فقدانها البصر لم يؤخرها عن التميز والعطاء، وعزمها على العمل بجدية وتحدي الصعاب دفع نحو فوزها بجائزة الأداء الحكومي المتميز عن فئة الموظف المبدع، في هيئة الصحة بدبي التي تعمل فيها منذ أكثر من عشرين عاماً دون كلل أو ملل.
نجاة سيد حسين التي تعمل بوظيفة ضابط إداري رئيسي، حيث تتلقى شكاوى الجمهور من المتعاملين في الهيئة وتقوم بمتابعتها ونقلها إلى الإدارات المعنية وتبلغ نتائجها لأصحابها، لم تولد مكفوفة، بل تعرضت في صغرها لضربة في عينها اليمنى عن طريق الخطأ من طفلة كانت تلعب معها، أدت لفقدانها البصر فيها، وحين بلغت العاشرة من عمرها أصيبت بأخرى في عينها اليسرى أيضا عن طريق الخطأ ليبدأ خيط الضوء يخفت شيئا فشيئا.
أول معاقة
وتعتبر نجاة أول مواطنة معاقة تلتحق بمدارس التربية والتعليم وكان وقتها الدكتور عبدالله عمران، رحمه الله، يتقلد منصب وزير التعليم، مشيدة بدعمه اللامحدود الذي أولاه لها آنذاك حين كانت على مقاعد الثانوية العامة، حيث خصص لجنة خاصة للامتحان، كانت الأولى من نوعها لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك تشجيعا لاجتهادها وتفوقها في الدراسة.
وأشارت نجاة إلى أنها تجاوزت محنتها وتغلبت عليها بفضل إيمانها بالله عز وجل، أولاً، ثم بدعم من أهلها وزملائها ومدرسيها ومديرة المدرسة، علاوة على دعم الدكتور عبدالله عمران، حيث كانت والدتها وأخواتها يقرأون لها الدروس لتتمكن من متابعة دروسها بشكل مستمر.
لا لليأس
لم تيأس نجاة ولم تستسلم للقدر فذهبت إلى بريطانيا لتلقي العلاج اللازم، والتحقت هناك بمعهد للمكفوفين الذي كان سببا كافيا لتعيد اكتشافها للظلام، ثم التحقت في البلد نفسه بكلية المكفوفين وحصلت على البكالوريوس ثم الماجستير في العلوم الرياضية، لتضرب بذلك للمكفوفين وللمجتمع أروع مثال في تحدي الصعوبات بل والتفوق عليها.
النور مكانه في القلوب، فالبصر يعمى ولا تعمى البصيرة، بهذه الإرادة والعزيمة تفوقت نجاة على إعاقتها البصرية وحصلت على العديد من الشهادات والتكريمات في مجال عملها، وتعتبر من أوائل الإماراتيين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يلتحقون بالعمل في هيئة الصحة، حيث لم يسبقها بذلك أي معاق في أي جهة حكومية بعيدة عن بيئة المعاقين.
وتعشق نجاة القراءة بطريقة «الاوبتك» وهي طريقة تختلف عن طريقة «برايل»، إذ تعتمد على قراءة الحروف المطبوعة بأشكالها الطبيعية.