لا تزال الجهود الرسمية والشعبية مستمرة منذ أربعة أيام للبحث عن الشقيقين عبد الله ومنصور ابني محمد سرور الظاهري اللذين غرقا في بحر عمان على شواطئ منطقة دمر بولاية مرباط الخميس الماضي، حيث تشارك في البحث الطلعات الجوية وزوارق خفر السواحل والغواصون في فرقة الضفادع البشرية.
وأكدت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف العمانية أنه لا صحة للعثور على أي من الغريقين مشددة على أنهما طالما في السلطنة فهما من أبنائها وواجب البحث عنهما.
وقالت الهيئة على حسابها في «تويتر»: «لا تزال جهود البحث مستمرة في البحث عن المفقودين بولاية مرباط، ولا صحة عن العثور عن أحدهما».
ودعت إلى متابعة حسابها عبر «تويتر»، مشددة على عدم الالتفات للشائعات المتداولة حول موضوع الغرقى، مشيرة إلى اطلاع متابعيها على آخر المستجدات في لحظتها دون تأخير، داعية الله لهم بالسلامة.
كما نشرت الهيئة صوراً لفريق الإنقاذ المائي «الغواصين»، وهو يبحث عن المفقودين.
وأفاد عمّ الغريقين علي الظاهري الموجود هناك، في اتصال هاتفي مع «البيان»، بأن الجهود المكثفة من قبل السلطات العمانية ممثلة بسلاح الجو والبحرية وقوات الدفاع المدني، وكذلك أبناء وأهالي المنطقة مستمرة على مدار 24 ساعة دون انقطاع، لمراقبة مياه البحر والشواطئ على أمل العثور على المفقودين.
وأضاف أن الظروف الجوية التي تسود مياه البحر في مثل هذه الأيام من كل عام، حيث الرياح والتيارات المائية وهيجان البحر وارتفاع الأمواج تعوق عمليات البحث التي تقوم بها فرق الإنقاذ.
وأشار إلى أنه حسب خبرة أبناء المنطقة من العارفين بظروف الأحوال الجوية وتقلبات البحر في مثل تلك الأحوال، فإن المياه الباردة في قاع البحر تحول دون العثور على الغريقين، حيث إن المياه الباردة ثقيلة وتسهم في إبقاء الغريق في قاع البحر حتى ترتفع درجة حرارة المياه عندها يمكن أن تطفو الجثث على سطح البحر.
وقال: «نحن ما زلنا نعيش على الأمل، وسوف تستمر عمليات البحث حتى الوصول إلى قرار رسمي من قبل الجهات الرسمية».
وفود إلى منزل المفقودين
وفي مدينة العين، لا تزال وفود أبناء المدينة من أصدقاء العائلة والأقرباء تتوافد إلى منزل الأسرة في منطقة عشارج طيلة ساعات النهار للوقوف مع الأسرة المنكوبة، ودعاء الله العلي القدير أن يرد المفقودين سالمين. في الوقت الذي أعرب فيه والد المفقودين محمد سرور الظاهري عن شكره وتقديره لكل من وقف معه وزاره، راجياً العلي القدير أن لا يصيبهم مكروه، كما عاد شقيق المفقودين عرار من عمان أول من أمس للوقوف إلى جانب والده ووالدته.
اهتمام إعلامي عماني
إلى ذلك، بث التلفزيون العماني مساء أمس الأول تقريراً مفصلاً عن جهود البحث عن الشقيقين الإماراتيين، عبد الله ومنصور الظاهري.
وأظهر التقرير أثناء طلعة البحث علي بن سرور الظاهري، عم المفقودين، وهو على متن مروحية يطلع عن كثب على عمليات البحث، وذكر التقرير أنه تمت مضاعفة الطلعات الجوية، ويتناوب عليها طيران سلاح الجو السلطاني العماني وطيران الجيش العماني، إضافة إلى زوارق خفر السواحل ودوريات الشرطة والدفاع المدني على امتداد الشاطئ، مع تواجد فرقة الضفادع البشرية، وكذلك طبيب مناوب في الموقع.
وأشار التقرير إلى أن فريق البحث على متن المروحية كان بإشراف العميد الشيخ أحمد بن سعيد البلوشي، قائد القاعدة الجوية بصلالة، وقامت المروحية بالهبوط على الشاطئ لاصطحاب علي بن سرور الظاهري، عم المفقودين، وبعض من مواطني دولة الإمارات الموجودين في الموقع، للاطلاع عن كثب على عمليات البحث من مختلف الأجهزة الأمنية.
وأفاد التقرير بأنه تم تمشيط الخط الساحلي على امتداد 20 كم من موقع اختفاء المفقودين، ولوحظ انتشار زوارق خفر السواحل والدراجات المائية في المنطقة خلف الأمواج، حيث إنه على عمق 200 متر من الشاطئ لا تتمكن الزوارق والدراجات المائية من الدخول لوجود تيارات بحرية من اتجاهات مختلفة. ودعا عدد من أبناء المنطقة إلى ضرورة تشكيل فرق إرشاد مختصة في المنطقة، لتعريف الزائرين والسياح بخطورة ارتياد مياه البحر في مثل تلك الأوقات، وعدم الاكتفاء بوجود لوحات إرشادية.
إماراتيان يتطوعان في عملية البحث
تطوع الشابان الإماراتيان خليفة وسعيد المعمري يرافقهما الشاب العماني ذو الكفل آل سعيد في عملية البحث عن الشقيقين المفقودين.
وأوضح خليفة المعمري أن وجوده في صلالة يعد واجباً وطنياً وإنسانياً منه، ومُكملاً لدور العديد من المواطنين العمانيين الذين هبوا لتقديم المساندة والمساعدة، والوقوف جنباً إلى جنب مع أهالي المفقودين، آملاً أن تكشف الساعات المقبلة عن موقعهما، وأن تكلل جهود الإنقاذ بالنجاح بإذن الله تعالى، لا سيما أن عمليات البحث لا تركز على مكان غرق الشابين فقط، بل تشمل كيلومترات عدة من المناطق المحيطة.
كما وجه أخوه سعيد المعمري نصيحة إلى الشباب الهاوين للسباحة الذين يقضون عطلتهم في صلالة حالياً بعدم السباحة في البحر خلال هذه الفترة بالذات التي تشتهر بالدوامات والتيارات البحرية.
دعاء
مغردون يبتهلون إلى الله أن ينجي الشقيقين
واصل المغردون عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تفاعلهم مع وسم #الغرقى_الاماراتيين، معبرين عن أملهم في أن تأتي الساعات المقبلة بخبر يدخل الفرح على قلوب الإماراتيين، وخصوصاً ذوي الغريقين المفقودين في بحر عمان عبد الله ومنصور محمد الظاهري.
ودعوا الله أن ينجيهما من ظلمات البحر، كما نجا النبي يونس، فليس ذلك ببعيد على رب العباد، مبتهلين إلى الله أن يردهما إلى ذويهما سالمين.
وغردت كاسرت الرحامة: «اللهم فرج علينا كربتنا وردهما لوالديهما بكامل صحتهما وعافيتهما يا رب»، ودوّن ظافر عايض الأحبابي: «اللهم نجهما كما نجيت عبدك يونس من ظلمات البحر وظلمات بطن الحوت يا أرحم الراحمين».
وكتبت أسماء الجناحي: «اللهم أعدهما إلى أسرهما ومحبيهما، وأسعد قلوب الجميع بنجاتهما»، وقالت المغردة نور: «الأخ قطعة من القلب، عون وسند في الحياة، لذا لم يستطع أن يترك أخاه يواجه الغرق وحده دون شرف محاولة إنقاذه، اللهم كن معهما».
ودعت عفرا أن يحرسهما الله بعينه التي لا تنام، وأن يرجعهما إلى أهلهما وذويهما سالمين، ودوّنت فاخرة: «اللهم الطف بهما وردهما إلينا سالمين غانمين، وطمئن قلوبنا عليهما»، وغردت روضة: «اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد أخرج عبد الله ومنصور محمد سرور شهوان من حلق الضيق إلى أوسع الطريق».