منح ملتقى زايد الإنساني في دورته السادسة، التي انطلقت امس، سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسام الإمارات للعمل الإنساني، وذلك تقديرا لدور سموه الكبير الذي يقوم به في مجال العطاء والعمل الإنساني بكافة اشكاله.
ويولي سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان اهتماما بالغا للقضايا الإنسانية والخيرية وقضايا التنمية بشكل عام، ويتركز عمله تحديدا على مجالات العمل الإنساني واهداف التنمية المستدامة، مع التركيز على قضيتي الفقر والجوع، كما يعمل سموه الى جانب العديد من الهيئات والمنظمات المحلية والعربية والعالمية على زيادة الوعي والمعرفة حول مجمل هذه القضايا، ويسعى لحشد الدعم المطلوب لتنفيذ البرامج والمشاريع.
مؤسسات
حضر انطلاقة الملتقى في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابوظبي ممثلون عن عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بمجال العمل الإنساني والاجتماعي من مختلف دول العالم، وأقيم بشراكة استراتيجية مع الاتحاد العربي للعمل التطوعي والجمعية العربية للمسؤولية الاجتماعية والمؤسسة العربية للعمل الإنساني، وبتنظيم من برنامج الإمارات للتطوع الاجتماعي «تطوع» وبمبادرة من «زايد العطاء».
وشهدت الجلسة الافتتاحية للملتقى، التي حضرها عدد من كبار المسؤولين ورواد العمل الانساني وممثلين عن 46 مؤسسة حكومية، كذلك، تكريم الدكتور جمال السويدي مدير عام مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بوسام الإمارات للعمل الانساني، لما يتمتع به من كفاءة عملية وسيرة ذاتية غنية بالمشاركة في الحياة المجتمعية والثقافية العامة، ويلعب دورا رياديا في دفع نمو الحركة المجتمعية والثقافية محليا وعالميا.
كما تم منح سفيرة العمل الإنساني الدكتورة ريم عثمان وسام الإمارات للعمل الانساني، تثمينا لدورها في تمكين الأطباء من المشاركة الفعالة والميدانية لخدمة المرضى الفقراء في مختلف دول العالم.
سفراء
كما شهد حفل الافتتاح اختيار شخصيتين كسفراء للعمل الإنساني، وهما الشيخ عبد العزيز النعيمي ومريم اهلي، وتم منح جائزة الإمارات الانسانية في دورتها السادسة الى كل من مصرف الهلال ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والانسانية والاتحاد النسائي العام، وجمعية دار البر، والمستشفى السعودي الألماني، والاتحاد العربي للعمل التطوعي، ومدينة دبي العالمية للخدمات الانسانية، وجامعة عين شمس، والجمعية المصرية للتطوع، والمركز السوداني للتطوع، والجمعية العربية للمسؤولية الاجتماعية، ومركز الإمارات للقلب.
كما تم تكريم الشركاء من الداعمين للعمل الإنساني، وهم وزارة الداخلية ومؤسسة التنمية الأسرية، وكلية التقنية، وبلدية ابوظبي، ومركز ابوظبي للتعليم والتدريب التقني، والهيئة الوطنية والاحتياطية، والهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات، ودائرة المالية وموانىء ابوظبي، وجهاز ابوظبي للرقابة، ووكالة انباء الإمارات.
ذكرى زايد
وعقدت فعاليات ملتقى زايد الإنساني، تزامناً مع يوم العمل الإنساني الإماراتي، والذي يصادف التاسع عشر من شهر رمضان من كل عام، إحياء لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتذكير بأعماله الخيرة والإنسانية، وأن يتم الاقــتداء به وتسليط الضوء على هذه القيم ونشر الوعي بأهمية الأعمال الإنسانية والتطوعية وتقديم العون والمساعدة للآخرين.
وناقش المشاركون آليات تطوير العمل الإنساني في إطار مؤسسات المجتمع والمنظومة الإنسانية، وتطبيق المعايير العالمية في المشاريع والبرامج الإنسانية، إضافة إلى سبل تحقيق الحوكمة والشفافية في الأعمال الإنسانية.
واستعرض الملتقى المستجدات في مجال الاستثمار الاجتماعي وآلية تحفيز المؤسسات الحكومية والخاصة من تبني مبادرات في مجال العمل الانساني والاجتماعي، انطلاقاً من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع.
وتم خلال فعاليات المؤتمر اطلاق مبادرات مبتكرة جديدة في مجال العمل الانساني بمشاركة نخبة من رواد العمل الاجتماعي والانساني من الشباب.
علامة مضيئة
وأكد الدكتور جمال سند السويدي أن دولة الإمارات تمثل علامة مضيئة في منظومة العمل الإنساني الدولي ورمزاً للعمل من أجل تقديم الدعم الإنساني لكلِّ محتاج إلى هذا الدعم في دول العالم كلِّها من دون استثناء.
وقال السويدي بمناسبة حصوله على «وسام الإمارات للعمل الإنساني» إن هذا الوسام يمثل له قيمة كبيرة لارتباطه بملتقى يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، الذي سيظل رمزاً للخير والعمل الإنساني، ليس في منطقة الخليج والعالم العربي فحسب، وإنما في العالم كلِّه، وسيظل كذلك صاحب لقب «الزعيم الإنساني»، بما قدمه من مساهمات كبيرة في خدمة الإنسانية وما وضعه من أسس قوية للبعد الإنساني في سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة الخارجية.
قيم
أكد أحمد شبيب الظاهري مدير مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية أن الأب الباني والقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، آمن بعطاء هذه الأرض الخصبة، ومعدن هذا الشعب الأصيل، وولائه وانتمائه إلى الإمارات الحبيبة، ولذلك واظب على غرس قيم العمل الإنساني في نفوس أبناء الإمارات، ولم يقف رحمه الله عند ذلك، بل علمنا نحن أبناء شعبه الوفي كيف نحترم الإنسان ونقدره ونساعده، من منطق الأخوة والنخوة، حتى أصبح هذا السلوك الإنساني الرفيع جزءاً من موروثنا الأخلاقي اليومي الذي ما زلنا نتمسك به ونحافظ عليه.