شهدت الاستعدادات لانتخابـات المجلس الوطني «مفاجآت غير متوقعة» مع تصاعد وتيرتها أخيراً، إذ بدأ عدد من المرشحين في الإعلان عن عزمهم ترشيح أنفسهم للانتخابات المقبلة تواتراً وبشكل سري جداً، دون أن يتم الترويج له عبر وسائل الاتصال المختلفة إعمالاً للقرار القاضي من اللجنة الوطنية للانتخابات وفقاً للمادة 45 من التعليمات التنفيذية التي تنص على أن تبدأ الدعاية الانتخابية بعد إعلان القائمة النهائية للمرشحين، وتنتهي بنهاية الدوام الرسمي، الذي يسبق اليوم المحدد للانتخابات بـ48 ساعة، وفق الجدول الزمني الذي حددته اللجنة.

ورصدت «البيان» آراء أشخاص في عدد من مناطق الفجيرة ومدن الشرقية التابعة لإمارة الشارقة، أعلنوا عن عزمهم خوض غمار الانتخابات الوطنية، معلنين بذلك بدء حملتهم لحصد أصوات الناخبين باكراً، ما يعني أن سباق الانتخابات الوطنية سيشتد خلال الأيام المقبلة.

سرية تامة

وعلى رغم أن المرشحين أعلنوا نيتهم الترشح للانتخابات، إلا أنهم مازالوا يحجمون عن التطرق لبرنامجهم الانتخابي، الذي يعملون عليه بسرية تامة .

مخالفات انتخابية

ويأتي هذا في الوقت الذي حذرت فيه اللجنة الوطنية للانتخابات من قيام المرشحين بأي «مخالفات»، وبخاصة المتعلقة بالحملات الدعائية الخاصة بهم .

الصوت الواحد

شدد الدكتور علي راشد النعيمي، مدير عام جامعة الإمارات، على أن تقليص ترشيح الأصوات من 3 أصوات إلى صوت واحد من شأنه أن يمنع الاستغلال والتلاعب بالعملية الانتخابية وتوزيع الأدوار، موضحاً أن المرحلة الانتخابية لدولة الإمارات تأتي حتماً للتعبير عن التنمية السياسية، ولإثراء المشاركة السياسية، كما أن عملية زيادة المشاركة في هذه العملية يعتمد على عنصرين أساسيين حسب التكوين المجتمعي لدولة الإمارات وهما فئتا المرأة والشباب، موضحاً أن وجود المرأة الإماراتية تحت قبة البرلمان في غاية الأهمية، وهي لا تقل أهمية عن حرص المرأة على التصويت للمرأة فهي الأجدر لمناقشة قضاياها والتطرق لهمومها، لذا لا بد من دعم المرشحة الإماراتية والحرص التام على من يمثلها.

كما أن وجود العنصر النسائي في المجلس يعد مكسباً كبيراً للحركة النسائية في الإمارات .

زيادة التصويت

كما يأمل الدكتور أحمد علي الخزيمي، عضو فريق التثقيف الخاص بانتخابات المجلس الوطني، بزيادة التصويت والإقبال على الترشيح، ولا بد من اختيار أصحاب الكفاءات للوصول إلى مقعد البرلمان موضحاً أن من يرشح نفسه يجب أن يكون على قدر تام من المسؤولية الوطنية، منوهاً في الوقت ذاته بأهمية زيادة نسبة التصويت لوصول الشخص المناسب لعضوية المجلس الوطني.

نقلة نوعية

وتعتقد الدكتورة عائشة النعيمي، أستاذ مشارك في كلية الإعلام بجامعة الإمارات، أن تقليص نسبة الأصوات سيحدث نقلة نوعية في مسار البرلمان في الدولة، باعتبار تقلص من مسألة التكتلات التي كانت في الانتخابات السابقة، بحيث ستتم عملية ترشيح الشخص الأكثر جدارة وشعبية.

رأي قانوني

وقالت المحامية موزة مسعود من وجهة نظرها القانونية: إن إعلانات المرشحين حالياً لا تعتبر «دعاية انتخابية» كونها تعلن ضمنياً وليس ترويجياً، حيث إن تكون الدعاية الإعلانية الخاصة بمن ينوون ترشيح أنفسهم للانتخابات المقبلة تندرج حالياً ضمن مفهوم «مخالفات الدعاية الانتخابية»،

دعاية ودية

ومن جانبه، قال سالم المفتول محامي من إمارة رأس الخيمة، إن الاتصالات لم تتوقف عليه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من أشخاص يريدون أن يتم دعمهم أو دعم مرشحيهم في انتخابات المجلس الوطني من إمارة رأس الخيمة للعام 2015، عبر الإشادة بالمرشحين وتذكيتهم للناخبين، مؤكداً أنه رغم عدم تواجد اسمه في القوائم الانتخابية إلا أن مكانته الاجتماعية وقاعدة العلاقات الكبيرة التي يمتلكها وجهت هذه الفئات للتواصل معه.

طلبات متزايدة

وذكر عبد الله الشميلي مدير التسويق في إحدى المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت المعروفة في إمارة رأس الخيمة، أن العديد من الطلبات قد بدأت بالتوافد عليهم منذ فترة لمرشحين مستقبليين لحجز مساحة إعلانية لهم في أبواب الموقع الإلكتروني، الذي يزوره العديد من المتصفحين في الدولة بشكل عام وإمارة رأس الخيمة بشكل خاص، إلا أنهم قد رفضوا تماما ًأن يقبلوا أي شخص لغاية الإعلان الرسمي عن القائمة النهائية للمرشحين المعتمدين في كل إمارة.

البقاء للأفضل

سعيد مصبح رجل أعمال أشار إلى أن الفرصة في الانتخابات سوف تكون للمرشح الأفضل المعروف لدى مجتمعه، مشيراً إلى أن الجداول الانتخابية والدعاية الكبيرة لن تعوض عن السمعة الطيبة التي هي جواز مرور أي مرشح إلى صناديق الاقتراع، مشيراً إلى أن فكرة الترشح لانتخابات المجلس الوطني قد طرحت عليه من أشخاص عدة ومازال يدرسها، وفي حالة قرر أن يدخل التجربة فإنه سوف يروج لما يمتلكه فعلياً من مؤهلات وقدرات قديمة يعرفه المجتمع به .