تُوقّع بلدية دبي وهيئة الصحة في دبي اليوم اتفاقية لإطلاق واحدة من أهم المبادرات الصحية على مستوى المنطقة والعالم، يتم بموجبها وضع مكونات الطعام والشراب كافة في قائمة الطعام لأي مطعم أو مؤسسة غذائية في الإمارة، تتضمن السعرات الحرارية، وكمية السكر، والدهون، والدهون المشبعة، والملح، وكافة التفاصيل المتعلقة بصحة الإنسان، في خطوة من شأنها أن تُشكّل نقلة نوعية في مجال الغذاء والحفاظ على صحة الأفراد في الإمارة.
وقال خالد شريف العوضي المدير التنفيذي لإدارة سلامة الغذاء في بلدية دبي لــ«البيان»: ان المبادرة مشتركة بين الدائرتين في اطار حرصهما على تطبيق ما تضمنته الاجندة الوطنية الاتحادية من اعتبار «الصحة» واحدة من ابرز اولوياتها، والمساهمة في تقليل نسبة الامراض المنتشرة في الدولة والناتجة عن العادات الغذائية السيئة في الدولة، كالسكري، وضغط الدم، والسمنة، وغيرها.
وأضاف: «انه سيتم اجبار كافة المطاعم او المؤسسات الغذائية في الامارة مع بداية العام المقبل على تضمين قائمة الطعام لديها بمحتويات كل طبق بشكل دقيق، بالإضافة الى الخبز، وتحديد انواعه، فعلى سبيل المثال بعض المطاعم تقدم خبزا مضافا اليه الوان ونكهات على اساس انه خبز اسمر لكن الواقع غير ذلك، وهذا مضر بصحة مرضى السكري او من يتبعون حمية معينة ناتجة عن امراض او عن عادات صحية، اما مع النظام الجديد فسيتم التأكد من نوعية الخبز المقدم من خلال ذكر المكونات بدقة، وبالتالي التمييز بين الخبز الاسمر الحقيقي وبين غيره، وهكذا بالنسبة لكافة انواع الزيوت والسكر او المنكهات او السعرات الحرارية في كل طبق».
واكد ان تطبيق ما تنص عليه الاتفاقية سيجعل من امارة دبي رائدة في مجال الصحة ونوعية تقديم الطعام، خاصة في ظل الاعداد المتزايدة من السياح الذين يزورونها سنويا بالإضافة الى المقيمين فيها وازدياد عدد المؤسسات الغذائية.
كما اوضح ان البلدية ستتولى موضوع تقديم طلبات المطاعم لديها لتعديل قوائم الطعام، والتفتيش لاحقا على تلك المؤسسات والتأكد من مدى التزامها ومدى تطابق ما في القائمة مع ما يقدم للجمهور، وكافة نواحي السلامة الغذائية، فيما ستقوم هيئة الصحة من خلال خبرائها بتحديد الامور الفنية والطبية المتعلقة بالصحة من تحديد الوحدات الحرارية لكل منتج او طبق، ومدى ملائمة المنتج مع امراض معينة، بحيث يعي المستخدم مدى مناسبة ما يوجد في القائمة مع حالته الصحية او حميته.
مؤتمر
وتأتي هذه الاتفاقية على هامش مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية في دورته العاشرة المقام في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة العديد من الجهات المحلية وعلى رأسها وزارة البيئة والمياه، وهيئة الصحة بدبي، وجامعة الإمارات، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وغيرها من الجهات الاتحادية والمحلية ذات العلاقة بسلامة الأغذية، لمناقشة أهم القضايا المتعلقة بأمن وسلامة الأغذية في ضوء الاهتمام العالمي المتزايد تجاه هذه القضية.
واكد العوضي على أهمية هذا الحدث العالمي الذي تنظمه بلدية دبي، والذي جذب على مدى دوراته التسع الماضية العديد من المشاركين من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن مئات الخبراء والمختصين الذين قدموا العديد من الأوراق العلمية والبحوث في مختلف تخصصات السلامة الغذائية، والذي بات قبلة لمن يبحث عن آخر تطورات السلامة الغذائية على مستوى العالم، وقد أصبحت هذه التظاهرة العلمية السنوية مصدر فخر لنا في إمارة دبي، ويرجع هذا لرؤية البلدية الثاقبة والمتمثلة في جعل الإمارة مركزاً للتميز والمتميزين.
واشار الى ان المؤتمر سيوفر فرصة فريدة من نوعها للمهتمين بسلامة الأغذية على مستوى العالم وذلك لتبادل الأفكار والآراء حول آخر مستجدات سلامة الأغذية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية. كما أن المؤتمر الدولي ذو أهمية كبيرة ويحوي العديد من الممارسات والجلسات المتخصصة في مجال الأغذية.
كما أوضح العوضي أن نجاح المؤتمر يعتمد على التحضير الجيد والمسبق للحدث كي يحقق أهدافه المرجوة، وأيضا تضافر الجهود والتعاون الفعال بين كل الجهات سيكون له الأثر الكبير في إنجاح الحدث لأهمية هذا المؤتمر على كافة المستويات الدولية والإقليمية والمحلية مشيرا إلى أن المؤتمر ولد كبيراً منذ دورة انعقاده الأولى ويعزى ذلك للجهود الكبيرة التي تبذلها البلدية في سبيل إنجاح هذه التظاهرة المهمة في مجال سلامة الأغذية والتي توليها إمارة دبي أهمية قصوى، وذلك لارتباط سلامة الأغذية بخطة دبي الاستراتيجية والرامية لجعل دبي مركزاً تجارياً وسياحياً جاذباً، كما يتسق ذلك مع رؤية بلدية دبي «بناء مدينة متميزة تتوفر فيها استدامة رفاهية العيش ومقومات النجاح»، فليس هناك رفاهية مع أغذية فاسدة أو ملوثة.