«الكتاب صديق بارد لكنه موثوق» مقولة يُطبّقها عبد الرحمن الحجاجي الذي تُشكّل القراءة بالنسبة له ضرورة من ضروريات الحياة.. عبد الرحمن موظف في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، يصف نفسه بالقارئ النهم، حيث تشكل المطالعة جزءاً أساسياً من أجندته اليومية، فلا يمكن أن يمضي يوماً مهما تعاظمت مشاغله دون أن يتخذ زاوية له ليقرأ.

يقول الحجاجي: هناك مقولات لعلماء تبين دور القراءة في حياة الفرد، منها «الإنسان القارئ تصعب هزيمته»، وعندما سُئل الفيلسوف الفرنسي فولتير عمن سيقود الجنس البشري أجاب «الذين يعرفون كيف يقرأون» و«إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة».

. هذه مقولات كلها تدلل على مكانة القراءة والقيمة التي تبقى تؤديها. وعليه فإن المكتبة ركن أصيل في بيتي وبها مئات العناوين المهمة لكني أركز على ادب الرواية والكتب التاريخية فلا يمكن أن تغفل أهم الروايات العالمية والعربية والمحلية.

بعد العصر

ويتابع: أختار فترة بما بعد العصر للقراءة بحكم طبيعة عملي التي تساعدني على ذلك، وأنتقي ما تقع عليه عيني وأحبذ دائما أن أواكب أحدث الإصدارات، لكني اعترف ان بعض الكتب لا يمكن الاكتفاء بقراءتها مرة او مرتين، فتراني أقلب صفحاتها مرارا وتكرارها، كرواية «مائة عام من العزلة» لماركيز..

مشيرا الى ان تفضيله للروايات يجعله يبحث دوما عن الكتب العميقة في محتواها وطرحها ويرفض قراءة الروايات السطحية التي لا فكرة ولا لغة فيها.

ويقول: أحاول أن أجعل القراءة عادة يومية عند أطفالي رغم صغر سنهم، لأن اللّبنة الأولى في بناء الإنسان ثقافيا تبدأ منذ الطفولة، حيث تسهم المطالعة إسهاماً محورياً في بناء الشخصية من شتّى النواحي، والعائلة التي تقرأ يعتاد أبناؤها على هذا المشهد ويصبحون جزءاً لا يتجزأ منه.

الكتاب في يوم

ويضيف عبد الرحمن الحجاجي: أحرص على زيارة المعارض التي تعنى بالكتاب منها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومعرض أبوظبي للكتاب وأنا زائر دائم للمكتبات العامة، وأسعى دوما الى جعل مكتبتي غنية..

لكن ما أفضله هو كتب الرواية التي أحببتها منذ كنت طفلاً صغيراً، وأقرأ للكاتب نبيل فاروق، وبعدها القصص البوليسية لأجاثا كريستي التي أخذت حيزا من حياتي في فترة المراهقة الأولى، وكنت أنهي الكتاب في يومه، ولا أبرح مكاني حتى أنتهي منه تماما.

ويعتبر عبد الرحيم أن عملية التثقيف مستمرّة لا تتوقّف عند سنٍّ معيّنة، وعليه ينبغي على الأهالي ان يولوها حيزا كبيرا من اهتمامهم، ويجعلوا الكتاب رفيقا لأبنائهم، باعتبارها من أهم وسائل استثارة قدرات المتعلم وإثراء خبراته وزيادة معلوماته ومعارفه وتمكينه من تحصيل المواد الدراسية جميعها، علاوة على ان ثقافة أي مجتمع هي عبارة عن قيمه السلوكية والخلقية وغيرها التي يستمدّها من عقيدته الدينية وما ابدعته أنامل الكتاب، مشيراً الى ان القراءة تسهم في تكوين الشخصية النامية المبدعة المبتكرة، وتشكيل الفكر وتنمية ميول الفرد واهتماماته.

روايات لا تُنسى

ويتابع: من الروايات التي لا أنساها وحفرت عميقا في داخلي رواية سلطان العميمي «صندوق بريد 1003» ورواية «البانسيون» للكاتب عبد الله النعيمي التي يركز فيها على المظاهر الاجتماعية الزائفة التي يعيش فيها البعض وتشكل نمط حياته، ويخص بالذكر أيضا رواية دان بروان «ملائكة وشياطين».

ويبيّن الحجاجي: مكتبتي المنزلية تضم روايات وكتباً تاريخية، فمن التاريخ نستلهم العبر ودروس الحاضر والمستقبل أيضا، ومن الاهمية بمكان ان نطلع على التاريخ الانساني بشكل عام والتاريخ العربي الإسلامي بشكل خاص.

ويصف عبد الرحمن مكتبته بالركن الذي يتخلص فيها من الهموم والمشاكل وكل المشاعر السلبية التي سرعان ما تتبدد فور جلوسه على مقعده الخاص والتقاط كتاب من أحد رفوف المكتبة الغنية بالروايات القيمة العربية والمترجمة.

ويرى أنه من الضرورة بمكان تعزيز مهارة القراءة عند طلبة المدارس وحتى مرحلة رياض الاطفال، والسعي نحو زيادة عدد المكتبات وإعطاء المتعلمين مساحة اكبر، والتركيز على دور الاسرة في توثيق الصلة بين الطفل والقراءة منذ نشأته، موضحاً ان اعادة الاعتبار للقراءة تستلزم تضافر الجهود والعمل وفق استراتيجية شاملة تتعاضد فيها أدوار جهات متعددة هي الأسرة والمدرسة والإعلام والمراكز الثقافية والجهات الحكومية.‏