استقبلت مدينة العين صباح اليوم نبأ استشهاد ابن الإمارات، شهيد الوطن والواجب، الملازم أول عبد العزيز سرحان صالح الكعبي، في منطقة الفوعة، والذي سيوارى جثمانه الطاهر الثرى بعد ظهر غدٍ في الفوعة، بعد وصول الجثمان قادماً من المملكة العربية السعودية على متن طائرة خاصة.



 وفور شيوع الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، توافدت جموع المواطنين من أبناء مدينة العين إلى منزل أهل الفقيد في الفوعة، للوقوف معهم في هذ الحدث الوطني الكبير، الذي يسجل لأبناء الأمارات في سجل الخالدين، وهم يؤدون واجب الدفاع، حيث كان الفقيد قد استشهد أمس اثناء تأدية واجبه الوطني، ضمن القوات الإماراتية المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي، الذي تفوده المملكة العربية السعودية، للوقوف مع الحكومة الشرعية في اليمن الشقيق.



روح معنوية

 وبروح معنوية عالية، وشعور عال بالفخر والاعتزاز، استقبل والد الشهيد العميد ركن متقاعد سرحان صالح الكعبي وابناؤه الستة جموع الموطنين الذين توافدوا على منزله في الفوهة  لتقديم واجب العزاء بفقيد الوطن.



وفي اول تصريحاته الصحفية، أكد والد الشهيد انه يشعر بالفخر والاعتزاز باستشهاد ولده عبد العزيز، ويحتسبه عند الله شهيدا للواجب والوطن، مؤكدا في الوقت نفسه انه هو وأولاده السته الباقون، والذين ينتسبون جميعا للقوات المسلحة والشرطة، على استعداد تام لتلبية نداء الوطن وقيادتنا الحكيمة والرشيدة. 



ربيت اولادي لمثل هذ اليوم

واشار قائلا :  إنني  ربيت  أولادي جميعا على حب الوطن والوفاء له، ولقيادته، تحت راية  صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، معاهدين الله ان نكون الجنود الأوفياء للوطن، الذي نعتز ونفتخر بانتمائنا له، والمضي قدما تحت رايه قيادته الحكيمة والرشيدة .



واضاف انه يتقبل التهاني وليس العزاء، فمثل هؤلاء  الرجال من الأبناء الشهداء نقف لهم بشموخ وكبرياء، وقد احتسبهم الله عنده في جنان الخلد بإذن الله.



تهنئة بدل العزاء

وعن ظروف استشهاد عبد العزيز، اشار شقيقة الأكبر فيصل الذي يعمل ايضا في القوات المسلحة، انهم لا يتلقون الاعزاء بل التهنئة وقد، تلقوا خبر استشهاد شقيقهم عبد العزيز، عندما اتصل احد الشخصيات العسكرية الكبيرة بالوالد صباح اليوم وابلغه انه قادم للسلام عليه، وعندها استشعرنا ان امرا ما حدث وبالفعل جاءت تلك الشخصية لمنزل الوالد، حيث قام بإخبار الوالد باستشهاد عبد العزيز، وعندها رفع الوالد يديه للسماء بالشكر والثناء، وانه لا راد للقضاء، وانه يحتسبه عند الله  شهيدا مع الصالحين سيما وانه استشهد في شهر رمضان المبارك،  واكد ان شهادة عبدالعزيز وسام نعتز ونفتخر به .



شرف  واعتزاز

 من جانبهم اوضح اشقاء الفقيد ان شقيقهم  عبد العزيز وترتيبه  قبل الأخير من بين الأشقاء السبعة، كان قد غادرهم متوجها في مهمة رسمية مع بداية شهر رمضان، وكان لديه شعور كبير بانه سوف يستشهد، وقال لهم سوف اشرفكم  واشرف وطني الإمارات إن شاء الله، وكان من المفترض أن يأتي أول من أمس بإجازة لقضاء عطلة العيد بين افراد الأسرة إلا أن مشيئة الله، اختارته ليكون بين الشهداء والصديقين في جنات الخلد إن شاء الله.



 من جانبه اشار علي  الشقيق  الأصغر  للشهيد أن  شقيقة كان يمتلئ بالحماسة منذ ان انتسب لكلية زايد العسكرية، والتحقق بمجموعة الفرسان الخاصة، وكات يتصف بالأخلاق الدمثة والمحبة لأصدقائه وبين إخوانه، وكان يعتزم الزواج فور الانتهاء من تأدية تلك المهمة الرسمية .



آخر اللحظات


 واضاف انه أودع كافة مقتنياته الشخصية سيما بطاقة الهوية وبطاقة البنك وبعض الأوراق الخاصة، وقام منذ عدة ايام بشراء سيارة جديدة من نوع فوكس فاجن، وتركها في مطار ابوظبي، واتصل بي منذ عدة أيام  كي احضر السيارة لمنزل العائلة في العين، وبالفعل قمنا بإحضار السيارة التي لم يستخدمها سوى مرة واحدة.

 وأضاف افراد الأسرة، ان والدة الشهيد بدورها تقبلت الخبر بكل هدوء وطمأنينة وقامت على الفور بالصلاة  والدعاء له ، وهي ومنذ تلقي الخبر تدعو له ان يتقبله الله في جنات الخلد والنعيم .



التشييع الرسمي

وافاد افراد الأسرة ان مراسم الدفن والعزاء الرسمية، سوف تقام بعد ظهر غد حيث ستقوم طائرة خاصة بنقل جثمان الشهيد والصلاة عليه ودفنه في منطقة الفوعة .