أكد وزراء ومسؤولون أن التغييرات العشرة في برنامج القمة الحكومية لهذا العام ستنقل القمة إلى آفاق أوسع تجعل من دولة الإمارات منبراً لحكومات العالم الطامحة إلى تطوير أدائها وخدمة شعوبها وإسعادها، وصياغة مفاهيم جديدة للقيادة الحكومية سواء على مستوى الإدارة أو الابتكار أو التميز، وإثراء التنافس بين العاملين في خدمة الشعوب لتقديم الأفضل.
وتجلت التغييرات في تحويل المنتدى إلى مؤسسة عالمية، بالإضافة إلى الدراسات المتخصصة على مدار العام، والإجابة اليوم على أسئلة الغد، وإثراء النقاشات، والمنصات المعرفية الإلكترونية وآليات للتعارف وبناء الصلات، ومعرض للحكومات الخلاقة، فضلاً عن ضيف الشرف السنوي، وجائزة أفضل وزير على مستوى العالم، بالإضافة إلى الاسم والشعار الجديد للقمة.
مكانة الإمارات
وأكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي، أن انعقاد القمة العالمية للحكومات سيسهم في بناء وتعزيز مكانة الدولة وحضورها على المستوى العالمي، والمساهمة في تحقيق الجهود الرامية إلى لعب الدولة دوراً محورياً في استشراف المستقبل لخدمة البشرية جمعاء.
وقالت إن الإمارات على موعد خلال الأسبوع الراهن مع مرحلة جديدة من الشراكة الدولية، والتي ستسهم دون أدنى شك في الارتقاء بمنظومتها الحكومية إلى مستويات جديدة من التميز، وترسيخ مكانتها على مستوى العالم، مستفيدة من مستوى التمثيل الدولي، والحضور اللافت الذي يزخر بالقيادات العالمية، وصناع القرار، والخبراء".
ونوهت الى جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أطلق مفهوم القمة الحكومية في دورتها الأولى على المستوى المحلي عام 2013، ليسهم في تطوير بيئة العمل الحكومي والارتقاء بمستوى تنافسية المؤسسات في خدمة الوطن والمواطن بالاستناد إلى مفهوم الابداع والابتكار، وتعميق الارتباط بمؤشرات الأداء.
وأضافت أن هذه الرؤية لم تقف عند حدود الإمارات، بل اعتباراً من الآن، ستكون الإمارات محركاً وملهماً لحكومات العالم، فتحويل هذه القمة إلى حدث عالمي، سيكون رافداً رئيسياً لمخزون الحكومات بالمعرفة، ومحفزاً للخطط التنموية العالمية، وبانياً للشراكات الدولية، ما سيعود بالتالي على جميع الأطراف بالمنفعة، والقدرة على استشراف الفرص والخطط المستقبلية".
وأكدت معاليها أن دولة الإمارات ستكون المستفيد الأكبر بالنظر إلى نوعية وكفاءة الحضور والمشاركين في هذا الحدث العالمي، الذي سيكون له الأثر الأبرز في تطوير القطاع الحكومي بدولة الإمارات.
وأوضحت الشيخة لبنى القاسمي أن الحراك العالمي الذي ستشهده دولة الإمارات على مدى ثلاثة أيام، سيفتح باب حوار يستهدف مخرجات واضحة حول مستقبل التعليم والصحة وبناء مدن المستقبل والخدمات الحكومية، في سبيل تحقيق السعادة للبشرية، وفي هذا السياق فإن أبناء الإمارات لن يتوانوا عن تبني وتطبيق هذه المخرجات لخدمة كل من يعيش على أرض إماراتنا الحبيبة.
خطط مستقبلية
وقالت معالي مريم خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية إن القمة الحكومية منذ انطلاقتها في الإمارات قبل أربع سنوات مثلت فرصة ثرية لدول المنطقة والعديد من دول العالم لإعادة النظر في برامجها متنوعة المجالات، بالإضافة إلى اعتماد الخطط المستقبلية لتطوير أدائها الحكومي، مستفيدة بذلك من كل إنجازات العصر ومراحل التقدم التي حققتها العلوم والتقنيات، وسياسة الانفتاح التي جعلت من العالم قرية صغيرة، وأن الوزارة استفادت كثيراً من التجارب الدولية لإثراء خدماتها، كما أن إطلاق جائزة أفضل وزير سيفتح المجال أمام الوزراء بالعالم للحصول على وسام التميز، وأن المنصات المعرفية بالقمة تلعب دوراً مهما في تبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين.
وأضافت معاليها أن القمة تطورت عبر السنوات السابقة وتوسعت دائرة الاهتمام بها وبأدائها ونتائجها المبهرة في العديد من دول العالم واهتمامهم بما تقدمه القمة من خبرات عالمية تمكنهم من تحسين مستوى أداء الحكومات في شتى المجالات، وهي فرصة لبناء حوار متكامل وفاعل بين القيادات العالمية، وهذا يعني أن الإمارات ستصبح منارة للعالم ستؤدي فيه دورا رياديا مشرقا في تبادل الخبرات والمعارف والارتقاء بالأداء، ما سينعكس على حياة الشعوب في المنطقة والعالم التي تطمح في أن ترى حكوماتها ترتقي وتتحلى بالشفافية وتوظيف كل القدرات لمصلحتهم. وأشارت أنه من المؤكد أن القمة الحكومية العالمية التي ستعقد في الامارات سنويا سترفد وتزود حكومة الامارات بمعارف جديدة، وستعزز وتدعم تجربتها في الأداء الحكومي المتميز، كما أنها ستكون فرصة نادرة للعاملين في حكومة الإمارات في شتى المستويات الوظيفية للاطلاع والتعرف على التجارب العالمية النادرة كما أنها ستكون منبرا لهم لإطلاع العالم على تجربتها الفريدة التي جعلت منها الأولى عالميا في مؤشر الثقة بالحكومة.
القطاع الاجتماعي
وأوضحت أن القطاع الاجتماعي كانه له حضور مميز بين دول العالم لا سيما أن هذا القطاع يعنى بفئات ذات أولوية واهتمام الحكومات في العالم، وكانت تجارب الدول التي نقلت خبراتها في مجالي الرعاية والتنمية الاجتماعية واهتمامها بالمستفيدين غنية في طرحها حول سبل تطوير الخدمات المقدمة لذوي الاعاقة والمسنين والأيتام والأسر المنتجة. ولفتت معاليها إلى أن إطلاق الامارات لجائزة أفضل وزير على مستوى العالم ستفتح المجال أمام الوزراء من جميع دول العالم للإفادة من هذه الفرصة الفريدة من نوعها للحصول على وسام التميز والتكريم، وبالتأكيد سيكون لهذا التنافس أثر إيجابي كبير في التحفيز للنمو والارتقاء، كما سيتيح الاطلاع على تجارب وأداء الوزراء ممن كانت لهم بصمة واضحة في التغيير والتميز عالميا.
وقال معالي عبد الرحمن العويس: «يكفي الامارات فخراً أن القمة العالمية للحكومات تدار من قبل شباب وشابات الوطن الذين طالما راهن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عليهم في القيادة والإبداع والابتكار، ما يؤكد أن الإمارات سبقت دولاً متقدمة في استشراف المستقبل.
ريادة الإمارات
من جهته، قال معالي صقر غباش وزير العمل: «إن تحويل القمة إلى مؤسسة عالمية سيعطيها زخماً وحضوراً دولياً غير مسبوقين، حيث ستسهم في مساعدة الحكومات على استشراف المستقبل في القطاعات كافة وفق أسس علمية قائمة على الدراسات والأبحاث، والاستفادة القصوى من التكنولوجيا الحديثة، وتوفير الوسائل الداعمة لتعزيز الابتكار والإبداع».
وأضاف «إن القمة العالمية للحكومات تؤكد ريادة دولة الإمارات في إطلاق المبادرات العالمية، حيث تعتبر منبراً عالمياً للنقاش والاطلاع على التجارب الناجحة وأفضل الممارسات في الإدارة الحكومية، الأمر الذي من شأنه بلورة سياسات تطويرية لأداء الحكومات لزيادة قدرتها على مواجهة التحديات لا سيما التنموية منها، ووضع الخطط الاستراتيجية التي تمكنها من تحقيق نهضة شاملة بما يحقق الرضا والسعادة والرفاه للشعوب».
وأوضح «أن الإمارات سجلت نجاحات لافتة من خلال القمة أبرزها تقديم نموذج عالمي للحوار المباشر الهادف والبنّاء بين القيادات السياسية والمسؤولين الحكوميين والعاملين في هذا القطاع، بهدف الارتقاء المتواصل به وبالخدمات التي يقدمها بالتعاون مع القطاع الخاص.
وذكر معالي صقر غباش أن أجندة الدورة الحالية من القمة بما تتضمنه من محاور مهمة تبعث على الثقة والتفاؤل بمخرجاتها، خصوصاً في ظل استضافة العديد من القيادات الحكومية على مستوى العالم، وصانعي السياسات والخبراء والمتخصصين في العديد من المجالات.
رخاء الشعوب
بدوره أكد معالي حميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة، المدير العام لهيئة الصحة بدبي، أن الإمارات تخطت بتقدمها وازدهارها ومجمل إنجازاتها حدود الزمن، وأصبحت هي التي تقود الآن وتؤسس للمستقبل، وهي التي تضع الملامح الرئيسة لمجتمع اقتصاد المعرفة، وما يتصل بهذا المجتمع من تطور على ساحة الإبداع والابتكار والفكر المؤسسي لإدارة الحكومات واقتصادياتها وخططها التنموية المستدامة، موضحاً معاليه أن نجاح دولة الإمارات بمؤسساتها وهيئاتها وشعبها في الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة وطليعتها، ما هو إلا ثمار فكر وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وقال معاليه: إن توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتحويل القمة الحكومية من حدث عالمي إلى مؤسسة عالمية تعمل على مدار العام وتركز على استشراف المستقبل، يعد واحداً من أهم الإسهامات التي تقدمها دولتنا وحكومتنا الرشيدة لنماء العالم وتطور اتجاهاته وخريطة رفاهيته التي تعمل الإمارات على أن تتسع هذه الخريطة لتشمل جميع الشعوب على اختلاف أجناسها وألوانها وأعراقها، ولاسيما أن توجيهات سموه تركز على القواعد الأساسية للحضارة البشرية والمستقبل وعلومه، من التقنيات والإبداع والاقتصاد والمعرفة والسياسة والتنمية الاجتماعية، إلى جانب فتح آفاق جديدة للتعاون الدولي بين الحكومات وبناء الشراكات بين المنظمات المتخصصة من أجل إسعاد البشرية، والحفاظ على مقدرات هذا العالم وأمنه وسلامه.
ولفت إلى أن النجاح العالمي الذي حققته القمة الحكومية في دوراتها السابقة، كان هو المقدمة الحقيقية للنجاح المتوقع من القمة العالمية للحكومات (2016)، وبخاصة مع تحول القمة إلى مؤسسة عالمية، تستهدف تحقيق الرخاء لأكثر من 7 مليارات إنسان في العالم.
مفاهيم جديدة
أما الدكتورة عائشة بن بشر المدير العام لمكتب مدينة دبي الذكية، فقالت إن القمة استطاعت صياغة مفاهيم جديدة للقيادة الحكومية، ولا شك أن تحويل القمة من حدث عالمي إلى مؤسسة عالمية تعمل على مدار العام سيكون له أثر كبير على مختلف الحكومات العالمية، خاصة وأن الامارات اليوم لم تعد تتبوأ الصدارة في المنطقة فحسب بل تعدت ذلك الأمر وأصبحت تقدم ممارسات عالمية من الدرجة الأولى في الاداء الحكومي سواء على المستوى الاتحادي أو المحلي مما جعله منبرا عالميا للقيادة الحكومية المتميزة، وواجب علينا أن ننشر هذه الممارسات خاصة وأن ابناء الامارات قادرون على ذلك نظرا للارث الكبير الذي يمتلكونه فمنذ قيام الدولة حرصت قيادتنا الرشيدة على تأسيس ابن الامارات ليقود ممارسات عالمية من الطراز الأول، ومن ينظر للقمة اليوم يرَ أن هذا الأمر لم يأت من فراغ بل إن حكومة الامارات وقيادتها خططت للمستقبل وأصبحت عضوا عالميا فعالا في تخطيط حكومات المستقبل وتم تسخير جميع الموارد الحكومية.