أولت الدولة قضايا الأمومة والطفولة، خلال العقود الماضية اهتماماً بالغاً، بهدف الارتقاء بالخدمات النوعية المقدمة من خلالها، فضلاً عن توفير البيئة المناسبة، لتأسيس مجتمع إماراتي قاعدته راسخة ومتينة، سعياً نحو مكانة عالمية ترسخ الإمارات مكاناً يتمتع بمعايير إنسانية عالمية.
أماكن لائقة
وفي هذا الاتجاه أُطلقت العديد من المبادرات التي تحمل كثيراً من الإيجابيات عند تفعيلها، مثل مبادرة «راحة واستراحة» التي جاءت انعكاساً لاهتمام وزارة الشؤون الاجتماعية بالأم وطفلها، وركزت على تشجيع كافة المؤسسات الحكومية والخاصة، والأماكن العامة من مراكز تسوق ومطارات وحدائق، لتخصيص مكان لائق داخل هذه المنشآت يتميز بالخصوصية ويهتم بتقديم الرعاية والعناية للأم وطفلها، وأن تكون هذه الأماكن عبارة عن غرفة تتوفر فيها جميع الاحتياجات اللازمة، فضلاً عن تقديم كل ما يمكن أن يسهل على الأم رضاعة وعناية طفلها.
اشتراطات مهمة
واشترطت المبادرة أن تكون هذه الغرفة منفصلة عن دورات المياه ويفضل أن تكون بعيدة نوعاً ما وفي مكان هادئ لإتاحة الفرصة للأم للعناية بطفلها ورضاعته وتغذيته وتغيير ملابسه، وقد تكون هذه الغرفة ثابتة أو متنقلة.
مدن صديقة للطفل
وتعتبر مبادرة «راحة واستراحة» تأكيداً ودعماً لمفهوم مدينة صديقة للطفل ومساهمة من وزارة الشؤون الاجتماعية لنشر والتعريف بتجربة إمارة الشارقة وتعميمها لما لها من آثار إيجابية نافعة وصحية على الأم والطفل على حدٍ سواء.
وتأتي مبادرة الوزارة استكمالاً لما بدأته إمارة الشارقة، خاصة أن كل ذلك يصب لصالح الجهود الوطنية لتشجيع الرضاعة الطبيعية وتقوية العلاقة بين الأم وطفلها من خلال تعزيز تواجدها معه ورضاعته بطريقة طبيعية.
وتسعى إمارات الدولة ومدنها حالياً للتحول بأفكارها وخططها إلى (مدن صديقة بالطفل)، توفر للطفل أماكن صديقة للرضاعة، وأماكن عامة صديقة للأم والطفل، وأماكن عمل صديقة للأم العاملة، ومرافق صحية صديقة للطفل.
نقلة نوعية
وسيمثل تحقيق مثل هذه المبادرة نقلة نوعية مهمة في الخدمات المقدمة للطفل، كما ستؤسس لانطلاقة جديدة تشمل إمارات الدولة كافة، لتكون الدولة كما هو عَهْدُنا بها الأفضل عالمياً في الخدمات التي تقدمها للإنسان بشكل عام وللطفل بشكل خاص.
معايير عالمية
وستوفر الوزارة بالتنسيق مع هيئة الإمارات للمقاييس والمواصفات، معايير إماراتية خاصة بذلك، بالإضافة إلى الاستعانة بالمعايير العالمية المعتمدة لدى منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية للاقتداء بها بهدف تقديم خدمات متميزة وعالمية في الوقت نفسه، خاصة أن الإمارات تستقبل سنوياً الملايين من الزوار، ما يستدعي توفير خدمات راقية لهم.
برنامج زمني
ووضعت وزارة الشؤون الاجتماعية خطة عمل وبرنامجاً زمنياً، للبدء في تسويق مفهوم «مدينة صديقة للطفل»، هذه الفترة، بغرض رفع الوعي بالخدمات التي تضمها المبادرات التي تأتي تحت مظلة هذا المفهوم، بما يعود بالنفع على المجتمع خلال وقت قصير، وسيتم بالتوازي مع ذلك التنسيق مع الحملات المشابهة على مستوى الدولة، مثل (حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل) لتعظيم الاستفادة من الخطوات والإجراءات لتكون جميعها في الاتجاه نفسه، الذي يؤهل الدولة لتبوؤ مراكز عالمية في هذا الشأن التي تتسابق الدول المتحضرة العالمية للاهتمام به، خاصة أنه يمثل قطاعاً كبيراً من أي مجتمع.
اهتمام
اعتبرت دولة الإمارات على الدوام أن الأطفال هم عماد المستقبل، وأن بناءهم على أسس سليمة يعني ضمان مستقبل مزدهر، ولذلك كان الاهتمام الكبير بتوفير التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية وضمان حمايتهم من الإساءة وسوء المعاملة، ووفرت اماكن خاصة لترفيههم، كما وفرت الحقوق التي تضمنتها اتفاقية حقوق الطفل.