أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في شهادة أخرى أن التحديات العديدة التي واجهت مسيرة الاتحاد، تم التغلب عليها بفضل القيادة الحكيمة من المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراهما، فاستطاعا أن يتغلبا على كل الصعاب والتحديات حتى وصلا بالدولة إلى ما هي عليه الآن.

إن لم يكن في «الديوان» يستقبل الجميع ويستمع ويناقش، فهو حتماً في «القمرق» مبنى كان يجتمع فيه مع الناس أيضاً، أو في المجلس المقام في بيته، ففي كل الأحوال، هو بين الناس ومعهم، وفي هذه التفاصيل عن حياة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد باني دبي ومؤسسها، يتحدث لـ «البيان» الباحث في مجال التراث والخبير في المسكوكات الإسلامية عبد الله بن جاسم المطيري مستشار شؤون المتاحف والتراث في هيئة دبي للثقافة والفنون، مدير بيت الشيخ سعيد آل مكتوم سابقاً، عن تفاصيل عدة لحياة الشيخ راشد بعضها عاصرها ورآها بنفسه.وصول غير سهل، ومسيرة شاقة اعتمد فيها الوالد والحاكم راشد على النظرة الثاقبة للحاكم والقلب الدافئ الحنون للأب..

لم يعتمد على المهندسين والاستشاريين ومسؤولي الدوائر، بل كان يشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة، فإن كانت هناك مشاريع قيد الإنجاز، فهو بكل تأكيد يمر على أم الدوائر «بلدية دبي»، أو يتفقد الجمارك، أو حركة السفن في الخور، أو غيرها من الدوائر، يتفقد سير العمل في مختلف أنحاء الإمارة، ليعود إلى بيته قبل الثامنة صباحاً لتناول فطوره، وشرب القهوة ومن ثم الجلوس في الديوان حتى صلاة الظهر، حيث يستقبل هناك كل أبناء الإمارة والمواطنين والتجار والزوار وغيرهم دون استثناء، ليستمع من الجميع ويعرف بنفسه ما يدور في الإمارة، وما تحتاجه، ويخطط للمستقبل، ويقدم المساعدة لمن يحتاجها دون النظر لمن يكون.

يقول المطيري: بدأ الشيخ راشد بن سعيد حمل العبء عن والده الشيخ سعيد آل مكتوم منذ وقت مبكر حين كان والده هو الحاكم أي قبل أن يصبح هو الحاكم الفعلي، ففي عام 1943 كان الشيخ سعيد مسافراً للهند، وهناك سأله صحافي مصري اسمه عبد المنعم العدوي الذي كان يصدر مجلة اسمها «مجلة العرب» لمتابعة أخبار الجالية العربية التي كانت تعيش في الهند وتزورها بغرض العمل والتجارة وغيرها، وفي أول لقاء صحافي مع الشيخ سعيد بن مكتوم في تلك المجلة سأله الصحافي عن الشيخ راشد، فأجاب: «نعم لي ابن يسمى راشد تركته في دبي لإدارة الأمور في غيابي» في دلالة واضحة على اعتماد والده عليه وتحميله للمسؤولية مبكراً.

بدأ الحكم الفعلي للشيخ راشد عام 1955 وكان في الثلاثينات من عمره، إلا أنه كان محنكاً، أخذ من والده الكثير من الصفات القيادية، إضافة إلى شخصيته القوية والحازمة، مع اللين والهدوء في التصرف في مختلف المواقف، والجميع ممن عرفوا الشيخ راشد بن سعيد يقولون إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كأنه بالضبط والده الشيخ راشد بكل تفاصيل شخصيته وطريقة حكمه وإدارته للبلاد والعباد، ومتابعته لكل صغيرة وكبيرة بنفسه.

اعتمد الشيخ راشد على نوعين من الرجال في حياته، النوع الأول هم عامة الناس من أصحاب المجالس والأصدقاء، والنوع الثاني مناهل الحكم والرأي والمشورة، إذ لم يكن ليأخذ قراراً منفرداً إلا بعد أن يعود لأصحاب الرأي، مما يدل على حكمته، وقربه أيضاً من الناس.



توسعة الخور

ومع قلة الإمكانيات المتوفرة آنذاك، إلا أن الشيخ راشد ببعد نظره فكر في توسعة خور دبي، معتمداً على علاقاته مع رجال الأعمال والبنوك، واستطاع أن يقترض لتوسعة الخور، إذ كانت السفن الكبيرة وقتها تقف عند حدود المياه الإقليمية لعدم قدرتها على الدخول إلى الخور، وكانت الناس والبضائع يتم نقلهم منها إلى دبي باستخدام «التشالة» وهي قوارب صغيرة للنقل في الخور، وبعد توسعة الخور، كان هذا المشروع نقطة تحول عملاقة في تاريخ الإمارة، وتجارتها وازدهارها حيث بات بإمكان المراكب الكبرى التجارية ومراكب النقل وغيرها الدخول إلى الخور دون أية عقبات.

ويشير المطيري إلى أنه من عشق الشيخ راشد لدبي وحرصه عليها، كان بنفسه يذهب لزيارة التجار العرب والأجانب الذين يأتون إلى الإمارة أو ممن يقيمون فيها لفترات ليقيم معهم العلاقات الودية، ويتعرف على احتياجاتهم التي يمكن من خلال تلبيتها إحداث تغييرات مهمة في الإمارة يمكن للكثيرين الاستفادة من تسهيلاتها، مؤكداً أن علاقة آل مكتوم بالتجارة علاقة أزلية، حيث كانت دبي عام 1961 ترتبط بعلاقات تجارية مع أكثر من 60 دولة بعضها في أميركا اللاتينية.

وعندما بدأ الشيخ راشد بناء ميناء جبل علي في منتصف الستينيات، تساءل الناس وحتى التجار من الهدف من أن يحفر وينشئ الشيخ راشد ميناءً وسط الصحراء، ولم يروا ما كان يراه ويخطط له حتى بات العالم يتحدث عن أكبر ميناء في العالم، كان الناس وقتها يعتقدون أن خور دبي وحده كافٍ للسفن وحركة التجارة في الإمارة، الآن دبي بكل فخر تدير أكبر موانئ في العالم وتساهم في إدارتها وتنميتها ورفدها بخبرتها الواسعة في هذا المجال، يعود ذلك إلى بعد نظر مؤسس الإمارة راشد بن سعيد.



الخزان العائم

وتابع المطيري: «البترول جاء متأخراً، لكن إن نظرنا إلى الفترة التي ظهر فيها البترول نتساءل من في تلك الفترة فكر في إنشاء خزان عائم لحفظ البترول، وحده الشيخ راشد أمر ببناء هذا الخزان، لأسباب عدة أولها أنه أقل تكلفة من الخزانات البرية، ثانياً لغرابة شكله واختلافه عن مشروعات الخزانات في أي مكان في العالم نظراً لحبه للتميز، وخلال حفل الافتتاح كان يدير المرور في تلك الفترة «محمود مصطفى رحمه الله» وكان قد أمر بكتابة عبارة على كل رخص القيادة نصها: على مستخدم الطريق الوقوف على يمين الشارع عند مرور صاحب العظمة الشيخ راشد، وأثناء انتقال الشيخ راشد لحفل الافتتاح الذي تم دعوة الكثير من التجار والأعيان في الإمارة، تفاجأ الشيخ راشد بخلو الشارع من الناس، وتساءل عن السبب، فعرف أن الناس يقفون على طرف الشارع نظراً لمروره، فانتظر وصول محمود مصطفى وقال له:«لماذا تحرم الناس من أعمالهم، هناك المريض، وصاحب الحاجة، والموظف، ومن لديه عمل، كيف تطلب منهم التوقف عن أداء أعمالهم!! اليوم تلغي ما كتبته على كل الرخص وتلغي هذا القرار».. وبالفعل تم إلغاء القرار على الفور، وأيضاً تم إصدار طابع بريدي يحمل صورة الخزان العائم الذي كان بالفعل بمثابة تحفة فنية».



مصنع الألمنيوم

وفي إحدى السنوات تمت دعوة الشيخ راشد إلى إحدى الدول المجاورة لافتتاح مصهر للألمنيوم، وفور عودته أمر بإنشاء مصهر مماثل على الرغم من أن الفكرة لم تكن في الحسبان، إلا أنها تمت وبسرعة، وأرسل الشيخ راشد أول إنتاج من ذلك المصنع للدولة التي دعته إلى افتتاح مصهرها.



تاجر مات مرتين

ويتساءل عبد الله المطيري خلال حديثه: «من كان يتوقع أن يصل شارع الشيخ زايد إلى ما وصل إليه الآن من تطور ورقي ويصبح واحداً من أغلى الشوارع في العالم، بعد أن كان الجميع في السابق يظن أن نهاية العمران في دبي تقف عند حدود المركز التجاري حالياً، ولم يكونوا يرون أبعد من ذلك كون الحركة العمرانية لم تكن وصلت إلى ذلك المكان بعد، إلا أن الشيخ راشد بدأ في وقت مبكر بتوزيع الأراضي على المواطنين والتجار غير المواطنين أيضاً في تلك المنطقة ليهيئ لها مبكراً، ويقول أحد التجار الخليجيين حين يروي قصته مع الشيخ راشد: لقد مت مرتين، المرة الأولى عندما طلبت أرضاً من الشيخ راشد وظننت أنه سيمنحني قطعة أرض قرب الخور أو في منطقة حيوية لكنني تفاجأت بأنه أعطاني أرضاً في الصحراء، ويقصد بها منطقة شارع الشيخ زايد حالياً، فيقول مت ورفضتها لأني لم أر منها أي جدوى، أما الموتة الثانية هي عندما رأيت ما آلت إليه المنطقة وتذكرت أنني رفضت قطعة الأرض تلك وخسرتها لأني لم أكن أملك نظرة وتفكير الشيخ راشد».



ريال قطر ودبي



بعد أن أقرت الهند سحب الروبية الهندية في 2 يونيو 1966، اتفقت دبي مع السعودية على استخدام الريال السعودي في إمارة دبي من 2 يونيو 1966 إلى 18 سبتمبر 1966، وخلال تلك الفترة اتفق الشيخ راشد مع الشيخ أحمد بن علي حاكم قطر آنذاك على قيام وحدة نقدية تضمهما فتم الاتفاق على صدور ريال قطر ودبي في 18 سبتمبر 1966 واستمر إلى 19 مايو 1973.



داعم الاقتصاد

كان الشيخ راشد يهتم بالحركة الاقتصادية ويرعاها إلى جانب التجارة، فكان يلبي دعوات افتتاح أي مشروع جديد، لإثبات حرصه وتشجيعه للصناعة والاقتصاد لكل المستثمرين في الإمارة سواء من أبنائها أو من المقيمين فيها، وفي أحد الأيام لبى دعوة أحد تجار الإمارة لافتتاح مصنع «معكرونة الإمارات»، ولم يهتم بالحضور فقط، بل تحدث إلى مالك المصنع قائلاً: «هذا المشروع يحتاج إلى متابعة، يجب أن تكون أول من يحضر إلى هذا المكان كي تكون قدوة العاملين فيه، بإمكان أي شخص أن ينشئ مصنعاً أو مشروعاً، لكن ليس بإمكان الجميع الاستمرار»، وبالفعل بقي المصنع إلى اليوم من أحد المصانع الناجحة والتي تمكنت من الاستمرار على مدار السنوات الطويلة الماضية.



التعليم والدين

لم يهمل الشيخ راشد بن سعيد الجانبين الثقافي والديني، فأمر بإنشاء أول مكتبة عامة في منطقة الراس في ديرة عام 1963 لا زالت موجودة إلى يومنا هذا، ولم يكتف بأمر الإنشاء، بل أرسل رسائل إلى كل وزراء الثقافة في الدول الخليجية والعربية لرفد تلك المكتبة بالكتب والمخطوطات والموسوعات التي من شأنها أن تثري المكتبة.



كما اهتم كثيراً بالتعليم وأولاه اهتماماً خاصاً، فأنشأ المدارس وتعاون مع العديد من الدول العربية على إمداد تلك المدارس بالمناهج والمدرسين والمعلمين اللازمين لإتمام تلك العملية، فكان العبء الأكبر على الكويت التي أرسلت المناهج، وجمهورية مصر ودولة قطر أرسلتا المعلمين للمدارس.

وأمر الشيخ راشد بإصدار طوابع خاصة لتكريم الدول التي ساهمت في نشر التعليم والثقافة، فحملت تلك الطوابع صورة الشيخ راشد مع كل من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والشيخ عبد الله سالم الصباح، والشيخ أحمد بن علي آل ثاني.

كما اهتم بالقضاء وانشأ محكمة نظامية في دبي في منتصف الخمسينيات وتم انتداب قاض خاص لها من عدن بقي حتى عام 1971، وساهم في بناء المساجد، وإحضار الخطباء من الأزهر، حيث كان معظم الخطباء يعملون في مهنة التدريس أيضاً.



راشد الإنسان

وبالرغم من المهام العديدة التي كانت تشغل باله ووقته وكثرة المسؤوليات، إلا أن ذلك لم يمنعه من التواصل المستمر مع الناس، والاستماع لهم مهما كانت هوياتهم أو أعمارهم، إذ يحكي عبد الله بن جاسم المطيري موقفاً شخصياً له مع الشيخ راشد عندما كان المطيري يبلغ من العمر 15 عاماً، حيث توفي والده في تلك السنة من 1967، وقرر بعد وفاة والده الالتحاق بالمدرسة الصناعية التي أنشأتها بريطانيا وكانت تدار من قبل مجلس التطوير «المسؤول عن الإمارات المتصالحة في ذلك الوقت»، وكان لكل حاكم عدد محدد من الطلبة لإلحاقهم بالمدرسة، ولا يتم قبولهم إلا بأمر الحاكم، فذهب لأخذ ورقة من حاكم دبي الشيخ راشد تفيد بموافقته على نقله للمدرسة الصناعية.



ويقول المطيري: «ذهبت للديوان لأقابل الشيخ راشد فبعد أن توفى والدي شعرت بمسؤولية كبيرة خاصة وأن تلك الأيام كانت الموارد شحيحة ولا بد من البحث عن مصدر للرزق، فلما رآني سألني على الفور لم أنت لست في المدرسة في هذا الوقت؟ فأجبته والدي توفى، فقال الشيخ راشد: ومن يتوفى والده لا يذهب إلى المدرسة؟ فقلت: بلى يذهب، لكني أريد الالتحاق بالمدرسة الصناعية، فسألني: لماذا تريد المدرسة الصناعية، فقلت: لأنهم سيعطونني 50 روبية، وغداء، و«شربت» أي مشروب غازي، فمشى الشيخ راشد وظنت أنه تركني ولن يحقق لي مطلبي، فتمسكت بالبشت الخاص به، وكان أمراً جللاً أن يتجرأ شخص على إيقاف الحاكم ومنعه من المشي والإمساك بثوبه، إلا أن الشيخ راشد على الرغم من ذلك التصرف، إلا أنه قدر ظرفي وعمري، وقال لي تعال معي، فلحقته إلى الديوان وطلب من سكرتيره الخاص كتابة رسالة التحويل ثم وقعها ومجلسه يعج بالناس وهو بالفعل في قمة الانشغال، ثم سألني: معك نول؟ أي قيمة العودة بالعبرة إلى البيت، فقلت له: لا، فتناول عشر روبيات من جيبه وأعطاني إياها وكانت في ذلك الوقت تعد مبلغاً كبيراً فرحت به كثيراً إضافة إلى سعادتي بالحصول على الموافقة للالتحاق بالمدرسة التي ستؤمن لي الراتب والتعليم الذي أرغب به».



دبي في الصحف

عام 1959 أي بعد سنة من تولي الشيخ راشد الحكم فعلياً قرأت في مجلة المصور المصرية مقالاً عن دبي من خلال مهندسها راشد، عنوانه: «الإمارة التي تصنع شيئاً من لا شيء»، وفي سنة 1960، كتب الصحافي سليم زبال في مجلة العربي عن دبي «دبي التي سيدخل الرخاء إلى إمارات الساحل منها».



اهتمام بالفضاء

قد يبدو من غير المعقول أو ربما لا يصدق البعض أن دبي اهتمت بالفضاء منذ عام 1964، حين أمر الشيخ راشد بإصدار طوابع خاصة تكريماً لرجال الفضاء وإسهاماتهم في العلم والتطور الذي يخدم الإنسانية، ثم تكمل دبي مشوارها نحو الفضاء بنفسها من خلال الإعلان عن مسبار المريخ

إكسبو



كذلك معرض إكسبو الذي تستعد دبي لاستضافته عام 2020، والذي لم يكن أغلب الناس يعرفون عنه الكثير، كانت دبي تعرفت عليه في نيويورك عام 1964، وأمر الشيخ راشد بإصدار طابع بريدي عن المعرض تكريماً لهذا الصرح العملاق وما له من آثار إيجابية على البلدان التي يقام فيها.

 كان يصلي الفجر، وقبل أن يصل فنجان القهوة العربية إلى يديه، يكون هو قد وصل بنفسه إلى أماكن المشروعات الحيوية في دبي، والتي كانت لا تزال تحت الإنشاء، ويتفقد، ويتأكد من أن العمل يسير وفق النظام المطلوب، ووفق المعايير التي يسعى لها بفكره الثاقب، ونظرته بعيدة المدى التي حيرت الكثيرين ممن عاصروه في ذلك الوقت، إلى أن باتت الأمور تتضح لهم شيئاً فشيئاً ويدركون أن ما يقوم به الشيخ راشد، ليس ضرباً من الخيال، أو المباهاة، أو عمل غير مخطط ومدروس، بل إنه كان أبعد من ذلك بكثير..



ولقد قال عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في شهادة للتاريخ، من ابن لأبيه: إن أفكار ورؤية الوالد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم كانت وراء تطور دبي وهو الذي وضع الأساس السليم لهذه المشاريع العملاقة التي ترونها الآن في دبي.

 الطفولة



اهتم الشيخ راشد بالطفولة، ووفر للأطفال كل ما من شأنه أن يؤمن لهم المستقبل الأمثل والحياة الكريمة، من مدارس ومعاهد ومستشفيات، ونوادٍ رياضية وغيرها الكثير، وفي عام 1972 أمر الشيخ راشد بإصدار طوابع عن الطفولة بالتعاون مع اليونيسيف، وفي ذلك الوقت كانت اليونيسيف مؤسسة عالمية مقارنة مع تاريخ دبي في ذلك الوقت إلا أن دبي تمكنت من الوصول إلى العالمية والتعريف بمساهماتها الإنسانية واهتمامها بالطفولة وغيرها من القضايا في وقت مبكر ولا زالت تسير على الخطى ذاتها.

 لا وقت للراحة

 لم يكن الشيخ راشد ينام إلا سويعات معدودة، كان دائب الحركة والعمل، لا يركن للراحة إذ يجدها في الإنجاز، ويشير المطيري إلى أن في الثمانينيات عندما كان الشيخ راشد يعاني من المرض، كان متجهاً بسيارته إلى منطقة حتا، فسمع صوتاً في السيارة، وعرف أن الطريق به حفرة، فاتصل على الفور من أوائل الهواتف المحمولة التي كانت بدأت تنتشر في تلك الآونة، وتحدث مع المسؤولين في البلدية معاتباً إياهم على عدم تسوية الطريق وترك تلك الحفرة، موضحاً أن الشيخ راشد لم يلتفت إلى تعبه، بل أصر على محاسبة المقصر وتمهيد الطريق.