احتفت «البيان» بالفائزين في مسابقة التحقيق الصحفي بنسختها الأولى، والتي خصصت لطلبة كليات الإعلام في جامعات الدولة، وفاز بها كل من أسماء المدني من جامعة الإمارات عن تحقيق (صحافة الإمارات.. متعددة ومتنوعة أم نسخة واحدة؟) وحصدت المركز الأول، فيما نالت المركز الثاني عبير العارضة عن تحقيق (هوس التسوق القهري) من كلية محمد بن راشد للإعلام، واحتلت المركز الثالث حياة يوسف سعيد عن تحقيق (الرياضة النسائية إلى أين؟) من جامعة الجزيرة، وفازت آمنة البلوشي بالمركز الرابع من جامعة زايد عن تحقيق (الدراسة في الخارج.. موضة أو مستقبل زاهر؟)، وحلت في المركز الخامس مرام الهندي من كلية محمد بن راشد للإعلام عن تحقيق (العنف ضد النساء: المرأة ضحية مرتين!)، وأما المركز السادس فكان من نصيب الفائزة آلاء محمود عجوز من جامعة عجمان عن تحقيق (الجسم السليم في العقل السليم).

وكانت البيان أطلقت في أبريل الماضي مسابقة التحقيق الصحفي، بهدف الارتقاء بالمخرجات التعليمية في العمل الإعلامي، ومنح الطلبة فرصة لترجمة ما تعلموه نظرياً إلى واقع عملي، ولتحفيزهم على الانخراط في مجال العمل الصحفي.

كما تم تكريم عمداء الكليات وأساتذة الجامعات المشاركة بالمسابقة وشركة باريس غاليري راعي المسابقة، بحضور ظاعن شاهين مدير عام قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام ورئيس تحرير «البيان»، وأحمد الحمادي المدير التنفيذي الإداري لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، وعلي شهدور مدير عام التحرير في «البيان» ومحمد الفهيم رئيس مجلس إدارة شركة باريس غاليري.

منافسة إيجابية

وأكد ظاعن شاهين أن المسابقة في دورتها الأولى شهدت منافسة إيجابية، إذ استقطبت 30 عملاً، فاز منها 6 أعمال من 5 جامعات وكليات، مشيراً إلى أن المسابقة تهدف إلى تخريج كوادر إعلامية مؤهلة لدخول سوق العمل، وتحفيز طلبة كليات الإعلام على الانخراط في العمل الصحفي، بالإضافة إلى صقل مواهب الطلاب، وتمكينهم من الأدوات التي تساعدهم على فتح مغاليق الصحافة.

ونوه مدير عام قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام رئيس تحرير «البيان» بدور الإعلام في دفع الحركة التنموية بالدولة، إذ يحتل رقماً مهماً في معادلة التطور، مشيراً إلى أن «البيان» ستقدم للفائزين بمسابقة التحقيق الصحفي كل الدعم لتنمية قدراتهم، وستنعكس مساهماتهم على صفحات الصحيفة وسترى طريقها إلى القراء سواء في النسخة الورقية أو عبر موقع الصحيفة.

وشكر ظاعن شاهين الجامعات والكليات التي شارك طلبتها في المسابقة، لدعمهم وتحفيزهم الطلبة على المشاركة.

جامعة الإمارات

من جهته، قال الدكتور سيف القايدي عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، إن دورنا الأكاديمي التعليمي النظري لا يمكن أن يكتمل إلا بوجود الشق العملي له، فوجود المؤسسات الإعلامية التي تساعدنا على تحقيق الشق النظري، سيمكننا من تخريج طلاب متمكنين في المجال الصحفي.

وأشار القايدي إلى أن الجامعة تسعى بكل كوادرها ومواردها لدعم الطلاب بما يحتاجونه للوصول إلى سوق العمل، متابعاً: إن الجامعة فتحت صفوف تدريس في تخصص الإعلام باللغة العربية لتمكين الطلبة من امتلاك أدوات العمل الصحفي، منوهاً بدور «البيان» في تدريب طلاب كلية الإعلام ودعمها لهم.

جامعة الجزيرة

وأشار الدكتور عطا عبد الرحيم عميد كلية الإعلام في جامعة الجزيرة إلى أن مسابقة «البيان» ألهمت العديد من طلاب الإعلام في مجال الصحافة، مشيراً إلى أنها جاءت في الوقت المناسب لأن الإقبال على قسم الإعلام ضعيف، مقارنة بالعلاقات العامة التي تستقطب الكثير من الطلبة.

وأضاف عبد الرحيم: نشهد عزوفاً من قبل الطلبة عن مهنة الصحافة، مشيراً إلى أن المسابقة التي طرحتها «البيان» غيرت الكثير من أفكار الطلبة نحو الصحافة.

كلية محمد بن راشد للإعلام

وأكد الدكتور موسى برهومة أستاذ الإعلام في كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية في دبي أن المسابقة تزيد خبرة الطالب في الميدان الصحفي، ولا سيما التحقيقات التي تجعل من العمل في حقل الإعلام أكثر صقلاً، منوهاً بالجهود المبذولة من «البيان» في رسم خارطة الإعلام المعاصر الذي يواكب التحديات بكل المتغيرات.

جامعة عجمان

وذهب الدكتور خالد الخاجة إلى أن هذه المسابقة تحمل الكثير من الفائدة التي تعود على الطالب بالنفع لاسيما في ظل التطور الذي يشهده الإعلام، إذ أصبح لزاماً على كل طالب يتخرج من كلية الإعلام أن يخضع لهذه الدورات التي ترتقي به إلى مصاف المبدعين إذا كان يمتلك الإصرار في الدخول في معترك الإعلام، شاكراً «البيان» التي طالما بادرت في جعل الصحفي أكثر قدرة على امتلاك أدواته.

جامعة زايد

وقالت فتحية الخميري مديرة شؤون الطلبة في جامعة زايد، إن مسابقة «البيان» تترجم الحرص على الارتقاء بالعمل الصحفي ولا سيما التحقيقات التي تميز الصحفي المقتدر من غيره، فكان من الضروري المشاركة في المسابقة التي تعتبر بمثابة المفتاح لرسم خطة مستقبلية للصحفي المقتدر.

باريس غاليري

ونوه محمد الفهيم رئيس مجلس إدارة شركة باريس غاليري بدور «البيان»، لمنحها الطلبة الفرصة لإظهار قدراتهم وصقل مهاراتهم وتجهيزهم للانخراط في المجال المهني الصحفي، حاضاً الطلبة على المزيد من التميز.

الفائزات بالمسابقة

من جهتهم عبر الفائزون بالمسابقة عن فرحتهم بحصد الجائزة التي وصفوها بالنوعية والجديدة، مشيرين إلى أنها منحتهم الفرصة للكتابة بحرية، وأتاحت لهم إجراء تحقيقات صحفية تحمل موضوعات تهمهم ودون أي حواجز.

وقالت الفائزة آلاء عجوز التي تدرس تخصص إذاعة وتلفزيون وصحافة مطبوعة وإلكترونية في كلية الإعلام بجامعة عجمان إن هنالك علاقة مكملة تجمع الكلية بـ «البيان»، وأثمرت هذه العلاقة بإتاحة الفرص أمام الطلبة للتواصل مع الصحيفة، مضيفة: يحثنا عميد الكلية الدكتور خالد الخاجة على متابعة وقراءة «البيان» يومياً، لأنها تضيف إلى مخزوننا المتواضع من الخبرة في المجال الإعلامي لننال ثماره من خلال هذه الفرصة البناءة.

خبرة كبيرة

وقالت الفائزة مرام الهندي التي تدرس في كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية بدبي، إن مسابقة «البيان» زودتها بمعايير صحفية مهمة تسهل عليها في المستقبل، مصيفة أنه رغم أن هذه التجربة كانت قصيرة إلا أنها زودتها بخبرات كثيرة وعديدة ستمكنها من ممارسة عملها الصحفي بشكل أفضل.

وأشارت الهندي إلى أن عدم التعاون من قبل أفراد المجتمع فيما يخص التحقيق الصحفي الذي يقومون به وقلة الفرص المتاحة أمامهن كطالبات لتطبيق ما يتعلمنه هي أبرز التحديات التي يواجهنها، وهذا بدوره يقلل عزمهن وشغفهن للابتكار في العمل الصحفي.

تحفيز

وأوضحت عبير العارضة التي تدرس في كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية بدبي، أن مسابقة التحقيق الصحفي التي طرحتها «البيان» لطلبة كليات الإعلام في جامعات الدولة، خلقت بيئة تحفيز واتسمت بقدرتها على تشجيع الطلاب على تقديم أفضل ما لديهم.

وأضافت: إن فرصة عرض أسماء الفائزات بالصحيفة وسام يضعنه على صدورهن بكل فخر، وأن هذه المسابقة كانت امتحاناً لقدراتهن ومدى تمكنهن من العمل الصحفي، مما يؤدي بدوره لاكتشاف نقاط ضعفهن وقوتهن للعمل عليها وتخطيها، وأما فيما يخص أبرز الصعوبات التي يواجهنها فهي تنحصر في عقبتين: الأولى عدم التمكن من الحصول على معلومات تخدم الخبر الصحفي، والثانية عدم وجود متابعات من قبل الجهات المختصة في الجامعات بشكل مستمر للطلبة.

تشجيع

وقالت آمنة البلوشي التي تدرس في قسم الإعلام بجامعة زايد، إنها شاركت بتحقيق ناقش هموم الطلبة وآراءهم في الدراسة بالخارج والصعوبات التي يواجهونها، فضلاً عن بعض المقارنات بين الدراسة بالجامعات الخارجية ونظيرتها الإماراتية.

ورأت أن المسابقة تمثل فرصة كبيرة لتشجيع الطلبة المتخصصين بدراسة الإعلام في الجامعات الإماراتية والتنافس فيما بينهم، كونها تمثل نافذة لأعمالهم ومشاريعهم المستقبلية في مجال الصحافة بشكل خاص، لافتة إلى أن مجرد إيصال صوتهم هو في حد ذاته إنجاز بكل المقاييس.

وأوضحت أن الاشتراك بالمسابقة أتاح لها الفرصة لنسج شبكة كبيرة من العلاقات مع طلبة في الخارج، وهو ما أعطاها خبرة كبيرة من خلال احتكاكها بكافة التجارب المعاشة من خلالهم، كما جعلتها متمكنة أكثر من اللغة العربية، من حيث قدرتها على الصياغة واختيار الألفاظ والمفردات المناسبة نظراً لحساسية مهنة الصحافة.

وأضافت أنها تحلم بأن تحظى بفرصة مهنية في مجال تقديم الأخبار مستقبلاً، وهو ما تسعى إليه حالياً بتعميق دراستها وزيادة خبراتها المكتسبة من كل المعارف.

خطوة عملية

من جهتها قالت الفائزة أسماء المدني التي تدرس بقسم العلوم السياسية تخصص الصحافة في جامعة الإمارات، إن التحقيق الذي شاركت فيه، اعتمدت فكرته على إجراء دراسة مقارنة بين المؤسسات الصحفية العاملة بالإمارات من حيث أداؤها ورسالتها والقضايا التي تناقشها ومدى تأثيرها المجتمعي، وانعكاسها لمشاكله، فضلاً عن هامش الحرية المتاح فيها.

وأردفت أنها في سبيل ذلك استقصت آراء كثيرين من المتخصصين الأكاديميين في الجامعات الإماراتية، مشيرة إلى أن الآراء تنوعت بين الإيجابية والحادة، لكنها في الأخير، سعت بتحقيقها إلى البحث عن حال وواقع الصحافة الإماراتية بما له أو عليه.

وأشارت إلى أن المسابقة مثلت فرصة جيدة لها، وهي خطوة عملية لنشر المشاركات في الصحافة، ما يزيد فرص بروز الطلبة على الساحة وتقديم أنفسهم بشكل جيد. وأفادت بأن هناك تكاملاً بين الصحافة الورقية والإلكترونية، فلا استغناء عن الصحافة الورقية، كما لا يمكننا تجاهل الدور الكبير الذي تمثله التكنولوجيا الحديثة في إيصال المعلومات بسرعة فائقة، وهو المعيار الذي يميز نجاح مؤسسة إعلامية عن غيرها.

 لجنة التحكيم: استبعاد تحقيقين لعدم توفر الشروط

وصفت لجنة تحكيم مسابقة التحقيق الصحفي المشاركات بالجيدة، مشيرة إلى أنه تمت إضافة 3 جوائز لتصل إلى 6، كما أن مستوى المشاركات كان متقارباً، في وقت تم استبعاد تحقيقين لعدم توفر شروط المسابقة.

وأفاد الزميل نادر مكانسي عضو لجنة التحكيم بأن عمداء كليات الإعلام والأساتذة فيها كانوا حريصين على خوض طلبتهم غمار المنافسة للحصول على مراكز متقدمة في المسابقة، وهنأ الفائزين متمنياً أن تستقطب الدورة المقبلة مشاركات أكبر لتحقيق الهدف من المسابقة وهو إيجاد إعلاميين متمكنين مستقبلاً.

وقال الزميل عنان كتانة عضو لجنة التحكيم: إن مستوى الأعمال المقدمة فاق التوقعات من حيث الأفكار المختارة أو المصادر التي تم الاستناد إليها، مشيراً إلى أن مستوى الأعمال الصحافية التي تلقتها المسابقة يعكس ملامح تميز وإبداع لطلبة طموحين يطرقون أبواب الإعلام والصحافة بمفاتيح من ذهب.

وأضاف: من بين نحو 30 عملاً صحافياً مقدمة إلى الجائزة، توقفت أمام نصف العناوين إن لم يكن أكثر، ولفتت نظري أفكار مبتكرة وأساليب طرح متميزة في تحقيقات نسجت بلغة رشيقة تغلفها رزانة الفكرة وجمال الرؤية العصرية للإعلام، لذلك كانت المهمة صعبة نوعاً ما في انتقاء أفضلها، وأصعب بكثير في تحديد المراتب: الأولى والثانية والثالثة. وفي المجمل فإن الأعمال الطلابية تستحق الإشادة المهنية كما استحقت التكريم، لأنها أفكار إبداعية ونماذج متميزة تعبر بوضوح عن منطق التفكير خارج الصندوق.

جولة تعريفية

اصطحب ظاعن شاهين المشاركين بحفل توزيع جوائز مسابقة التحقيق الصحفي في جولة داخل صالة التحرير تعرف خلالها الضيوف على أقسام العمل اليومي، واطلعوا على آلياته بدءاً من كتابة الخبر وانتهاء بتجهيزه للطباعة، وأثنى الضيوف على النهج الذي تتبعه الصحيفة كوهها صحيفة خضراء وتستغني عن الورق في كل مراحل العمل الصحفي.