حب العمل، والإخلاص في أدائه، والالتزام بمسؤولياته وحقوقه، والتحلي بسمات الشخصية المحبوبة والمتعاونة، عناصر أساسية في خلطة أي نجاح وتميز وظيفي، كحال عيسى الأيوبي، الذي مضى على عمله في محاكم دبي أكثر من ثلاثة عقود، ولايزال ينظر إليه أنه هواية ومكان للسعادة والراحة، وقضاء أجمل الأوقات برفقة زملائه الذين أمسوا بالنسبة إليه رفقاء درب، حتى تدرج في وظيفته، وأمسى مسؤول وحدة خدمات القضاة.

ففي عام 1984 التحق الأيوبي بمحاكم دبي للعمل في قسم الشؤون المالية، وكان مسؤولاً عن خزينتها، والصادر منها والوارد إليها من رسوم الخدمات القضائية، واستمر أمينا على الخزنة مدة عشرين عاماً قبل أن ينتقل إلى قسم الشؤون الإدارية ويعمل في الخدمات العامة لمدة سنتين، ثم إلى وحدة خاصة بشؤون القضاة تقوم على خدمتهم، وإنجاز معاملاتهم، وشؤون حياتهم، حتى يتفرغوا لعملهم في القضاء.

الأيوبي ومعه بعض الموظفين مسؤولون عن إنجاز معاملات القضاة، وحجوزاتهم وشؤون سكنهم وإقاماتهم واحتياجاتهم الأخرى، وهو سعيد بعمله، ويشعر بالمتعة والرضا عن النفس كلما أنجز مهمة من مهامه، ويعتبر أن السعادة الذاتية مستمدة من إسعاد الآخرين.

يقول: أنا أحب عملي كثيراً، وسعيد بواجباتي ومسؤولياتي، فهو بالنسبة لي هواية لا وظيفة أو راتب، وأشعر بالسعادة كلما أنجزت مهمة من مهام القضاة، أو رأيت السعادة في وجوههم، فأنا أسعد بخدمة الآخرين، وتوفير الحلول لهم، وإنجاز معاملاتهم.

وخلال مدة عمله في المحاكم، عاصر الأيوبي مراحل تطورها، وتوسعها، ووقف شاهداً على أبرز إنجازاتها وتميزها، وريادتها، لا سيما لجهة نوعية الخدمات، وطريقة وسرعة تقديمها، حتى غدت تنجز عبر الهواتف الذكية بخالف ما كانت عليه في السابق على الورق فقط.

ويستذكر كيف عمل في أول مقر للمحاكم في منطقة نايف، ثم في مبنى البلدية القائم ، ثم إلى مكانها الحالي في مطلع التسعينيات، وشهدت منذ ذلك الحين مرحلة جديدة من التوسع في البناء، مشيراً إلى أن عدد الموظفين كان في بداية عمل المحاكم نحو 100 موظف أو يقل، بمن في ذلك القضاة، ثم زاد هذا العدد إلى نحو 1200 موظف.