامر حلاوي الرئيس التنفيذي لشركة الثريا للاتصالات الفضائية ومسعود شريف محمود الرئيس التنفيذي لشركة الياسات وفيل ديفيس المدير العام لشركة اليكنور دياموس البريطانية وكوسموت دوميترو بروناريو رئيس جمعية مستكشفي الفضاء الأوروبي.
صفحة جديدة
وقال ديفيد هارتشون إن صناعة الفضاء العالمية بدأت صفحة جديدة في تاريخ العالم بعد دخول الإمارات هذه الصناعة الاستراتيجية بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء والإعلان عن مسبار الأمل لاستكشاف المريخ، مشيراً إلى أن ما حققته الإمارات يمهد الطريق بشكل افضل للانتقال إلى مرحلة جديدة في قطاع الفضاء وتعزيز استخدام الأقمار الصناعية لمساعدة الدول المختلة في تحقيق سياستها.
وقال سامر حلاوي إن شركة الثريا للاتصالات الفضائية تمتلك خبرة كبيرة في توفير حلول الاتصالات للعملاء، وقد كان هذا القطاع مملاً في السنوات الماضية، ونحن بحاجة إلى تغييره نظراً لأهمية قطاع الاتصالات المتحركة في الرفاه الاجتماعي وحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها دول العالم.
وقال مسعود شريف إن الشركة تعمل حالياً في 14 دولة ونأمل أن نتمكن من الدخول في دول أخرى في السنوات المقبلة. وتوفر أقمار الياسات خدمات عديدة في الدول التي تشملها شبكة تغطيتها، وخاصة في ما يتعلق بربط الجوانب الاجتماعية في هذه الدول، مشيراً إلى أن الشركة تعمل على عدة مستويات في إطار سعينا لكي نكون مشغل أقمار صناعية عالمياً.
وأضاف أن الشركة تركز على الشق التجاري على غرار شركات أخرى مثل الثريا، وخاصة أن الأقمار الصناعية تدخل في حياة الناس ونكتشف إلى أي مدى دور خدماتنا ومشاريعنا تترك آثاراً على الأسواق التي تستخدم خدماتنا.
ومن جانبه، قال جورج واتيسايدز من شركة فيرجن غالاجتك للطيران والفضاء: تهتم شركتنا بتعزيز وتطوير خدمات التعليم والصحة وتحسين ارتباط الناس ببعضهم البعض نظراً لأهميتها في رفع معدلات النمو في الدول المختلفة، مشيراً إلى أن هناك إمكانيات للاستفادة من الخدمات الطبية عن بعد، وخاصة التشخيص عن بعد وتوفير الرعاية الطبية للأشخاص في المناطق النائية، مشيراً إلى أن البعض يأمل في المرحلة المقبلة أن تلعب الأقمار الصناعية دوراً في توليد الطاقة التي تعاني الكثير من دول العالم شحاً كبيراً فيها.
مناطق الكوارث
وأضاف أن أهم استخدامات أقمار «دياموس» يتركز في تصوير المناطق التي تتعرض للأزمات والكوارث لمساعدة الدول في تقديم المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة للمناطق التي ضربتها العواصف والزلازل والكوارث التي تعتمد عليها الدول المتضررة في إيصال المساعدات للمتضررين في اسرع وقت لإنقاذهم، مؤكدا أن العالم بحاجة إلى المزيد من التعاون بين المشغلين الفضائيين كي يقدم الخدمات بتكلفة أقل للمستفيدين.
وأضاف أن دبي سوف تستفيد من أقمار دياموس من خلال التعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء لاستخدام الصور من هذين القمرين لرصد التغير في البيئة والنباتات والبنية التحية وبناء الطرق والجسور، موضحاً أن الأقمار الصناعية حالياً لا تلبي احتياجات المستخدمين بنسبة 100% في الوقت الذي تسعى فيه إلى تغطية كل دول العالم، والمرحلة المقبلة ستشهد تطوير المنتجات الفضائية بشكل يلبي طموحاتنا واحتياجات العملاء.
السلام والأمن القومي
أكد كوسموت دوميترو بروناريو أن من أهم استخدامات الفضاء والأقمار الصناعية، حفظ السلام وحماية الأمن القومي والاستجابة للكوارث في ظل الحاجة الملحة والمستمرة من قبل الحكومات لحماية المواطنين عندما تضربها الأزمات والكوارث، حيث يعد الفضاء أحد التطبيقات التي تؤثر في الحياة اليومية للمواطنين، وأصبح مهماً لضمان الأمن والسلامة لهم، مشيراً إلى أنه في المستقبل سنجد تعاوناً أكبر بين مصنعي ومشغلي الأقمار الصناعية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة من قبل حكومات الدول لضمان أمنها واستقرارها.
140 مليون دولار
كشف سامر حلاوي الرئيس التنفيذي لشركة الثريا للاتصالات الفضائية عن مواصلة الشركة تفوقها في الأداء على منافسيها في القطاع لتسجل نمواً للسنة الثالثة على التوالي على الرغم من ازدياد حدة التنافس في قطاع الاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الصناعية، مؤكدا أنه في إطار السعي لأن تكون الثريا هي مشغل الأقمار الصناعية الأكثر ابتكاراً، فإننا سنحرص على مواصلة وتعزيز الابتكار في مجال التقارب بين الخدمات الفضائية والأرضية، لنتيح للمستخدمين مزيداً من الخيارات والمرونة. وقال في تصريحات لـ«البيان»: بعد أن سجلت إيرادات الشركة نمواً بنسبة 15 % عام 2013، عادت الشركة لتسجل نمواً مبهراً بنسبة 14% في إيراداتها لعام 2014، والتي وصلت إلى 140 مليون دولار أميركي.
القيادة الحكيمة حرصت على بناء مركبة بسواعد وطنية
أعلن عمران شريف مدير برنامج بعثة الإمارات للمريخ أن الحكومة تسعى لبناء وتطوير قدرات إماراتية وخلق اقتصاد مبني على قطاع العلوم والتكنولوجيا المتطورة، وأنها تسعى من خلال وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، إلى توفير كوادر وطنية مختصة في مجال الفضاء والعلوم، إضافة إلى تنظيم القطاع الفضائي ورعايته والمساهمة في الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة وإعداد جيل متميز من الكوادر المؤهلة وتعزيز جانب البحث العلمي وتطوير البرامج الفضائية وبناء الشركات الاستراتيجية في مجال الفضاء، مؤكداً أن الحكومة تسعى كلك إلى تطوير القدرات العلمية في مجال الفضاء والإسهام بشكل فعال في اكتساب فهم جديد للمريخ من خلال الإجابة عن الأسئلة التي وضعتها في إطار أهدافها.
وقال خلال الجلسة الثانية في اليوم الأخير لأعمال المنتدي وعنوانها «بعثة المريخ.. نهج لبرامج استكشاف المريخ» إنه كان بإمكاننا أن نجلب نموذجاً أو نظاماً جاهزاً، ولكن القيادة الرشيدة ارتأت وحرصت على بناء مركبة جديدة كلياً بسواعد إماراتية، إضافة إلى صياغة أهداف جديدة لتحقيق بصمة إماراتية حقيقية في عالم الفضاء تخدم العالم ككل، مشيراً إلى أننا لا ننكر وجود العديد من التحديات الملقاة على عاتقنا، ولكن بفضل الدعم المتواصل من قبل القيادة الرشيدة سنحقق النجاح ونسهم في تحقيق إنجاز جديد للبشرية.
خدمة البشرية
وتطرق إلى مساهمة الإمارات في خدمة البشرية على مختلف الأصعدة، ومنها إغاثة الملهوف وإنقاذ البشرية في حالات الكوارث الطبيعة وتقديم المساعدة لجميع المحتاجين في شتى أقطار الأرض، مشيراً إلى أن البعثة التي ستطلقها الدولة ستسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تطوير مختلفة قطاعات الدولة، لافتاً إلى أن الإمارات تخطو خطى ثابتة تجاه توعية أفراد المجتمع بأهمية البعثة للمريخ والإيجابيات التي تترتب على نجاح البعثة وتحقيق أهدافها التي بنيت على أسس علمية.
وأكد سعي الدولة إلى استقطاب العلماء والمهندسين المواطنين لتحقيق أدوات ومقومات مستدامة، حيث يقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بإشراك الطلبة الإماراتيين في المشاريع التي تتعلق بقطاع الفضاء من خلال ابتعاثهم إلى جامعات تُعنى بهذا المجال بهدف بناء كوادر إماراتية مبدعة ومؤهلة، مشيراً إلى أن الحكومة تركز على تنشيط والاستثمار في قطاع العلوم مثل الفيزياء والكيمياء والخروج من الإطار التقليدي وتحقيق الإبداع في هذه المجالات التي تعتبر من الأركان الأساسية في الدخول لعالم الفضاء بشكل مشرف وناجح.
جاهزية
قال جيمس كروكو نائب الرئيس والمدير العام لشركة أنظمة الفضاء العالمية «لوكهيد مارتن» إنه يجب أن نكون بحلول 2020 جاهزين للإطلاق وعلى أتم استعداد، لأن أي تأخر في الجدول الزمني سيكلف الكثير من المال والوقت، مشيراً إلى أن المسبار الإماراتي يجب أن يتم تصميمه بشكل جيد ليحقق الأهداف المرجوة منه.
اتصال
إنقاذ 500 مهاجر غير شرعي
قال سامر حلاوي إن شركة «الثريا» تمكنت العام الماضي باستخدام هواتف الثريا، من إنقاذ 500 مهاجر غير شرعي كانوا في طريقهم إلى إيطاليا وكانوا مهددين بالغرق قرب سواحلها، وكان أحد الركاب وهو طبيب عربي يحمل هاتف الثريا، ورغم أنه لم يكن لديه رصيد إلا انه اتصل بالمقر الرئيسي للشركة من خلال خدمة الطوارئ، وتمكنا من الاتصال بقوات حرس الحدود الإيطالية التي أنقذت الركاب من جنسيات مختلفة.
تحديات
الانتقال إلى حقبة جديدة من تطوير العلوم والتكنولوجيا
تضمن اليوم الثاني من المنتدى عقد 3 ورش عمل، ركزت الأولى على نهج علوم المريخ، إذ سلطت بعثة الإمارات إلى المريخ الضوء على أهمية قطاع الفضاء للدولة مع الانتقال إلى حقبة جديدة من تطوير العلوم والتكنولوجيا.
أما الورشة الثانية فناقشت مواجهة التحديات الأساسية، والمؤتمر الدولي للاتصالات الراديوية ومنافسة الطيف الترددي، ومستقبل الأطياف الرئيسة للأقمار الصناعية التي يتم السعي وراءها من قبل الصناعات اللاسلكية. في حين تضمنت ورشة العمل الثالثة عروض المرشحين النهائية لمسابقة مركز محمد بن راشد للفضاء لتطبيقات الاستشعار عن بعد.
وتناولت الجلسة الثالثة التي أدارها بيتر ماركيز، نائب رئيس الانخراط العالمي للموارد الكوكبية، إطلاق الخدمات، وآخر المهام والتحديات والإمكانات المتعلقة بها.
مكاسب
نجاح الثريا تحقق بشكل مباشر
أوضح حلاوي أن نجاح «الثريا» المتواصل تحقق بشكل مباشر ودون اعتماد على أحداث أو فعاليات منفردة، أو على ارتفاع في الأسعار أو على مكاسب هامشية، ويأتي النمو الذي سجلته الشركة خلال عام 2014 في إطار برنامج مكثّف للتغيير والنمو أطلقناه عام 2011، ليصل معدل النمو السنوي المركب بين عامي 2011 و2014 إلى 10.9 %. وقال إن أرباح الشركة ارتفعت العام الماضي بنسبة 6% مقارنة بـ2013 وارتفعت إيرادات الأجهزة 53 %.